أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - سليم نزال - الطريق الى النكبة الجزء الخامس و الاخير














المزيد.....

الطريق الى النكبة الجزء الخامس و الاخير


سليم نزال

الحوار المتمدن-العدد: 6227 - 2019 / 5 / 12 - 23:11
المحور: القضية الفلسطينية
    


الطريق الى النكبة
الجزء الخامس و الاخير



حين استعرض تلك المرحلة الخطيرة من تاريخنا اسعى ان اتجنب امرين.الاول هو الجلد الغير للضرورى للذات, الامر الذى لا ينفى ان تكون مراجعتى للتاريخ نقدية بالدرجة الاولى.و الثانى هو تجنب المبالغات التى لا تفيد بشىء .لذا فانا اسعى قدر الامكان ان اركز على الجوانب الاساسية التى قادت من وجهة نظرى الى النكبة.ان مفهوم ان النكبة حصلت فقط فى عام 48 هو مفهوم لا يضع بعين الاعتبار ان عام 48 كان تتويجا لاخفاقات عدة او هزائم عدة حلت بنا .و ما حصل فى 48 كان ان الصهاينة قطفوا ثمار جهود كبيرة من الاعداد و ذلك عبر توظيف كل الوسائل و على راسها الارهاب كما هو معروف.من المهم ان اؤكد هنا ان فشل ثورة العام 1936 ف تحقيق اهداف سياسية هامة كانت المقدمة للنكبة .

لكن دعنى اولا اوضح ان الشعب الفلسطينى بدا بالتعبير عن قلقه من بداية معرفته بخطط الصهاينة و بدا بمقاومة فكرة المشروع الصهيونى منذ تصريح بلفور 1917 و الدليل على ذلك ان الاعلام السوداء كانت ترفع فى كل المدن الفلسطينينى الرئيسية فى الثانى من تشرين الثانى كل عام فى ذكرى صدور هذا التصريح.

لكن من المهم فى اعتقادى لدى دراسة هذه المرحلة و فعالية المقاومة ان نتعرف على طبيعة المجتمع الفلسطينى لنعرف مدى قوته و هو يواجه استعمارين فى الوقت نفسه الامر الذى جعل مقاومة المشروع امرا ليس بالسهل.

اولا كان المجتمع الفلسطينى مجتمعا كان قد خرج من حكم عثمانى طويل ارهق البلاد و العباد و على سبيل المثال كان هناك من الفلسطينين من لا يسجل ارضه قانونيا لكى يتجنب الذهاب الى العسكرية العثمانية التى كانت تخوض حروبا فى البلقان و سواه و لا ناقه لاهل فلسطين فيها و لا جمل. اى بمعنى ان كان يتصرف بارضه كاى فلاح لكن الارض ظلت قانونيا ارض (جفتلك ) اى ارضا تابعة للدولة الامر الذى اثر لاحقا عندما حصل الاحتلال الانكليزى و منحها الانكليز لليهود على انها مشاع عام . و اعتقد انه لا يوجد صعوبة فى معرفة تعقيدات فى مثل هذه الظروف المقاومة التى التى كان عليها ان تواجه احتلال تقليدى اى الاحتلال الانكليزى و كذلك احتلال غير تقليدى اى المشروع الصهيونى الذى بدا يهدد البلاد.
وكما هو معروف فان العديد من المؤرخين الفلسطينيين عادة ما يركزوا على التفوق العسكرى و هذا امر صحيح اذ لا مقارنة بين امكانات شعب اعزل من ناحية السلاح و العدو المزدوج الجيش البريطانى و الصهاينة.لكن الامر لا يتوقف فى راى عند هذا الامر. اذ ان قوة المجتمعات لا تقاس فقط بعدد البنادق و نوعيتها على اهمية هذا الامر فى الصراعات المسلحة .

فالمجتمع الفلسطينى كان فى غالبيته مجتمعا ريفيا تسوده الصراعات المرتبطة بالريف خاصة العشائريه منها التى لعبت دورا ما فى اضعاف مقاومة المشروع الصهيونى.فقد كانت الحداثة جديدة نسبيا على المجتمع الفلسطينى .و كانت اليات الحداثة من احزاب و نوادى و صحف الخ متمركزه فى المدن الرئيسيه مثل حيفا و يافا و تاثيرها لا يتعدى المدن .و ثقافة الاحزاب الوطنية الجامعة لم تكن قد تبلورت كثيرا فى فلسطين الامر الذى يمكن ملاحظته بسهولة من حقيقة ان الاحزاب التى تم تشكيلها مثل حزب الاستقلال و الدفاع و النجادة كانت محصورة فى المدينة الواحدة, و لم يصل النضج المجتمعى فى اعتقادى الى مرحلة تاسيس نوع من حزب( وفد) فلسطينى جامع و معبر عن الامانى الوطنية .

نحن نتحدث عن مرحلة انتقالية فى تاريخنا حيث كان يسود المنطقه افكار عدة منها الواقعى و منها الطوباوى من فكرة توحيد سوريا الى وطن عربى واحد الخ من الافكار التى كانت متداولة.فالوطنية الصغيره بحجم الاوطان التى تم تقسيمها لم تكن قد ترسخت و نضجت فى كل الاقطار التى تم تقسيمها, و من المعروف ان للملك العراقى فيصل تعبير بهذا الصدد حين قال بهذا المعنى اعطيت مجتمعا عشائريا متصارعا و اريد ان اجعل منه وطنا.
و لذا فان المقاومة مرتبطة ايضا ب بتبلور و نضج الفكرة الوطنية الفلسطينة .ففى العشرينيات شارك وفد فلسطينى فى مؤتمر فى سوريا عرف بالمؤتمر السورى الذى كان يهدف الى اعادة بناء لحمة سوريا التى تم تفكيكها .. بهذا المعنى بدا الصراع مع الصهاينة فى مرحلة لم تكن فيها قد تبلورت الفكرة الوطنية الفلسطينية بوضوح و الدليل على ذلك انه فى مرحلة وصول الصدام الى مراحل اكبر كما حصل فى ثورة العام 1936 كان توقيع قيادة الثورة يشير الى فلسطين بسوريا الجنوبية .



#سليم_نزال (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- انتهى زمن الاشعار المدرسية فى حب الوطن!
- الطريق الى النكبة تاسيس العربية الفتاة و مرحلة الاعدامات
- الطريق الى النكبة الجزء الثالث حول الفكرة الصهيونية
- الطريق الى النكبة الجزء الرابع المراة جميلة لكنها متزوجه !
- حول الية اتخاذ القرارات !
- الطريق الى النكبة الجزء الاول
- الطريق الى النكبة الجزء الثانى
- حول صفقة القرن
- درس صمود غزة
- عودة للفكر الاصلاحى
- من الماغنا كارتا الى قتل الرئيس
- حضارات قوية و حضارات متخلفة!
- نقطة التوازن الضرورية!
- بانظار عودة الروح الى الكفاح الفلسطينى !
- عن ما ئة عام فى العزلة
- حين يكتب الشاعر !
- مسرحيةقصيرة بالزجل الشعبى الفلسطينى
- هل توجدعلاقة بين سعادة الافراد و الانظمة السياسية؟
- مراجعات فى التاريخ !
- فى جذور التمزق فى المشرق العربى


المزيد.....




- مقطع فيديو تم نشره حديثًا يُظهر مسلحًا يطلق النار على رجال ا ...
- قد تحدث لك.. كيف تُصمّم بناءك لمواجهة فيضانات مدمّرة؟
- حزب الله يعلن رفضه تسليم سلاحه للحكومة: إما أن نبقى ويبقى لب ...
- هل هناك إمكانية للتوصل إلى اتفاق بشأن الحرب في أوكرانيا؟
- مباشر: لقاء ترامب وبوتين في ألاسكا... قمّة قد ترسم معالم مرح ...
- ما هي الأهداف المعلنة وغير المعلنة لخطة سموتريتش الاستيطانية ...
- هجمات أوكرانية على روسيا قبيل قمة ترامب وبوتين
- الاتحاد الأفريقي يدعو لاعتماد خريطة -الأرض المتساوية- إنصافا ...
- خريطة لإسرائيل الكبرى تفضح خطط نتنياهو
- هل يشكل هجوم اليمين الإسرائيلي على زامير مقدمة لإقالته؟


المزيد.....

- جبرا نيقولا وتوجه اليسار الراديكالي(التروتسكى) فى فلسطين[2]. ... / عبدالرؤوف بطيخ
- جبرا نيقولا وتوجه اليسار الراديكالي(التروتسكى) فى فلسطين[2]. ... / عبدالرؤوف بطيخ
- ااختلاق تاريخ إسرائيل القديمة / سعيد مضيه
- اختلاق تاريخ إسرائيل القديمة / سعيد مضيه
- رد الاعتبار للتاريخ الفلسطيني / سعيد مضيه
- تمزيق الأقنعة التنكرية -3 / سعيد مضيه
- لتمزيق الأقنعة التنكرية عن الكيان الصهيو امبريالي / سعيد مضيه
- ثلاثة وخمسين عاما على استشهاد الأديب المبدع والقائد المفكر غ ... / غازي الصوراني
- 1918-1948واقع الاسرى والمعتقلين الفلسطينيين خلال فترة الانت ... / كمال احمد هماش
- في ذكرى الرحيل.. بأقلام من الجبهة الديمقراطية / الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - سليم نزال - الطريق الى النكبة الجزء الخامس و الاخير