أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - هشام نفاع - قصة اعلان تعزية














المزيد.....

قصة اعلان تعزية


هشام نفاع

الحوار المتمدن-العدد: 147 - 2002 / 5 / 31 - 06:48
المحور: القضية الفلسطينية
    


القصة التالية تكشف شيئا جديا من ثنايا وتلافيف الاعلام الاسرائيلي حين يقرر التجنّد في صفوف السياسة الحكومية. وبالذات في وقت الحرب. فقد فوجئت حركة "تعايش" العربية-اليهودية، وإحدى اكثر حركات اليسار الراديكالي جرأة، برفض صحيفة "هآرتس" الاسرائيلية نشر اعلان تعزية وجهتها الحركة الى السيدة سارة كراجة التي قتلت قوات احتلالية زوجها، قائد الامن العام الفلسطيني في حلحول خالد ابو خيران. اما ذريعة "هآرتس" فكانت ان الحركة ضّمنت في نص التعزية الجملة التالية: "الذي جرى إعدامه دون محاكمة بواسطة دولة اسرائيل" في اشارة الى المسؤول الفلسطيني المغدور.

واشارت الحركة الى انها ارسلت التعزية، التي وجهتها الى السيدة كراجة باعتبارها رفيقة في النضال المشترك لإنهاء الاحتلال الاسرائيلي، الى ثلاث صحف هي "الاتحاد" الحيفاوية و"القدس" و"هآرتس"، وقد نشرت "الاتحاد" النص كاملا بينما لم تتمكن "القدس" من نشره كاملا بسبب تدخل الرقابة العسكرية الاسرائيلية والتي تفرض سلطتها التعسفية حتى على اعلانات التعازي في الصحف الفلسطينية الصادرة في القدس الشرقية المحتلة..

والمستهجن ان "هآرتس" حاولت التملص في البداية عبر الامتناع عن تفسير رفضها نشر التعزية واختبأت خلف قسم الاعلانات الذي يفتقر لصلاحية البت في مسائل من هذا النوع، ولكنها عادت لاحقا وقالت ان المستشار القضائي للصحيفة يرفض نشر النص ولا يريد اعطاء تفسيرات، مع ان عددا من موظفي الاعلانات قالوا صراحة ان المشكلة هي في الجملة المذكورة اعلاه والتي يبدو انها لا تتفق مع سياسة الصحيفة التي لا ترى في الاغتيالات الاسرائيلية اعدامات بدون محاكمة، مع أن العالم كله يقرّ بهذا.

وعندما توجهت حركة "تعايش" الى صحيفتي "معاريف" و"يديعوت احرونوت" جرى رفض نشر نص التعزية ايضا. ولكن الصحيفتين اعلنتا سبب الرفض صراحة، خاصة انهما معروفتان بمغازلتهما الدائمة والواضحة للاجماع الصهيوني، خلافا لـ"هآرتس" التي تحاول دائما التقنّع بالتنور والانفتاح والمهنية!

وفوق هذا كله رفضت هيئة تحرير "هآرتس" السماح لمعلّقها الجريء افيف لافي بالكتابة حول الموضوع مع انه متخصص في النقد الصحفي. وقد اخبر لافي نفسه نشيطي "تعايش" ان المسؤولين عنه منعوه من الكتابة حول ذلك!

ان هذه الحادثة التي تقول الكثير ليست حادثة صحفية فحسب، بل انها تكشف ما يمكن ان تصله مؤسسات ظلت تتمتع حتى الامس بهالة من النزاهة او المهنية على الاقل، عندما تفقد جرأة وأخلاقية المعارضة في وجه حكومة جعلت من مواصلة احتلال اراضي الدولة الفلسطينية هدفها الاول وحتى المقدس. فان ُتجمع كل وسائل الاعلام الاسرائيلية على رفض نشر تعزية يقول فيها مقدموها موقفهم من قيام جيش الاحتلال الاسرائيلي بالقتل ويؤكدون انها اعدامات بدون محاكمة، هو أمر يجب ان يقلق الاسرائيليين انفسهم. ولهم عبرة في التاريخ الذي سجل المرات التي سدّ فيها الصحفيون افواه اقلامهم عن نشر ونقد ما تقوم به حكوماتهم من جرائم حتى وصلوا مع تلك الحكومات الى اسود السجلات.

ويبقى السؤال: اين هم المثقفون الاسرائيليون من منع اطلاع الجمهور الاسرائيلي على موقف سياسي يرفض الانصياع لجهاز الدعاية الحكومي الرسمي؟ واذا كان هذا ما جرى في قصة التعزية فما بالنا بالتقارير والتحقيقات الصحفية، وكم من المعلومات الهامة والخطيرة تم اعدامها بدون احتكام للاخلاقيات المهنية في غرف التحرير، دون ان يعرف بها احد؟

*صحفي فلسطيني مقيم في حيفا.



#هشام_نفاع (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295





- العثور على رفات يُعتقد أنها لرجل متهم بقتل بناته في غابة بأم ...
- إستونيا: ثلاث مقاتلات روسية انتهكت مجالنا الجوي الجمعة
- ما هي حركة أنتيفا ولماذا يستهدفها ترامب؟
- -ملياردير ترامب يستعد للسيطرة على الإعلام- - في نيويورك تايم ...
- تعليق مساعدات ألمانية للسلطة الفلسطينية بسبب اعتراض مشرعين
- ترامب وشي جينبينغ.. رهانات أبعد من -تيك توك- بين واشنطن وبكي ...
- للمرة السادسة.. أمريكا تستخدم الفيتو بشأن حرب غزة
- على الحدود الروسية: مدينة نارفا الإستونية.. معركة الذكريات
- طائرات مسيّرة حرارية تنقذ صغار الغزلان في فرنسا
- عشرات القتلى في قصف لقوات الدعم السريع استهدف مسجدا في مخيم ...


المزيد.....

- البحث مستمرفي خضم الصراع في ميدان البحوث الأثرية الفلسطينية / سعيد مضيه
- فلسطين لم تكسب فائض قوة يؤهل للتوسع / سعيد مضيه
- جبرا نيقولا وتوجه اليسار الراديكالي(التروتسكى) فى فلسطين[2]. ... / عبدالرؤوف بطيخ
- جبرا نيقولا وتوجه اليسار الراديكالي(التروتسكى) فى فلسطين[2]. ... / عبدالرؤوف بطيخ
- ااختلاق تاريخ إسرائيل القديمة / سعيد مضيه
- اختلاق تاريخ إسرائيل القديمة / سعيد مضيه
- رد الاعتبار للتاريخ الفلسطيني / سعيد مضيه
- تمزيق الأقنعة التنكرية -3 / سعيد مضيه
- لتمزيق الأقنعة التنكرية عن الكيان الصهيو امبريالي / سعيد مضيه
- ثلاثة وخمسين عاما على استشهاد الأديب المبدع والقائد المفكر غ ... / غازي الصوراني


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - هشام نفاع - قصة اعلان تعزية