أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - السيد إبراهيم أحمد - -وراء الشمس-..أمنية!














المزيد.....

-وراء الشمس-..أمنية!


السيد إبراهيم أحمد

الحوار المتمدن-العدد: 6208 - 2019 / 4 / 22 - 22:44
المحور: الادب والفن
    


جاءت مسرحية "ورا الشمس" التي قدمتها فرقة مسرح قصر ثقافة السويس تجربة نوعية بحق وهي من تأليف السيد فهيم، وإخراج محمود عثمان الذي استطاع أن يقدم عرضا متماسكا حافظ فيه على روح النص ـ في أغلبه ـ وحواراته، غير أنه استطاع أن يعدد أكثر من شخصية للبطل الرئيسي للمسرحية حيث استفاد من هذا التعدد في ربط جيد برر دخول تلك الشخصيات مستشفى المجانين، وهو ما لم يكن موجودا في النص الأصلي للمسرحية.

كما استطاع الاستفادة من دمج أكثر من شخصية، وهي: أبو زبيدة، والعسكري، والمحقق ليقوم بأدائهم ممثلا واحدا بطريقة بارعة في كل شخصية، وهو ما لم يكن في النص الأصلي، كما حاول المخرج الإفلات من طريقة الكاتب التي اعتمدت على الخروج من المشاهد قطعا ووصلا دون اللجوء إلى وقفات بينهم، وهو ما استعاض عنه المخرج بدخول وصلة غنائية تشبه "الفَرشة" أو "التقدمة" لما هو آت في القادم من الأحداث أو التعليق على الأحداث التي فاتت منها، غير أن هذه التقنية كان من الأفضل أن تكون مسجلة وبصوت أكثر تأثيرًا وبموسيقى تتعاون في إبراز روح الكلمات التي ضاعت لأسباب فنية ففقدت تأثيرها على المتلقي.

جاء نص المسرحية محملا بالمضامين المجتمعية والاقتصادية والسياسية التي يشير بعضها إلى زمن كتابة المسرحية في 2010م، ومنها: البطالة التي تصلح للكتابة عنها في كل وقت ويتجاور معها من ناحية الانعكاس السلبي "المغالاة في المهور" التي هي حديث المجتمعات العربية لا المصرية وحدها، وقد نجح المخرج في تناول الجانب السياسي بأقل صراحة مما تناوله الكاتب حيث ترك مساحة من الفهم للجمهور لاستنباط الدولة المعنية بالحديث عنها في الحوار.

عبر الكاتب عن مضمون رمزي بما "وراء الشمس" الذي يفهمه الكافة من العامة والمثقفين على السواء، وهو ما أفلح فيه الكاتب والمخرج معا والممثلين في قلب المعنى من حيث الترهيب من الذهاب إليه، إلى أن يصير أمنية تستحق أن يتوسل المواطن للمسئول بأن يرسله إليه، مما خلق مشهدا مرتبكا جعل المواطن حرًا في اختياره حين نضح عن جسده الخوف الدائم من فزاعة "ورا الشمس"، ليسجن المواطن المحقق الذي أفلس من إيجاد فزاعات أقوى ليخيف بها المواطن اليائس ويثنيه عن اختياره، وقد أفلح بطل المسرحية في التعبير طوال العرض عن أمنيته تلك.

جاء قرص الشمس على غير المعتاد ديكورا لأن الصورة الذهنية عنه ليس وراء الشمس جغرافية بل رمزا ورمزا مشوشا، كما جاء أداء الممثلين متناغما فيما بينهم وفيما بين المخرج من تفاهمات انعكست بالإيجاب على جو المسرحية، كما نجح المخرج في إعداد النص وخاصة عندما عالج تعدد صور البطل في المحاكمة ليردها إلى الأصل بتحرير البطل وعودة المتهمين الآخرين وهما في الأصل (مجنون1) و (مجنون2)، كما تناغمت إدارة المسرح والإضاءة والملابس وتنفيذ الديكور في إنجاح هذا العمل النوعي ببراعة.


إن هذه التجربة النوعية الفريدة التي استطاع فيها محمود عثمان أن يحافظ على جوهر النص ونقله من خلال الإعداد، والممثلين من خلال الأداء، البرهنة على وجود فنانين في الأقاليم لا يقلون مهنية ولا احترافية عن أولئك الذين يعملون في العاصمة، ولهذا فقد تفاعل الجمهور حضورا ومشاهدة وتصفيقا معهم تماما كأي مسرحية تجارية يشاهدونها، وقد أحسن المخرج حين تم تسجيل هذا العرض وهو ما كنت أناشد كل مخرجًا أقليميا ومنهم المخرج محمود عثمان إلى هذا الصنيع ليكون مرجعا، وهو ما يعني أن ما فاته العرض يستطيع أن يراه وأن من رآه يستطيع أن يستعيده، كما أنه يمثل تراثا فيما بعد يضاف لتاريخ مدينة السويس الفني والنضالي معا.



#السيد_إبراهيم_أحمد (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- قراءة استطلاعية في أعمال الأديب ياسر محمود..
- الريس كابوريا:بطل سلاحه -السمسمية-..
- قراءة في ديوانين للشاعر عادل نافع..
- بين الوردي وكامل .. حوارٌ شبه متكامل..
- الشاعر أحمد رشاد أغا: المسيرة والإبداع..
- بَرَاَءَةُ العَامِّيَّةِ مِنْ هَدْمِ الْفُصْحَىَ..
- دكتورة عزيزة الصيفي .. بنت العربية والأزهر
- ذكريات سويسية .. ما أحلاها!
- كابتن غزالي.. شاعر المقاومة وذاكرة الوطن..
- قصة السويس كما رواها سادات غريب..
- “القراءة”.. المكون الفكري للشباب.. عبد الناصر أنموذجًا…
- مصر إلى أين؟
- “حراء” في الشعر الهندي باللغة العربية ...
- قراءة في رواية -سيدة الضياء-.. للروائي السيد حنفي
- حوار مع الروائي المصري السيد حنفي
- -حراء.. في الشعر الأردي..
- قراءة في المجموعة القصصية -الحصان- للأديبة سميحة المناسترلي. ...
- قراءة في ديوان: -حارة الصبر- للشاعر عزت المتبولي..
- غار حراء وأثره في الفنون..
- عصام ستاتي: الْمِصّرِّيُ مَذْهَبًا..


المزيد.....




- -موسم طانطان- في المغرب يحتفي بتقاليد الرُّحل وثقافة الصحراء ...
- “احداث قوية” مسلسل قيامة عثمان الحلقة 164 عبر قناة Atv الترك ...
- ناقد مغربي يدعو إلى تفعيل -سينما المقاومة- ويتوقع تغييرا في ...
- بعد جدل الصفعة.. هكذا تفاعل مشاهير مع معجبين اقتحموا المسرح ...
- -إلى القضاء-.. محامي عمرو دياب يكشف عن تعرض فنان آخر للشد من ...
- إلغاء حبس غادة والي وتأييد الغرامة في سرقة رسومات فنان روسي ...
- اعلان 2 الأحد ح164.. المؤسس عثمان الحلقة 164 مترجمة على قصة ...
- المجزرة المروّعة في النصيرات.. هل هي ترجمة لوعيد غالانت بالت ...
- -قد تنقذ مسيرته بعد صفعة الأوسكار-.. -مفاجأة- في فيلم ويل سم ...
- -فورين بوليسي-: الناتو يدرس إمكانية استحداث منصب -الممثل الخ ...


المزيد.....

- أنا جنونُكَ--- مجموعة قصصيّة / ريتا عودة
- صحيفة -روسيا الأدبية- تنشر بحث: -بوشكين العربي- باللغة الروس ... / شاهر أحمد نصر
- حكايات أحفادي- قصص قصيرة جدا / السيد حافظ
- غرائبية العتبات النصية في مسرواية "حتى يطمئن قلبي": السيد حا ... / مروة محمد أبواليزيد
- أبسن: الحداثة .. الجماليات .. الشخصيات النسائية / رضا الظاهر
- السلام على محمود درويش " شعر" / محمود شاهين
- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - السيد إبراهيم أحمد - -وراء الشمس-..أمنية!