أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - بدر الدين شنن - من يخدم خدام .. ؟















المزيد.....

من يخدم خدام .. ؟


بدر الدين شنن

الحوار المتمدن-العدد: 1420 - 2006 / 1 / 4 - 11:26
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


لأول مرة ، وبالوزن الثقيل في تاريخ النظام السوري ، تطرح فضائح عن الفساد والتفرد بالسلطة . فقد سمعنا في اليومين الأخيرين من عام 2005 تصريحات نائب الرئيس السوري السابق عبد الحليم خدام ، تتعلق بمسؤولية النظام السوري في جريمة اغتيال " الحريري " وبالفساد ، وبتمنع النظام عن الاصلاح ، وبالوضع الاجتماعي ، وتحديد خيار خدام مستقبلاً بتبني رؤية المعارضة للتغيير

وأول ما يلفت في تصريحات النائب السابق ، أنه بدأ حديثه من الآخر ، أي عن السنوات الخمس الأخيرة ، التي عمل خلالها تحت قيادة الرئيس الأسد الابن ، وأهمل ثلاثين سنة في خدمة نظام " الحركة التصحيحية " ، التي أشار إليها بإيجابية ، عمل خلالها تحت قيادة الرئيس الأب . ولكي يفهم هذا الرجل جيداً .. وتفهم الخلفيات الحقيقية لتصريحاته ، ولكي يوضع في إطار تاريخي كما يرغب ، لابد من تصحيح وضعية الأمور .. أي بإيقافها على أرجلها ، والانطلاق من بداياتها ، التي باتت مستقلة عن الرغبات ، متموضعة كجزء من الماضي .. من التاريخ ، ومستقرة في الذاكرة السياسية الشعبية

إذا أخذنا المعلومات عن سيرورة خدام السياسية ، كما هي مسجلة في مجالات التوثيق ، يتبين أنه انتسب لحزب البعث في أوائل الخمسينات عنما كان طالباً في الثانوية . إلاّ أنه شأن الكثيرين من منتسبي هذا الحزب ، ظل مغمورأً حتى ا ستولى الحزب المذكور على السلطة بانقلاب 8 آذار 1963 ، حيث عبد أمامه الطريق لتسلق المراتب الحزبية والسلطوية . إذ لم تمض سوى سنوات قلائل حتى بات المحامي من الدرجة الثانية عبد الحليم خدام يتبوأ خلال سنوات متقطعة دور المحافظ في كل من القنيطرة وحماة ودمشق . ثم قفز عام 1969 إلى مركز وزير الإقتصاد ، وهذا ما سلط عليه الأضواء وكشف مواهبه " الخدامية " المتعددة ، وأثار إعجاب وزير الدفاع المتحفز للاستيلاء على السلطة وضمه إلى طاقمه الانقلابي " التصحيحي " إلى جانب ناجي جميل وعبد الله الأحمر ومحمود الأيوبي وآخرين . ومن ثم صار وزير خارجيته بعد الإطاحة بالقيادة والسلطة السابقة ثم جعله نائباً للرئيس عام 1988

وقد قدم خدام أقصى ما عنده من خبرات قانونية وسلطوية وحزبية وسياسية في بناء صرح النظام الديكتاتوري " التصحيحي " . ولعل له الباع الطويل في مجال احتواء معظم قوى المعارضة وتأطيرها تحت سقف النظام ، وفي صياغة الدستور العنصري الذي شرعن الاستبداد ، وفي صياغة الرؤى السياسية الخارجية الإنتهازية في عالم الحرب الباردة ، ومن ثم " التفرعن " في لبنان . حيث نقل إلى القطر الشقيق أ سوأ ما في النظام السوري من قمع واعتقال ونهب وفساد . وكان الحاكم بأمره بالكبيرة والصغيرة . وعلى يديه وتحت أمرته تربى غازي كنعان ورستم غزالة وأضرابهما . وفي زمن عهدته لبنان تمت أبشع الجرائم بحق الفلسطينيين واللبنانيين ، أبرزها مذابح صبرا وشاتيلا التي نفذها عميله المعزز إيلي حبيقة ، وتمت تصفيات جسدية سياسية لشخصيات لبنانية عديدة ، وانتشر النهب غير المحدود وغير المسبوق للشعب اللبناني وا ستنزاف حريته وثرواته . بكلمات موجزة ، إنه أحد مهند سي النظام الديكتاتوري ومؤسسيه ، وهو الشريك المسؤول والمدان في كل ما يتعلق من ممارسات النظام على كل المستويات السياسية والأمنية والاقتصادية سورياً ولبنانياً ، بما في ذلك هدر دم " الحريري " إذا صدق باتهامه النظام السوري بها .. فهو ، إذ ما فتئ أحد مسؤولي النظام ، قد صمت أشهراً .. كتم معلومات جنائية ، قبل أن يقدم مالديه أو بعض ما لديه حول الجريمة ، آملاً باستثمار ها لصالحه سلطة ومالاً ونفوذا . وقد ظل يمارس هذه الخدمة للنظام حتى المؤتمر العاشر للحزب

أما فيما يتعلق بالدور " الخدامي " في السنوات الخمس الأخيرة ، فهو عندما آلت إليه الرئاسة إثر وفاة الرئيس الأب قام بترشيح بشار الأسد للرئاسة ، ووقع مرسوم تعديل المادة 83 من الدستور لمطابقة الشرط العمري لمرشح الرئاسة مع عمر الرئيس الجديد ، ورفعه عسكرياً من رتبة عقيد إلى رتبة فريق وعينه قائداً أعلى للقوات المسلحة . وبعد إعادة تشكيل النظام إمتداداً للنظام السابق ظل خدام المدافع الأمين عن النظام ، حيث وقف بشراسة ضد أي إصلاح دستوري وسياسي ، واعتبر أن دعاة الاصلاح يرمون إلى " جزأرة " سوريا أي تعريضها لحرب أهلية على الطريقة الجزائرية ، وعمل حثيثاً على تحطيم ربيع دمشق وسجن رموزه وإرهاب نشطائه ، وعلى إغلاق المنتديات . وقد قام بهذا الدور " الخدامي " ليس حفاظاً على نظام عزيز هو أحد مهندسيه وبناته فحسب ، وإنما كما تبين لاحقاً حفاظاً على ا ستدامة انتفاعه من خدمة النظام ، الذي جمع تحت مظلته ما يعادل ، حسب ما هو معلن ، مليار ومائة مليون دولار ، إلى أن قرر أولو الأمر الجدد عدم التجديد لخدماته ، أي قطع الماء عن قناته . عندئذ قرر خدام الإنقلاب

وخرج خدام على الملأ .. وهوينضح عرقاً من جلد الشعب ثلاثين عاماً ليبشر بالحرية
وخرج وهو يتقيأ متخماً من الإفراط بالطعام النوعي الناهب ثمنه من قوت الشعب .. ليتأسف على المواطنين الذين يبحثون عن لقمة وسخة بين أكوام القمامة
وخرج وهو يخشخش بالذهب والدولارات في جيوبه ليتحدث عن الفساد والنهب للمال العام
وخرج وهو يحمل كتابه بشماله المتضمن آثامه وذنوبه في خدمة الاستبداد ليبشر بالديمقراطي والتعددية
وخرج وهو مثقل بشراكة المسؤولية في قتل عشرات الآلاف في حماة وحلب وتدمر وصبرا وشاتيلا وجنوب لبنان ليتباكى على الشهيد الحريري

إن ما صرح به خدام هو أقل من الحقيقة بكثير ، وقد تحفظ على الأهم فعلاً ، وقد فعل ذلك ليس لمصلحة سوريا كما ادعى ، بل لمصلحته هو ومصلحة المقربين إليه من الذين ما زالوا داخل سوريا . وهو شاء أم أبى مضطر أن يبوح بكل ما يعرف إن عاجلاً أم آجلاً ، لأنه لم يدخل هذا المستوى من اللعبة منفرداً . أي أنه خاضع لرغبات ومصالح أطراف أخرى دخل في خدمتها أو شراكتها في إعداد وتنفيذ ما أقدم عليه من خطوات يحلم أن يتحول في خواتمها من خدام إلى مخدوم .. وله في أحمد الشلبي وإياد علاوي أسوة " حسنة " . بمعنى آخر ، أننا سنشهد في الأيام القادمة المزيد والمزيد من الفصول " الخدامية " التي ستؤثر ولاشك على الأوضاع السورية عامة ، وخاصة فيما يتعلق بذيول وانعكاسات عمل لجنة التحقيق الدولية في مقتل الشهيد الحريري ، أو المتعلقة بمسارات التغيير الشرق أوسطية ، أو المتعلقة بعملية التغيير الديمقراطي في سوريا

وإذا كان هناك من فضيلة عملها عبد الحليم خدام من خلال تصريحاته ، هي أنها قد حرضت على السؤال : إذا كان الخدام قد جنى كل ما جنى فكم بالأحرى قد جنى الأسياد الذين خدمهم عبد الحليم خدام

والسؤال الذي يرد على الخاطر في هذا السياق هو : هل ستتمكن المعارضة السورية من توظيف انهيار أحد أعمدة النظام وتداعياته لتعزيز قدراتها وصفوفها في معركة ا سقاط الاستبداد ، وتحقيق التغيير الديمقراطي الجذري ، وحماية البلاد من المشاريع الصهيو - أمريكية ، أم سيتمكن خدام من التسلل إلى صفوفها والركوب على موجتها بدلاً من الدبابة الأمريكية لاستكمال انجاز طموحاته ، التي قطع شوطاً هاماً في تحقيقها بركوب حزب البعث ودبابات حافظ الأسد ؟



#بدر_الدين_شنن (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- شمعة ضوء على درب الحلم
- لابد للقيد أن ينكسر
- العودة إلى الوطنية الديمقراطية
- الحوار المتمدن في عيده الرابع
- الاستبداد والاحتلال .. والانسان المستباح في العراق
- الحرية الغائبة بين الذريعة والضرورة .. سوريا للجميع
- مريم نجمة في - مدارات الكلمة
- النظام السوري ورهاب الشبهة
- من هو
- حتى يدفع الجلاد الثمن
- جولات ووعود ا ستعراضية
- سوريا أمام الامتحان الأخير
- إعلان دمشق .. والاستحقاقات الملحة
- الخارج والاصلاح السياسي في العالم العربي
- القاضي ميليس ومعجزة التغيير
- التحرك السياسي السعودي .. إلى أين .. ؟
- من المسؤول عن التغيير الديمقراطي في سوريا
- إفساد - مكافحة الفساد - .. !! من يحاسب من ؟
- المشهد الألفي ..على جسر الأئمة
- معادلة الخبز والحرية


المزيد.....




- -الشيوخ- الأمريكي يوافق على حزمة مساعدات لأوكرانيا وإسرائيل ...
- مصرية الأصل وأصغر نائبة لرئيس البنك الدولي.. من هي نعمت شفيق ...
- الأسد لا يفقد الأمل في التقارب مع الغرب
- لماذا يقامر الأميركيون بكل ما لديهم في اللعبة الجيوسياسية في ...
- وسائل الإعلام: الصين تحقق تقدما كبيرا في تطوير محركات الليزر ...
- هل يساعد تقييد السعرات الحرارية على العيش عمرا مديدا؟
- Xiaomi تعلن عن تلفاز ذكي بمواصفات مميزة
- ألعاب أميركية صينية حول أوكرانيا
- الشيوخ الأميركي يقر حزمة مساعدات لإسرائيل وأوكرانيا وتايوان ...
- واشنطن تدعو بغداد لحماية القوات الأميركية بعد هجومين جديدين ...


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - بدر الدين شنن - من يخدم خدام .. ؟