أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار , التحرر , والقوى الانسانية في العالم - بدر الدين شنن - مع أحرار موريتانيا














المزيد.....

مع أحرار موريتانيا


بدر الدين شنن

الحوار المتمدن-العدد: 1281 - 2005 / 8 / 9 - 12:01
المحور: اليسار , التحرر , والقوى الانسانية في العالم
    


الكلام عن الإنقلابات العسكرية في بلداننا العربية أشبه بالسير في حقول ألغام مجهولة المساحة والخرائط ، مرد ذلك يعود إلى ما عانيناه ومازلنا نعانيه من حكم العسكر على مدى أجيال وأجيال . ولهذا ، فإن الإنقلاب العسكري الموريتاني الأخير ، صاحبه الرفض هنا ، والتحفظ هناك ، ، وإن حظي بالقبول هنالك ، فإما على مبدأ " لعل وعسى " أن يتحول إلى تكرار لانقلاب الفريق سوار الذهب في السودان ، وانقلاب شباط 1954 في سوريا وانقلاب الزعيم عبد الكريم قاسم 1958 في العراق، وإما من باب الشماتة بهذه الأنظمة المتغولة على شعوبها

بيد أن ثمة اشياء في الانقلاب الموريتاني تثير الريبة والحيرة تحول دون الارتياح في تحديد الموقف منه . أولها ، أن رأس النظام لم يكن مطلوباً أمريكياً خاصة ودولياً عامة ، فهو قد قام إزاء كل الجهات بما فيها إسرائيل بكل " فروض الطاعة " والإنبطاح . ثانيها ، أنه رغم عمليات القمع والتطهير المتواترة التي مارسها " ولد صايع " في أوساط الجيش ، فإن الجيش بالإجماع تقريباً ومعه أجهزة الأمن ، آلة القمع الرئيسية ، من قام بالانقلاب دون إراقة نقطة دم واحدة . ثالثها ، الاحتجاج الأمريكي الناعم على عملية الانقلاب ، دون الإقدام حتى الآن ، على إجراء عقابي أمريكي او دولي ضد النظام الجديد . إذن لماذا الانقلاب ؟ .. ومن هم وراء الانقلاب ؟ الأيام القادمة ستكشف ما هو مجهول الآن ، من خلال ممارسات المجلس العسكري الحاكم

منطق الأمور يشير إلى أن مصداقية العهد الجديد مرتبطة بمدى موقفه من بنية نظام " ولد صايع " الديكتاتوري ومن المواثيق والمعاهدات الدولية التي ربط الدولة الموريتانية بها ، وخاصة العلاقات الدبلوماسية والاقتصادية مع إسرائيل . وإذا ما سارت الأمور باتجاه تغيير جذري في البلاد ، الإفراج الفوري عن المعتقلين السياسين وإشاعة الديمقراطية ، وإلغاء أسس وآليات الاستبداد ، وإجراء إنتخابات ديمقراطية ديمقراطية تنبثق عنها سلطة ديمقراطية شرعية جديدة ، وإعادة النظر ، على ضوء المصالح الوطنية ، بالمعاهدات والمواثيق والعلاقات الدولية ، وعودة الجيش إلى ثكناته ، فإن الانقلاب يقدم نفسه بديلاً وطنياً ثالثاً لأزمة التغيير الديمقراطي في الوطن العربي ، سيما إذا أخذنا التدخل العسكري الخارجي بالعراق مثالاً ، ويبرهن على أن البديل العسكري الوطني ، مع احترام كل التحفظات الديمقراطية ، هو أكثر إنسجاماً مع المبادئ الوطنية ، وأكثر احتمالاً لحدوث تطورات لاحقة في توظيف المستجدات الوطنية لخلق شروط بناء نظام ديمقراطي في البلاد ، وهو أرحم وأقل تكلفة بالأرواح والقيم المادية

على أية حال ، لقد فتحت موريتانيا العظيمة .. في غرب الجغرافيا العربية .. أفقاً " لشروق " شمس الحرية .. ودشنت بالبديل الوطني ، وإن بآلية عسكرية ، مرحلة تفكك سلسلة عبودية الاستبداد ، وجعلت عيون الشعوب العربية المقهورة ترنو الآن عبر أسوار القمع ومن خلف قضبان السجون ، إلى الثكنات العسكرية التي يربض فيها أبناؤها ، ترنو إلى حراك عسكري يتكامل مع الحراك السياسي ، ليقطع الطريق على التدخل الخارجي المدمر ويسقط عهود الاستبداد إلى الأبد

نتمنى أن تسقط قريباً تحفظاتنا حول الحالة الموريتانية الراهنة

نتمنى أن نحتفل مع أحرار موريتانيا في شوارع نواكشوط

شكراً موريتانيا العظيمة



#بدر_الدين_شنن (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- خمس سنوات عجاف أخرى
- الجلاد والقاضي في بؤرة الفساد .. من يحاسب من
- ضد أمر تعسفي - تضامن مع ناهد بدوية وسلامة كيلة
- الأحزاب .. والتغيير في سوريا
- جدلية السلطة والشرعية في النظام السوري
- الرفيق جورج حاوي
- استنساخ تجربة فاشلة .. إمعان في الجري وراء المجهول
- لابأس بقدر من الأمل
- هل يمكن الرهان على مؤتمر البعث السوري القادم ؟
- ذكرى فرا شة
- خصخصة المليار المسروق
- من أجل عالم خال من استغلال إنسان لإنسان
- في ذكرى الجلاء .. الوطن والحرية للجميع
- إلى أبي رشا
- الحق على البابا
- إلى .. الرائد .. مروان عثمان
- مع القطاع العام .. ضد الخصخصة واللصلصة
- ليلـة قرطاجيـة
- أحرار جزيرة العرب .. نحن معكم
- الجمرة


المزيد.....




- صياد بيدين عاريتين يواجه تمساحا طليقا.. شاهد لمن كانت الغلبة ...
- مقتل صحفيين فلسطينيين خلال تغطيتهما المواجهات في خان يونس
- إسرائيل تعتبر محادثات صفقة الرهائن -الفرصة الأخيرة- قبل الغز ...
- مقتل نجمة التيك توك العراقية -أم فهد- بالرصاص في بغداد
- قصف روسي أوكراني متبادل على مواقع للطاقة يوقع إصابات مؤثرة
- الشرطة الألمانية تفض بالقوة اعتصاما لمتضامنين مع سكان غزة
- ما الاستثمارات التي يريد طلاب أميركا من جامعاتهم سحبها؟
- بعثة أممية تدين الهجوم الدموي على حقل غاز بكردستان العراق
- أنباء عن نية بلجيكا تزويد أوكرانيا بـ4 مقاتلات -إف-16-
- فريق روسي يحقق -إنجازات ذهبية- في أولمبياد -منديلييف- للكيمي ...


المزيد.....

- الديمقراطية الغربية من الداخل / دلير زنكنة
- يسار 2023 .. مواجهة اليمين المتطرف والتضامن مع نضال الشعب ال ... / رشيد غويلب
- من الأوروشيوعية إلى المشاركة في الحكومات البرجوازية / دلير زنكنة
- تنازلات الراسمالية الأميركية للعمال و الفقراء بسبب وجود الإت ... / دلير زنكنة
- تنازلات الراسمالية الأميركية للعمال و الفقراء بسبب وجود الإت ... / دلير زنكنة
- عَمَّا يسمى -المنصة العالمية المناهضة للإمبريالية- و تموضعها ... / الحزب الشيوعي اليوناني
- الازمة المتعددة والتحديات التي تواجه اليسار * / رشيد غويلب
- سلافوي جيجيك، مهرج بلاط الرأسمالية / دلير زنكنة
- أبناء -ناصر- يلقنون البروفيسور الصهيوني درسا في جامعة ادنبره / سمير الأمير
- فريدريك إنجلس والعلوم الحديثة / دلير زنكنة


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار , التحرر , والقوى الانسانية في العالم - بدر الدين شنن - مع أحرار موريتانيا