|
شَطارة
امين يونس
الحوار المتمدن-العدد: 6223 - 2019 / 5 / 7 - 11:43
المحور:
كتابات ساخرة
خال إبن عم حمكو ، شخصيةٌ ذو نفوذ ، وولائه مُطلَق للطَبَقة التي فوقه ، لكن الكثير من أفراد الفِئات التي دونه ، يبدون خضوعهم له . وإنسياقاً مع المَثَل " هنيئاً لللذي المُختار خالهُ " .. فأن أولاد عم حمكو ، يستثمرون بصورةٍ جيّدة موقع خالهم .. ويعرفون كيف يُظهرون " إحترامهم " وتبجيلهم له .. بل أنهم ، طالما دخلوا في مُشاحنات ضد كُل مَنْ تُسّوِل له نفسه ، إنتقاد خالهم أو التلميح إلى فساده .. وبالمُقابِل ، فأنهُ أي الخال ، لم يُقّصِر في ترتيب عقود سمينة لأولاد أخته ، يحصلونَ من وراءها على موارد كبيرة دون بَذل جُهدٍ يُذكَر . المسألة وما فيها .. أن الفُرصة اُتيحتْ مِراراً لحمكو ، أن يُوّطِد علاقته مع أبناء عمه ومن خلالهم الوصول إلى خالهم المُهِم .. وتوطيد العلاقة لم يَكُن يحتاج إلا إلى القليل من المُهادَنة وبعض المُداهَنة ! . نعم ... كان يستطيع أن يستمع خلال زياراته الروتينية لبيت عمّه ، إلى أحاديثهم التي يمتدحون بها خالهم ويُصّورون جميع أفعاله وكأنها بطولات ، ويسكُت .. نعم .. لكنهُ لم يُهادِن وبدلاً من ذلك ، كان يُناقشهم ويُشّكِك بمصداقية ونزاهة الخال ، مما يُثير حفيظة أولاد عّمه . كان يستطيع أن يُؤَيِد مايقولون ويُضيف بعض الألوان لللَوحة ويُزركشها .. لكنهُ بطبيعته الحمكوية ، لم يُداهِن .. بل حاول تسفيه أقوالهم .. ولهذا فأن حمكو لم يكُن مُرّحَباً بهِ كثيراً في تلك الأوساط . ولأن حمكو لا يعيش منفرداً في مُجتمعٍ مُغلَق .. فأنهُ وتحت ضغط الإحتياجات اليومية الضرورية ، كثيراً مايحتاج إلى " واسطة " في دائرةٍ ما ، فيلجأ مُضطَراً إلى أبناء عّمه ، الذين لايتوانون عادةً في مُساعدته برحابة صَدر .. صحيح أنهم لايقولون ذلك مُباشرةً ، لكنهم يُشعِرونَ حمكو في كُل مُناسَبة ، بأنهم الصَح وهو في الجانب الخطأ !. ويا للسهولة التي يَحّلون بها مشاكِل حمكو ، ففي حين تعبَ المسكين من مراجعاته وعجزَ عن تمشية معاملته الروتينية الضائعة وسط متاهة البيروقراطية والفساد ، فأن إبن عمّه حينَ لجأَ إليهِ أخيراً ، قالَ لهُ بأن الأمر بسيط ، ولا يحتاج حتى للذهاب معه إلى الدائرة ، بل إتَصَل بالمُدير تلفونياً وأخبره بأن إبن عمه حمكو عنده مُعاملة بحاجة إلى تمشية ، فقال لهُ المُدير : لِيأتِ الآن وتتدّلَل أنتَ وهو ! . يستغربُ حمكو من هذا الواقِع الغريب ... إبن عّمه أصغر منه سّناً ولا يحمل شهادة جامعية ولا يتمتع بمؤهلات تُذكَر .. فكيفَ يُخاطِب ذاك المُدير المُهم بتلك اللهجة الواثقة و " المَيانة " الواضحة ؟ وإستغربَ أكثر حين أدخلهُ مسؤول مكتب المدير بدون تأخير مع إبتسامةٍ كبيرة .. وهو نفسه الذي كان لا يرُد على تساؤلاته يوم أمس ! . المُهم أن مُعاملة حمكو إكتملَتْ خلال نصف ساعة . ولأن حمكو يُريد أن يفهم ، فلقد سأل إبن عمّه : قُل لي بِرّبك .. إتصالٌ تلفوني قصير منك ، للمدير ، سّهَل الأمَر وفتح الأبواب الموصدة .. لا بل أن مسؤول المكتب نهض من مكانه مُرّحِباً بي .. فما هو السِر في ذلك ؟! . قهقهَ إبن العَم وقال : حتى تعرف قَدْر إبن عمك ... ولمعلوماتك ، فأن لي أفضال كثيرة على ذاك المدير ومسؤول مكتبه كذلك ، وهُم لا يرفضونَ لي طَلَباً . ............... زوجة حمكو قالتْ لهُ مُعاتِبةً ونادِبةً حظّها العاثِر : .. لا أدري إلى متى ستقنع بوظيفتك المتواضعة وراتبك الهزيل .. اُنظُر إلى أولاد عمّك .. ما شاء الله واحدهم أشطَر من الثاني ! .
#امين_يونس (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
في الطريق إلى أربيل
-
تفاؤل
-
بُقعة ضوء على مايجري في أقليم كردستان
-
تموتُ .. عندما لا يتذكرك أحَد
-
حِوارٌ حَمكوي
-
ضوءٌ على جَلسةٍ برلمانية
-
يشبه الحكومة
-
حمكو الحزين
-
حمكو .. وأزمة فنزويلا
-
بَلَدٌ عجيب وشعبٌ غريب
-
وصية المرحوم
-
أللهُ أعلَمْ !
-
أُمنِياتٌ مُؤجَلة
-
براءةٌ وحُسنُ نِيّة
-
تعبنا ومللنا من الحروب
-
أحترِمها .. لكني لَسْتُ مُقتنِعاً بها
-
هَلْ مِنْ مُجيب ؟
-
اللاجئين ... نقمةٌ أم نِعمة ؟
-
حمكو والسُعال
-
ش / ع / ن
المزيد.....
-
مش هتغيرها أبدا.. تردد قناة وان موفيز “one movies” الجديد 20
...
-
دق الباب.. اغنية أنثى السنجاب للأطفال الجديدة شغليها لعيالك
...
-
بعد أنباء -إصابته بالسرطان-.. مدير أعمال الفنان محمد عبده يك
...
-
شارك بـ-تيتانيك- و-سيد الخواتم-.. رحيل الممثل البريطاني برنا
...
-
برنامج -عن السينما- يعود إلى منصة الجزيرة 360
-
مسلسل المتوحش الحلقه 32 مترجمة بجودة عالية قصة عشق
-
-الكتابة البصرية في الفن المعاصر-كتاب جديد للمغربي شرف الدين
...
-
معرض الرباط للنشر والكتاب ينطلق الخميس و-يونيسكو-ضيف شرف
-
865 ألف جنيه في 24 ساعة.. فيلم شقو يحقق أعلى إيرادات بطولة ع
...
-
-شفرة الموحدين- سر صمود بنايات تاريخية في وجه زلزال الحوز
المزيد.....
-
فوقوا بقى .. الخرافات بالهبل والعبيط
/ سامى لبيب
-
وَيُسَمُّوْنَهَا «كورُونا»، وَيُسَمُّوْنَهُ «كورُونا» (3-4)
...
/ غياث المرزوق
-
التقنية والحداثة من منظور مدرسة فرانكفو رت
/ محمد فشفاشي
-
سَلَامُ ليَـــــالِيك
/ مزوار محمد سعيد
-
سور الأزبكية : مقامة أدبية
/ ماجد هاشم كيلاني
-
مقامات الكيلاني
/ ماجد هاشم كيلاني
-
االمجد للأرانب : إشارات الإغراء بالثقافة العربية والإرهاب
/ سامي عبدالعال
-
تخاريف
/ أيمن زهري
-
البنطلون لأ
/ خالد ابوعليو
-
مشاركة المرأة العراقية في سوق العمل
/ نبيل جعفر عبد الرضا و مروة عبد الرحيم
المزيد.....
|