أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - فاطمة هادي الصگبان - عندما تضحك الوعود / قصاصات من الواقع 4














المزيد.....

عندما تضحك الوعود / قصاصات من الواقع 4


فاطمة هادي الصگبان

الحوار المتمدن-العدد: 6222 - 2019 / 5 / 6 - 19:15
المحور: الادب والفن
    


عندما تضحك الوعود
قصاصات من الواقع 4
وصل الفتى عامل الشاي في المقهى الشعبي الى عاصمة المال والسلطة ...نظرت عيناه الى المباني الشاهقة والعربات السريعة ووعد بأن يكون ..
أخذه سائق التاكسي الى بيت صاحبه وشريكه في الهروب من المدرسة وجمع أعقاب السجائر ..
تذكر ابوه العامل في معمل النسيج الذي تمازح مع صاحبه على الماكنة وزلة قدم منه أطاحت به فرمت قدميه ويده ..لازالت تلك اليد تفرض سيطرتها وترسم علاماتها على خد احد اخوته اذا ماتقاعس في احضار مصروف البيت ...
سائق الأجرة يبتعد به عن المدينة ...الأضواء تهفت ..النساء الجميلات ..المرح والسعادة على وجوهن ..تذكر هناء زوجة أخيه النحس التي جلبت الحزن والغم بعد دخولها عائلتهم بخمسة اشهر وتلاها رحيل اخيهم بحادث انفجار ثم زواجها من الأخ الثاني ليكون لولدها عما ووالدا ..
وعد نفسه ثانية لن يتزوج امرأة شريفة تجلب النحس والكآبة سيقترن بواحدة سيئة السمعة ستتوب على يديه ويغفر الله ماتبقى من ذنبه ...
وصل بيت رفيق طفولته رحب الآخر به ...
كل أسبوع يعد أجرته التي تكاد تسد الإيجار المشترك والمأكل والباقي يطير كدخان النرجيلة التي يفضلها بطعم التفاح ...لأول مرة يحسد المتعلمين وأصحاب الشهادات الذين يسخر منهم في بلاده ...لمظاهر العوز والفاقة المرتسمة على وجوههم..
في حين يرى الدولار يرتسم جليا على ضحكاتهم التي لا تفارق الوجوه ..ندم على تركه الدراسة ..ووعد بأن يجمع المال ...
ذات مساء اثقله الحزن والقنوط لبعد أحلامه ...في مشاركة دخان خانقة ..انبرى احدهم بكيل الإعجاب لطموح الفتى ومنحه بطاقة تعريف طالبا منه التواصل ..
فرح الفتى بعد ان عرف ان شخصية القائل هي قطب من اقطاب المال ووجيه من الوجهاء في المدينة ..
ذهب في اقرب فرصة ..تعرف على الاثنين الأخرين احدهما من أبناء جلدته ويصغره بالعمر ..الثاني في الأربعين من العمر عربي ذو لهجة صعبة الفهم...
وعده الرجل بان يحقق له أحلامه بالمال والجاه ...فرح لتلك الوعود وسأل كيف؟
اجابه في التجارة
الفتى : أنا عامل في مقهى لاأفهم التجارة ..
التاجر : صاحب المقهى يتاجر بالكيف والتسلية ..
الفتى متسائلا : هل تريد ان تفتتح مقهى ؟
التاجر ببرود : أنت تعرف أني تاجر وأسمي معروف في المدينة .. لدي مشاريع واستثمارات متعددة في كل أنحاء البلاد ..لكن عملي معك ليس محدد بمكان...
سأمنحك فرصة تجعلك تحقق أمنياتك مهما كانت مستحيلة..
علت بشائر الفرح على وجهه وسأل عن السبيل ...
وكانت الإجابة ستستلم بضاعة من فلان ....وأشار على الرجل الكبير الذي على يمينه تقسمها الى لفائف وتوزعها على المقاهي والكافيهات التي سيدلك عليها ابن عمك وأشار للفتى على شماله ....
شاع صيت ماله في البلدة ..وبدأ يضحك على تحويلات المدرسين الهزيلة حتى قرر ان يتزوج من حلم فتاته سيئة السمعة كي لاتنبش وراءه ..وماضيها لن يسأله من أين لك هذا ؟ كان هناك عدة اختيارات لكن واحدة منهن ظروف اسرتها الصعبة ومرض أمها الذي اجبرها ان تتزلف لصاحب شركة سياحة الذي وافق على تعيينها بمؤهلها البسيط ...
لقد ادخل العمل الجديد موردا جيدا في نفس الوقت أطاح بسمعتها كفتاة وحيدة ورب عمل سئ ..
لأول مرة يكون سوء السمعة ميزة للاقتران وجمع رأسين بالحلال ..وجاء العرس مهيبا كأنه لأحد الأمراء وحلت ساعة الفرح ليكتشف ان فتاته مغرر بسمعتها وان محاولات مديرها للإفساد لم تجدي نفعا ...
بدأت العروس تراقب عمل الزوج وأخذته باللين ليعود عن هذا الخطر حتى جاءت الطفلة الأولى اقسم فيها ان يتوب وقاطع شركاء المهنة وعاد بالوعود لابنته الصغيرة مرددا بصوت عال أمام الملأ...
سأجعلها دكتورة ..
سأمنحها قصرا وسيارة حين تبلغ الثامنة عسر س...سوف...
ويلتفت لصديقة الزوجة قائلا بإمتنان:
لقد قيل لي انها سيئة فأردت ان أكون ثوبا لسترها وإذا هي من جعلتني أتوب !
تستغرب صديقة العائلة هذا الكلام لتكشفه الأيام فيما بعد ...
تمر الأشهر وتحمل الزوجة بتؤام والكل ينتظر مجئ الولدين بفارغ الصبر ..
حتى أخبرتهم الطبيبة بأن الولادة ستكون خلال أسبوع ..
عاد الزوجان فرحان لكن عندما الباب وجدا ماضي الزوج الأسود ينتظر وشركاءه ينتظرون عودته نهرتهم الزوجة بصوت عال ..
فأجابوا بغيظ مكتوم : هل تطردون الضيوف ؟ ردت الزوجة : منذ شهر نحن ضيوف في المطعم المجاور .. أجاب الاثنان بصوت واحد : لانريد سوى شايا...هل هذا مكلف
أخذهم الزوج للمطعم اكملا الغداء وعادوا لشرب الشاي ...
افاقت الزوجة المنهكة على صراخ ومشاجرة ....خرجت لتهدئ من روعهم حفاظا على نوم الطفلة ..
دخلت وصوت زوجها ضائع بين الأصوات والسكاكين المهددة تطالبه بالعودة وان هذا الطريق لامفر منه ...
علا صوت الزوجة بالصراخ اتركوه لقد تاب ...التفت احدهم صائحا وموجها السكين اليها حقدا وخوفا من سماع الجيران... بدأ يسكتها بغرز السكين في بطنها المنفوخ ...الصراخ يعلو..وصوت الفولاذ يصهر لحمها البرئ ..
أخذت الحمية الزوج فحاول الدفاع عن زوجته وإذا بسكين اخر تغرز فيه ..قضت الزوجة نحبها بعد ان تلقت ثمانية عشر طعنة ...وظل الزوج يزحف نحو الفناء ويطلب المساعدة دون جدوى ..

استدلت الشرطة على احد الجناة وهو يستقل سيارة الأجرة العامة مضرجا بالدماء ..قبضت على الأخر في الحدود حكم على الجناة بالسجن والترحيل الى بلاد كل منهما..صدر الحكم بمصادرة الأموال والأملاك ..ما عدا حقيبة الملابس...استلمتها الجدة وأخذت الصغيرة وسافرت ....

............................................
قصة حقيقية حدثت في احدى المدن الكبرى الساحلية وأبطالها راحوا ضحية وعود لم تسمح لها قوى الشربأن تتحقق..





#فاطمة_هادي_الصگبان (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ذكرى
- وبعدين ....قصاصات من الواقع 3
- الجرائم البيضاء
- وعادت ...قصاصات من الواقع /2
- طعام الملائكة 1 قصاصات من الواقع
- سلام
- صمت العنادل
- قوقعة النورس
- البدلة
- نداءات ميتة
- دبش ...الإنسانية السوداء
- وانتصرت ..القبيلة
- خبز الرصاص
- العبور إلى الجحيم
- الزفاف الدامي
- احزان حان قطافها
- حرف نااقص
- روائح العنبر
- اهداء له 7 لست نقطة
- بيني وريتا جواز سفر


المزيد.....




- الحكم على ثلاثة بالسجن لمساعدتهم في جريمة قتل مغني الراب سي ...
- مقتل المشرفة الموسيقية السابقة في برنامج -American Idol- وزو ...
- أيقونات من رماد الحرب.. فنان أوكراني يحوّل صناديق الذخيرة إل ...
- إطلاق جائزة فلسطين العالمية للشعر في ختام مهرجان ميديين الدو ...
- رئيس الممثلية الألمانية لدى السلطة في مقابلة مع -القدس- قبل ...
- جدل في أوروبا بعد دعوة -فنان بوتين- إلى مهرجان موسيقي في الج ...
- -المدينة ذات الأسوار الغامضة- رحلة موراكامي إلى الحدود الضبا ...
- مسرحية ترامب المذهلة
- مسرحية كوميدية عن العراق تعرض على مسارح شيكاغو
- بغداد تمنح 30 مليون دينار لـ 6 أفلام صنعها الشباب


المزيد.....

- يوميات رجل مهزوم - عما يشبه الشعر - رواية شعرية مكثفة - ج1-ط ... / السيد حافظ
- . السيد حافظيوميات رجل مهزوم عما يشبه الشعر رواية شعرية مك ... / السيد حافظ
- ملامح أدب الحداثة في ديوان - أكون لك سنونوة- / ريتا عودة
- رواية الخروبة في ندوة اليوم السابع / رشيد عبد الرحمن النجاب
- الصمت كفضاء وجودي: دراسة ذرائعية في البنية النفسية والجمالية ... / عبير خالد يحيي
- قراءة تفكيكية لرواية -أرض النفاق- للكاتب بشير الحامدي. / رياض الشرايطي
- خرائط التشظي في رواية الحرب السورية دراسة ذرائعية في رواية ( ... / عبير خالد يحيي
- البنية الديناميكية والتمثّلات الوجودية في ديوان ( الموت أنيق ... / عبير خالد يحيي
- منتصر السعيد المنسي / بشير الحامدي
- دفاتر خضراء / بشير الحامدي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - فاطمة هادي الصگبان - عندما تضحك الوعود / قصاصات من الواقع 4