أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - محمد الأحمد - قامة عبد الستار نصر














المزيد.....

قامة عبد الستار نصر


محمد الأحمد

الحوار المتمدن-العدد: 5615 - 2017 / 8 / 20 - 12:15
المحور: الادب والفن
    


قامة عبد الستار ناصر
محمد الأحمد
وجدت نفسي على غير هدى اكتب عنه، كلمات لا تطول وصف قامته الرائعة، الفارعة، وقد لا تستوعب مساحة ظله الوارفة على خارطة الابداع العراقي، حيث هو لم يكن قامة ادبية عراقية وحسب؛ بل كان انساناً رافضاً كل حيف يسقط من السياسي على المثقف، ويرفض ان يكون صفاً مع كل "سائس مستغل، يلعب على الحبال". اذ كان فيه الانسان اكبر من الكلمات التي قد تعاني من شحة في المعنى، وقامته العراقية الباسقة لا يدانيها معنى. فالرجل لم يرض باي خراب يحدث، وقد تجرد من مخاوفه كلها، وبقي يكتب عن دكتاتوريات زائفة، زائلة لم يخافها ايام جبروتها، وايام عزها، واذ زالت، بعده، وطمرت. بقي هو ممسكاً بقلمه، ليكتب قصة هنا، عن هذه الامكنة المليئة بالأسرار، وقصة هناك عن طراوة قلب مفعم بالحب والامل، او يكتب عما تحسسه في سوق الوراقين، ليدون شهادة قراءته، وكيفية انعكاس العالم بين عينيه والورق. فهو القارئ الشغوف، الدؤوب والحريص على كل كتاب يصله فيه رائحة "بغداد" العظيمة، كونها مدينة لها رائحة طيبة، يشمها من بين ملايين الاسطر، رائحة نفاذة، تحفظها ذاكرتهُ لانها صاحبته عبر الازقة المليئة بالصور، والحوادث، ذاكرته كانت تصهل عليه مثل حصان جامح، لن يثبت له قدم، فيركض به، ويمتطيه دون ان ينزل عن ظهره، فهو الفارس المقتدر الذي يعرف اين مدونته، ومن اين تمر بالبال، ليشعلها بشموع اشواقه، فكانت حروفها تشرق، بألف سؤال، ولا تعرف الحيرة، لأنه الكاتب العارف، الاديب الالمعي، المثابر المتواصل، المعطاء الثنّاء على مواطنيه الادباء كافة، اذ يعرف من منهم اكثر حباً منه الى الوطن، لأنه يتسابق معه في سرد مساحات تلك الامكنة العصية على التذكر، فغالباً ما يكون "عبد الستار ناصر" الطاطراني هو من بين اول الواصلين، واكثر المحبين، العاشقين لمدينة الالوان، والشتات. فما بين مكان ومكان يبرز امامه في المنافي شقيق له في الهم، يقاسمه التذكر، فما احلى تلك الازقة التي يعشقها، اذ كان يعرف افضل مكان لشرب الشاي، ويعرف صاحبه معرفة الاخ الطيب كلما التقاه، وكان يعرف اين مكان "التشريب" ليأكل معه صحبه، كانت ذاكرته مؤطرة بمصابيح شوارع "بغداد"، وازقتها المليئة بالمحبوبين، ذلكم الذين يسميهم "ملائكة اضاعتهم سماءاتهم".. لقد اوقع منهم الكثيرين في قصصه، وصارت كمصابيح "بغداد" لن تنطفئ حتى ولو بقيت اعواما بلا كهرباء. وبقيت سيرته سيرة تلك الكتب التي تزدهر بها المعاني، وتطل على حوض شرقنا المتوسط بآلاف القصص المبدعة.. لقد احبها حباً جنونياً تلك المدينة التي لم يكن بالأصل منها، وبعد حين اوصى ان يدفن في المكان الذي يموت فيه، ليس زعل منه عليها، او كان بينهما شرخاً من كبرياء لا سامح الله، ولكنه كان العارف بان الذل سوف يلحق جثته، وان السياسي الذي لا يعترف بالمثقف وقدراته، سيتعمد اذلال صندوق الجثة، ويعذبها في مسار المطارات، فهو لم ينل منه احد، ولم يقبل باي هوان.. اراه يبتسم بان كتبه التي فاقت الخمسين كتاباً، تنوعت في تقديم المنافع، هي الباقية ابداً، تحمل اسمه وتفوح بعطره البغدادي الاصيل



#محمد_الأحمد (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- كلب -فرانز كافكا- الذي يكره النباح ولكنه داع الى الثورة
- كأسك ليس بملآن
- يصارعوك كي لا ينتصر عليهم شكهم.
- حتى حماري ينصح كل صاحب لي
- كن كحمار الحكيم حكيما
- حماري الحكيم الناصح
- حدثنا بائع الفشافيش الباحث عن فصوص لاليء التحشيش
- غيمة الحزن بالف عام
- الشوقُ يفتح الحسّ، وهو مطلعُ الشعر..
- الحب
- عن كتاب قرار محكمةُ الأنفال
- الشاعر
- حكاية الآسرة
- نصفُ الخبرُ؛ متاهة القراءة، النص، واحضار بقيته الغائبة من مت ...
- عن سأسأة طه حامد الشبيب
- ليلة أخرى
- ما رواه ميثم - ليلة صيربيا
- لا جديد في غياب الأوكسجين
- فيروز
- يقول الخبر


المزيد.....




- تجربة الشاعر الراحل عقيل علي على طاولة إتحاد أدباء ذي قار
- عزف الموسيقى في سن متأخرة يعزز صحة الدماغ
- درويش والشعر العربي ما بعد الرحيل
- -غزة صوت الحياة والموت-.. وثيقة سينمائية من قلب الكارثة
- -غزة صوت الحياة والموت-.. وثيقة سينمائية من قلب الكارثة
- بائع الصحف الباريسي علي أكبر.. صفحة أخيرة من زمن المناداة عل ...
- لماذا انتظر محافظون على -تيك توك- تحقق نبوءة -الاختطاف- قبل ...
- فاضل العزاوي: ستون عامًا من الإبداع في الشعر والرواية
- موسم أصيلة الثقافي 46 يقدم شهادات للتاريخ ووفاء لـ -رجل الدو ...
- وزير الاقتصاد السعودي: كل دولار يستثمر في الثقافة يحقق عائدا ...


المزيد.....

- سميحة أيوب وإشكالية التمثيل بين لعامية والفصحي / أبو الحسن سلام
- الرملة 4000 / رانية مرجية
- هبنّقة / كمال التاغوتي
- يوميات رجل متشائل رواية شعرية مكثفة. الجزء الثالث 2025 / السيد حافظ
- للجرح شكل الوتر / د. خالد زغريت
- الثريا في ليالينا نائمة / د. خالد زغريت
- حوار السيد حافظ مع الذكاء الاصطناعي. الجزء الأول / السيد حافظ
- يوميات رجل غير مهزوم. عما يشبه الشعر / السيد حافظ
- نقوش على الجدار الحزين / مأمون أحمد مصطفى زيدان
- مسرحة التراث في التجارب المسرحية العربية - قراءة في مسرح الس ... / ريمة بن عيسى


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - محمد الأحمد - قامة عبد الستار نصر