أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - راسم عبيدات - ما نفعله بأنفسنا اكثر ما يفعله الإحتلال فينا في القدس














المزيد.....

ما نفعله بأنفسنا اكثر ما يفعله الإحتلال فينا في القدس


راسم عبيدات

الحوار المتمدن-العدد: 6208 - 2019 / 4 / 22 - 14:16
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    



قد يرى البعض في هذا العنوان تجني على القدس والمقدسيين،ولكن لا بأس من وضع النقاط على الحروف،فما يحدث من تدمير ممنهج للنسيجين المجتمعي والوطني،وإنهيار منظومة القيم والأخلاق،هو نتاج لممارسات وأفعال،نحن جزء أساس فيها،والإحتلال له مصلحة في هتك وتدمير نسيجينا الوطني والمجتمعي،ولكنه يقوم بتوظيف أدواته واطره ولجانه ومؤسساته المشكلة ممن هم جزء من نسيجنا المجتمعي المقدسي،لخدمة أغراضه واهدافه في هذا الجانب،حتى يغدو وجوه وقادة مجتمع..فلا احد يقول لي بانه لا توجد سياسات وعمليات استقواء ذات طابع عشائري او جهوي وغيرها،حيث أن جزء من العائلات في القدس ومحيطها تشعر بأن حقوقها تسلب ويتم التعدي على بيوتها وأراضيها وممتلكاتها،من قبل "مافيات" منظمة،دون ان يكون هناك أي رادع أو وضع حد لها،وعندما تلجأ الى من يسمون أنفسهم اهل العقد والحل،تكتشف بان جزء منهم يريد ان يبتزهم مالياً،او يقنعهم بالقبول بالأمر الواقع ،وطبعاً أنا لا اعمم ولكن هذه الظاهرة منتشرة،فهناك عشرات القطع من الأراضي والبيوت إن لم يكن مئات تم التعدي عليها و"إحتلالها" بسياسة الأمر الواقع والترهيب والتخويف...عملية إنتشار ظاهرة تأجير المباني والممتلكات والأراضي لبلدية الإحتلال ومؤسساتها من أجل إحداث حالة من الإختراقات سواء على صعيد أسرلة العملية التعليمية،تاجير الممتلكات من اجل افتتاح مدارس للمنهاج الإسرائيلي و"البجروت" ومراكز جماهيرية وغيرها،وكذلك هناك العديد من المؤسسات تم تأجيرها كمقرات لبنوك ومؤسسات أكاديمية وتجارية اسرائيلية،ونحن نشهد حالة من الزحف من اجل السيطرة تجارياً على شوارع القدس الرئيسية...والحجج والذرائع التخفيف على المواطنين،وطبعاً هذا نتاج لغياب أي خطة ذات بعد وطني شمولي،من اجل مواجهة مخططات الإحتلال على هذا الصعيد...بل تجد من هم منتفعين من ذلك كسمسرة أو تسهيل عمليات التأجير يدافعون عن مثل هذا السلوك وتلك الممارسات ..
الإحتلال اخترق حتى حصوننا الداخلية،وأصبح يتدخل في أدق تفاصيل حياتنا،بما في ذلك المشاكل الأسرية والعشائرية،وأصبح يشكل اللجان والمؤسسات الخاصة به للتدخل في مثل هذه الأمور والقضايا،وبما يمكن اجهزته من النفاذ الى قلب الأسرة والمجتمع،وبالتالي يحدث حالة من " التطويع" لوعي الناس،بما يجعلهم يتقبلون الإحتلال والتطبيع معه،ويخرجهم من دائرة أي فعل وطني مناهض لإجراءاته وممارساته بحق اهلنا وشعبنا في المدينة .
اما بالنسبة لمالكي البيوت في المدينة،فعندما يعرضون بيوتهم للأجرة،فهي تعادل راتب المستأجر في شهر،وفي أقل الحالات ثلاثة أرباع راتبه،عدا عن الدفع المقدم لمدة ستة شهور او عام،والدفع يكون بالعملة الصعبة بالدولار،بل البعض يضع الإعلانات التأجير فقط لأجانب او مؤسسات اجنبية...أين الحديث عن الوحدة والتعاون والتعاضد والتكاتف والتسامح وأبناء الوطن الواحد والدين الواحد وغيرها من الشعارات الطنانة الرنانة التي لا تجد لها أي ترجمة في أرض الواقع،فمصلحة الفرد تعلو على أي مصلحة..
أترك موضوع اجرة البيوت،وأذهب الى المسؤولية تجاه الممتلكات العامة،حيث تسود لدينا ثقافة غربية عجيبة انعدام المسؤولية تجاه المال العام والممتلكات العامة،فقلما تجد محطة من محطات الحافلات التي تقي الناس من حر الصيف وبرد الشتاء،لم تتعرض للتخريب،بل وحتى الإقتلاع،اما ما تراه في حاويات القمامة،فتجد هناك حالة مأساوية،انعدام مسؤولية من قبل الأهالي،بحيث عجزهم او ما يعشعش في رؤوسهم من ثقافة اتكالية وتربية غير سليمة،يرسلون أبنائهم القصر من اجل القاء القمامة في الحاوية،وهم يقومون برميها بالقرب من الحاوية،او من ثقل الحمل يجرونها في الشارع،وما تخلفه من مناظر مقرفة بعد تمزق الأكياس التي تحويها،وبعض الأولاد بطريقة التسلية يقومون بحرق حاويات القمامة وما تخلفه من روائح كريهة ودخان أسود كثيف يضر بالبشر والحيوان قبل البيئة .
وانا لا اريد أن اتحدث عن حالة " تنمر" الطلبة على المدرسين في المدارس وتخلفهم عن الدوام المدرسي،بل في نهاية الفصل او العام الدراسي،نعبر عن تخلفنا وجهلنا وعداءنا للثقافة والتعليم بطريقة همجية،فتجد بان الكتب " تذبح" بطريقة ممنهجة،حيث يجري تمزيقها في الطرقات والشوارع العامة،وبما يثبت بأن أمة إقرأ لا تقرأ.
نحن نريد ان نحشر الدين اعتباطاً في كل شيء،لكي نبرر جهلنا وتخلفنا وتشوه وعينا وثقافتنا،رغم ان رسولنا الكريم محمد صلى الله عليه وسلم يقول بأن " الدين المعاملة ،وبانه بعث متتماً لمكارم الأخلاق،ولذلك ما نشهده،انهيار كامل في منظومة القيم والأخلاق، فهناك فروض وعبادات لا تنعكس في السلوك والأخلاق والحياة العامة،حتى تجد هناك من يصلي ويبرر سرقة الكهرباء او الماء وغيرها،فالسرقة مرفوضة كمبدأ عام.
وللتدليل على الإنهيار الكامل للمنظومة الفكرية والثقافية،فأي شخص يتجول في شارع صلاح الدين بالقدس وتحديدا يوم السبتً،يجد عشرات الشبان كقطعان الزرافات،يسيرون بلا هدف مشاة وبسيارات تصاحبها موسيقى صاخبة غير مفهومة المعاني والكلمات عبرية وأجنبية تعبر عن دونية المحتل تجاه محتله،وبعضهم موشم الأيدي وقصات شعر عجيبة غريبة،مع انتشار موضة السير برفقة كلابهم في الشارع العام،وطبعاً لا ننسى ظاهرة التحرش و"الحركشة" بالفتيات والطالبات بألفاظ خادشة للحياء،وربما تصل حد التحرش الجسدي،ولا ننسى "التشحيط" و" التفحيط" والسير بسرعة جنونية في السيارات او "المتروسايكلات".
هذا غيض من فيض عما نفعله بانفسنا،اكثر مما يفعله الإحتلال بنا،حيث تغيب المرجعيات الوطنية والمجتمعية والدينية...نحن علينا أن نغادر ثقافة " النعام" دفن رؤوسنا في التراب و"أقفيتنا" مكشوفة،علينا أن نقر بوجود ازمات عميقة اجتماعية وجنسية نعاني منها حتى نستطيع أن نعالج ونضع الحلول،ما يظهر على السطح ويطفو من مظاهر خادعة عن محبة وتسامح وتعاون، لا يعكس ما يحدث في الداخل .

القدس المحتلة – فلسطين
22/4/2019
[email protected]



#راسم_عبيدات (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- لعبة المشاركة في الإنتخابات البرلمانية الإسرائيلية،وعرب الدا ...
- بديل نتنياهو ليس -جيفارا-
- القمة العربية شعارات بدون مضامين واليات تنفيذ
- الأردن في قلب العاصفة
- البلطجة الأمريكية تبلغ ذروتها
- أزمة غزة الكارثية مركبة وجوهرها سياسي
- الإرهاب - الداعشي- الأبيض
- ما جرى في الأقصى -بروفا- لمواجهات اوسع
- نحو تشكيل مجلس للإصلاح والسلم الأهلي في محافظة القدس
- هدم المقدسيون لبيوتهم بأيديهم قمة الإذلال
- الأوضاع مرشحة للتصعيد والإنفجار فلسطينياً وإقليمياً
- أقفال وسلاسل باب الرحمة ...هبة جديدة وإنتصار جديد ومعركة غير ...
- أقفال وسلاسل باب الرحمة ...هل ستقود الى هبة جديدة ..؟؟
- هل إكتمل - تتويج- نتنياهو زعيماً للناتو العربي في وارسو ...؟ ...
- العدوان على المقابر المقدسية والحجر المقدسي يبلغ ذروته
- قمتي وارسو واستانه
- القطار الهوائي ....حلقة من حلقات التهويد
- نصر الله وخارطة معالم الطريق
- الهدف :- تصفية الوكالة في القدس وإلغاء المنهاج الفلسطيني
- بين تسليم عقل ...ولجنة التحقيق في عقار اديب جوده


المزيد.....




- اللحظة -الأخطر- منذ الحرب الباردة.. كيف تعمل إيران وروسيا وا ...
- -لن يفلت أي مخطئ من العقاب-.. السلطات المصرية تحقق بحادث تصا ...
- مصر وحوادث السكك الحديدية.. قاطرة تصطدم بقطار للمسافرين في ص ...
- هل يجب حظر حزب -البديل-؟ - انقسام في الرأي العام الألماني
- -حزب الله- ينفذ عددا كبيرا من العمليات ضد الجيش الإسرائيلي ا ...
- غالانت: بقي لدى -حزب الله- أقل من ثلث صواريخه وقذائفه وسندمر ...
- ميلوني لنتنياهو: قصف قوات الـ-يونيفيل- في لبنان غير مقبول
- صربيا تدرس مسألة الانضمام إلى مجموعة بريكس
- السوداني يجدد تحذيره من توسعة الصراع في المنطقة
- عراقجي: بذلنا جهودا هائلة لاحتواء حرب شاملة بالمنطقة ولا خطو ...


المزيد.....

- دراسة تحليلية نقدية لأزمة منظمة التحرير الفلسطينية / سعيد الوجاني
- ، كتاب مذكرات السيد حافظ بين عبقرية الإبداع وتهميش الواقع ال ... / ياسر جابر الجمَّال
- الجماعة السياسية- في بناء أو تأسيس جماعة سياسية / خالد فارس
- دفاعاً عن النظرية الماركسية - الجزء الثاني / فلاح أمين الرهيمي
- .سياسة الأزمة : حوارات وتأملات في سياسات تونسية . / فريد العليبي .
- الخطاب السياسي في مسرحية "بوابةالميناء" للسيد حافظ / ليندة زهير
- لا تُعارضْ / ياسر يونس
- التجربة المغربية في بناء الحزب الثوري / عبد السلام أديب
- فكرة تدخل الدولة في السوق عند (جون رولز) و(روبرت نوزيك) (درا ... / نجم الدين فارس
- The Unseen Flames: How World War III Has Already Begun / سامي القسيمي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - راسم عبيدات - ما نفعله بأنفسنا اكثر ما يفعله الإحتلال فينا في القدس