|
|
التراجيديا الإنسانية 4
أفنان القاسم
الحوار المتمدن-العدد: 6051 - 2018 / 11 / 11 - 16:54
المحور:
الادب والفن
« Une femme immense comme l’éternité me hurlait aime-moi misérable hisse-toi à mon sexe qui va t’aimer comme une fleur carnivore hisse-toi à ma vie viens mordre dans ma chair que mon sang coule et féconde la terre »
(Achille Chavée : Vision)
"امرأةٌ هائلةٌ كالأبديةْ كانتْ تصيحُ بي أَحْبِبْنِي أيُّهَا التَّعِسْ اِرْقَ فرجي الذي سيحبُّكْ كزهرةٍ تقتاتُ باللحمْ اِرْقَ حياتي تعالَ لتنهشَ في لحمي فليَسِلِ الدمْ مُ وليُخْصِبِ الأرضْ"
(أشيل شافيه : رؤيا)
"تعالي لتأخذي حَمَّامَكِ مَعَ أختِكِ الصغيرةْ" كانتْ تقولُ أمي لي أشلحُ رداءَ الغيرةْ وألقيهِ مِنْ ورائي هلْ يفقدُ العُرْيُ معنى الإنسانيةِ بينَ أطفالٍ يرونَ ولا يرونَ غيرَ الظلالْ لِ وهي تتحركُ في مستنقعاتِ النفوسِ البريئةْ؟ تتأوهُ نانسي آه… أختي الصغيرةْ! وتشعلُ جليدَ الذكرياتْ تِ وهيَ تقذفُنِي بِكُرَةِ نارِ عواطفِهَا الدفينةْ قِطُّهَا البودليري سمكاتُهَا الأثيرةْ توتُهَا الكاليفورني عقاربُهَا الأميرةْ تفاحُهَا الهيجلي خاصرتُهَا الشريرةْ "نانسي! اخرجي منِ الماءِ حالاً أيتها الفُلْفُلَةُ الحمراء!" "أحبها ماما!" "أخرجي حالاً!" ……. "حالاً" كنا صغيراتْ لا نفهمُ أفكارَ أمي كنا جَرْوَاتْ لا تفهمُ أمي أفكارَنَا
لَنْ أُكَلِّمَكَ إذنْ عَنِ العفويةْ عَنِ اللمساتِ الطفوليةْ عَنِ القمرِ الغبيّْ لَنْ أقولَ لكَ ما كانتْ تَفْعَلُهُ فينا ما كانتْ تَمْنَعُهُ عنَّا ما كانتْ تُلْقِمُه إيانا ونحنُ لا نعلمُ لماذا ونحنُ لا نرفضُ رفضَهًا لأحذيتِنَا الجلديةْ ونحنُ لا نقبلُ قبولَهَا لأكاليلِنَا البلاستيكيةْ كان قَدَرُهَا الشقيّْ حمقاواتُ قُدَّاسِ يومِ الأحدْ دِ كنَّا كنَّا الشبقَ الإلهيّْ يَ كما تفهمُهُ ماما كانت تريدُنَا أنْ نكبرَ مِثْلَهَا كالفقوسِ القُدْسِيّْ كقطوفِ الحُصْرُمِ المحرَّمْ كقيءِ البطاطا البُنِّيّْ كغائط البَنَدُورَةِ المُرَكَّزةْ ةِ بِلُوكْسِ الشارعِ الخامسْ كصديدِ الهوتْ دوجْ في البيفرلي هيلزْ أختي غدتْ مَثَليَّةْ لِتُذِيبَ شهوتَهَا الأُموميةْ ةَ في البِرَكِ الزرقاءْ وأنا غدوتُ قضيبيةْ لأُعوِّضَ عَجْزِيَ الأنثويّْ يَ وأهدِمَ مؤسسةَ الزواجْ أصارعُ المصالحَ العائليةَ كما لا يفهمُهَا الجينزْ أقاتلُ المصالحَ الأخلاقيةَ كما لا يفهمُهَا "الإمامْ" أقاومُ المصالحَ الماليةَ كما لا يفهمُهَا والتْ ديزني
قهقهتْ نانسي كانت تريدني وغدًا يتقنُ الفنْ جذبتني وأنا للعيبِ هَمّْ كنتُ مئذنةً تنحني مِنِ اللحمْ أخذتني كذيْلٍ مِنْ ذيولِ برودواي الموهوبةْ أنا الفخرُ لأبي ولأمي النُّبلْ لُ والأحلامُ التي لنْ تتحققَ في المرايا المشروخةْ الحمراءْ ءُ منها والحمقاءْ ءُ كمحكمةٍ وعقابْ كمندلينا ككيلو مِنِ الحلماتِ المعضوضةْ شَغَّلْتُ سمارتفوني وتَجَهَّزْتْ تُ بكل ما يَلْزَمُ العاشقينَ لرفعِ الأبراجْ هَجَمَتِ الأفاعي وهاجمتني لمْ يكنْ لي مِنْ خَيَارٍ غيرُ الاستسلامْ قَتَلَتِ الأفاعي وقاتلتني لمْ يعدُ لي مِنْ خِيارٍ غيرُ قصرِ رَغْدَانْ الوجودُ أفعى واللهُ أفعى ونانسي الوكرْ
في المركزِ التجاريِّ كانَ لا بدَّ لنانسي أن تتواصلْ اللحمُ الأبيضْ ضُ الفواكهْ هُ الخضارْ حَاصَرَتْنَا المعلباتْ تُ وهَاجَمَتْنَا العُلَبْ مِنِ المعلباتِ مَشَقَتْ قُدُودُ الخيولْ ومِنِ العُلَبِ حَلَّقَتِ الأثداءْ ءُ والطيورْ كانَ علينا ألا نقاومْ أنْ نخضعَ للخضوعْ كانَ علينا ألا نحاولْ أنْ نركعَ للركوعْ كان علينا أن ننتاكْ أن نزلقَ في جوفِ التنينْ نِ وأن نمارسَ الجنسَ الحديثَ في صُندوقِ الدفعْ عِ كاش
أنتِ بالوعةُ جنسٍ فاستحي! ورَكَلْتُهَا بقدمِي رجتْنِي توسلتْ إلى فَرْجِي باستْنِي مِنْ كُلِّ وجهِي ذرفتْ دمعَهَا على صدري ومِنِ اليأسِ قامتْ سوداءْ ءَ كثلجي وهي البيضاءْ ءُ كفحمي ودخلتْ في المرآةْ انتهرَهَا أخي وضربَهَا ثم طردَهَا فذهبتْ إلى بارْ شَرِبَتْ حتى جفَّ حلقُ البحرْ رَقَصَتْ مَعَ الغِرْبَانْ وعانقتِ القبرْ رَ الذي فيهِ أبي ينامْ كانتْ عَظْمَةً للذلْ لِ ودودةً للازدراءْ كانتْ بيضًا للمهانةْ ةِ ومبيضًا لابنِ سلمانْ كانتْ جوانتنامو الحبِّ الذي يتضاجعُ فيهِ الكونجرس
البنادقُ تُطْلِقُ دونَ أن تُطْلِقَهَا كانتِ قدرتُهَا الذاتونرجسيَّةْ ما يعجزُ اللهُ عنهُ في النوادي التي أَمْرُ روادِهَا بيدِهَا كانت طاقتُهَا التي تحرقُهَا على حَشَفَةِ بندقيةْ عَانَقَتْ نانسي المستحيلْ ونادتْهُ باسمي لم أكنْ أعرفُ أن هذا اسمي في الحربْ بِ وفي السَّلْمِ كنيةُ شارعِ الشانزلزيهْ أقلقتني الذكوريةْ الخصوصيةْ الهويةْ الإغراءاتْ امتيازاتُ برجِ إيفلَ الذي مِنِ اللحمْ وفي شارعِ بيغالَ التماثيلْ أرعبتني القُبَلْ اللعْقْ الرَّضْعْ حَرْقُ العَسَلْ سَحْقُّ البصلْ والجبالُ التي ترفعُهَا في العُلى المخالبْ بُ وتطيرْ آهٍ يا أُمي يا أمَّ المستحيلْ الخيالُ حقلُ لِواطٍ بعدَ الحصادِ أم قبلَهْ؟
"أعطني إياها أُشْبِعُهَا لكَ" قالَ أبي لي "لم أكنْ أعلمُ أنكَ هيكلٌ عظميٌ متقدمٌ في سلوكِهْ!" قلتُ لأبي "في وَعْيِهْ" "وهلْ للهيكلِ العظميِّ وَعْيْ؟" "وهل للهيكلِ العظميِّ سلوكْ؟" "للهيكلِ العظميِّ الحياةْ" "للهيكلِ العظميِّ المجتمعْ" "كما يراهُ أم كما يريهُ؟" "كما يراهُ رِدْفُ نانسي"
سنعودُ إلى زمنِ آدمَ وحواءْ سنخلعُ سمارتفوناتِنا ونكونُ بلا أخلاقْ سنضاجعُ بلا عُقَدِنَا ونعملُ بقوانينِ الغابْ سنؤاخي أخواتنا فَقَطْ أخواتنا فقطْ والأفراسْ سنتركُهُنَّ يفعلنَ ما يشأنَ بأجسادِهِنَّ وبأقدامْ مِ القمرْ كسمكاتِ السِّيِنْ ككلباتِ هوليودْ كلبؤاتِ الإنجيلْ كالزوجاتِ في حكاياتِ البدوْ كالعشيقاتِ في رواياتِ الإغريقْ كالعاهراتِ في أغاني الغجرْ
#أفنان_القاسم (هاشتاغ)
ترجم الموضوع
إلى لغات أخرى - Translate the topic into other
languages
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
التراجيديا الإنسانية 3
-
التراجيديا الإنسانية 2
-
التراجيديا الإنسانية 1
-
سارة
-
مريم
-
فاطمة
-
عزف منفرد على كمنجة جمال خاشقجي
-
أنا لا أُطاق أنا لا أُحتمل
-
أضواء أوتاوا
-
صلوات سياسية ونصوص متنوعة الكتاب
-
الإخفاقات الذريعة ونصوص متنوعة الكتاب
-
الإخفاق الذريع 15
-
الإخفاق الذريع 14
-
الإخفاق الذريع 13
-
الإخفاق الذريع 12
-
الإخفاق الذريع 11
-
الإخفاق الذريع 10
-
الإخفاق الذريع 9
-
الإخفاق الذريع 8
-
الإخفاق الذريع 7
المزيد.....
-
لغة الدموع الصامتة
-
مصر.. عمر هلال يجمع أحمد حلمي وهند صبري في فيلم -أضعف خَلقه-
...
-
فنانة سورية تصبح سيدة نيويورك الأولى...من هي ؟
-
صوّر في طنجة المغربية... -الغريب- خلال استعمار الجزائر في قا
...
-
يتناول ثورة 1936.. -فلسطين 36- يحصد الجائزة الكبرى في مهرجان
...
-
-صهر الشام- والعربية والراب.. ملامح سيرة ثقافية للعمدة ممدان
...
-
انطلاق أعمال المؤتمر الوطني الأول للصناعات الثقافية في بيت ل
...
-
رأي.. فيلم -السادة الأفاضل-.. حدوتة -الكوميديا الأنيقة-
-
-المتلقي المذعن- لزياد الزعبي.. تحرير عقل القارئ من سطوة الن
...
-
موفينييه يفوز بجائزة غونكور الأدبية وباتت الفرحة تملأ رواية
...
المزيد.....
-
الذين باركوا القتل رواية
...
/ رانية مرجية
-
المسرواية عند توفيق الحكيم والسيد حافظ. دراسة في نقاء الفنون
...
/ د. محمود محمد حمزة
-
مداخل أوليّة إلى عوالم السيد حافظ السرديّة. الطبعة الثانية
/ د. أمل درويش
-
مشروع مسرحيات مونودراما للسيد حافظ. اكسبريو.الخادمة والعجوز.
...
/ السيد حافظ
-
إخترنالك:مقال (الثقافة والاشتراكية) ليون تروتسكي. مجلة دفاعا
...
/ عبدالرؤوف بطيخ
-
المرجان في سلة خوص كتاب كامل
/ كاظم حسن سعيد
-
بيبي أمّ الجواريب الطويلة
/ استريد ليندجرين- ترجمة حميد كشكولي
-
قصائد الشاعرة السويدية كارين بوي
/ كارين بوي
-
ترجعين نرجسة تخسرين أندلسا
/ د. خالد زغريت
-
الممالك السبع
/ محمد عبد المرضي منصور
المزيد.....
|