أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - بدر الدين شنن - سوريا أمام الامتحان الأخير














المزيد.....

سوريا أمام الامتحان الأخير


بدر الدين شنن

الحوار المتمدن-العدد: 1364 - 2005 / 10 / 31 - 10:51
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


تقرير ميليس إلى مجلس الأمن حول اغتيال الحريري ، والضغوطات الدولية بتحريض أمريكي - فرنسي المتحركة تحت عنوانه ، والتفاعلات الإقليمية والداخلية الناتجة عن تداعياته ، فاقم من حدة الأزمة السورية ، ورفعها إلى مستويات أكثر تعقيداً وسخونة ، وطرح احتمالات وآليات للتغيير لم تكن على هذا القدر من البروز والخطورة، وعلى ضوء ذلك صار ممكناً القول أن ما كان مجال تساؤل وسجال عن دور الخارج في عملية التغيير قد أصبح أمراً واقعاً ، ويكاد يكون حاسماً لاجدال فيه ، بل ويمكن القول أن هذا الخارج ، الحامل لمشروع الشرق الأوسط الكبير ، قد أصبح سيد اللاعبين في الشأن السوري . أي أن الداخل بشقيه الحكم والمعارضة قد أصبح موضوعاً للخارج ، وأن التغيير قد خرج ، إلى أجل غير مسمى ، من أيدي الداخل ، الأمر الذي قد يفضي إلى إلغاء ما أطلق عليه " الطريق الثالث " للتغيير ، وبات التعاطي مع الواقع الجديد .. مع سطوة الخارج ، هو سيد الموقف ، وخلق حالة من الاصطفاف السوري تتلطى خلف قميص الشهيد الحريري في الصراع على السلطة تحتاج إلى وقفة جادة ومسؤولة وتاريخية

لقد تحول تقرير ميليس بمضمونه وشكله وتوقيته في الأزمة السورية إلى موضوع رئيس في الصراع بين المعارضة والنظام . وكل طرف يحاول أن يفسر ويوظف " أهميته .. ومصداقيته " أو " كذب " هذا التقرير لصالحه ، ويحاول ان يربط أو لايربط هذا التقرير بمرجعياته القانونية والدولية ، والأهم بوجود أو عدم وجود تآمر دولي لتوظيفه في الصراعات الجارية في الشرق الأوسط . فالمعارضة تنفي أو تقلل من أثر الدور الأمريكي المنضوي تحته كل من بريطانيا وفرنسا في بناء التقرير لاستخدامه في اسقاط النظام أو تطبيعه وفق مخططات إعادة رسم خريطة الشرق الأوسط ، وتبني عليه أمل التوصل إلى اتهام أركان النظام بالجريمة ، وبالتالي اضعافه واسقاطه مستندة إلى الجدار الدولي " الصديق ". والنظام يضخم الدور الدولي التآمري ، ويعتبر الحريري ضحية هذا التآمر ، الذي يستهدف النظام والقضية الفلسطينية وحماية المشروع الأمريكي في العراق

ومن موقع المراقب المستقل ، لابد من التأكيد على أن جريمة اغتيال الحريري هي جريمة كبرى انسانية ولبنانية وعربية لابد أن تأخذ حقها من المعالجة والإنصاف وأن ينال الجناة أياً كانوا جزاءهم عبر القضاء النزيه العادل ، وعلى أنه ، في الواقع هناك فعل استعماري جديد - رأسمالي يعمل بالتآمر وبالحروب على إعادة تشكيل العالم وخاصة الشرق الأوسط . وفي هذا السياق لاتهم بقليل أو كثير العناوين والمبررات .. مثل الحرب على الإرهاب .. نشر الإصلاح .. الديمقراطية .. بل المهم هو ما يجري فعلاً من قتل ودم في مسرح الأحداث ، وأمامنا مثال أفغانستان والعراق وفلسطين ، وما ينتظر سوريا ليس أقل من ذلك

ومن هنا تحديداً ، فإن التطورات المتلاحقة في قضية الحريري وتداعيات تحقيقات القاضي ميليس ، لاتنفي بل تؤكد حق المعارضة السورية في نضالها ضد الاستبداد وفي أطروحاتها من أجل التغيير ، لكن ينبغي أن تولي اهماماً جدياً بما يستهدفه الخارج المغرض الحريص نفاقاً على حق الحريري أو حق الشعب السوري ، الذي لم تحرك ضميره حقوق الشعب الفلسطيني المهدورة أرضاً ووطناً ودماً على مدار الساعة ، ولاهمه الدماء المستباحة في العراق ، التي باتت تشكل إلى جانب دجلة والفرات الرافد الثالث ، ولم تحركه مليارات البشر ضحايا الفقر والجوع والعطش والأوبئة

ومن هنا أيضاً ، يقف النظام أمام ساعة الحقيقة ، وليس أمامه سوى .. أن يكون وطنياً أو لايكون .. أن يكون مع شعبه .. مع التغيير الذي يفتح أبواب الحاضر والمستقبل على الحرية .. على الوحدة الوطنية .. على الحياة الديمقراطية .. أو لايكون

إن سوريا أمام الإمتحان الأخير .. لاأحد قادر أن يهرب من المسؤولية .. إنها مسؤولية الجميع



#بدر_الدين_شنن (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- إعلان دمشق .. والاستحقاقات الملحة
- الخارج والاصلاح السياسي في العالم العربي
- القاضي ميليس ومعجزة التغيير
- التحرك السياسي السعودي .. إلى أين .. ؟
- من المسؤول عن التغيير الديمقراطي في سوريا
- إفساد - مكافحة الفساد - .. !! من يحاسب من ؟
- المشهد الألفي ..على جسر الأئمة
- معادلة الخبز والحرية
- ومضة نبيلة في حراك الحرية
- من أجل حركة نقابية عمالية جديدة
- مع أحرار موريتانيا
- خمس سنوات عجاف أخرى
- الجلاد والقاضي في بؤرة الفساد .. من يحاسب من
- ضد أمر تعسفي - تضامن مع ناهد بدوية وسلامة كيلة
- الأحزاب .. والتغيير في سوريا
- جدلية السلطة والشرعية في النظام السوري
- الرفيق جورج حاوي
- استنساخ تجربة فاشلة .. إمعان في الجري وراء المجهول
- لابأس بقدر من الأمل
- هل يمكن الرهان على مؤتمر البعث السوري القادم ؟


المزيد.....




- ضربة إيران.. أهم الأسئلة التي بقيت بلا إجابة بعد كشف البنتاغ ...
- ترحيل مصري من الولايات المتحدة بعد إدانته بركل كلب وإلزامه ب ...
- عودة مؤثرة لأسرى الحرب الأوكرانيين بعد الإفراج عنهم ضمن عملي ...
- صواريخُ ومسيّرات.. لغة الحوار بين أوكرانيا وروسيا وترامب يرى ...
- روسيا تعلن التصدي لعشرات المسيّرات الأوكرانية وإصابة صحفي في ...
- سفيرة أميركا لدى روسيا تغادر منصبها في ظل نقاش عن ضبط العلاق ...
- خبراء أميركيون: ما الذي يدفع بعض الدول لامتلاك السلاح النووي ...
- الحكومة الكينية تعتبر المظاهرات محاولة انقلابية وسط انتقاد أ ...
- هكذا وصلت الملكة رانيا والأميرة رجوة إلى البندقية لحضور حفل ...
- شاهد لحظة إنقاذ طفلة علقت في مجاري الصرف الصحي في الصين لساع ...


المزيد.....

- كذبة الناسخ والمنسوخ _حبر الامة وبداية التحريف / اكرم طربوش
- كذبة الناسخ والمنسوخ / اكرم طربوش
- الازدواجية والإغتراب الذاتي أزمة الهوية السياسية عند المهاجر ... / عبدو اللهبي
- في فوضى العالم، ما اليقينيات، وما الشكوك / عبد الرحمان النوضة
- الشباب في سوريا.. حين تنعدم الحلول / رسلان جادالله عامر
- أرض النفاق الكتاب الثاني من ثلاثية ورقات من دفاتر ناظم العرب ... / بشير الحامدي
- الحرب الأهليةحرب على الدولة / محمد علي مقلد
- خشب الجميز :مؤامرة الإمبريالية لتدمير سورية / احمد صالح سلوم
- دونالد ترامب - النص الكامل / جيلاني الهمامي
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 3/4 / عبد الرحمان النوضة


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - بدر الدين شنن - سوريا أمام الامتحان الأخير