أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - أفنان القاسم - رسالة دون ود إلى بنيامين نتنياهو














المزيد.....

رسالة دون ود إلى بنيامين نتنياهو


أفنان القاسم

الحوار المتمدن-العدد: 6223 - 2019 / 5 / 7 - 14:09
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


منذ خمسة وعشرين عامًا، وأنا أقف في طريق المطار أمام جامعة الزيتونة بانتظار الباص، إذا بموكب طنان من صعاليك الأمير حسن، الذي دعاك وقتها لغاية لئيمة في صدر يعقوب لم تتحقق قبل أن تصبح رئيسًا للوزراء، ينقلك إلى أحشاء عمان، نظرتَ إليّ عابسًا كما هي عادتك مع نفسك في المرآة، فأضحكني عليك جدُّكَ الهزلي، لتدور برأسك نحوي، والموكب يعبر إلى أن غرق ظلي في بحر النسيان. ما هو مذهل وقوع الشيء نفسه معي، عندما كنت طالبًا في باريس أسكن في أغنى أحيائها غير بعيد من السفارة الإسرائيلية، مضت السيارة التي كانت تقل جولدا مائير قريبًا مني، فابتسمتِ لِيَ الكاذبةُ التي كانت تكذب وتصدق كذبتها، وأنا جامدٌ في مكاني، أدور برأسي نحوها، والسيارة تعبر إلى أن غرق ظلها في بحر الذاكرة. نعم، رؤساء الوزراء الإسرائيليين يذهبون ويجيئون، وهم بين باسم وعابس، لكن سياستهم لا تتغير، لأن عَقْدَهُم الأمريكيَّ طويلُ الأمد، وبنوده كل بنوده لم تُنَفَّذ. أنت اليوم يجيئون بك للمرة الخامسة كأي دكتاتور من عندنا، لأنهم يريدون أن يكملوا تنفيذَ العَقْدِ مع شخص مثلك، بكذبه ودجله ونفاقه ودعسه حكام مراحيض رام الله بنعله امتلك العقل الباطن للإسرائيليين، وجَعَلَهُم يعتقدون أنه الوحيد في الكون من يحميهم، لهذا أنت لا تتردد عن الإجرام في الفلسطينيين (إنها الحماية كما يفهمون) والإسرائيليون يصفقون والأمريكيون يؤيدون، لأن للخرافة التي صنعوها منك في الحرب ثمنًا للخرافة التي سيصنعونها منك في السلم، ولأن حربك الغزية تكلفك مليارات الشيكيلات لم تعد قادرًا عليها، لم يعد اقتصادك قادرًا عليها، لم يعد احتلالك قادرًا عليها، إضافة إلى أن الاستراتيجية الأمريكية الجديدة في الشرق الأوسط تتطابق وما أقترح من ورشات واستثمارات وعطاءات، دعمهم لك إذن من سرهم الذي لم يعد سرًا خافيًا على أحد، أنت الذي استطاع أن يلف الإسرائيليين في الحرب سيلفهم في السلم، يا مناحيم بيجين هذا الزمن.


سلمي ليس سلمك البائتي البائخي الدائخي الدجلي الانتهازي التطرفي التوسعي الاستيطاني الاستحماري، نقله إليك موسادك القائم سلمي على أسس العواصم الخمس الفذة، طهران للتكنولوجيا، الرياض للمالية، تل أبيب للصناعة، القاهرة للزراعة، الرباط للثقافة، سلمي هو اضطرار الكل إلى فهم حتى متى الحرب، وهو سلم بنيوي غير سطحوي كودي غير نحوي يلعب فيه الفرد من القوميات الأساسية الخمس في الشرق الأوسط الدور المناط به على مسرح الخلق والإبداع، فتخلي القومية مكانها للكونية، ويستعيد الإسرائيلي إنسانيته التي أفقدته الحرب إياها، وبدلاًً من أن يستعلي وحده بقوة السلاح، يستعلي مع غيره بقوة البناء، فيدخل مع غيره العصر من بابه الواسع. عقلية الاغتصاب ستنتهي بالتواشج، وعقدة الذنب ستزول بالتآخي، سنعمل معًا ومع أمريكا معًا وغير أمريكا أحرارًا من استعباد النقود لنا، هذا ما تفرضه علينا المرحلة المالية الثالثة من مراحل الرأسمالية، وإلا كان انهيار الرأسمالية، الرأسمالية الأمريكية الأولى التي ستنهار، ولن تنفعها ديمومة تجدد الإنتاج إلا عندنا نحن المنفتحين على بعضنا في التخصص والتنقل وعلى العالم.


فهلوتك في التخطيط للإيقاع بهذا وبذاك لتبقى في الحكم رهن حكم المتطرفين لم تعد تخدم أحدًا لم تعد تخدمك كطموح شخصي كطموح توراتي كطموح أزلي لم تعد تخدم الأمريكان لم تعد تخدم العربان لم تعد تخدم الإخوان لم تعد تخدم الدامس من الأقمار، فانتظر الأمر بالركوع كنظام، ليس من تكنوقراط واشنطن هذه المرة بل من أطفال تل أبيب وغزه.



#أفنان_القاسم (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- رسالة ود إلى سلمان بن عبد العزيز آل سعود
- رسالة ود إلى علي خامنئي
- رسالة ود إلى تيريزا ماي
- رسالة ود إلى الرئيس إيمانيويل ماكرو
- رسالة ود إلى دونالد ترامب
- التراجيديا الإنسانية الديوان وقصائد أخرى
- التراجيديا الإنسانية 9
- التراجيديا الإنسانية 8
- التراجيدية الإنسانية 7
- التراجيديا الإنسانية 6
- التراجيديا الإنسانية 5
- التراجيديا الإنسانية 4
- التراجيديا الإنسانية 3
- التراجيديا الإنسانية 2
- التراجيديا الإنسانية 1
- سارة
- مريم
- فاطمة
- عزف منفرد على كمنجة جمال خاشقجي
- أنا لا أُطاق أنا لا أُحتمل


المزيد.....




- نقار خشب يقرع جرس منزل أحد الأشخاص بسرعة ودون توقف.. شاهد ال ...
- طلبت الشرطة إيقاف التصوير.. شاهد ما حدث لفيل ضلّ طريقه خلال ...
- اجتياج مرتقب لرفح.. أكسيوس تكشف عن لقاء في القاهرة مع رئيس أ ...
- مسؤول: الجيش الإسرائيلي ينتظر الضوء الأخضر لاجتياح رفح
- -سي إن إن- تكشف تفاصيل مكالمة الـ5 دقائق بين ترامب وبن سلمان ...
- بعد تعاونها مع كلينتون.. ملالا يوسف زاي تؤكد دعمها لفلسطين
- السيسي يوجه رسالة للمصريين حول سيناء وتحركات إسرائيل
- مستشار سابق في -الناتو-: زيلينسكي يدفع أوكرانيا نحو -الدمار ...
- محامو الكونغو لشركة -آبل-: منتجاتكم ملوثة بدماء الشعب الكونغ ...
- -إيكونوميست-: المساعدات الأمريكية الجديدة لن تساعد أوكرانيا ...


المزيد.....

- في يوم العمَّال العالمي! / ادم عربي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - أفنان القاسم - رسالة دون ود إلى بنيامين نتنياهو