|
هل إكتمل - تتويج- نتنياهو زعيماً للناتو العربي في وارسو ...؟؟
راسم عبيدات
الحوار المتمدن-العدد: 6146 - 2019 / 2 / 15 - 17:48
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
هل إكتمل " تتويج" نتنياهو زعيماً للناتو العربي في وارسو ...؟؟ بقلم :- راسم عبيدات مؤتمر ما يسمى ب"السلام والأمن في الشرق الأوسط" الذي دعت له واشنطن،وحضره ممثلو أكثر من 60 دولة،منها دول عربية واسرائيل ،كان العنوان الأبرز له مواجهة ما يسمى بالتهديدات الإيرانية،والعرب الذين حضروا المؤتمر إستجلبتهم واشنطن من اجل ثلاثة قضايا،الأولى جعل قضية التطبيع مع دولة الإحتلال الإسرائيلي شرعية وعلنية،بمعزل عن حل القضية الفلسطينية،وتشكيل شراكه عربية - اسرائيلية في مواجهة طهران على اعتبار انها " العدو" المركزي للأمة العربية وليس دولة الاحتلال،وهو ما دفع نتنياهو للقول بأنه يصنع التاريخ تعليقاً على جلوس وزير خارجية اليمن خالد اليماني اللاشرعي إلى جانبه وممازحته وتبادل الإبتسامات معه ،وحتى زيادة في "الإندلاق" التطبيعي اعاره ميكروفونه او مكبر صوته لنتنياهو عندما تعطل مكبر صوته،وبعد الحملة الشديدة التي تعرض لها نحاول تبرير خسته ونذالته بان ذلك يعود الى الترتيبات الفنية للمم المتحدة،وبان موقف بلاده ثابت من القضية الفلسطينية،ونحن نعرف اهل اليمن وشعب اليمن،والذين وقفوا دائماً الى جانب شعبنا وقضيتنا الفلسطينية،ليس لهم الشرف بأن يمثلهم هذا " الجهبذ" المنهار. والقضية الأخرى التي جلب من اجلها " الكومبارس" العربي، تحت زعامة نتنياهو،هي تمويل الشق الاقتصادي من ما يسمى بصفقة القرن الأمريكية،حيث سيجول صهر الرئيس الأمريكي كوشنير على خمسة دول خليجية،من اجل أن " إستحلاب" المال العربي لهذه الغاية. نتنياهو الذي أراد ان يستثمر هذه القمة بأقصى ما يستطيع من اجل توظيفها في المعركة الانتخابية القادمة لتحقيق فوز كاسح على خصومه،فقد حرص على تكريس فكرة أن العلاقات العربية الإسرائيلية تمر بـ"مرحلة جديدة" عبر بوابة "التهديد الإيراني"، تعترف خلالها دول عربية بـ"حق إسرائيل بالدفاع عن نفسها"، وتسعى إلى "علاقات مباشرة معلنة في بعض الحالات وسرية في حالات أخرى" مع إسرائيل، بمعزل عن القضية الفلسطينية.وفي قمة نشوته وفرحه قال نتنياهو بأنه يفخر بصناعة التاريخ بالوقوف الى جانب "أشقائه" العرب في مواجهة "الخطر الإيراني" الذي يهدد امن المنطقة وإستقرارها،وقد اسهبت الصحافة الإسرائيلية في نشر التحاليل والتعليقات والتصريحات حول حالة " الإندلاق" التطبيعي العربي على دولة الاحتلال،بمعزل عن حل القضية الفلسطينية،وما يسمى بمبادرة السلام العربية،حيث سرّب مكتب نتنياهو شريطًا مصورًا من إحدى الجلسات المغلقة في المؤتمر، تحدث خلالها خالد بن احمد آل خليفة وزير خارجية البحرين، ووزير الخارجية السعودي، عادل الجبير، من خلاله عبروا عن قناعتهم بأن القضية الفلسطينية، وفقًا لرؤيتهما السياسية، تفقد مركزيتها، لصالح "التهديد الإيراني". وأيضاً في إحاطة للصحافيين الإسرائيليين على هامش المؤتمر، قال نتنياهو إن "أربعة من ضمن خمسة وزراء خارجية عرب شاركوا في المؤتمر (فضلا عن ممثلين آخرين لدول عربية)، تحدثوا بصورة واضحة وقوية ضد إيران، وقالوا بالضبط ما كنا نقوله منذ سنوات". وتحدثوا بشكل واضح عن حق إسرائيل في الدفاع عن امنها ضد طهران. رغم كل هذه الهالة الكبيرة والدعاية والصخب الإعلامي الكبير الذي رافق عقد المؤتمر،و "الببروغندا" التي أبدع في اجادتها نتنياهو كعادته،وتوظيف كل ذلك لخدمة أهدافه ومصالحه في العملية الإنتخابية اولاً،لكن الصحف الإسرائيلية،قالت بأن هذا المؤتمر لن ينجح في تشكيل حلف ذو قيمة ضد طهران،حيث تغيبت عنه دول وازنه مثل روسيا والصين وتركيا،ودول الإتحاد الأوروبي المركزية المانيا وبريطانيا وفرنسا،مثلت بمستوى متدن،وكذلك الدول العربية التي جرى إستجلابها ،والأهم غياب السلطة الفلسطينية عن هذا المؤتمر المستهدف في أحد عناوينه ،تمرير صفقة القرن الأمريكية وشطب وتصفية القضية الفلسطينية،وفي الإطار يقول محلل الشؤون العربية في صحيفة " هارتس" الإسرائيلية تسفي بارئيل أن "السعودية وإسرائيل والولايات المتحدة تسعى إلى تشكيل نظام تعاون دولي غاياته وصلاحياته غير واضحة. وإذا كانت النية هي إرغام إيران على إجراء مفاوضات حول اتفاق نووي جديد ولجم برنامجها للصواريخ البالستية، فهذا يعني أن هذه الدول ترى بإيران شريكا شرعيا في حوار وبالإمكان الاعتماد عليها أن تطبق اتفاقيات مستقبلية. وإذا كان الهدف تشكيل تحالف واسع، مؤيد للعقوبات، يرغم إيران على الاستسلام لمطالب الولايات المتحدة من دون مفاوضات، فإن مؤتمرا كهذا لن يعود بالفائدة، لأنه من دون روسيا والصين والعراق، قد تكون الثقوب في العقوبات أوسع مما يجعلها تنجح في ليّ ذراع طهران".،في حين قال المحلل الاقتصادي في صحيفة " يديعوت احرونوت" الإسرائيلية سيفر بلوتسكير بأن مؤتمر وارسو لم يخرج سوى ب " كلمات كبيرة وتصريحات جوفاء،ولن ينجح في إقامة تحالف دولي فعال ضد طهران. قد يكون العهد او المرحلة القادمة تجسد كما قال كما قال وزير الخارجية الأمريكي مايك بومبيو، مرحلة زعامة نتنياهو لحلف الناتو العربي،ولكن لا اعتقد بأن ذلك سيكون دائماً،بل هو مؤقتاً،فحلف المقاومة العربية والإسلامية ينمو ويتطور ويتجذر ويحقق ويراكم إنجازات وانتصارات، تمتد من أفغانستان الى فلسطين،والمشروع الأمريكي يهزم في أكثر من بلد ودولة في فنزويلا،في طهران،في بغداد،في دمشق وبيروت وصنعاء وفلسطين . أليس من العار والمعيب أن لا يجرؤ أي من الوزراء العرب الحاضرين للمؤتمر،بأن يسحب الميكرفون ويقول بأن إسرائيل،هي من تشكل الخطر على امن واستقرار المنطقة بإحتلالها للأراضي الفلسطينية والعربية،وتهديد امن واستقرار المنطقة عبر عدوانها المستمر على الشعب الفلسطيني ولبنان وسوريا،وأن يقول لأمريكا انفقتم تريليونات الدولارات وجزء كبير منها من اموالنا من اجل ممارسة القتل ونهب الخيرات والثروات في أفغانستان وليبيا والعراق وسوريا واليمن وفلسطين ..؟؟،ولكن هؤلاء لم يرضعوا حليب العزة والكرامة والنخوة والأصالة العربية،تربوا في مدارس الذل والعار،وهم ليسوا اكثر من أشباه رجال ،وهم يرون بأن امريكا هي قدرهم وأمهم لا يعصون لها امراً،وطاعتها من طاعة الله،الله الذي بإسمه يرتكبون كل مجارزهم وموبقاتهم،وهو بريء منهم براءة الذئب من دم يوسف. نعم يا نتنياهو افرح وازهو كالطاووس إنها لحظة تاريخية فاصلة، وتزعم وتتوج زعيماً على عربان تبول في ملابسها الداخلية،ولكن عليك أن تقرأ التاريخ،بأن الاحتلال لن يخلد لا بالقتل ولا بالدمار ولا بالحروب فالشعوب الحية رغم خيانة زعامتها تنهض من تحت الركام وتنتصر،ولعل أمثلة أفغانستان والعراق وسوريا ولبنان وفلسطين وفنزويلا ماثلة امامك.
القدس المحتلة – فلسطين 15/2/2019 [email protected]
#راسم_عبيدات (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
العدوان على المقابر المقدسية والحجر المقدسي يبلغ ذروته
-
قمتي وارسو واستانه
-
القطار الهوائي ....حلقة من حلقات التهويد
-
نصر الله وخارطة معالم الطريق
-
الهدف :- تصفية الوكالة في القدس وإلغاء المنهاج الفلسطيني
-
بين تسليم عقل ...ولجنة التحقيق في عقار اديب جوده
-
صفقة وارسو ستتقدم على صفقة القرن
-
الإنهيار المجتمعي والوطني يقودنا نحو الكارثة
-
ما الذي عنته الغارة الإسرائيلية الأخيرة على دمشق ...؟؟؟
-
نتخابات مبكرة في إسرائيل ....ونتنياهو سيتصدر
-
موسم الحجيج العربي الى دمشق
-
قرارات نتنياهو ......وعربدة المستوطنين
-
نتنياهو يهرب من ازماته ...نحو التطبيع العربي
-
الإحتلال يتعمق مأزقه
-
هل يبادر نتنياهو الى حرب مع حزب الله ...؟؟؟
-
العدوان على سوريا ....مجموعة رسائل داخلية وخارجية
-
القدس......حرب مستمرة و في كل الإتجاهات
-
خطاب نتنياهو دعاية انتخابية ام اعلان حرب ...ام كليهما..؟؟
-
ليبرمان إستقال بدافع حساباته السياسية الانتخابية وليس بدافع
...
-
ما الذي تعنيه المصادقة على قانون - الولاء في الثقافة-....؟؟
المزيد.....
-
موسم الرياض الخامس يبدأ فعالياته بنزال -تاريخي- وحفل موسيقي
...
-
مشهد مروع يظهر حجم الدمار الذي خلفه إعصار ميلتون في فلوريدا
...
-
دبلوماسي إسرائيلي يوضح لـCNN سبب عدم رغبة نتنياهو بإنهاء الح
...
-
كينيا تواجه موجة احتجاجات ضد خطة بناء محطة نووية: قلق من الأ
...
-
-واشنطن بوست-: -طوفان الأقصى- اعتمد على 17 ألف صورة كانت بحو
...
-
ساسة ألمان: سياسات الغرب ضد روسيا أدت إلى تعزيز قوتها وإضعاف
...
-
الصحة المصرية: إصابة 20 شخصا في حصيلة أولية لحادث تصادم قطار
...
-
الضحك بلا سبب.. هاريس تتعرض لانتقادات لاذعة على قهقهتها المس
...
-
بعد قرون من الغموض.. العلماء يتمكنون من تحديد وجه أكبر حشرة
...
-
إعلام إسرائيلي: 35 مقذوفا من لبنان باتجاه الجليل الأعلى
المزيد.....
-
دراسة تحليلية نقدية لأزمة منظمة التحرير الفلسطينية
/ سعيد الوجاني
-
، كتاب مذكرات السيد حافظ بين عبقرية الإبداع وتهميش الواقع ال
...
/ ياسر جابر الجمَّال
-
الجماعة السياسية- في بناء أو تأسيس جماعة سياسية
/ خالد فارس
-
دفاعاً عن النظرية الماركسية - الجزء الثاني
/ فلاح أمين الرهيمي
-
.سياسة الأزمة : حوارات وتأملات في سياسات تونسية .
/ فريد العليبي .
-
الخطاب السياسي في مسرحية "بوابةالميناء" للسيد حافظ
/ ليندة زهير
-
لا تُعارضْ
/ ياسر يونس
-
التجربة المغربية في بناء الحزب الثوري
/ عبد السلام أديب
-
فكرة تدخل الدولة في السوق عند (جون رولز) و(روبرت نوزيك) (درا
...
/ نجم الدين فارس
-
The Unseen Flames: How World War III Has Already Begun
/ سامي القسيمي
المزيد.....
|