أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - ابحاث يسارية واشتراكية وشيوعية - بدر الدين شنن - الطبقة العاملة السورية تبحث عن حزبها .. 3















المزيد.....

الطبقة العاملة السورية تبحث عن حزبها .. 3


بدر الدين شنن

الحوار المتمدن-العدد: 1451 - 2006 / 2 / 4 - 10:28
المحور: ابحاث يسارية واشتراكية وشيوعية
    


لم كافياً القول ، أن ا ستعصاء الأزمة السياسية السورية الشاملة على الحل ، يعود إلى ضعف المعارضة التي تتصدى لأكثر من خمس سنوات لمهمة إيجاد هذا الحل ، ولم يعد كافياً القول ، أن هذا الضعف يعود إلى القمع المتوحش ، الذي تعرضت له طوال عقود من السنين في السابق ، وإلى الحصار الأمني والإعتقال الإنتقائي ، الذي تتعرض له في الظروف الراهنة . فهذه أمور من بديهيات الصراع بين نظام ا ستبدادي وبين قوى تتصدى له ، وتعمل على تغييره " ا سقاطه " ، بل ينبغي البحث عن حقيقة هذا الضعف في داخل المعارضة ذاتها .. في بنيتها وا ستراتيجيتها وبرامجها وآلياتها ,, وفي دور قوى ثالثة " الخارج " في مسرح الصراع

ليس بشئ من الأسرار ، القول ، أن القوى الي تقود النضال حتى الآن لتحقيق التغيير الديمقراطي ، والقوى التي تقبض على السلطة في النظام ، تنتمي إلى طبقة اجتماعية واحدة . ولهذا فإن ما طرح من شعارات ديمقراطية وتغيير ديمقراطي ، كان ومازال ، من البيانات الأولى للمعارضة حتى إعلان دمشق والإعلانات الموازية والمزايدة ، جاءت في إطار النظام الاجتماعي نفسه ، أي تحرير النظام من الفساد والاستبداد ، وتحقيق المشاركة في السلطة والثروة وفي صنع القرارات السياسية والاقتصادية ، وإعادة إنتاج النظام الاجتماعي القائم على اسس دستورية تؤمن تداول السلطة سلمياً عبر صناديق الاقتراع . ولقد برهنت الأيام أن ما طرح من قبل النخب المعارضة ، كان طرحاً هاماً متميزاً ، حرك شرائح ثقافية ونخب سياسية ، وأضاء عفن النظام وضرورة الديمقراطية ، إلاّ أنه ، كما كررنا سابقاً ، ليس كافياً لإحداث نهوض شعبي واسع يحمل مشروع التغيير المعلن ، لإفتقاره إلى البعد الاجتماعي . أي تبني فهم القوى الشعبية للتغيير الديمقراطي المعبر عن مطالبها وحقوقها وحرياتها . وبدلاً من تلافي هذا النقص ، بعد اتضاح العجز ، بالتوجه إلى القوى الشعبية ، وإلى إغناء مشروع التغيير الديمقراطي بطاقاتها الكبيرة المبدعة وبمطالبها وحقوقها المشروعة ، كان طرح برامج وحلول اقتصادية منفرة للقوى الشعبية ، مثل تصفية القطاع العام والقبول باقنصاد السوق والإنخراط في عالم " العولمة " المتوحشة . وكان التفكير والتوجه للإتكاء على " الخارج " ، رغم العلم بأن همه الأساس توظيف طرفي الصراع في البلاد في مشروعه الخاص في إعادة تشكيل الشرق الأوسط ، وتأمين مصالحه البترولية ،وا ستغلال البعد الجيو - سياسي للمنطقة في بسط هيمنته على العالم ، مستخدماً في ذلك التلويح بالديمقراطية لكسب المعارضة ، والتلويح بعصا لجنة التحقيق الدولية بمقتل " رفيق الحريري " والتهديد باحتمال الحرب المدمرة لتسريع جذب النظام إلى حظيرته وخدمته . وهذا ما أضاء معطى شديد الأهمية ، وهو التقاطع في هذه المسالة أيضاً بين طرفي الصراع ، بسبب الجذر الطبقي المشترك

وفي ضوء ذلك ، تبرز الآن على السطح العلاقات والإحتكاكات والتناقضات بين اللاعبين الثلاثة في حالة من الاستقرار النسبي . المعارضة تعمل على توظيف التوتر بين النظام والخارج لتعوض النقص في قدراتها في مواجهة النظام ، لكنها وبسبب الخلفية الوطنية لمعظم قواها تتردد في الغوص إلى ما هو ابعد في التعاطي مع الخارج ، وهذا الموقف بمحصلته يصب الماء مؤقتاً في طاحونة النظام . والنظام يقوم بلعبة مزدوجة ، يوظف موقف المعارضة " الوطني " ويوظف الخوف الشعبي من عرقنة الوضع السوري ، ويوظف خوف الخارج من احتمال قفز بديل راديكالي ديني إلى السلطة ، لإيجاد التقطعات مع الآخريين لتأمين ا ستدامته

وحتى تارخه ، كما تفيد المعطيات المتواترة ، فإن تقدماً ما قد تحقق في مصلحة النظام والمعارضة والخارج . وهذا يفسر الهدوء الملحوظ في الصراع الجاري ، إذ لم يعد ديدن " الخارج " أميركا وفرنسا وبريطانيا تحديداً هو شن الحملات على مدار الساعة ضد النظام ، وظاهرة خدام تكلست ، وقضية " الحرير " حجمت مساحتها في مكاتب لجنةالتحقيق بعيداً عن الإثارة والإعلام ، والمعارضة بلغت حدأ من القناعة المؤقتة بما كسبت من تطبيع مع النظام وبما كسبت من الحضور الخارجي . بكلام آخر النظام باق بصيغة انتقالية ، ريثما تنضج شروط جديدة قادرة على تعديل سقف التفاهمات ، التي تمت بين الداخل والداخل وبين الداخل والخارج، للولوج في مرحلة جديدة

وهذا يدل بوضوح على أن معظم القوى التي تخوض معركة التغيير الديمقراطي ليست جذرية ، ولاتملك برنامجاً مطابقاً في الداخل ، ولاتخوض صراعاً حاسماً مع النظام . بل تحمل عقلية " التوافق " والمساومة والمشاركة وتداول السلطة والمصالح معه ، ولديها نزعات غزلية تجاه الخارج ، بسبب انتمائها الطبقي المتجانس مع قوى النظام ، وبسبب تقييمها المغلوط للدور الأميركي في عالم " العولمة . وهذا من جهة أخرى ما يفسر إحجام هذه القوى عن التوجه إلى تفعيل مبرمج ، مهما كان الوقت الذي يتطلبه ذلك " للحراك الشعبي وخاصة الطبقة العاملة المتمركزة في القطاع العام وفي الفضاء العمالي بشكل عام . وهوما يطرح بمشروعية السؤال حول مآل عملية التغيير الديمقراطي ذاتها ، وحول كيف وإلى أي مستوى ولمصلحة من سيتحقق التغيير ؟

وفي هذا يكمن العجز في صفوف المعارضة ، وفي النفخ في حجم الفائدة من الرهان على دور الخارج ، الأمر الذي ألحق الضرر الكبير والتباطؤ في مسار عملية التغيير الديمقراطي برمتها . وكشف أن عملية التغيير هذه .. عملية ا سقاط نظام ا ستبدادي شمولي يتمتع بإمكانيات وآليات عسكرية وقمعية وسياسية كبيرة ، وله علاقات ومصالح إقليمية ودولية ليست بالقليلة ، هي مهمة ثورية كبيرة تتطلب حراكاً هو أكبر بكثير من حركة نخبوية بينية ثقافية وسياسية .. تتطلب حراكاً شعبياً واسعاً ، يقوده تحالف قوى اجتماعية متجانسة ، صاحبة مصلحة جذرية في التغيير الديمقراطي ، قوى تحمل مشروعها السياسي - الاجتماعي المتكامل لبناء مجتمع ديمقراطي راسخ ، أكثر حرية وعدالة وكرامة ، مجتمع منفتح على إمكانيات التجديد والتطوير ديمقراطياً .. أرقى .. فأرقى اجتماعياً حسب احتياجات ومصالح وقناعات الأكثرية المجتمعية ، التي ستفضي حسب قوانين التطور الاجتماعي إلى إحدى تجليات الاشتراكية

وهذا لن يتحقق بدون أداة ثورية .. بدون حزب عمالي ماركسي .. حزب شيوعي ديمقراطي من طراز جديد نابع بالدرجة الأولى من صفوف الطبقة العاملة ومن جموع الفقراء والمثقفين العضويين ، حزب يوحد كل التيارات الماركسية واليسارية ، ويلعب دورأ أساسياً في تقوية وتعزيز عملية التغيير الديمقراطي . إن قيام هذا الحزب الآن لاسقاط الاستبداد وإعادة بناء سوريا ديمقراطية قوية منفتحة على السمت الاشتراكي أصبح ضرورة مصيرية بامتياز



#بدر_الدين_شنن (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الطبقة العاملة السورية تبحث عن حزبها .. 2
- الطبقة العاملة السورية تبحث عن حزبها .. 1
- العدالة أولاً .. الآن وغداً
- راية أخرى لليسار ترتفع
- هل من حوار ديمقراطي .. مع - الحزب القائد - !! ؟
- من يخدم خدام .. ؟
- شمعة ضوء على درب الحلم
- لابد للقيد أن ينكسر
- العودة إلى الوطنية الديمقراطية
- الحوار المتمدن في عيده الرابع
- الاستبداد والاحتلال .. والانسان المستباح في العراق
- الحرية الغائبة بين الذريعة والضرورة .. سوريا للجميع
- مريم نجمة في - مدارات الكلمة
- النظام السوري ورهاب الشبهة
- من هو
- حتى يدفع الجلاد الثمن
- جولات ووعود ا ستعراضية
- سوريا أمام الامتحان الأخير
- إعلان دمشق .. والاستحقاقات الملحة
- الخارج والاصلاح السياسي في العالم العربي


المزيد.....




- الجامعة الوطنية للقطاع الفلاحي (الإتحاد المغربي للشغل) تدعو ...
- الرفيق جمال براجع يهنئ الرفيق فهد سليمان أميناً عاماً للجبهة ...
- الجبهة الديمقراطية: تثمن الثورة الطلابية في الجامعات الاميرك ...
- شاهد.. الشرطة تعتقل متظاهرين مؤيدين للفلسطينيين في جامعة إيم ...
- الشرطة الإسرائيلية تعتقل متظاهرين خلال احتجاج في القدس للمطا ...
- الفصائل الفلسطينية بغزة تحذر من انفجار المنطقة إذا ما اجتاح ...
- تحت حراسة مشددة.. بن غفير يغادر الكنيس الكبير فى القدس وسط ه ...
- الذكرى الخمسون لثورة القرنفل في البرتغال
- حلم الديمقراطية وحلم الاشتراكية!
- استطلاع: صعود اليمين المتطرف والشعبوية يهددان مستقبل أوروبا ...


المزيد.....

- مساهمة في تقييم التجربة الاشتراكية السوفياتية (حوصلة كتاب صا ... / جيلاني الهمامي
- كراسات شيوعية:الفاشية منذ النشأة إلى تأسيس النظام (الذراع ال ... / عبدالرؤوف بطيخ
- lمواجهة الشيوعيّين الحقيقيّين عالميّا الإنقلاب التحريفي و إع ... / شادي الشماوي
- حول الجوهري والثانوي في دراسة الدين / مالك ابوعليا
- بيان الأممية الشيوعية الثورية / التيار الماركسي الأممي
- بمناسبة الذكرى المئوية لوفاة ف. آي. لينين (النص كاملا) / مرتضى العبيدي
- من خيمة النزوح ، حديث حول مفهوم الأخلاق وتطوره الفلسفي والتا ... / غازي الصوراني
- لينين، الشيوعية وتحرر النساء / ماري فريدريكسن
- تحديد اضطهادي: النيوليبرالية ومطالب الضحية / تشي-تشي شي
- مقالات بوب أفاكيان 2022 – الجزء الأوّل من كتاب : مقالات بوب ... / شادي الشماوي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - ابحاث يسارية واشتراكية وشيوعية - بدر الدين شنن - الطبقة العاملة السورية تبحث عن حزبها .. 3