أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - بدر الدين شنن - التحرك السياسي السعودي .. إلى أين .. ؟














المزيد.....

التحرك السياسي السعودي .. إلى أين .. ؟


بدر الدين شنن

الحوار المتمدن-العدد: 1332 - 2005 / 9 / 29 - 11:23
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


جاءت تصريحات وزير الخارجية السعودية الأخيرة في وا شنطن ، المتعلقة بالمخاوف السعودية " العربية " من المطامع الإيرانية في جنوب العراق ، لتضفي على المشهد الشرق أوسطي بعداً جديداً ، لابد من أخذه بقدر من الجدية ، لفهم الفصول اللاحقة في مجريات الأحداث اللاهبة في هذه المنطقة ، التي باتت بامتياز ، هي الأخطر في عالم اليوم

ورغم أن هذه التصريحات قد جاءت في وقت تشتد فيه الضغوطات الدولية على إيران ، لحرمانها من حقها في امتلاك الطاقة النووية السلمية ، للحد من نهوضها التكنولوجي وإبقائها تحت سقف البلدان المتخلفة ، بذريعة الخشية من تطوير هذه الطاقة لأغراض عسكرية ما يحدث خللاً في ميزان القوى الدولية وخاصة في الشرق الأوسط ، وفي وقت تشتد فيه هذه الضغوط على سورية ولبنان لإعادة هيكلتهما حسب خريطة مؤامرة " الشرق الأوسط الكبير " ، وفي وقت تشتد فيه المعارك الأكثر دموية وبشاعة في العراق المستباح احتلالاً وإرهاباً ، ما توحي بأن المملكة السعودية تساند أمريكا وحلفائها في مخططاتها ضد إيران ، أو تساند سورية ولبنان بشكل غير مباشر ، أو تشير إلى أنها مازالت القوة المستعدة على أداء الخدمات كشريك موضوعي للسيد الأمريكي مقابل إطلاق حريتها في بناء هيكلها كما تراه مناسباً لأداء هذا الدور ، إلاّ أنها تعبر إلى حد كبير عن المخاوف السعودية - الخليجية ، من احتمالات فشل المشروع الأمريكي في العراق ، ومن هيمنة إيران ، " الأكثر من مجرد احتمال " على العراق عن طريق الأكثرية الشيعية في جنوبه ، ومن ثم هيمنتها على الخليج عبر العراق ، ومنه إلى الهيمنة على سوريا ولبنان ، الأمر الذي يفضي إلى تهديد المملكة بالتمزق ، وإشعال صراعات إقليمية ، لن تكون بأية حال في صالح أمريكا وحلفائها السعوديين وغيرهم

وإذا كان سعود الفيصل قد عبر مباشرة في تصريحاته عن نقص كبير في التعاطي التكتيكي الأمريكي مع الحالة العراقية ، بعدم الاهتمام جدياً بالاحتمالات والتداعيات المتأتية عن الاحتلال ، فإنه قد عبر بشكل غير مباشر عن نقص أكبر بتجاهل الرأي السعودي والدور السعودي في تخطيط وفي تنفيذ إعادة هيكلة الشرق الأوسط ، بل ومعاملة المملة كموضوع تم تداوله مع المواضيع الأخرى في المربعات العراقية والسورية واللبنانية والمصرية .. ألخ . وهذا مايشير إلى رغبة المملكة في أن تسترد دورها الإقليمي والدولي المصادر ، على خلفية اعتبار أن المملكة جزء هام من مكونات القوى " الإمبريالية " الكونية اقتصاداً ومالاً ونفوذا

ويبدو أن رغبة المملكة بتوظيف تفاعلات وتداعيات الحرب في العراق لاسترداد دورها المصادر لم ولن تتحقق ، فمن جهة ، أن تصريحات سعود الفيصل قد حجمت إعلامياً داخل الولايات المتحدة وتم تذريرها مع رياح ريتا . ومن جهة ثانية فإن الوزير السعودي قد بالغ بحسن الإصغاء المريكي لنصائحه وتحذيراته المبطنة .. وأعادته حقائق الأمور إلى حجمه في المربع السعودي ، وبات عليه أن يجتر معاناة المملكة من نقص في كبريائها ومصادرة دورها وخسارة ثرواتها بعد ان هرولت في الاتجاهات الأربع في خدمة المصالح الغربية الإمبريالية عامة والأمريكية خاصة .. لتحقيق مآرب عقيدية .. ومكانة دولية .. لكنها كما أثبت التاريخ.. لم تخدم سوى الشيطان

على أية حال ، إن الإضاءة السعودية للمشهد العراقي الراهن ، بغض النظر عن خلفياته المتعددة ، تستحق التوقف عندها والتفكير باهتمام بأبعادها العراقية والعربية ، وتطرح السؤال ، هل يشكل ، حقاً ، الشيعة في العراق ، في المرحلة الراهنة ، امتداداً للنفوذ الإيراني وأداة له في اجتياح العراق ومن ثم اجتياح الخليج ، وهل تمتلك إيران مثل هذه المطامع الشوفينية ، وتمتلك القدرة الآن أو في المستقبل القريب للقيام بهذا الدور الخطير في مسرح الشرق الأوسط ؟ بالمقابل .. عن أية توجهات راهنية ومستقبلية عبرت تصريحات سعود الفيصل ، هل هي لانجاح المشروع الأمريكي في العراق أم لإفشاله ، وعبر أي من الحالين ترى الأسرة السعودية الحاكمة ضمان بقائها في الحكم ؟

إن معطى أنموذج التغيير العراقي الأمريكي وانعكساته السلبية عراقياً وعربياً ودولياً ، يدل على أن غباء الإحتلال لايقل بشئ عن غباء الاستبداد . فالاستبداد الذي ألغى السياسة ووضع الشعب خلف قضبان القهر والقمع والإذلال والإفقار ، وا ستدعى بحماقاته وعزلته وضعفه الإحتلال ، فإن الإحتلال الذي دمر السيادة والقيم الوطنية ا ستدعى كل أشكال الصراعات والعنف ، ودفع الحالة العامة إلى اللادولة واللاحرية واللاوطن . وكلاهما الاستبداد والإحتلال لايجلبان للشعوب سوى القهر والظلم والعبودية



#بدر_الدين_شنن (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- من المسؤول عن التغيير الديمقراطي في سوريا
- إفساد - مكافحة الفساد - .. !! من يحاسب من ؟
- المشهد الألفي ..على جسر الأئمة
- معادلة الخبز والحرية
- ومضة نبيلة في حراك الحرية
- من أجل حركة نقابية عمالية جديدة
- مع أحرار موريتانيا
- خمس سنوات عجاف أخرى
- الجلاد والقاضي في بؤرة الفساد .. من يحاسب من
- ضد أمر تعسفي - تضامن مع ناهد بدوية وسلامة كيلة
- الأحزاب .. والتغيير في سوريا
- جدلية السلطة والشرعية في النظام السوري
- الرفيق جورج حاوي
- استنساخ تجربة فاشلة .. إمعان في الجري وراء المجهول
- لابأس بقدر من الأمل
- هل يمكن الرهان على مؤتمر البعث السوري القادم ؟
- ذكرى فرا شة
- خصخصة المليار المسروق
- من أجل عالم خال من استغلال إنسان لإنسان
- في ذكرى الجلاء .. الوطن والحرية للجميع


المزيد.....




- للحانات البريطانية قواعدها الخاصة.. إليك ما تحتاج لمعرفته قب ...
- انتقام إيران.. ما قاله ترامب محذرا إياها من الرد على الضربة ...
- شاهد.. دمار -واسع النطاق- وسط إسرائيل بأول موجة صاروخية إيرا ...
- السعودية تعلق على الضربة الأمريكية بإيران واستهداف المنشآت ا ...
- الجيش الإسرائيلي يهاجم أهدافا عسكرية غرب إيران
- الضربة الأميركية لإيران.. هل ربحت إسرائيل المعركة؟
- بلومبيرغ: 5 أسئلة عما سيحدث لو أغلقت إيران مضيق هرمز
- البيت الأبيض ينشر صور من غرفة عمليات استهداف المواقع النووية ...
- -أمريكا بلا منازع حقًا-.. كلمة نتنياهو الكاملة بعد ضربة الول ...
- نتنياهو بعد ضرب المنشآت النووية الإيرانية: لقد تحقق الوعد وت ...


المزيد.....

- كذبة الناسخ والمنسوخ _حبر الامة وبداية التحريف / اكرم طربوش
- كذبة الناسخ والمنسوخ / اكرم طربوش
- الازدواجية والإغتراب الذاتي أزمة الهوية السياسية عند المهاجر ... / عبدو اللهبي
- في فوضى العالم، ما اليقينيات، وما الشكوك / عبد الرحمان النوضة
- الشباب في سوريا.. حين تنعدم الحلول / رسلان جادالله عامر
- أرض النفاق الكتاب الثاني من ثلاثية ورقات من دفاتر ناظم العرب ... / بشير الحامدي
- الحرب الأهليةحرب على الدولة / محمد علي مقلد
- خشب الجميز :مؤامرة الإمبريالية لتدمير سورية / احمد صالح سلوم
- دونالد ترامب - النص الكامل / جيلاني الهمامي
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 3/4 / عبد الرحمان النوضة


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - بدر الدين شنن - التحرك السياسي السعودي .. إلى أين .. ؟