أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - بدر الدين شنن - العدالة أولاً .. الآن وغداً














المزيد.....

العدالة أولاً .. الآن وغداً


بدر الدين شنن

الحوار المتمدن-العدد: 1435 - 2006 / 1 / 19 - 10:17
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


إن الحجر الذي رماه عبد الحليم خدام في مياه الاستنقاع السياسي السوري رسم حلقات متوالية حول المركز الذي ا ستقر فيه ، وأثار في الشأن السوري ،بغض النظر عن الرغبات والاصطفافات ، مسألة جديدة في غاية الأهمية ، وهي كيفية التعاطي مع حالات الإنشقاقات عن النظام ، التي دشنها باستعراض إعلامي باهر نائب الرئيس السابق . كان الانشقاق عن النظام متوقعاً ، حسب منطق وقوانين تفكك أنظمة الاستبداد ، وإن لم يرتبط بخدام تحديداً ، لكنه كما ظهر لم يكن مهيأ له عملياً من قبل ، ولهذا ، سواء ، كما زعم خدام أنه كان على اتصال مسبق مع رموز من المعارضة أم لا ، فإن الطريقة التي عومل بها الرجل تدل على أنه لم تكن لهذه المسألة من دراسة وإعداد لملاقاتها . ولهذا كان التعاطي معها مجرد ردود فعل محكومة بالإجتهادات الشخصية ، أكثر مما هي محكومة بقواعد مبدئية محددة

ماظهر حتى الآن على مستوى القيادات ، أن خدام مقبول في صفوف المعارضة ، إذا تقدم بإعتذار عما قام أو شارك به من ممارسات وسياسات خلال ثلاثة عقود
من المسؤولية ، كان له فيها اليد الطولى في الداخل .. واليد الأطول في لبنان . وقد أثارت المعالجة الفردية لظاهرة خدام لدى أوساط في أنساق المعارضة المختلفة تخبطاً إجتهادياً متعدداً ، وأحياناً متناقضاً ، كاد أن يشكل موقفاً خلافياً مشحوناً بأبعاد إتهامية

من يقبل بخدام في صفوف المعارضة يتهم بأنه متواطئ مع ما يمثله خدام من ماض ملوث ومتهم ، ومن حاضر له شبكة من العلاقات الدولية لم تكن مقبولة من معارض آخر من قبل
ومن يرفض خدام في صفوف المعارضة يتهم بإضعاف المعارضة والاصطفاف مع النظام .. ويحرم المعارضة مما يمثله خدام من مركز سياسي وعلاقات وإمكانيات

وإذا ما تجاوزنا الحديث عن خدام تحديداً ، وأخذنا ظاهرة تفكك النظام المتوقعة بشل مجرد ، فمن هي المرجعية التي تحدد شرط منح العفو عن هذا المنشق أو ذاك ، من هو أو من هي الجهة التي من حقها أن تقرر أن هذا أو ذاك قد حاز على الشروط الإيجابية للعفو والإندماج . وإذا أجازت جهة ما لنفسها هذا الدور أو هذا الحق .. فهل هي تملك حق التنازل عن حقوق الشعب دون تفويض منه .. ومن يتحمل مسؤولية التنازل عن حقوق الشعب دون تفويض دستوري .. ؟ إنها مسؤولية أكبر بكثير من أي فرد مهما بلغ من الإيجابية والإحترام .. وهي أكبر من أية هيئة أو حزب

لدينا في الوطن العربي أكثر من أنموذج في التعاطي مع مثل هذه الحالة
في المغرب جرى برسوم ملكي تشكيل لجنة إنصاف ومصالحة لتصفية مظالم عهد سابق . تم إبعاد المئات من ضباط القمع عن وظائفهم .. تم التعويض للآلاف من المعتقلين والضحايا . لكن مبدأ المحاسبة العادل قد قيد مسبقاً هذا المسار الايجابي بالعفو عما جرى بالماضي من مظالم ، ويكاد أن ينتهي الأمر بالفشل ، إذ أن هذا الشكل من التسوية الإنصافية لم يكن عادلاً ، وترتفع في المغرب الآن الأصوات لجلب الجلادين والظلمة إلى المحاكم والقصاص منهم
في الجزائر، لم يجرأ رئيس الدولة أن يمنح عفواً سياسياً جرمياً لأحد من المعارضين المسلحين أو المعارضين الجذريين ، دون العودة إلى الشعب بأكثر من ا ستفتاء ، وإذ فعل ذلك ا ستثني من العفو من تلوثت أيديهم بدماء الشعب أو قاموا بأفعال مدانة بالقانون
في العراق .. رغم إختلاف الظروف الموضوعية ، إلاّ أن مبدأ المحاسبة عن الماضي يشكل أنموذجاً يستحق الاهتمام والاعتبار ، إذ ان الشعب العراقي الذي كابد قمعاً فاجراً نوعياً على أيدي صدام ومعاونيه ، بدأ يحاسب جلاديه . وصدام وأعوانه في قفص الحساب . والعراقيون العريقون بالرهافة السياسية والوطنية يؤثرون ولاشك أن تكون هذه المحاسبة في غير أجواء الاحتلال ، إلاّ أنه لابد من حساب الجلادين قبل أن تدور دواليب التسويات والصفقات

وفي ضوء ذلك ، وللتعاطي المبدئي والعملي مع حالات الانشقاق عن النظام ، لاغنى عن القيام بوضع أسس عملية وعادلة ، تكون بمثابة قانون وميثاق شرف في آن لدى كل فصائل وتجمعات المعارضة للتعامل مع هذه الحالات . وألا يترك مجال للإجتهاد الشخصي بالتحكم بهذه المسألة ، وذلك حرصاً على حقوق الشعب أولاً ، وحرصاً على قوة ونقاء المعارضة ، وعلى بناء الثقة مع كل من يصحو ضميره بحق ليلتحق بمسيرة التغيير الوطني الديمقراطي .. وألاّ يترك الإعتذار لوحده مقياساً في هذا الصدد ، فهو قد يستغل للقفز على الماضي هرباً من المسؤولية وغسلاً للمال الحرام، وهو من المؤكد سيثير لدى الشعب مخاوف من هدر حقوقه مرتين .. مرة على أيدي الجلادين .. ومرة على أيدي البراغماتيين .. ويتحول الإعتذار بالتالي .. بالنسبة للشخص المعين إلى وسيط شفيع بين الجريمة والعقاب .. ويطغي ، بالنسبة لحملة مشروع التغيير الوطني الديمقراطي ، الثانوي على الأساسي .. وتصبح السياسة مواقف عملياتية لاهثة في موسم متغيرات متسارعة .. عديمة الوضوح .. عديمة الاستراتيجية



#بدر_الدين_شنن (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- راية أخرى لليسار ترتفع
- هل من حوار ديمقراطي .. مع - الحزب القائد - !! ؟
- من يخدم خدام .. ؟
- شمعة ضوء على درب الحلم
- لابد للقيد أن ينكسر
- العودة إلى الوطنية الديمقراطية
- الحوار المتمدن في عيده الرابع
- الاستبداد والاحتلال .. والانسان المستباح في العراق
- الحرية الغائبة بين الذريعة والضرورة .. سوريا للجميع
- مريم نجمة في - مدارات الكلمة
- النظام السوري ورهاب الشبهة
- من هو
- حتى يدفع الجلاد الثمن
- جولات ووعود ا ستعراضية
- سوريا أمام الامتحان الأخير
- إعلان دمشق .. والاستحقاقات الملحة
- الخارج والاصلاح السياسي في العالم العربي
- القاضي ميليس ومعجزة التغيير
- التحرك السياسي السعودي .. إلى أين .. ؟
- من المسؤول عن التغيير الديمقراطي في سوريا


المزيد.....




- إيران تستهدف مستشفى سوروكا في تل أبيب.. وإسرائيل ترد بتصعيد ...
- قبل إعلان ترامب عن مهلة لإيران.. مصادر تكشف لـCNN عن تحركات ...
- تحليل لـCNN: هل يستطيع الكونغرس منع ترامب من ضرب إيران؟
- -كتائب حزب الله- العراقية تتوعد ترامب إذا ضرب إيران: ستخسر ك ...
- صفارات الإنذار تدوي في إسرائيل للتحذير من هجوم صاروخي إيراني ...
- غروسي: إيران لم تكن تصنع قنبلة نووية عند بدء الهجوم.. لا تنس ...
- 34 شهيدا في غزة منذ فجر اليوم أغلبهم من المجوعين
- الرئيس الأوكراني يعيّن قائدا جديدا للقوات البرية
- شي وبوتين يتفقان على أولوية وقف إطلاق النار بين إيران وإسرائ ...
- وول ستريت جورنال: تكلفة خيالية تتكبدها إسرائيل لاعتراض صاروخ ...


المزيد.....

- كذبة الناسخ والمنسوخ _حبر الامة وبداية التحريف / اكرم طربوش
- كذبة الناسخ والمنسوخ / اكرم طربوش
- الازدواجية والإغتراب الذاتي أزمة الهوية السياسية عند المهاجر ... / عبدو اللهبي
- في فوضى العالم، ما اليقينيات، وما الشكوك / عبد الرحمان النوضة
- الشباب في سوريا.. حين تنعدم الحلول / رسلان جادالله عامر
- أرض النفاق الكتاب الثاني من ثلاثية ورقات من دفاتر ناظم العرب ... / بشير الحامدي
- الحرب الأهليةحرب على الدولة / محمد علي مقلد
- خشب الجميز :مؤامرة الإمبريالية لتدمير سورية / احمد صالح سلوم
- دونالد ترامب - النص الكامل / جيلاني الهمامي
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 3/4 / عبد الرحمان النوضة


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - بدر الدين شنن - العدالة أولاً .. الآن وغداً