أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - هشام نفاع - اليوروفيجن وحملة المقاطعة، لماذا صمت العرب؟














المزيد.....

اليوروفيجن وحملة المقاطعة، لماذا صمت العرب؟


هشام نفاع

الحوار المتمدن-العدد: 6230 - 2019 / 5 / 15 - 09:42
المحور: القضية الفلسطينية
    



قبيل جلسة الحكومة الأسبوعية المنعقدة أواسط أيار 2018، بدا بنيامين نتنياهو بمزاج احتفالي عالٍ بعد فوز ممثلة إسرائيل في مسابقة يوروفيجن. وحين وصل أمام كاميرات الإعلام قام بأداء "رقصة الدجاجة" التي تشتمل عليها الأغنية الفائزة. قبلها، كان قد هاتفَ المغنية معتبراً إياها "أفضل سفير لإسرائيل". وهو يعرف طبعاً ما يقول ويقصده، فهذا الفوز بوسعه التغطية على جميع أزماته على المستوى الدولي، حيث يرفض معظم العالم سياسته ضد الفلسطينيين في غزة، ويعارض نقل السفارات من تل أبيب، ولا تتفق معه غالبية دول العالم على السعي لتقويض الاتفاق النووي مع إيران. هكذا جاء فوزٌ بمسابقة موسيقية كفرصة للاستثمار السياسي. هذا جواب ممكن على من يتساءل: ما دخل السياسة بمسابقة "يوروفيجن".

القناة 13 تساءلت قبل أسبوعين عمّا إذا "توفّر أيّ حل" للمقاطعة السياسية والثقافية للمسابقة في تل أبيب. ويبدو أن الصورة بالمنظار الإسرائيلي العام سلبيّة. مع ذلك فالحقائق كالتالي: لم تقاطع أية دولة المسابقة في تل أبيب، لكن عدد الوافدين من أوروبا هو نصف ما توقعته الجهات الرسمية الإسرائيلية. والسؤال: هل هذا نابع من مقاطعة سياسية أم لأسباب أخرى؟ يتمنى المرء الاحتمال الأول طبعًا.

أمس علقت نجمة موسيقى البوب مادونا على قرارها المشاركة كضيفة المسابقة في بيان لوكالة رويترز بالقول: "لن أتوقف أبدا عن تقديم الموسيقى لكي تناسب الأجندة السياسية لأحد ولن أتوقف عن الحديث ضد انتهاكات حقوق الإنسان أينما تكون في العالم.. قلبي ينفطر كلما أسمع عن الأرواح البريئة التي تزهق في هذه المنطقة.. آمل وأصلي من أجل أن نخرج قريبا من دائرة الدمار الرهيبة هذه وأن نخلق مسارا جديدا نحو السلام".

اضطرار مادونا للتبرير يدلّ على ضجّة، ولكنها ليست ضجة بالعربية. العرب وبينهم الفلسطينيون يكونون في كامل طاقتهم ودافعيّتهم، فقط حين يقرر موسيقي عربي أو فنانة عربية القدوم الى رام الله أو الناصرة، وليس في استضافة سلطات اسرائيل. لكن صوت النشطاء العرب بالكاد يُسمع أمام حدث بهذا الحجم. كأن المسائل تتخذ بُعدًا عاطفيًا. فهل المقاطعة مسألة طهارة قومية؟ هل تتلخص الكارثة في أن يتلطخ جواز سفر عربي رسمي بختم اسرائيلي رسمي على المعابر؟ إن إرتفاع الجدل وبدرجات مبتذلة-شخصية أحيانًا، وصمت بيوت الأشباح في حالات أخطر، يشير الى وعي سياسي مُحرج جدًا.

بالمناسبة: إنها نفس الأصوات التي تصمت تمامًا على الاستقبالات المتوالية لإسرائيليين رسميين في الإمارات وقطر وغيرهما. أصوات يبدو أنه لا يهمها الاقتصاد والتجارة، بل تتركّز في الحرب على طهارة الفنون فقط. أهي مقاطعة بمسار واحد، لا تتسع سوى للقادمين، وتتسامح تمامًا مع الذاهبين الى ضيافة الأنظمة الثريّة، سرًا وعلنًا؟

مع وبدون هذا الصوت العربي الناقص، أشار تقرير إعلامي على قناة "ريشت" الاسرائيلية الى أن أكثر من نصف تذاكر اليوروفيجن لم تكن قد بيعت بعد، مساء أمس الأول. وهو ما قد يكلف سلطة البث الاسرائيلية خسائر بنحو مليوني شاقل.

بعيدًا عن العرب، الجدل في العالم كان حاميًا. صحيفة "الغارديان" البريطانية كانت دعت منظمي يوروفيجن لاتخاذ موقف ضد القمع الإسرائيلي للفنانين الفلسطينيين، ونقل مكان إجراء المسابقة من تل أبيب. الصحيفة قالت إن إسرائيل تستخدم المسابقة لأهداف غير التي روّج لها منظموها، الذين يقولون إنها "تكرس قيم الإدماج والتنوع والصداقة". وأكدت الصحيفة أن الحكومة الإسرائيلية تستخدم يوروفيجن للدعاية السياسية، بل تعتبر أن الثقافة أداة سياسية.

"الغارديان" انتقدت المذيعين الأوروبيين، بما في ذلك هيئة الإذاعة البريطانية "بي بي سي"، وقالت إنهم مصرون على إجراء المسابقة في تل أبيب، كما لو أن بثّ عرض ترفيهي باهظ التكاليف من داخل دولة عنصرية قمعية لا يشكل أي معضلة على الإطلاق. وبالتفصيل، أشارت الصحيفة إلى الحرب التي تشنها إسرائيل ضد الفلسطينيين وثقافتهم، مثل قتل القناصة الإسرائيليين الصحافيين الذين كانوا يصورون الاحتجاجات السلمية في غزة خلال شهري آذار ونيسان من السنة الماضية. وفي آب الماضي دمّرت طائرات إف 16 الإسرائيلية - أميركية الصنع - مركز سعيد المسحال، وهو مؤسسة في غزة تختص في الموسيقى والمسرح والرقص. كذلك فإن إسرائيل تمنع الفنانين والممثلين والموسيقيين الفلسطينيين بشكل روتيني منهجي من السفر. الصحيفة البريطانية لخّصت الصورة في إزاء هذه المعطيات كالتالي: إن استضافة إسرائيل للمسابقة هي أمر تافه.

على الرغم من أنه لم يُعلن عن مقاطعة أية دولة، فقد كانت هناك تحركات متفرّقة. طالبت شخصيات ثقافية بريطانية هيئة الإذاعة البريطانية بمقاطعة المسابقة. طالب 171 فنانا سويديًا في رسالة وقعوا عليها بمقاطعة المسابقة مؤكدين رفض أي علاقات ثقافية مع الاحتلال. ودعت رسالة وقع عليها 140 فنانا من جنسيات مختلفة حول العالم، لمقاطعة يوروفيجن 2019. وقال الموقعون: "في أيار (2018)، وبعد أيام من فوز إسرائيل بمسابقة يوروفيجن، قتل الجيش الإسرائيلي 62 من المحتجين الفلسطينيين غير المسلحين، في غزة، بمن فيهم 6 أطفال، فضلاً عن إصابة المئات، معظمهم بالذخيرة الحية".

ختامًا، يجدر التذكير بأن إسرائيل الرسمية فشلت في إقناع المنظمين بعقد المسابقة في القدس. مدير عام وزارة الثقافة الإسرائيلية سبق له أن حذّر في حينه من احتمال إلغاء المهرجان الغنائي في القدس. وقد ذهب أدراج الرياح، والى مزبلة التاريخ، إعلان وزيرة الثقافة الإسرائيلية، ميري ريغف الحازم، أن "المسابقة إما أن تجري في القدس أو أنها لن تجري في إسرائيل أبدا". في هكذا أحوال، هذا أيضًا إنجاز!



#هشام_نفاع (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- إسقاط -نظام التقدميين- أيضًا
- للجائعين للحريّة، تحيّة
- نعم، ضد الامبريالية وضد النظام!
- شافيز يخطئ بحق الشعب الليبي
- عودة المعنى
- دكتاتوريّات خلف التاريخ
- سُلطتان وعارٌ واحد!
- انتحاريون وسط النار!
- من هو الإرهابي؟
- أنظمة المطايا!
- ويا لها من حداثة..
- روث البقرة الأمنية المقدسة
- الكذبة وتكذيبها
- فنون اسرائيلية في الاستغلال والنفاق
- مأساةُ الصّنوبرهشام نفاع
- الحقيقة المرّة
- حق درويش في العودة
- طيف ماركس على ممرّ مشاة
- ماركس و-الفلورنسيّ العظيم-
- تجميلٌ فاشل ل -صورة إسرائيل-


المزيد.....




- أنباء عن نية بلجيكا تزويد أوكرانيا بـ4 مقاتلات -إف-16-
- فريق روسي يحقق -إنجازات ذهبية- في أولمبياد -منديلييف- للكيمي ...
- خبير عسكري يكشف مصير طائرات F-16 بعد وصولها إلى أوكرانيا
- الاتحاد الأوروبي يخصص 68 مليون يورو كمساعدات إنسانية للفلسطي ...
- شاهد: قدامى المحاربين البريطانيين يجتمعون في لندن لإحياء الذ ...
- وابل من الانتقادات بعد تبني قانون الترحيل إلى رواندا
- سوريا.. أمر إداري بإنهاء استدعاء الضباط الاحتياطيين والاحتفا ...
- طبيب: الشخير يمكن أن يسبب مشكلات جنسية للذكور
- مصر تنفذ مشروعا ضخما بدولة إفريقية لإنقاذ حياة عدد كبير من ا ...
- خبير أمني مصري يكشف عن خطة إسرائيلية لكسب تعاطف العالم


المزيد.....

- المؤتمر العام الثامن للجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين يصادق ... / الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين
- حماس: تاريخها، تطورها، وجهة نظر نقدية / جوزيف ظاهر
- الفلسطينيون إزاء ظاهرة -معاداة السامية- / ماهر الشريف
- اسرائيل لن تفلت من العقاب طويلا / طلال الربيعي
- المذابح الصهيونية ضد الفلسطينيين / عادل العمري
- ‏«طوفان الأقصى»، وما بعده..‏ / فهد سليمان
- رغم الخيانة والخدلان والنكران بدأت شجرة الصمود الفلسطيني تث ... / مرزوق الحلالي
- غزَّة في فانتازيا نظرية ما بعد الحقيقة / أحمد جردات
- حديث عن التنمية والإستراتيجية الاقتصادية في الضفة الغربية وق ... / غازي الصوراني
- التطهير الإثني وتشكيل الجغرافيا الاستعمارية الاستيطانية / محمود الصباغ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - هشام نفاع - اليوروفيجن وحملة المقاطعة، لماذا صمت العرب؟