هشام نفاع
الحوار المتمدن-العدد: 2232 - 2008 / 3 / 26 - 11:03
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
تقول إحدى مسؤولات منظمة الكيبوتسات، إنه في قسمٍ من مجتمعات أوروبا "يقارنوننا اليوم مع جنوب افريقيا، ويعرضوننا كنظام أبرتهايد". ثمّ تضيفُ كالمندهشة بتذمّر منفّر: "إنهم يعرضون عرفات كبطل وكمقاتل من أجل التحرّر"..
جاءت هذه الجواهر الزائفة في سياق تعليق صائغتها على ظاهرة اتّساع مناهضة سياسة اسرائيل الرسميّة لدى قطاعات واسعة في السويد. فقد تفتّق الذهن الرسمي الاسرائيلي عن "مبادرة" يتم بموجبها تجنيد مواطنين سويديّين، سبق أن تطوّعوا في كيبوتسات اسرائيل، بهدف تحسين الصورة القومية. وبدا أن هناك من يعلّق آمالا ملوّنة على هذه الخطوة المترنّحة، في أروقة الخارجية الاسرائيلية.
بطبيعة الحال سارعت منظّمة الكيبوتسات الى التجنّد لهذه "الغاية القومية".. فمرّة أخرى يتبيّن أن بعض مواقف "يساريّي" هذه الكيبوتسات (المُقام بعضها على قرى فلسطينية مهجّرة) يمكن نسبه بسهولة الى أي سياسيّ اسرائيلي يطلق نقيقه المزعج من مركز "الإجماع القومي" البغيض.
إن أحد مظاهر الإفلاس عمومًا، هو التعويل الزائد على قدرة الكلام في التغطية على الواقع. وهذا بالضبط ما تعنيه هذه الخطوة الدعائية الرسمية الخرقاء. فكلام جميع المعاجم سيظلّ عاجزًا عن إخفاء حقيقة أن اسرائيل دولةٌ تمارس أحد أبشع الاحتلالات العسكرية الحديثة بحق شعب بأكمله، وذلك من خلال اقتراف شتّى جرائم الحرب. هذه هي الصورة الحقيقية التي تعكسها سياسة اسرائيل عن نفسها بنفسها. أمّا تغييرها فلا يقتضي التفنّن بأدوات الترويج البائخة والفاشلة، بل تغيير سياسة الحرب والدماء. وحتى ذلك الحين، ستظلّ صورة اسرائيل الرسمية مثلما جاء في تلك النّكتة الشهيرة: "صَوِّر خُمار بيِتلع خُمار"!
#هشام_نفاع (هاشتاغ)
ترجم الموضوع
إلى لغات أخرى - Translate the topic into other
languages
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟