أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - صبري رسول - سوريا والعيش المشترك














المزيد.....

سوريا والعيش المشترك


صبري رسول
(Sabri Rasoul)


الحوار المتمدن-العدد: 6219 - 2019 / 5 / 3 - 06:49
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


صبري رسول

كلّ المؤشرات السياسية والعسكرية والفكرية تدلّ بوضوح إلى أنّ العيش المشترك، بين مكوّنات الشّعب السّوري القومية والدينية، سيبقى ذكرى في صفحات التّاريخ. هل هذا صحيح؟ ألا يمكن بناء السلام بعد كلّ ما حصل؟
منذ انطلاقة الثّورة السورية المطالبة بالكرامة والحرية، رفع المتظاهرون لافتات للتضامن مع المدن السورية الأخرى. فتضامنت حمص مع درعا، وإدلب مع حمص، وقامشلي مع بنّش... تلك كانت مطالب ومشاعر عفوية، أثبتَتْ طغيان الشّعور الوطني على ماعداه. كما أنّ الشّعب السّوري بمختلف قواه السّياسية طالبتْ بسلمية الثّورة، لكن كانت إرادة العسْكَرَة أقوى من أمنيات النّاس.
أصبحت الثّورة مطيّة لكلّ راغبٍ بالقتل والسّلب، لكلّ مريضٍ يخطف النّساء سبايا، لكلّ متسلّقٍ ينتهز فرصة الصّعود على الأكتاف، لكلّ فاقد ضميرٍ يتاجرُ بالبشر والأوطان، لكلِّ رافعٍ لشعاراتٍ قوميةٍ ووطنية للمتاجرة بها. هؤلاء اختطفوا الثّورة وشعاراتها، وأحلام البسطاء وجعلوها أداةً لوأدها.
تشابكتْ مصالحُ تلك الفئات مع مصالح بعض دولٍ لاتريد الخير لسوريا، رأتْ فيها البيئة المناسبة لضخّ المتطرفين إليها من كلّ مكان، وكان لصمت المجتمع الدولي أمام ما يجري في سوريا «التغذية الراجعة» لتشجيع الإرهاب وتدفق الإرهابيين، للعبث بأمن البلاد، وقتل الآمنين من العباد.
انتعاشُ التطرف الفكري وازدياد النزعات المسلحة العنيفة يهددان العيش المشترك المبني على التسامح وقبول الآخر المُختلَف قومياً ودينياً والذي يُعدّ الدّعامة الأساسية لبقاء خريطة الوطن جغرافياً، ومستقبل أبنائه سياسياً، ويضعُ هذا الخطرُ الوحشيّ مصيرَ البلاد على كفّ العفريت الذي بدأت حرائقُه تأكل أصابع الجوار، وتلسعُ العواصم الكبرى.
فالفكر الطّائفي المتطرف والخطير، يتغلغل في نسيج المجتمع ويحفر عميقاً في ثنايا ثقافته باستحضار الإرث التّاريخي الدّموي الأسود، وبدأ الفرز الاجتماعي على هذا الأساس، وعلى حساب خريطة الوطن السّوري.
فالاتّكاءُ على المعارك الفكرية، والمواقف التّاريخية، والنّهل من منابعَ طائفية آسنة عفا عليها الزّمن من شأنه إشعال النّيران بالوشائج الاجتماعية والعلاقات الإنسانية الحالية وضرب وحدة الشّعب وتجزئة البلاد جغرافياً، وهذه الكارثة لا يمكن الوقوف في وجهها إلا بمعالجة أسبابها، وبناء الوطن للجميع ولمصلحة الجميع.
وحده النّظر إلى المستقبل الآمن الذي يمكن بناؤه على التفاهم الاجتماعي القائم على تحقيق مصالح جميع فئات المجتمع كفيلٌ بإيجاد الأرضية المناسبة والمناخ الملائم لبدء الحوار الشامل وصولاً إلى بناء العقد الاجتماعي المتوافق مع المواثيق الدولية وحقوق الإنسان.
لكن وللأسف تجري الأمور عكس هذه الأمنيات، وعكس الاتجاه، حيث تشير المعطيات إلى أنّ العيش المشترك مهدَّدٌ بشكل كامل، ومعه سينتهي الوطن إذا لم يتداركه الشّعب بسرعة. وهذا الأمر من مسؤولية كل القوى السياسية والاجتماعية.



#صبري_رسول (هاشتاغ)       Sabri_Rasoul#          


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ذهنية الكردي
- أصبحْتُ نمْلةً
- هدية إيفا
- «وطأة اليقين» لهوشنك أوسي والتّشكيك بالتّاريخ
- لماذا يكتب الكرديّ باللُّغة العربيَّة؟
- وتغفو امرأة ج2
- وتغفو امرأة (ج1)
- الصّورة النمطية تؤطّرها محاذير مقدّسة
- الومضة الشعرية مع الرّيح والمطر والخراف في نارنج(1)
- الضّوء والصّمت (E)
- الضّوء والصّمت (D)
- الضّوء والصَّمت (C)
- الضّوء والصَّمت (B)
- الضّوء والصَّمت
- أبجدية الجبل لزهرة أحمد سرد طافح بالألم
- من دفاتر امرأة
- مغامرة توظيف السّيرة في السّرد الرّوائي- قراءة في رواية-شارع ...


المزيد.....




- اغتصبها -رئيس وزراء معروف جدا-.. مزاعم تكشفها نسخة أمريكية م ...
- سُكب بنزين عليه وأُحرق بالنار.. كلمات مؤثرة لمسؤول بأول يوم ...
- تطبيق للتوصيل في أنغولا يقدّم -كل شيء- في كل مكان
- هجوم جديد على مطار الخرطوم والإمارات تدعو لوقف القتال وانتقا ...
- حرص أمريكي لاستمرار اتفاق وقف إطلاق النار في غزة.. لماذا؟
- قوات الأمن السورية تشن عملية تستهدف جهاديين فرنسيين في -فرقة ...
- جاي دي فانس: يجب على حماس الالتزام بالاتفاق وإلا..؟
- إهتمام متزايد بالتصاميم الخضراء داخل المنازل التونسية رغم ند ...
- ماكرون يتحدث من جديد عن إصلاح نظام التقاعد في فرنسا.. فماذا ...
- ضغوط أمريكية على إسرائيل لوقف التصعيد والالتزام باتفاق وقف إ ...


المزيد.....

- تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ / غنية ولهي- - - سمية حملاوي
- شيوعيون على مر الزمان ...الجزء الأول شيوعيون على مر الزمان ... / غيفارا معو
- حكمة الشاعر عندما يصير حوذي الريح دراسات في شعر محمود درويش / د. خالد زغريت
- التاريخ يكتبنا بسبابته / د. خالد زغريت
- التاريخ يكتبنا بسبابته / د. خالد زغريت
- جسد الطوائف / رانية مرجية
- الحجز الإلكتروني المسبق لموسم الحنطة المحلية للعام 2025 / كمال الموسوي
- الأرملة السوداء على شفا سوريا الجديدة / د. خالد زغريت
- المدخل الى موضوعة الحوكمة والحكم الرشيد / علي عبد الواحد محمد
- شعب الخيام، شهادات من واقع احتجاجات تشرين العراقية / علي الخطيب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - صبري رسول - سوريا والعيش المشترك