أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - محمد الأحمد - التأريخ وعاطفة المنبر














المزيد.....

التأريخ وعاطفة المنبر


محمد الأحمد

الحوار المتمدن-العدد: 6233 - 2019 / 5 / 18 - 12:06
المحور: الادب والفن
    


تقول؛ جدتي وهي تعلم الفتيات، إذ تشرح لهنَّ الدرس الشيّق، بمحبة.. كاشفة عن تلك المسافة القريبة ما بين الحكاية التي فيها سمّاً، أو درساً.
يومها كانت تقول كنا نقرأ في الكتب التي فيها المعلومة المتسلسلة، وكلما كانت متواصلة بلا اي حلقة مفقودة، لأن الحلقات المفقودة سكن تفاصيلها الشيطان، وأننا لا نسمع من الذين لا يعرفون القراءة، يوم كان المنبر متواصلا مع المكتبة، ووينتفع منه بالسمع من لا يعرف القراءة، ولانه رافداً دقيقا للمعلومات.
واليوم بقيت تقول: بينما تستمع الى محاضرة منبرية، ستجدها، دون استناد علمي، خصوصا تلك التي تتحدث عن التوثيق العربي. دائما الكلام، في التوثيق يشوبه الحس العاطفي، أكثر من الحس العقلي، وما بين العاطفة، بمسافة القلب/القمر عن العقل/الأرض..
"كلنا نحب القمر، والقمر بيحب مين".
حيث ذكر "ابن عساكر" في كتابه الرائع تاريخ مدينة دمشق في خبر "هشام بن مروان"، ان الرجل ان اراد إرسال كتاب ما كان عليه ان يرسل معه من يشرحه. وإن ذلك كان في عام ١٢٠هجرية.. إذ تبين لنا )، سنة وضع النقطة على الحرف العربي. وكل من ذكر في عام (٤٠ هجرية لم يكن صحيحا حيث تلك الفجوة التاريخية العميقة، بقيت تغرقنا في يمّ الخطأ الفادح، وإلا كيف لم يصلنا تدوينا من تلك الفترة، الأخطاء هي الخانة التي تزيد في توتر قضايانا. لان من تعامل بعاطفة ذكر "ابو الأسود الدولي" بينما كان الرجل معاصراً للخلافة العباسية، وهو المتهم زورا بوضع النقطة على الحرف العربي.
الحرف ذاته لم يكن عربيا حتى وان استخدمه العرب أهل الحجاز، إذ بقيت العرب حتى القرن الأول للهجرة، تحرم الكتابة، ولذلك لم يصلنا منهم اي تدوين، ولم يقع بين ايدينا الي مخطوط للرسول (ص)، والجزم بلم يصلنا منهم حتى القرآن الكريم، بإستثناء ان تلك الفترة كانت هناك نسخ خاصة بالمحفظين، تلك كانت مخطوطات في عهد عثمان تم حرقها، لانها لم تتطابق مع بعضها البعض، المشكلة ان العرب كانت أمة تنقل أخبارها شفاهيا، ولم تعرف الكاتبة قط.
فالتعليم العربي هو أن يجلس شيخا حافظا مع الاولاد لينقل لهم اخبار أجدادهم، وتلك هي العنعنة..
جدتي جادة في شرحها؛ بقيت تقول لمن لم يعلم..
ثمة محاولات قام بها الحجاج في العراق، لفرض نسخة شفوية من القرآن
التاريخ الصحيح انه في عام ١٢٠ هجرية في عهد "هشام بن عبد الملك الأموي". ضاع الذي أتى بعدها، اذ اختفت المخطوطات الرئيسة، غير مدونة في المناهج الدراسية، باتت من الخيال وليس عليها دليل مادي. تعود اغلبها الي الثقافة الشفاهية، وتداخل فيها السهو، والنسيان، والطمس، والتدليس، وغير تابعة للتمحيص، تخرج من شفاه المتكلم.. كأنها من رأس عالم. تلك الشفاهية المنبرية لم تذكر رقم الصفحة، لانها وفق الاهواء، لا تعتمد دون ثبات علمي، بخار إلى الهواء، مادة غير راسخة، لم تعتمد التوثيق... بدليل عدم وجود أي مخطوط عربي يعود إلى تلك الفترة، وإن سنة التدوين ١٢٠ هجرية ذكرتها مقدمة سيرة بن هشام. عن البكاء، بالأصل عن ابن إسحق المعاصر للعباسيين، وهكذا تمّ الأمر، وهذا ما تؤكده جدتي من منبرها.



#محمد_الأحمد (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- التواضع والكاتب
- ملاحقة التأريخ
- اللغة الحس
- في ذكرى الموسيقار العظيم محمد عبد الوهاب
- تضع كفها على قلبي حمامات بيض تنزل، فلا اموت
- الفصل /3/ ليلى والحاج
- عن الرواية عامة
- نصوص التواصل الأجتماعي
- اسرار القراءة في رواية دمه
- عن -أمير الحلاج- ايضاً
- قامة عبد الستار نصر
- كلب -فرانز كافكا- الذي يكره النباح ولكنه داع الى الثورة
- كأسك ليس بملآن
- يصارعوك كي لا ينتصر عليهم شكهم.
- حتى حماري ينصح كل صاحب لي
- كن كحمار الحكيم حكيما
- حماري الحكيم الناصح
- حدثنا بائع الفشافيش الباحث عن فصوص لاليء التحشيش
- غيمة الحزن بالف عام
- الشوقُ يفتح الحسّ، وهو مطلعُ الشعر..


المزيد.....




- تجربة الشاعر الراحل عقيل علي على طاولة إتحاد أدباء ذي قار
- عزف الموسيقى في سن متأخرة يعزز صحة الدماغ
- درويش والشعر العربي ما بعد الرحيل
- -غزة صوت الحياة والموت-.. وثيقة سينمائية من قلب الكارثة
- -غزة صوت الحياة والموت-.. وثيقة سينمائية من قلب الكارثة
- بائع الصحف الباريسي علي أكبر.. صفحة أخيرة من زمن المناداة عل ...
- لماذا انتظر محافظون على -تيك توك- تحقق نبوءة -الاختطاف- قبل ...
- فاضل العزاوي: ستون عامًا من الإبداع في الشعر والرواية
- موسم أصيلة الثقافي 46 يقدم شهادات للتاريخ ووفاء لـ -رجل الدو ...
- وزير الاقتصاد السعودي: كل دولار يستثمر في الثقافة يحقق عائدا ...


المزيد.....

- سميحة أيوب وإشكالية التمثيل بين لعامية والفصحي / أبو الحسن سلام
- الرملة 4000 / رانية مرجية
- هبنّقة / كمال التاغوتي
- يوميات رجل متشائل رواية شعرية مكثفة. الجزء الثالث 2025 / السيد حافظ
- للجرح شكل الوتر / د. خالد زغريت
- الثريا في ليالينا نائمة / د. خالد زغريت
- حوار السيد حافظ مع الذكاء الاصطناعي. الجزء الأول / السيد حافظ
- يوميات رجل غير مهزوم. عما يشبه الشعر / السيد حافظ
- نقوش على الجدار الحزين / مأمون أحمد مصطفى زيدان
- مسرحة التراث في التجارب المسرحية العربية - قراءة في مسرح الس ... / ريمة بن عيسى


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - محمد الأحمد - التأريخ وعاطفة المنبر