أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - رائد عبيس - حدود المواطنة














المزيد.....

حدود المواطنة


رائد عبيس

الحوار المتمدن-العدد: 5626 - 2017 / 8 / 31 - 14:28
المحور: المجتمع المدني
    


حدود المواطنة

مازلنا لا نسعى للحديث عن مفهوم "المواطنة الكونية" لأن المواطنة المحلية لم تتحقق بعد !! ولعل سبب عدم توفرها هو انتهاك حدودها والتجاوز عليها , هذا إذا وجدنا من يعرف حدود المواطنة من الطبقة السياسية المعنية بالدرجة الأساس التي تؤلف الحكومة! فلا يمكننا إن نشير إلى مصطلح الحكومة هنا دون ذكر أحزاب الحكومة ,فالحكومة أحزاب والأحزاب حكومة,وتبادل الأدوار بين الصفة الرسمية والحزبية هو أمر أعتدنا عليه بعد التغيير,فرسخت هذا الوضع مفاهيم تبادلت الأحزاب أدوار ترسيخها في ذهنية المواطن العراقي ,بل حتى في العرف الرسمي للدولة .
والسبب هو عدم وجود أحزاب معارضة خارج السلطة,تراقب عمل السلطة ,وهذا ما أفقدنا حس المراقبة ؛ لأن لا أحد من الأحزاب وقادتها تسمح لنفسها من مراقبة نفسها أو تسمح لآخر بمراقبتها ,فحدودها مفتوحة مع الدولة وثروتها تنهب كيف ما شاء . فالمتهم يتبادل دوره مع القاضي والقاضي يتبادل دوره مع المتهم , تبادل الأدوار أضاع لكل شيء هيبته ,وعمل على مسح كل حدود القانون الرملية في هذا البلد ,فلم تعد هناك حدود لم تنتهك حتى أعراض الناس, وفق سياسة مباشرة وغير مباشرة , وفي النهاية بعد معرفتنا بتجاوز الحدود وانتهاكها نسأل عن حدود المواطنة !؟ من يرسمها !؟ من يحترمها !؟ وهذا كله خلق ذاكرة مشوهة وقطيعة.
انطلقت مسميات في جولات انتخابية سابقة تحمل أسم "المواطنة" و "دولة القانون" ولكن هذه المصطلحات في الواقع انبثقت لا من حاجة ماسة إلى تعريف المواطن بنفسه كمواطن, بل كناخب,وصوت ,ومكسب لهذه الجهات السياسية !!.
المشكلة الكبيرة وراء هذا التفكير, إن الأحزاب السلطوية الإسلامية ,بحاجة إلى جمهور, لا يهمهم أي جمهور هذا مثقف غير مثقف جاهل متعلم , المهم الحصول على أتباع ومريدين ومؤيدين ومصفقين ومهللين ومرحبين,بغض النظر عن صفتهم التي نبحث عنها وهي المواطنة , فالمواطن بالنسبة لهم هو المصوت,والناخب ,والمتبع ,والمؤيد. فحدود الحزب أصبحت هي حدود المواطنة عند هذه الأحزاب وأتباعهم. فكل ما هو معارض هو خارج عن القانون وليس له الحق حتى إن يحمل صفة المواطنة أو يُعامل كذلك . تقليص مساحة المواطنة سبب رئيسي في تلاشي مفهوم المواطنة بالمعنى الحقيقي والقانوني في ثقافة المواطن العراقي ,الشعور بالضيق من الإنتماء وفيه جعل أفراد الأقليات في هذا البلد يعانون من انحسار الصفة المعنوية لوجودها بكونهم مواطنين ,فضلا عن القانون الغير منصف الذي هو الآخر بدأ يمتلك واجهة انتماء لتلك الأحزاب , وفقد قدرته على حماية مواطنيه الذي عرفهم في لائحته , ونؤكد دائما إن تعريف المواطنة في تلك اللوائح القانونية الدستورية غير كاف لغرس ونمو و ازدهار المواطنة في العراق , البعد المعياري لهذه المواطنة غائب بسبب تعقيدات القانون والقفز عليه بعوامل سحقه المتمثلة بالانتماءات السيئة للأحزاب والتيارات السياسية . " فالمواطنة الدستورية " لا تحقق البعد المعياري لوجودها ولا القانوني ؛لأن القانون المتهرء أمام سلطة الأحزاب ,فقد أرادته في توضيح مفاهيمه وشرح أفكاره وإبداء رأيه بل أخذ يُتلاعب به كيفما تشتهي الأحزاب وترغب ؟
كل هذه التفاصيل ساهمت في رسم حدود المواطنة في ذهنية المواطن العراقي تجاه مواطنيه ,وعندما يرى إن الوضع أفقده قدرته ليكون مواطن صالح يتحول إلى مواطن فاسد ,وهذا ما جعل منظمات الدولة تصنف العراق كبلد فاسد حكومةَ وشعباً ,فالأحزاب,والإرهاب , والطائفية , والديمقراطية الفاشلة , ( اللاديمقراطية) ,والفساد ,واللاقانون , والظلم , وإنعدام العدالة, وطوفان العشائر وشيوخها في مستنقع الأحزاب .وشمولهم بفكرة الانتماء المؤسساتي الفاسدة,واحتوائهم بمؤتمرات مزيفة لخداعهم. هذه السلبيات قوضت فكرة المواطنة , وإبادتها نظرياً وعملياً في وعي الإنسان العراقي .فالمواطن العراقي يستشعر مواطنيته وحدودها في ثلاثة جوانب وهي :
1- داخل حدود عشيرته,فهو مواطن عشائري ,مواطن في عشيرته.
2- مواطن داخل حزبه ,فحزبه يوفر له حماية من القانون ويمنحه حصانه الانتماء.
3- مواطن طائفي,يشعر بمواطنيه داخل طائفته؛لأن التفاهم والتواصل الاجتماعي بين الطوائف قد حرم منه, بسبب التوتر الطائفي ,فبدأ الأشخاص يتجنب الاحتكاك بالآخر لهذا السبب .



#رائد_عبيس (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- المواطنة
- التكنو قراط - النخب الممتطاة -
- الذات المعنفة والشرعية المأزومة
- بيتر سلوتردايك


المزيد.....




- غرق مئات خيام النازحين نتيجة الأمطار والرياح الشديدة في غزة ...
- برنامج الأغذية العالمي يحذر من أن المجاعة في شمال غزة “وشيكة ...
- غرق مئات خيام النازحين نتيجة الأمطار والرياح الشديدة في غزة ...
- نتنياهو يستبعد غانتس من مفاوضات الهدنة وتبادل الأسرى
- عهد جديد للعلاقات بين مصر وأوروبا.. كيف ينعكس على حقوق الإنس ...
- -إسرائيل اليوم-: نتنياهو يستبعد غانتس من مفاوضات الهدنة وتبا ...
- ماسك يوضح استغلال بايدن للمهاجرين غير الشرعيين في الانتخابات ...
- سفير فرنسا في الأمم المتحدة يدعو لإنهاء فوري للحرب على غزة
- شكري: مصر تدعم الأونروا بشكل كامل
- تقرير يدق ناقوس الخطر: غزة تعاني نقصا بالأغذية يتخطى المجاعة ...


المزيد.....

- أية رسالة للتنشيط السوسيوثقافي في تكوين شخصية المرء -الأطفال ... / موافق محمد
- بيداغوجيا البُرْهانِ فِي فَضاءِ الثَوْرَةِ الرَقْمِيَّةِ / علي أسعد وطفة
- مأزق الحريات الأكاديمية في الجامعات العربية: مقاربة نقدية / علي أسعد وطفة
- العدوانية الإنسانية في سيكولوجيا فرويد / علي أسعد وطفة
- الاتصالات الخاصة بالراديو البحري باللغتين العربية والانكليزي ... / محمد عبد الكريم يوسف
- التونسيات واستفتاء 25 جويلية :2022 إلى المقاطعة لا مصلحة للن ... / حمه الهمامي
- تحليل الاستغلال بين العمل الشاق والتطفل الضار / زهير الخويلدي
- منظمات المجتمع المدني في سوريا بعد العام 2011 .. سياسة اللاس ... / رامي نصرالله
- من أجل السلام الدائم، عمونيال كانط / زهير الخويلدي
- فراعنة فى الدنمارك / محيى الدين غريب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - رائد عبيس - حدود المواطنة