فاطمة هادي الصگبان
الحوار المتمدن-العدد: 6222 - 2019 / 5 / 6 - 20:34
المحور:
الادب والفن
حداثة
عاد الى بيته حاملا فونوغرافا عاطلا ..كل شيء معد سلفا ..
مكتبه الأسود من خشب الأبنوس اللامع ..غرة الشعر البوهيمية تنعكس جليا من خلال الزجاج الحاد كشفرة ...سكين الرسائل ذات النصل الأنثوي .....ثقالة الورق في الركن الأقصى كلما ترهقه ذكرى القناع الحديدي ..
يقربها اكثر وأكثر حتى يكاد ان يتحول الى وجه هايد ..يبتعد عنها يلوح جيكل ضاحكا بشراسة قرش ...
يشغل الفونوغراف تتراقص الأغنام فوق رأسه ...الغثاء مرعب ...يقفل تأتي قافلة الجياد البرية ...يغني ...ترافقه الأرائك والكراسي المغبرة..تستمر الجوقة...يتهاوى لكن بصيص زاوية تمد ضوئها ...
ثقالة الورق ثانية ..يرميها في الفونوغراف ...يحل الظلام
يخلع فردتي حذائه طويل العنق ..يصفر لحنا بريا .
تزغزغ أصابعه العارية غزالات العشب الصغيرة ..تتبادل ادوار الاستغماية بين قدميه ..يضحك بشدة
يخبئها في التراب
ولا يعود
#فاطمة_هادي_الصگبان (هاشتاغ)
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟