أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - ملف بمناسبة الأول من أيار 2006 - التغيرات الجارية على بنية الطبقة العاملة وحركتها النقابية والسياسية - بدر الدين شنن - أول أيار .. نضالات ورؤى وأمنيات















المزيد.....

أول أيار .. نضالات ورؤى وأمنيات


بدر الدين شنن

الحوار المتمدن-العدد: 1537 - 2006 / 5 / 1 - 12:01
المحور: ملف بمناسبة الأول من أيار 2006 - التغيرات الجارية على بنية الطبقة العاملة وحركتها النقابية والسياسية
    


عندما قرر المناضلون الأوائل عام 1888 تكريس أول أيار من كل عام ، يوماً عالمياً للتضامن الطبقي ، كان واضحاً أن المقصود من ذلك ، هو أكبر من طقس دوري يؤدي فيه المستضعفون صلوات خاشعة يتوسلون بها فجر الخلاص ، وأكبر من مناسبة تذكارية لمعارك وشهداء ، وأكبر من احتفال يجدد ويؤكد التمايز الاجتماعي الطبقي .. بكلمة إنه " المؤتمر " الذي يقيم ماجرى وما تم إنجازه ، وما ينبغي أن ينجز في مسارات الصراع الطبقي كافة .. إنه اليوم اذي يتألف مداره ليس من " 24 " ساعة فقط ، وإنما من " 365 " يوماً .. من أول ايار الأول إلى أول أيار الذي يليه .. في دورة متواصلة متجددة .. تتجلى فيها عبر السنين محورية الحركة العمالية ، المتزايدة الأهمية ، في التطور الاجتماعي .. وفي صناعة التاريخ . ومع مرور الزمن منذ 1888 حتى الآن .. مع مسلسل التجارب العمالية الملحمية .. السياسية والنقابية ، بات من الضروري أن يتوسع المدار ليأخذ مدى زمنياً أكبر ، حتى يتم التمكن من رؤية المشهد العمالي بصورة أشمل وأعمق .. ورؤية حركية المدى مابين اللحظة التاريخية والوعد التاريخي . وأعتقد أن ما إقترحه " الحوار المتمدن " من محاور للنقاش بهذه المناسبة ينحو هذا المنحى ، وهو جدير بالاهمام والتقدير

قبل الولوج في هذه المحاور بالتوالي أو دفعة واحدة ، لابد من الإشارة إلى إنهيار الاتحاد السوفييتي ومنظومته الاشتراكية ، الذي أحدث شرخاً بليغاً طاول المفاهيم والأسس والقيم ، التي إنبنى عليها الوعي العمالي والنقابي ، وأدى إلى أو برر الإرتدادات والتراجعات الفكرية والسياسية والاصطفافات النضالية ، وكأن ساعة نهاية الحلم الاشتراكي قد دقت .. وكأن عبقرية الرأسمالية " الفذة " قد انتصرت .. والتريخ قد توقف . هذا ليس بالقليل . لكنه بسبب استمرار الواقع المادي الاستغلالي المعاش، وبنمطية اكثر سوء وفظاظة ، وبسبب مصداقية النظرية الماركسية صانعة الوعد الاشتراكي ولأسباب ثقافية تقدمية ووجدانية وإنسانية لاتحصى ، قد تم إحتواء هذا الإنهيار الكارثة . إلاّ أنه يبقى هو العامل الذي كان له التأثير الأهم على الحركة العمالية السياسية والنقابية في العقود الأخيرة . أما التأثيرات الأخرى المتعلقة بالكم والكيف ، على أهميتها ، خاصة في العالم العربي ، فهي لم تبلغ مستوى مهماً ، إذ أن التغيير الكمي والكيفي في هذا العالم ، كي يحقق تداعياته المنطقية مرتهن للشرط السياسي . فهذا العالم مازال يراوح ضمن حدود الاقتصاد التابع . والمعطى شبه الوحيد الذي يقدمه هو أن الصناعات القائمة قد توسعت إلى حد لابأس به .. زاد عدد العاملين فيها .. زادت نسبة مشاركةالمرأة في سوق العمل .. حصل توسع كبير في قطاع السياحة والتجارة .. ما أدى إلى دخول قطاعات عمالية جديدة ضمن تعريف الطبقة العاملة وإلى بروز حجم ودور هامين للطبقة العاملة في المجتمع . فقد غدت هي القوة الاجتماعية الأكثر حضوراً في الخريطة الاجتماعية مقارنة مع الفلاحين والفئات البورجوازية

الأمر الذي يتيح إذا توفرت شروط سيايسية ونقابية فاعلة ، أن تكون الطبقة العاملة هي الأكثر تأثيراً في التغييرات الديمقراطية والاجتماعية الجذرية التي تحتاجها البلدان العربية
وفي جدلية العلاعقة بين التنظيم السياسي والتنظيم النقابي تكمن فرص النجاح والفشل في بناء وتطوير الحركة العمالية ، الأمر الذي يؤكد على أهمية الفصل بينهما . إذ أن التنظيم النقابي هو تنظيم مهني مطلبي ، يحتاج إلى كثير من المرونة والحرية ، ولايمكنه النجاح في مهامه إلاّ إذا كان مستقلاً عن التنظيم السياسي ، وكان قادراً على استقطاب العاملين في المهن والمصانع دون استثناء أو إقصاء . فقط من خلال النقابيين الملتزمين يمكن للتنظيم السياسي أن يضع بصماته عند بلورة وصياغة القرارت النقابية . وحسب تجارب ملموسة في العلاقة بين الحزب والتنظيم النقابي في عالمنا العربي ، يصح القول ، أن التنظيم السياسي قد لعب دوراً هاماً في تشكيل النقابات وتكوين الكادرات النقابية ، لكنه بممارسته التحكم المباشر والسيطرة العصبوية الحزبية أنىّ تمكن من السيطرة في المواقع النقابية ، وباستخدامه الكوادر العمالية في صفوفه مجرد ديكورات في التشكيل الحزبي ، قد لعب دوراً معوقاً ، إن في عملية إنضواء الطبقة العاملة تحت قيادته أو في بناء حركة نقابية قادرة على خوض مواجهات طبقية مطلبية ناجحة . وأسوأ أ شكال العلاقة بين التنظيم السياسي والتنظيم النقابي هو ما تفرزه عقلية ومصالح الحزب الحاكم . هنا يفقد التنظيم النقابي جوهره الطبقي ويتحول إلى أداة سلطوية ، كما هو حاصل بالضبط في سوريا منذ ثلاثين عاماً حتى الآن . إذ أنه نتيجة تطبيق شعار " النقابية السياسية بديلاً للنضال المطلبي " ، الذي فرض على التنظيم النقابي الإلتزام بالقرار السياسي والإداري للحزب والدولة فقدت النقابات مضمونها العمالي الكفاحي .. صارت أذرعاً وعيوناً وآلايات في خدمة التنظيم السياسي الأمني الحاكم

ولهذا ، فإنه إزاء التجارب الحزبية " العمالية " التاريخية ، سواء منها الأكثر أو الأقل إلتزاماً بقضايا الطبقة العاملة الراهنة والممستقبلية .. المطلبية .. والاشتراكية ، بات من الأهمية بمكان أن تبني الطبقة العاملة حزبها العمالي فكراً وتنظيماً وقيادة ، وهي بعد أن اغتنت وتوسعت بأعداد هائلة من العمال المؤهلين علمياً على المستوىالمتوسط والعالي ، وبعد أن انتشرت النظرية الاشتراكية عبر قرن ونصف القرن من الزمن ، وباتت مع معطيات العلوم الأخرى في متناول الجميع ، هي قادرة على فعل ذلك . لقد ولى الزمن الذي كان يقال فيه ، أن الوعي الثوري يأتي الطبقة العاملة من خارجها ، وذلك تبخيساً للطبقة العاملة وتعبيراً عن أهمية حضور المثقفين ، من أصول بورجوازية في صفوف الحزب وفي قمة الحزب . لقد جاء الزمن الذي يتيح للمثقف الحضور في الحزب وفق قاعدة جديدة هي أكثر رقياً واحتراماً للمثقف وللطبقة العاملة ، قاعدة تعرف الحزب ، بأنه حزب كل الكادحين بسواعدهم وأدمغتهم .. كل الذين لايستثمرون ولا يشاركون باستثمار أحد .. كل الطامحين لبناء عالم جديد .. أكثر عدلاً ومساواة وحرية .. عالم الاشتراكية
كما أنه بات من الأهمية بمكان أيضاً أن تبني الطبقة العاملة تنظيمها النقابي المستقل ، القادر على استقطاب كل الفعاليلت العمالية ، وأن يأخذ هذا التنظيم دوره في النضال المطلبي خاصة والنضال الديمقراطي عامة
ولهذا أيضاً ، وإزاء توحش النظام الرأسمالي المتجاوز كل الإعتبارات الأخلاقية والإنسانية ، الذي تسبب ويتسبب بالحروب الكونية والإقليمية للسيطرة على الأسواق ونهب الشعوب ، التي ذهب ضحيتها مئات الملايين من الضحايا والقتلى والمشردين والمشوهين ، ولعالمنا العربي نصيب غير قليل منها وخاصة مايجري الآن في فلسطين والعراق ، وتسبب ويتسبب ، من خلال الاحتكار التكنولوجي والمالي وامتلاك القوة العسكرية الأعظم ، بالجوع المميت والعطش والبطالة والأوبئة والأمية والحرمان من السكن الصحي لمليارات الناس البرياء المجردين من ملكية وسائل الانتاج ومن الثروة ومن آدميتهم ، فإن التاريخ يستدعي الطبقة العاملة .. طبقة الكادحين بسواعدهم وأدمغتهم لقيادة الصراع العالمي ، من خلال حركة عمالية عالمية موحدة ، لإنقاذ البشرية مما يفرضه عليها النظام الرأ سمالي من أقدار عبودية ظالمة
ذلك لأنها الطبقة الاجتماعية الوحيدة التي لايكتمل تحررها من الاستغلال والعبودية الطبقية إلاّ بتحررسائر المستغلين المضطهدين في المجتمع .. ولأن الاشتراكية التي تنزع لبنائها على أسس الملكية العامة لوسائل الانتاج وتسخير الدولة في خدمة المجتمع ، هي النظام الذي لايبلغ كماله إلاّ بتعميم قيم الديمقراطية والعدالة والحرية والسلام لكل أمم الأرض

أما في مجال المهام الراهنة ، فإن الحركة العمالية السياسية والنقابية هي سياسياً صاحبة المصلحة الأساسية والحامل الاجتماعي لمشروع التغيير الديمقراطي واسقاط الاستبداد ، الذي يخلق المناخ الخصب لتحرير المرأة من كل أشكال التمييز ضدها ونيلها حقوقها المساوية لحقوق الرجل دون استثناء أو نقصان ، وتطبيق حقوق الإنسان ووصول الأقليات القومية إلى حقوقها القومية المشروعة . وهي نقابياً ، تضع في أولويات أهدافها ، حل مسألة البطالة ، وحماية وتطهير وتطوير القطاع العام ، ورفع مستويات المعيشة وفق معايير أكثر انسانية وعدالة ، وتوازن الأجور والأسعار ، وتوفير فرص عمل متنامية ، وتأمين شروط عمل أكثر استدامة وأمناً وكرامة . وهي تناضل متضافرة سياسياً ونقابياً من أجل تنمية إقتصادية واجتماعية وسياسية مستدامة ، وتوظيف التراكمات الدفع باتجاه المزيد منها ، المتأتية عن العملية التنموية على الصعد كافة ، لإنجاح المسارات الديمقراطية والإنسانية .. وصولاً إلى الاشتراكية

إلى الناس العظماء .. الذين قرروا تكريس أول أيار عيداً عمالياً عالميا ً .. وا ستشفوا عبر الآفاق البعيدة .. إمكانية انتصار الكادحين

إلى الذين سلكوا مسار النضال العمالي .. وقدموا كل ماعندهم .. من فكر وعرق ودماء .. حتى نهايات الشباب والعمر .. واختزلوا دروب الآلام للأجيال القادمة

إلى الشباب المفعم بالأمل والكبرياء .. الذين يشقون دروب النضال الجديدة في كل القارات .. ويتحدون بجسارة مكائد وبطش الرأسمالية العفنة المتوحشة في معاقلها وأطرافها

إلى المرأة الشجاعة .. التي تمزق حجب التخلف وتدوس حدود التعصب .. وتشارك الرجل في النضال المقدس للخلاص من مجتمع الاستغلال والعنصرية

إليكم جميعاً في هذا اليوم المجيد يوم الأول من أيار .. قوس قزح من الإجلال والتقدير والحب .. قوس قزح .. يلف الكون من أقصاه إلى أقصاه .. حاملاً ألوان طيف رايات أيار وعظمتها وآمالها



#بدر_الدين_شنن (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- رحل كمال دون وداع ..
- انتصار اليسار الفرنسي .. تجربة وآفاق
- جنرالات الأرصفة
- من أجل الحرية .. والرغيف معاً
- النصر لجماهير فرنسا الشجاعة
- أما آن لليسار أن يتوحد .. ؟
- ضد حالة العار السياسي .. حالة الطوارئ
- مع المرأة .. الأم .. والحبيبة .. في عيدها العالمي
- أزمة الأزمة في الاقتصاد السوري
- حول قانون الأحزاب في سوريا
- في ذكرى الزعيم عبد الكريم قاسم
- الطبقة العاملة السورية تبحث عن حزبها .. 3
- الطبقة العاملة السورية تبحث عن حزبها .. 2
- الطبقة العاملة السورية تبحث عن حزبها .. 1
- العدالة أولاً .. الآن وغداً
- راية أخرى لليسار ترتفع
- هل من حوار ديمقراطي .. مع - الحزب القائد - !! ؟
- من يخدم خدام .. ؟
- شمعة ضوء على درب الحلم
- لابد للقيد أن ينكسر


المزيد.....




- في دبي.. مصور يوثق القمر في -رقصة- ساحرة مع برج خليفة
- شاهد لحظة اصطدام تقلب سيارة عند تقاطع طرق مزدحم.. واندفاع سا ...
- السنغال: ماكي سال يستقبل باسيرو ديوماي فاي الفائز بالانتخابا ...
- -لأنها بلد علي بن أبي طالب-.. مقتدى الصدر يثير تفاعلا بإطلاق ...
- 4 أشخاص يلقون حتفهم على سواحل إسبانيا بسبب سوء الأحوال الجوي ...
- حزب الله يطلق صواريخ ثقيلة على شمال إسرائيل بعد اليوم الأكثر ...
- منصور : -مجلس الأمن ليس مقهى أبو العبد- (فيديو)
- الطيران الاستراتيجي الروسي يثير حفيظة قوات -الناتو- في بولند ...
- صحيفة -كوريا هيرالد- تعتذر عن نشرها رسما كاريكاتوريا عن هجوم ...
- برلمان القرم يذكّر ماكرون بمصير جنود نابليون خلال حرب القرم ...


المزيد.....

- خزريات بابل ينشدن الزنج والقرامطة / المنصور جعفر
- حالية نظرية التنظيم اللينينية على ضوء التجربة التاريخية / إرنست ماندل
- العمل النقابي الكفاحي والحزب الثوري / أندري هنري


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - ملف بمناسبة الأول من أيار 2006 - التغيرات الجارية على بنية الطبقة العاملة وحركتها النقابية والسياسية - بدر الدين شنن - أول أيار .. نضالات ورؤى وأمنيات