أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - رائد عبيس - مدرسة فرانكفورت بين الحداثة وما بعدها : مشروع نقد لم ينته بعد














المزيد.....

مدرسة فرانكفورت بين الحداثة وما بعدها : مشروع نقد لم ينته بعد


رائد عبيس

الحوار المتمدن-العدد: 5627 - 2017 / 9 / 1 - 04:39
المحور: الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
    


مدرسة فرانكفورت بين الحداثة وما بعدها : مشروع النقد لم ينتهي بعد

بحثت مدرسة فرانكفورت في جدلية الانقلاب أو التبني للمشروع الحداثي الذي يعد ميزة الإنسان الأوربي , بكونه منعطفاً تاريخياً مفصلياً في خارطة الحضارة التي امتدت منذ اليونان ليورثها الألمان ,فقد كان الفلاسفة الألمان جليون في صنع تراث التنوير والوعي المعمق في رؤى وجذور الحداثة ,فضلاً عن أفقها المستقبلي الذي تشوه بسبب دخان الحربين العالميتين اللتين إنتهيتا بالإنسان الحداثي النرجسي الرومانسي العقلاني , إلى ساحل التأمل البعيد لكل المشاريع الإنسانية ,التي رافقت مشروع الحداثة . فخيبة الأمل الجزرية الطويلة تلك في الوعي الإنساني المعاصر من وعود الحداثة ,ازدادت بسبب الطوفان والمد الغارق لما يسمى "العدمية" لكونها أفق لوعي تجاوزي وفكر إلغائي ومشاريع تخطي , لذلك الركام الذي خلق إطلاله للبكاء والندب و الاستهجان والنقد والسخرية من ذلك القدر الذي سُمي بالحداثة . ذلك الوعي تمثل بتيارات ومشاريع تحاول ترميم المنجز الحضاري الذي أصبح هيكل رث في عمارة الحضارة الغربية ,الذي بدأ الحديث عنه في فن العمارة والنحت والفن والرسم ومدارس فنية وفكرية ذات طابع تجديدي .
مثل مدرسة فرانكفورت التي أنجبت هابرماس ,فقد شرعت بطرح مشروعها النقدي عبر ما يسمى "النظرية النقدية".التي كانت إلى حد كبير ذات طابع تشاؤمي نقدي لكل تمظهرات الوعي المصاحب للمنجز العلمي ـــ التكنولوجي كــ التسليع والتشيؤ والأداتية والفن المبتذل وانحطاط الوعي , الذي مهد لانحدار جديد تمثل بأفق مفتوح وفضاء رحب من اللاعقلانية ,التي تتيح حرية للفكر بعيدا عن النسقيات والأنظمة ,وهذه أدخلت الإنسان المعاصر في تحرر من ضوابط التفكير المنتظم ,وصرنا نسمع حديثا عن موت الإنسان وموت الفلسفة وموت المؤلف وموت الفن ,هذه الإماتات الإفتراضية لمشاريع مازالت على قيد الحياة هو شروع بالتجاوز والقفز والولوج لحقبة جديدة من الوعي البشري الليبرالي, اللبرلة العدمية هنا كانت تعيش مخاض ما يسمى " ما بعد الحداثة " الذي أصبحت مفرداتها تشكل علاقة جدلية مع مفاهيم الحداثة .وتلك الحقبة شهدت نزاع وصراع ونقد وبناء وتفكيك وهدم ,لأهم المشاريع الفلسفية من قبل فلاسفة الحداثة والمدافعين عنها أو فلاسفة ما بعد الحداثة وناقديها .وقد كان لهابرماس موقفا من تلك الآراء والتحولات عبر عنه بصيغة وبمقولة " الحداثة مشروع لم يكتمل بعد " بمعنى انه مشروع لم يستنفذ كل مؤهلاته ولم يتيح له إن يُستكمل دوره ,فالحداثة من وجهة نظره مازالت فيها مكامن قوة تسمح لها بالإستمرار والتفاعل والعطاء.
فرؤى هابرماس ما هي إلا إستنفادية جعلته يتحرك ضمن أفق مرحب به,إلا وهو "التواصل ", هذا المفهوم الذي كون منه "نظرية الفعل التواصلي " التي استلهمت كل التراث النقدي ببعد هيرمونطيقي ,منذ اليونان وحتى أمانوئيل كانت ووصولاً إلى أصحاب النظرية النقدية ومؤسسي مدرسة فرانكفورت أدورنو وهوركهايمر . اللذان لم يمضيا قدماً في مشروع النظرية إلى أن تحقق هدفها بسبب رؤاهم التشاؤمية , وهذا هو أحد مآخذ هابرماس عليهما رغم أنه لم ينقدهما بشكل لاذع واكتفى بالنقد اللطيف.مضى هابرماس قدماً إلى تطوير النظرية النقدية ببعد تواصلي , فالعقل التواصلي والفعل التواصلي يتصل بمجالات متنوعة ومختلفة حدد أولويتها هابرماس في الأخلاق والسياسة وتكنولوجيا التواصل , ودورها في تعزيز هذا البعد الإنساني الذي يحمل معه مضامين أخلاقيات التواصل فيما لو قننت بعيداً عن الأداتية الإنتاجية أو الإستهلاكية , التي تنتهي بالإنسان إلى سلعية و صنمية وشيئية . وبالتالي إلى قيمية رأسمالية مقنعة , تحت غطاء التحرر والحقوق والحريات والقوانين الكافلة والضمانات الإجتماعية والإقتصادية , فالبعد الإيديولوجي ليس ببعيد عن هذه الأداتية والإنتاجية , التي استثمرت سياسياً لتدخل الإنسان في وعي مؤدلج تحت عنوان تلبية الرغابات وإتباع الموضة ووسائل الرفاهية , فالإنسان الذي يعيش المنجز الحداثي ليس ببعده العقلاني وإنما التكنولوجي والصناعي , انتهى به الأخير وبسبب نتائجه إلى عدمية ما بعد الحداثة .
المشروع الذي استهجنه هابرماس ونقده , بسبب رؤيته ألا قيمية التي تطيح بوجه أو بآخر بالمشروع القيمي التواصلي الذي ينطوي على معيارية و علموية في الوقت نفسه , مستثمراً كل الحقول المعرفية التي تدخل كحلقة وصل في تنظيم هذا البعد في المشروع وهذا لا يتم بسهولة ,إلا بنقد مشروعات ألما بعديات ــ التجاوزيات , بأدوات عقلانية نقدية جديدة , كانت الأخلاق واللغة و الهيرمونطيقا أهم مقوماتها فضلاً عن نتاجاتها المفاهيمية,التي اتصفت بإنسانيتها و كونيتها مثل الفضاء العمومي والمجتمع المدني والعالم المعيش والديمقراطية التواصلية ومفهوم المواطنة ودولة الرخاء والمشروعية والدين , وهذا ليس من استشراف المستقبل وحسب , بل أتى من استنطاق الموروث الفلسفي واستنطاق ما هو قابل للإستنطاق, الذي يحاول من شأنه تقليص مسافة الفهم البشري والإتفاق على سقف فهمي واصطلاحي لمعايير أخلاقيات التواصل ببعدها الإنساني والكوني .



#رائد_عبيس (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- حدود المواطنة
- المواطنة
- التكنو قراط - النخب الممتطاة -
- الذات المعنفة والشرعية المأزومة
- بيتر سلوتردايك


المزيد.....




- كيف تغيّرت صيحات المكياج خلال 20 عامًا؟
- إحداها في سوريا..إليكم 10 من أجمل القلاع حول العالم
- قنابل ضد التحصينات وحاملات مجموعات مقاتلة.. ما هي أصول أمريك ...
- ترامب يدعو لإخلاء طهران فورا وإسرائيل تقصف التلفزيون الرسمي ...
- سوريا.. تجارة وصناعة الكبتاغون مستمرة رغم سقوط النظام
- بقصف إسرائيلي..أكثر من 45 قتيلا في حصيلة غير نهائية لاستهداف ...
- -NISAR-.. قمر صناعي جديد لرصد الأرض بدقة غير مسبوقة
- صحيفة أمريكية: رادار روسي الصنع ساعد إيران على إسقاط مقاتلة ...
- الشرطة الإسرائيلية تعتقل مواطنين عربا لاحتفالهم بالصواريخ ال ...
- احذرها.. أخطاء شائعة في استخدام واقي الشمس


المزيد.....

- الآثار العامة للبطالة / حيدر جواد السهلاني
- سور القرآن الكريم تحليل سوسيولوجي / محمود محمد رياض عبدالعال
- -تحولات ظاهرة التضامن الاجتماعي بالمجتمع القروي: التويزة نمو ... / ياسين احمادون وفاطمة البكاري
- المتعقرط - أربعون يوماً من الخلوة / حسنين آل دايخ
- حوار مع صديقي الشات (ج ب ت) / أحمد التاوتي
- قتل الأب عند دوستويفسكي / محمود الصباغ
- العلاقة التاريخية والمفاهيمية لترابط وتعاضد عالم الفيزياء وا ... / محمد احمد الغريب عبدربه
- تداولية المسؤولية الأخلاقية / زهير الخويلدي
- كتاب رينيه ديكارت، خطاب حول المنهج / زهير الخويلدي
- معالجة القضايا الاجتماعية بواسطة المقاربات العلمية / زهير الخويلدي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - رائد عبيس - مدرسة فرانكفورت بين الحداثة وما بعدها : مشروع نقد لم ينته بعد