منير الكلداني
الحوار المتمدن-العدد: 6213 - 2019 / 4 / 27 - 02:21
المحور:
الادب والفن
محاولة ملاحقة اثار الاقدام .. تدور حولها تراقصها ، هي لم تعد تسمع ذلك الصوت ، اصابتها هواجس من الرعب الذي سيطر على نظراتها الحادة ، بعينيها العسليتين اللتان لم ياخذ منهما الزمن سوى القليل من البريق ، حاولت بشتى الاتجاهات ان تبحث عن خرير الجداول ، تضرب تلك المنضدة بقوة تخاطب الصورة
** ويحك ايتها الوليدة البليدة ، الا تريدين ان تريحي قلبي الذي قطعتي نياطه عبر سنواتك الضالة ، ها انت تحاولين من جديد ان تقتلي كل ما انا فيه من السعادة
يفاجاها صوت من جانب اخر ، حيث الممرضات يهرعن بها عبر ذلك السرير المتحرك
** انقذوها ... انها تهذي ، لن تصمد كثيرا اذا بقي الحال على ذلك
مبتسمة للمراة ، تمط تلك الشفتين الوردتيتين
** الا ترى ذلك الجسد ايها الاخرق ، انه مصقول من جحيم الرغبة ، لطالما سكبت عليه ماء الاشتياق ، لا تستفزني بتصرفاتك الخرقاء فانا مللت منك ومن كل تفاهاتك ..
يعلو طرق الباب ، الضوضاء في كل مكان ، الغرفة تضيق بها ، تمسك راسها بقوة ، تتمايل بانوثتها الى الارض كانها ترقص البالية ، تلوذ بتلك الزهور الساقطة تشم عبيرها مستلقية الى جانبها
** مهما تحاولون لن تفلحوا لقد قلت لكم ..
يسارع الطبيب في ادخالها الى الصالة
** حمقى لا تفقهون من الطب شيئا
يرتبك جميع من في الصالة ، فهم قد ضاعوا بتلك الفوضى ، ينظفون ذلك السرير من فضلات الدماء التي تناثرت في كل مكان
** ومن يأبه ايها الطبيب ، فهل هي افضل من الاخريات ، قم باللازم
الحيرة تلوح عليها ويزداد رعبها ، تمسك بكل ما اوتيت من حول بما في يدها متشبثة باخر رمق رغم كل الايادي التي تعبث بجسدها
#منير_الكلداني (هاشتاغ)
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟