|
نحو تشكيل مجلس للإصلاح والسلم الأهلي في محافظة القدس
راسم عبيدات
الحوار المتمدن-العدد: 6168 - 2019 / 3 / 9 - 19:33
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
نحو تشكيل مجلس للإصلاح والسلم الأهلي في محافظة القدس بقلم :- راسم عبيدات إرساء دعائم السلم الأهلي في محافظة القدس،واحدة من القضايا الهامة والجوهرية،فما يتعرض له مجتمعنا المقدسي من تحديات خارجية وداخلية تتطلب منا العمل على اكثر من جبهة وصعيد،في ظل حرب شاملة يشنها الإحتلال علينا،وجزء من هذه الحرب تستهدف مناعاتنا وحصانتنا الداخلية،حيث يتعرض مجتمعنا الى فكفكة وهتك منظمين للنسيج المجتمعي والوطني،بما يسهل من اختراق المجتمع واغراقه في هموم ومشاكل داخلية كبيرة مثل قضايا " الطوش" والإحتراب العشائري والقبلي ،ونشر الآفات المجتمعية مثل المخدرات والفساد الأخلاقي والقيمي ،وتدمير منظومة الأخلاق والثقافة ،وتعزيز النزعات العشائرية والقبلية على حساب القضايا الوطنية،وبما يضمن تعزيز وخلق مليشيات محلية وجهوية،تاخذ الصبغة المناطقية والجهوية،محدثة المزيد من التأكل في المبنى المجتمعي،وبما يضمن تحويل أي مشكلة بين فردين او مجموعة من الصبيان والمراهقين الى " طوشة" عامة يشارك فيها "الفزيعة" من كل صوب وحدب على الأساس الإنتماء الجهوي والبلدي والعشائري،ويجري تغييب كل الروابط الوطنية والدينية وأبناء الوطن الواحد،وأصحاب الهم الواحد والمصير الواحد وغيرها،وفي مجتمعنا المقدسي واجهنا مثل هذه المطبات التي عصفت بالمجتمع المقدسي،والتي كادت ان تطيح بوحدته وتدمر نسيجه المجتمعي،ولكن في كل مرة بالحكمة وبجهود الخيريين والمخلصين من أبناء مدينتنا ووطنا رجال إصلاح مخلصين وقوى وطنية وعشائرية ومجتمعية وبمشاركة او مساهمة من قبل المؤسسة الرسمية،امكن احتواء تلك الأزمات ومنع تمددها وانفجارها على نحو اوسع. ليس بخاف على الجميع بأن سلطة القانون والقضاء الفلسطيني غائبة عن مدينة القدس،ليس فقط ما يخص القرى والبلدات المقدسية التي تقع داخل جدار الفصل العنصري،ولكن هذا يمتد الى أغلب القرى والبلدات المقدسية خارج جدار الفصل العنصري،حيث هي تقع ضمن مناطق (جيم)،وتخضع للسيطرة الأمنية الإسرائيلية الكاملة والمباشرة،ولذلك في كثير من الأحيان، تجد بان المطلوبين للعدالة والقانون،او من يمارسون ادوار مشبوهة في تدمير وتحطيم المجتمع ووحدته الداخلية،مثل خلق اوكار واماكن للمخدرات والرذيلة والغش والتزوير ونشر الفساد والمتاجرة بالأغذية واللحوم الفاسدة او المنهية صلاحيتها او المعاد تغليفها وبالسيارات المسروقة يتحصنون في تلك المناطق،ويبثون حالة من الرعب والخوف بين السكان،ويعملون على إقامة شبكة من المافيات والمليشيات تفرض الأتاوات على السكان،وتتعدى على املاكهم من بيوت وأراضي وغيرها. جميعنا ندرك تماماً بان الإحتلال في الفترة الأخيرة،صعد من حربه على المقدسيين،والحرب جزء منها يستهدف النسيجين المجتمعي والوطني،ولذلك هو يعمل على تعميق وتعزيز أي حالة تشظية وإنقسام وإحتراب عشائرية او قبلية،حتى بات يتدخل في تفاصيل حياة المقدسيين،ليس " الطوش" وما ينتج عنها من خراب ودمار،بل نجد التحدي الأكبر هنا في ولوج الإحتلال الى قلب البيت الفلسطيني،بالتدخل في القضايا والخلافات الأسرية،وبما يضمن له نخر النسيج المجتمعي بشكل كبير،فنحن نشهد على سبيل المثال لا الحصر،بأن هناك الكثير من ملفات الخلافات الأسرية والعائلية،تتولاها شرطة الإحتلال والأجهزة المرتبطة فيه،وعمد المحتل الى خلق أذرع محلية مرتبطة به،مثل لجان الإصلاح العشائري المرتبطة فيه،تماماً كما خلق واوجد شرطة جماهيرية ينفذ من خلالها الى المدارس والمؤسسات التعليمية،واليوم يجري الحديث عن ربط قضايا تراخيص البناء في القرى والبلدات الفلسطينية المقدسية،التي لا يمتلك المقدسيون فيها "طابو" لأراضيهم من خلال المراكز الجماهيرية،بدل النوادي والمؤسسات المجتمعية الفلسطينية. لكل هذه الظروف والوقائع والمعطيات التي اتيت على ذكرها تأتي الأهمية لتشكيل وتأسيس مجلس للإصلاح والسلم الأهلي في محافظة القدس . هذا المجلس يجب ان يضم ويتمثل فيه الصفوة من رجال الإصلاح الذين يحملون يتمتعون بالثقة والمصداقية والحكمة والخبرة والتجربة والفهم المتعمق في قضايا القانون والقضاء العشائري،وأيضاً لا بد ان يكونوا مغلبين للهموم الوطنية والعامة على الهموم العشائرية والقبلية والجهوية،ومشهود لهم في نظافة اليد،وهذا المجلس بالضرورة ان يشمل كل الجغرافيا المقدسية،ونحن هنا لا نتحدث عن اننا نريد مؤسسة عشائرية او مؤسسة إصلاح وسلم اهلي قائمة بذاتها او منفصلة عن الجسم الوطني او الرسمي،وحتى لا يعتقد البعض هنا انني أدعو الى تعزيز وتعميق العشائرية والقبلية في مجتمعنا الفلسطيني،والذي هو احوج الى التخلص من نزعاتها وثقافتها ،بل المطروح هنا مجلس يكون ذراعاً للحركة الوطنية ومرتبط بالجسم الرسمي،كدائرة من دوائره ،وطبعاً هذا المجلس بالضرورة ان يكون مرجعه وعنوانه السياسي منظمة التحرير الفلسطينية. انا أفهم التعقيدات الموجودة في مجتمعنا الفلسطيني وما يعيشه من أزمات وتعدد المنابر والعناوين العشائرية والأجسام المشكلة فيما يخص هذا الجانب،ودخول العديد من المرتزقة والمنتفعين على خط الإصلاح والسلم الأهلي. ممن يجدون في قضايا الإصلاح والسلم الأهلي،قضايا للتكسب والمنفعة المادية،وشكل من أشكال الوجاهة و" البرستيج المجتمعي" ،وهم ليس لديهم لا فهم عشائري او وطني،بل يستغلون تفجر الخلافات والمشاكل المجتمعية،من اجل إطالة امدها من اجل الحصول على اكبر منفعة وعائد مادي،ويأخذون هذه القضايا كتجارة عامة،وفي العديد من الأحيان يقلبون الباطل حق والحق باطل،ويبيعون القضايا تماماً،كما يحصل عند بعض المحامين،ناهيك عن الكثير من الشكوك والتخوفات والأسئلة التي ستطرح وتثار،ولكن ما يحدث ويجري في مجتمعنا،ونحن نشهد حالة غير مسبوقة من تنامي وتصاعد العنف،وإنهيار لكامل منظومة القيم والأخلاق،وإرتفاع في عدد الجرائم التي ترتكب على أسباب تافهة وليست ذات قيمة،وما يستتبعها من تداعيات،تخلق ندوب وثارات مجتمعية عميقة يصعب دملها،ناهيك عن ما تسببه من خسائر مادية كبيرة في البيوت والممتلكات،وأبعد من ذلك إجلاء او إبعاد العديد من أفراد عائلة القاتل عن بيوتهم ومصادر رزقهم ،وهم لا ناقة او بعير لهم فيما حصل. ولذلك آن الأوان لكي نخطو خطوة عملية وجادة الى الأمام،فأنا اعرف بان المعيقات والمحبطات كثيرة،وهذا المجلس أرى ان لا تستخدم الماكنة الحزبية او التنظيمية في تشكيلته او تركيبته او عضويته،طبعاً مع مراعاة بان يكون تمثيل هذا المجلس للسلم الأهلي والمجتمعي شامل لكل الجغرافيا المقدسية،وأن لا يكون فيه أي " فيتو" على من هو يمتلك " الكريزما" القيادية والتجربة والخبرة والمعرفة العميقة بالقانون والقضاء العشائري،ويمتاز بالحضور والمصداقية في أوساط جماهيرنا وشعبنا،ويمتلك الحكمة والقدرة العالية على تحمل الضغط المتولد عن معالجة الأزمات والمشاكل ،وكذلك من سجاياه نظافة اليد. وأرى ان يتم الإعلان عن تشكيل هذا المجلس من خلال اجتماع عام او مؤتمر لرجال الإصلاح والسلم الأهلي ،تحضره قوى وشخصيات وطنية ومجتمعية ومندوبين عن المؤسسة الرسمية والمنظمة،حتى لا يعتقد البعض بان هذا المجلس سيكون بدلياً او فوق سلطة المبنى الوطني وعنوانه الرسمي،منظمة التحرير الفلسطينية، مجلس للإصلاح للسلم الأهلي يفرز قيادته من خلال المؤتمر العام،والتي يناط بها استكمال إقامة لجان للإصلاح والسلم الأهلي في كل القرى والبلدات المقدسية.
القدس المحتلة – فلسطين 9/3/2019 [email protected]
#راسم_عبيدات (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
هدم المقدسيون لبيوتهم بأيديهم قمة الإذلال
-
الأوضاع مرشحة للتصعيد والإنفجار فلسطينياً وإقليمياً
-
أقفال وسلاسل باب الرحمة ...هبة جديدة وإنتصار جديد ومعركة غير
...
-
أقفال وسلاسل باب الرحمة ...هل ستقود الى هبة جديدة ..؟؟
-
هل إكتمل - تتويج- نتنياهو زعيماً للناتو العربي في وارسو ...؟
...
-
العدوان على المقابر المقدسية والحجر المقدسي يبلغ ذروته
-
قمتي وارسو واستانه
-
القطار الهوائي ....حلقة من حلقات التهويد
-
نصر الله وخارطة معالم الطريق
-
الهدف :- تصفية الوكالة في القدس وإلغاء المنهاج الفلسطيني
-
بين تسليم عقل ...ولجنة التحقيق في عقار اديب جوده
-
صفقة وارسو ستتقدم على صفقة القرن
-
الإنهيار المجتمعي والوطني يقودنا نحو الكارثة
-
ما الذي عنته الغارة الإسرائيلية الأخيرة على دمشق ...؟؟؟
-
نتخابات مبكرة في إسرائيل ....ونتنياهو سيتصدر
-
موسم الحجيج العربي الى دمشق
-
قرارات نتنياهو ......وعربدة المستوطنين
-
نتنياهو يهرب من ازماته ...نحو التطبيع العربي
-
الإحتلال يتعمق مأزقه
-
هل يبادر نتنياهو الى حرب مع حزب الله ...؟؟؟
المزيد.....
-
مراسل CNN على شاطئ لبناني مهجور.. شاهد ما رصده
-
مراسلتنا في لبنان: غارة إسرائيلية تستهدف وسط العاصمة بيروت (
...
-
إعصار ميلتون: مشاهد مروعة للإعصار الأقوى في مائة عام في أمري
...
-
الجيش الإسرائيلي ينشر لقطات لاعتراض طائرة مسيرة فوق البحر ال
...
-
فضيحة النفايات السامة في كوت ديفوار: أكثر من 100 ألف ضحية تط
...
-
هل تؤخر إسرائيل الرد على إيران للحصول على مكاسب من أميركا؟
-
زيلينسكي يبدأ جولة أوروبية بحثا عن دعم إضافي
-
دونالد ترامب.. 6 عيوب قاتلة
-
إصابة 60 جنديا إسرائيليا في غزة وجنوب لبنان خلال يومين
-
-ألا من يُحيي نخوة المعتصم؟-.. صرخة غزي من شمال القطاع للعال
...
المزيد.....
-
دراسة تحليلية نقدية لأزمة منظمة التحرير الفلسطينية
/ سعيد الوجاني
-
، كتاب مذكرات السيد حافظ بين عبقرية الإبداع وتهميش الواقع ال
...
/ ياسر جابر الجمَّال
-
الجماعة السياسية- في بناء أو تأسيس جماعة سياسية
/ خالد فارس
-
دفاعاً عن النظرية الماركسية - الجزء الثاني
/ فلاح أمين الرهيمي
-
.سياسة الأزمة : حوارات وتأملات في سياسات تونسية .
/ فريد العليبي .
-
الخطاب السياسي في مسرحية "بوابةالميناء" للسيد حافظ
/ ليندة زهير
-
لا تُعارضْ
/ ياسر يونس
-
التجربة المغربية في بناء الحزب الثوري
/ عبد السلام أديب
-
فكرة تدخل الدولة في السوق عند (جون رولز) و(روبرت نوزيك) (درا
...
/ نجم الدين فارس
-
The Unseen Flames: How World War III Has Already Begun
/ سامي القسيمي
المزيد.....
|