أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - رائد عبيس - الشيوعية ثقافة وليس عقيدة ،اشكالية التكفير بلا تفكير















المزيد.....

الشيوعية ثقافة وليس عقيدة ،اشكالية التكفير بلا تفكير


رائد عبيس

الحوار المتمدن-العدد: 6226 - 2019 / 5 / 11 - 02:42
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


الشيوعية ثقافة وليس عقيدة
إشكالية التكفير بلا تكفير


تمتد الجذور الفكرية للشيوعية إلى بدايات غريزة التملك الناشئة مع الإنسان، وسببها رغبة الاحتكار المفرط ،ازاء المتوفر، ومحاولة منعه عن الآخرين، فالشيوعية موجودة في رغبة البشر قبل أن تكون إيديولوجيا، وقبل أن تكون فلسفة حياة، كالتي ظهرت عند أفلاطون وامتداداتها الفكرية في مدارس مختلفة ،وصولا إلى الشيوعية الماركسية، المنتشرة في أغلب دول العالم ، وأوسعها انتشارا وتاثيرا في الصين الشعبية، اذ بوجودها هناك تعد الشيوعية أكبر حزب سياسي في العالم، وبالتأكيد هذا التأثير له طابعه الخاص والمميز الذي يختلف عن كل شيوعية البلدان الأخرى،ولاسيما بلدان الوطن العربي التي تلقتها وسط فكر التحريم ، والممنوع ، والاضطهاد للحريات الفكرية، فالشيوعية الماركسية لدينا تخطت المراحل الأولى للتكوين، الصبغة العلمية، والطابع الفلسفي، والفكر الاجتماعي النقدي الحركي، وعرفناها إيديولوجيا سياسية ،تطمح للحكم والتأثير في الجماهير ، فأعتقد فيها وكأنها تريد أن تصبح عقيدة ، تنافس عقائد السماء ، أو كما أرادها أصحابها كذلك، هذا حال فكر علماني يعيش في بيئة مغلقة عقائدياً، وحتى يكون وجوده فاعل، يجب أن يتخذ طابع القداسة الفكرية الذي ينافس القداسة العقائدية، ويطرح نفسه كبديل عنها، ربما كان كذلك أو هو متصور عند الآخرين، من الذين لا يعتقدون بها، وينظرون لها بريب وشك وحذر.
هل يعني ذلك أن الشيوعية ،تحولت إلى عقيدة فعلا؟
دخول الفكر الشيوعي للعراق ، ومراحل تكوينها وتاثيرها بالجماهير والطبقة المثقفة منهم ، أو المياله الى متبنياتها ، بكونها تناغم وتخاطب، الطبقة البروليتارية ، الفقيرة المعوزة التي انهكتها الاقطاعية، والسياسية المغلقة على مفاهيم العشيرة، والعائلة، والطبقية، والتي تجاوز العراق شيء منها بعد ثورة ١٩٥٨ وإعلان الحكم الجمهوري، على الرغم من معاناة الشيوعيين في هذه المرحلة من التقلبات السياسية ، والأنظمة الحاكمة، والأحكام الصادرة بحقهم من تكفير ،وتفسيق، وتحريم. فقد كانت كل هذه الأحكام ومن صدرت منهم، متغافلة ومتغافلين ،حقيقة الشيوعية بانهأ ليست عقيدة بل هي ثقافة، وما حكم التكفير الا أن يقابله عقيدة، فالثقافة يجب أن تواجه بثقافة لا تقابل بعقيدة، فلا يمكن أن تكون هناك مساحة حوار، بين ثقافة بشرية، وبين عقيدة ميتافيزيقة،فالشيوعية هي فكر وثقافة وفلسفة ،لم تكن عقيدة ، والأدلجة هي انتماء اقناعي لا اعتقادي، فالشيوعيون هم مثقفون ، بنمط من الثقافة السياسية، والاجتماعية، بصبغة اقتصادية تحكمها فكرة العدالة والمشاركة، فليس لديهم وعن الشيوعية العراقية نتحدث ،منابر للخطب الدوغمائية، ولا أئمة عواطف وطقوس، ولا يملكون أجنحة عسكرية، لان الثقافة ببساطة تتقاطع مع حمل السلاح، بينما العقيدة تدعو لذلك ،وتحت عنوان الجهاد والشهادة، والثواب، والجنة، فالاحكام الصادرة بحق الثقافة الشيوعية، هي احكام تكفير بلا تفكير، من وجهة نظرنا، ولو كانت هناك مقابلة معرفية بين مفهوم؛ الثقافة/ العقيدة، العلمانية/ الدينية، المدنية/ اللا مدنية، الثقافة / العاطفة، الانفتاح/ المحافظة، الإلحاد/ الايمان ،لما كانت هناك احكام تكفير بلا عقيدة تقابلها، ولو انها احكام مقصودة في عمقها ،موجهة للعامة من العاطفيين من الناس الذين يفهمون الدين برجاله، لا العكس، وهي طريقة محاربة الخصوم ، والتنافس السياسي، والتسقيط الاجتماعي وغيرها من الممارسات التي تنبع من تفكير دوغمائي رافض الاعتراف بالآخر، ولو أن رجال هذه الأحكام اقتربوا من الشيوعية العراقية وانفتحوا عليها ،لما فهموها على أنها عقيدة ،ويجب أن تقرع بعقيدة، بل لوجدوها ثقافة تحمل طابع فكري وسياسي واجتماعي لها طروحاته ،في إصلاح الحياة ،ونظام الدولة ، والمشاركة بالحكم، فالشيوعية العراقية واتباعها يمارسون كل سلوك من أصدر بحقهم حكم التكفير، فهو واغلبهم يؤمنون بالله ،ليسوا كفرة، دينهم الاسلام من هو مسلم منهم، يصومون، يصلون، يشاركون الناس مناسباتهم الدينية، يعقدون اقرانهم بالسنة النبوية، يباركون المناسبات الدينية ، ويعيدون في اعياد الإسلام، ويقيمون مجالس العزاء وقراءة سورة الفاتحة على شهداء رفاقهم، وكثير من الشيوعيات محجبات، وملتزمات بزيهن المحتشم وعن قناعة،وغيرها من المسائل التي يؤدونها بشكل غير مختلف عن المتدين ، والذي يحكم عليهم بالكفر والاحاد.
في هذا الاسبوع من شهر ايار ٢٠١٥ تصدت جهات سياسية دينية، ولم نقل دينية سياسية، وذلك لنؤكد انها تتخذ من الدين غطاء سياسي بأمتياز الى تأجيج عواطف الجمهور، عبر مفاهيم مشبع بها سلفاً، منغرسة في تراكماته التاريخية عن الشيوعية، واتباعها ، ومواقفها، استرجعت بها احكام التكفير ، والتفسيق القديمة، بتوظيف جديد ، يقلص الدور الذي ناله الحزب الشيوعي، بعد انضواءه مع تحالف سائرون التابع للتيار الصدري، وهذا التحالف بحاجة إلى تساؤل صريح، هو لماذا لم يستند هذا التيار الديني الى الأحكام الصادرة بحق الشيوعية قديماً وتجنب التحالف معه؟ وكيف وقع بعد مسيرة تحول من التكفير الى التحالف؟ هذه أسئلة تحرج المؤسسات الدينية ومراجعها التي تكفر الشيوعية وتصفها بالالحاد، وتحرك الشارع ضدها، وضد أعضاءها ، والاعتداء على مقراتها، والتنديد بتواجدها ، والتضييق على اتباعها بالتهديد والتصفية وغيرها، فهذه الأفعال لا تشبه أفعال الحليف الذي رحب بتواجده معه، تحت عنوان العراق وهمومه ومشاكله ،متناسين التقاطعات الأيديولوجية، ومتوحدين في موقف وطني، وفي هذا التحالف كانت قد غلبت العاطفة الوطنية على العاطفة الدينية، وتغالب الاعتدال على التزمت، والتشدد في الاحكام الدينية على التيارات العلمانية وبالتحديد الحزب الشيوعي، وغلبت الوطنية على الانتمائية الفرعية، وهذا ما لم يفهم بعد ، من قبل كثير من الأطراف، ولا سيما تلك التي تتخذ من الهفوات ،لغة تصعيد ووعيد، وتنكيل وخصومة، وعدم تسامح واعتراف، بل واظهار البعد الدوغمائي بكل أشكاله وانتماءاته وتبعيته، وهذه مشكلة الشعب الذي لم يتجاوز بعد ،ثقافة الولاء الأعمى الذي يتقاطع مع كل الأطراف الشريكة بالوطن لا بالوطنية!
رائد عبيس



#رائد_عبيس (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- التحولات المذهبية للنقد
- علاقة الحق بالقانون في رؤى هابرماس الفلسفية
- مدرسة فرانكفورت بين الحداثة وما بعدها : مشروع نقد لم ينته بع ...
- حدود المواطنة
- المواطنة
- التكنو قراط - النخب الممتطاة -
- الذات المعنفة والشرعية المأزومة
- بيتر سلوتردايك


المزيد.....




- مادة غذائية -لذيذة- يمكن أن تساعد على درء خطر الموت المبكر
- شركة EHang تطلق مبيعات التاكسي الطائر (فيديو)
- تقارير: الأميرة كيت تظهر للعلن -سعيدة وبصحة جيدة-
- عالم روسي: الحضارة البشرية على وشك الاختفاء
- محلل يوضح أسباب فشل استخبارات الجيش الأوكراني في العمليات ال ...
- البروفيسور جدانوف يكشف اللعبة السرية الأميركية في الشرق الأو ...
- ملاذ آمن  لقادة حماس
- محور موسكو- طهران- بكين يصبح واقعيًا في البحر
- تونس تغلق معبر رأس جدير الحدودي مع ليبيا لأسباب أمنية
- ?? مباشر: تحذير أممي من وضع غذائي -كارثي- لنصف سكان غزة ومن ...


المزيد.....

- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل
- شئ ما عن ألأخلاق / علي عبد الواحد محمد
- تحرير المرأة من منظور علم الثورة البروليتاريّة العالميّة : ا ... / شادي الشماوي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - رائد عبيس - الشيوعية ثقافة وليس عقيدة ،اشكالية التكفير بلا تفكير