أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - قراءات في عالم الكتب و المطبوعات - ميسون البياتي - العزيف _ كتاب الموتى














المزيد.....

العزيف _ كتاب الموتى


ميسون البياتي

الحوار المتمدن-العدد: 6224 - 2019 / 5 / 9 - 17:34
المحور: قراءات في عالم الكتب و المطبوعات
    


العزيف هو الصوت الذي يحدثه الصرصار المعروف بإسم ( سوير الليل ) والذي تدّعي بعض المصادر الموغله في القدم أنه أصوات التخاطب بن الجن والشياطين والعفاريت , وأما تسمية كتاب الموتى فلأن الكتاب يعطي بعض التعويذات وهو محلى بالرسوم لتحضير الجن والشياطين والعفاريت للإتصال بأرواح الموتى

بالتأكيد الكتاب خيالي ولا أساس له من الصحه وهو ليس أكثر من رواية رعب لا أكثر ولا أقل , مؤلف الكتاب هو الأمريكي هوارد فيليبس لوفكرافت ( 1890 _ 1937 ) حقق الشهره بعد وفاته من خلال أعماله الخياليه المرعبه لكنه لم يكن معروفاً في حياته ولم ينشر إلا في بعض المجلات ومات بمرض السرطان بعمر 46 سنه في فقر تام , لكنه يعتبر اليوم واحداً من أهم مؤلفي أدب الرعب في القرن العشرين

لأنه لم يكن قادراً على إعالة نفسه فكر في أن يصنع لنفسه شهرة فائقه علّ الشهرة تجلب له بعض المال ولذلك سرق وكذب بإحتراف عالي من أجل إنجاز كتاب العزيف والحكاية كالتالي

سِفر أخنوخ هو عمل ديني يهودي قديم ، ( السِفر هو كتاب من ورقة واحده ملفوفه على بكرتين ) أما أخنوخ فهو والد جد النبي نوح ، يحتوي سِفر أخنوخ على مواد فريدة من نوعها حول أصول الشياطين والعمالقه الخارقين ، ولماذا سقطت بعض الملائكة من السماء ، وشرحاً لأهميه الطوفان والحروب على الأرض وأهمتيها المعنويه في تنظيف الأرض من الأشرار

سِفر أخنوخ ( ويسمى إدريس عند العرب ) لم يكن جزءاَ من الشريعة التوراتية التي يستخدمها اليهود ، باستثناء يهود الفلاشا الأثيوبيين الذين يقدسون هذا السِفر . المسيحيون لا يعتبرون السِفر جزء من ديانتهم , بإستثناء الكنيستين الكاثوليكيه والأرثوذوكسيه الأثيوبيتين اللتين تقدسان السِفر

جميع مذاهب اليهود والمسيحيين تحرّم الكتاب وتمنع تداوله , ولهذا فالسِفر مكتوب كاملاً باللّغة الجعزيّة الأثيوبيه ، وهي لُغة مُطوَّرة من حروف اللّغة السبئيّة، وقد تحوّلت إلى لُغةٍ مكتوبةٍ في عهد مملكة أكسوم ، ولا تزال تُستخدم إلى اليوم في كنيسة التّوحيد الأرثوذكسيّة الإثيوبيّة. تطوّرت اللّغة الجعزيّة إلى لُغتين مُستخدَمتين وهما اللُّغتان: التغرينيّة، والأمهريّة , ولا يستبعد وجود نسخ قليله نادره من السِفر مترجمه الى لغات أخرى كالإنكليزيه , ومحفوظة على الأقل في المكتبات الكبرى أو الجامعات أو مراكز البحث , لكن السِفر اليوم منشور بالإنكليزيه في كتب كثيره يمكن الحصول عليها بسهوله

بالتأكيد عثر هوارد فيليبس لوفكرافت في حدود العام 1920 على نسخه من السِفر وأعجب بها وقرر تحويلها الى رواية رعب ينسبها الى نفسه يشجعه على ذلك أن السِفر محرم ولن يكتشف أمره بسهوله

حالما تحول السِفر الى رواية العزيف المكتوبه مع رسومها كمخطوط باليد بدأ هوارد فيليبس لوفكرافت بالكذب لتعظيمها ونسبها الى نفسه فقال بأن عنوان الروايه جاءه في المنام , وأن الرواية خياليه وهي من عمله البحت

كل ما فعله هوارد فيليبس لوفكرافت لتحويل الروايه هو تغيير إسم أخنوخ الى ( عبدول هازارد ) ثم سحبه من العراق الى اليمن وواصل كتابة باقي السِفر . عبدول هازارد ليس إسماً عربياً هو ( عبد ال ) وقد يكون عبداً لأي شيء غير محدد , إسم هازارد ليس له معنى بأية لغه لكن في الترجمة العربيه تحوّل عبدول هازارد الى عبد الله الحظرد

نشر هوارد فيليبس لوفكرافت مخطوطته عام 1927 وتحدث بأكاذيب كثيره ليعززها كرواية رعب ينسبها الى نفسه , وحين مات عام 1937 , تم نشر الروايه بعده عام 1938 تحت عنوان : الصوت الليلي _ تاريخ الأرواح

تقول الروايه عن عبدول الهازارد إنه كان عربياً غير مجنون , وأنه كان يعبد ربين هما : كثوللو , و يوج سوثوث . وأنه من صنعاء , لكنه يزور أنقاض بابل وممفيس وصحراء الربع الخالي , وأنه إكتشف مدينة إرم ذات العماد . في سنواته الأخيره عاش في دمشق وقام بتأليف كتاب العزيف قبل موته الغامض المفاجيء عام 738م لأن عبدول هازارد أساء إستغلال ما تعلمه من شياطين إرم فعاقبوه وقتلوه شر قتله , ثم تكذب الروايه بالقول إن ابن خلكان الذي عاش في القرن الثالث عشر قد ذكر بأن عبدول هازارد قد إختطف من قبل كيان غريب وحشي مخيف إلتهمه في وضح النهار وأمام أعين الناس الذين أصابهم الهلع

يواصل هوارد فيليبس لوفكرافت أكاذيب روايته فيزعم أن كتاب عبدول هازرد ترجم الى اليونانيه لكن اليونانيين أحرقوه عام 1050 ثم تدّعي الروايه أن كتاب عبدول هازارد ترجم الى اللاتينيه عام 1228 على يد الدنماركي أولوس وروميوس الذي عاش حقيقة بين عامي 1588_1624 وتواصل الروايه أكاذيبها فتزعم أن النصين اللاتيني واليوناني تم حضرهما من قبل البابا غريغوري التاسع عام 1232 ولهذا وصلت طبعات لاتينيه الى ألمانيا في القرن 15 والى اسبانيا في القرن 17 , وقام الساحر الإليزابيثي جون دي بترجمة كتاب عبدول الى الإنكليزيه , لكن صديق هوارد فيليبس لوفكرافت المدعو فرانك بلكناب لونغ يشارك
صديقه الكذب ويؤكد هذه الروايه

كل هذه الأكاذيب بشأن كتاب عبدول هازارد من أجل جعل رواية هوارد فيليبس لوفكرافت أكثر واقعية وإرعاباً لتزداد شهرتها

لا ندري متى تمت ترجمة ( العزيف _ كتاب الموتى ) لهوارد فيليبس لوفكرافت الى العربيه لكن الكثير من العقول العربيه صدقت بأن عبدول هازارد شخصيه حقيقيه , كثير من مواقع الروحانيات والدجل والشعوذه تتداول الكتاب

على القاريء الكريم أن يبحث على جوجل عن صور الكتاب المضحكه ( المرعبه ) وأن يبحث على يوتيوب عن فديوات تتحدث عن الكتاب , وأن يقرأ الكتابات العربيه المنشوره حول هذا الكتاب فجميعها كتابات تؤكد جهل الناشرين بحقيقة الكتاب , موسوعة ويكيبيديا شاركت القاريء العربي الجهل ( وهي موسوعه منتشره عالمياً ) بنشر موضوع عن كتاب العزيف لا يمت الى الحقيقه بصله



#ميسون_البياتي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- عالم ما بعد أمريكا
- معاهدة تجارة الأسلحه
- سيري لانكا .. الضحيه الجديده
- حقوق الطبيعة في الدساتير
- راديو تكريت
- سلطان بروناي وعقوبة الرجم
- ورطة رئيسة وزراء نيوزيلندا
- جائزة نايو مارش لأدب الجريمه
- فاجعة نيوزيلندا والإتحاد الأوربي
- بنت اللورد بايرون والكومبيوتر
- هيباتيا شهيدة الفلسفه
- المخرج الإيراني عباس كياروستامي
- فيلم الملاك _ أشرف مروان
- قانون ماغنتسكي
- فيلم حرب خاصه
- والت ديزني
- حكيم عيون
- هوتيل ترانسلفانيا
- إبتكار الألعاب الناريه في الصين
- لقاء سترافنسكي ونجنيسكي


المزيد.....




- -انتهاك صارخ للعمل الإنساني-.. تشييع 7 مُسعفين لبنانيين قضوا ...
- لماذا كان تسوس الأسنان -نادرا- بين البشر قبل آلاف السنوات؟
- ملك بريطانيا يغيب عن قداس خميس العهد، ويدعو لمد -يد الصداقة- ...
- أجريت لمدة 85 عاما - دراسة لهارفارد تكشف أهم أسباب الحياة ال ...
- سائحة إنجليزية تعود إلى مصر تقديرا لسائق حنطور أثار إعجابها ...
- مصر.. 5 حرائق ضخمة في مارس فهل ثمة رابط بينها؟.. جدل في مو ...
- مليار وجبة تُهدر يوميا في أنحاء العالم فأي الدول تكافح هذه ا ...
- علاء مبارك يهاجم كوشنر:- فاكر مصر أرض أبوه-
- إصابات في اقتحام قوات الاحتلال بلدات بالضفة الغربية
- مصافي عدن.. تعطيل متعمد لصالح مافيا المشتقات النفطية


المزيد.....

- الكونية والعدالة وسياسة الهوية / زهير الخويلدي
- فصل من كتاب حرية التعبير... / عبدالرزاق دحنون
- الولايات المتحدة كدولة نامية: قراءة في كتاب -عصور الرأسمالية ... / محمود الصباغ
- تقديم وتلخيص كتاب: العالم المعرفي المتوقد / غازي الصوراني
- قراءات في كتب حديثة مثيرة للجدل / كاظم حبيب
- قراءة في كتاب أزمة المناخ لنعوم چومسكي وروبرت پَولِن / محمد الأزرقي
- آليات توجيه الرأي العام / زهير الخويلدي
- قراءة في كتاب إعادة التكوين لجورج چرچ بالإشتراك مع إدوار ريج ... / محمد الأزرقي
- فريديريك لوردون مع ثوماس بيكيتي وكتابه -رأس المال والآيديولو ... / طلال الربيعي
- دستور العراق / محمد سلمان حسن


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - قراءات في عالم الكتب و المطبوعات - ميسون البياتي - العزيف _ كتاب الموتى