أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - عبد الستار الكعبي - الصفنة والميانة في الثقافة الشعبية العراقية / اصلاح وتقويم شخصية الفرد العراقي














المزيد.....

الصفنة والميانة في الثقافة الشعبية العراقية / اصلاح وتقويم شخصية الفرد العراقي


عبد الستار الكعبي

الحوار المتمدن-العدد: 6198 - 2019 / 4 / 11 - 01:59
المحور: المجتمع المدني
    


الصفنة والميانة في الثقافة الشعبية العراقية / اصلاح وتقويم شخصية الفرد العراقي
صفنة، اسم مصدر والفعل الماضي (صفن، بفتح الاحرف كلها) المعروف في اللهجة العراقية واسم الفاعل منه (صافن) ويستخدم لوصف من تراه (شارد الذهن) مركزا نظره باتجاه واحد وكانه ينظر الى شيء معين ويكون منعزلا عن الحاضرين او من يجلسون قريبا منه الى درجة عدم التفاعل معهم. وهي حالة تمر على اغلبنا وقليلا ما نجد اشخاص لم يعيشوها لانها تأتي من اوضاع عامة صعبة تمر على الكثيرين وتتمثل بضغوطات الحياة العديدة وخاصة السياسية والاقتصادية والاجتماعية والتي تسبب الهَم والمشاكل والمرض والفقر والدَّين والتعرض الى الظلم وغيرها مما تولد لدى الكثيرين الشعور بالمعاناة والقلق والحاجة الى ان يكون مع نفسه. وقد تاتي الصفنة من حالات اخرى كما سنذكرها.
وفي الاغلب عندما يصف العراقي شخصا اخر بانه صافن فهو يقصد بها وصف حالته في تلك اللحظة بانه (دايخ) وتعني انه يفكر بامر ما قد شغله من دون الوصول الى نتيجة لانه قد ضعف امام حالة او موقف معين مما سبب له التعب النفسي، والى هذا الحد فان الامر مقبول مع انه تشخيص قاسي وقاصر ولكن الغريب والمرفوض في هذه الحالة ان البعض عندما يخاطب شخصا ويصفه بانه (صافن) فانه يزيد عليها بوصف اخر حيث يخاطبه (اشوفك صافن والصفنة مو الك) بمعنى اراك صافن والصفنة ليست لك وهنا يقصد المتحدث كما هو معروف في اساليبنا في الحوار والوصف ان الصفنة لـ (الحمار) وهو الحيوان الذي يعد في المجتمع العراقي رمز الغباء. وعلة التشبيه ان الحمار يكون بشكل عام اقل حركة وتفاعلا مع محيطه من باقي الحيوانات ويكون راسه دائما باتجاه واحد وهو ما يشبه وضع الصافن.
وبهذه الاضافة في الوصف يكون قد اعتبره مثل الحمار في (صفنته) وهو ابشع وصف ويحمل في مضمونه اساءة كبيرة جدا وهو في الحقيقة تجاوز على كرامته واحتقارا له حتى لو كان ذلك من باب (الميانه) التي تعبر في اللهجة العراقية عن قوة العلاقة بين الاشخاص الى حد كسر الكثير من القيود بينهم مما يتيح لهم استخدام مفردات او اوصاف وكذلك تصرفات لايمكن استخدامها مع اخرين لاتوجد معهم أو بينهم (ميانه)، ومنها مثلا استخدام الالفاظ السوقية او الكلمات الدالة على الاعضاء الجنسية وباللفظ الشعبي والمبتذل او استخدام الاوصاف الحيوانية في التخاطب. والميانة بهذا الشكل ليست مبررا للتجاوز على الاخرين بالوصف او الفعل لانها تسهل اشاعة الاساليب غير اللائقة في الحوار والعلاقات وكذلك تسبب انتهاء او انقطاع الكثير من العلاقات حيث تصل الميانة الى الحد الذي لايتقبله الكثيرون ويصدمون بها وبنتائجها فيكون موقفهم منها رفض الاشخاص وقطع العلاقة معهم.
ولكننا في واقع الحال نجد ان الكثير جدا من حالات الصفنة ليست دلالة على الشعور بالمعاناة الحاصلة من الاسباب التي ذكرناها وانما لها اسباب اخرى تدفع الشخص الى عدم التفاعل مع من حوله ومنها اختلاف الثقافة او اختلاف العمر أو المستوى الدراسي او تدني موضوع حديث الحاضرين او اختلافه عن اخلاق الشخص او ماشابه مما يكون عاملا في ضعف التفاهم العقلي او التوافق النفسي بين الطرفين نتيجة لندرة وجود مواضيع مشتركة في الحديث او اختلاف فهم الطرفين لموضوع واحد مما يصعب معه الخوض فيه لانه بلا نتيجة والذي يؤدي الى عدم الرغبة بالمشاركة في حديث الجلسة فيلجأ البعض الى عدم التفاعل مع الاخرين والاختلاء بنفسه، ومن ذلك ايضا ان يكون الشخص منشغلا في ذهنه بموضوع معين يصرفه عن التفاعل مع الاخرين او مركزا نظره على شيء جذبه وغير ذلك من الحالات التي لاعلاقة لها بالمعاناة. فهل يصح اعتبار هذه الصفنة مثل صفنة الحمار ؟!.
السنا بحاجة الى (الصفنة) بـ (ميانة) على هذا الفهم الشعبي البسيط للصفنة وهذا الاستخدام للميانة واعادة النظر فيهما لاجل ان تكون مفرادتنا وسلوكنا اكثر رقيا بالمعنى والاستخدام ؟!



#عبد_الستار_الكعبي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- نظرة في الواقع السلبي للمؤسسات الرقابية وتفعيل دور المجلس ال ...
- رئيس مجلس الوزراء الدكتور عادل عبد المهدي ونظرة الى حقوق الم ...
- العقل العراقي في الوظيفة العامة ، ملامح من تدني مستواه / تشا ...
- البطاقة الوطنية الموحدة في العراق مشروع فاشل وفاسد وضد الموا ...
- العقل والجهل / العقل العراقي وملامح انحداره ، الكتلة الاكثر ...
- سني سني ، شيعي شيعي وكردي كردي / محاور الصراع في العراق
- لهذه الاسباب لن يستطيع السيد عادل عبد المهدي محاربة الفساد ا ...
- إصلاح وتقويم شخصية الفرد العراقي / ملاحظات لتطوير العلاقات و ...
- عادل عبد المهدي بين طموح النجاح وإرث الفشل / قراءة عقلية هاد ...
- الاشاعة في المجتمع العراقي ... سهولة تقبلها وترويجها / تقويم ...
- حقوق الموظفين بين ظلم وزارة المالية واستجابة ديوان الرقابة ا ...
- سيناريو الصراع على منصب رئيس الجمهورية في العراق
- الحلقة 7 (الاخيرة) : الضعف الجلي في العقل السياسي العراقي / ...
- الحلقة 6 : هكذا تم رهن العراق ، القروض التي كسرت ظهر العراق ...
- قشمرة بقشمرة ... وطرطرة بطرطرة ... بغداد ترجع ليوره !!!
- ثقافة دستورية وبرلمانية / متى يعقد مجلس النواب العراقي أول ج ...
- الحلقة 5 : الكهرباء الرديئة كم صرفت لها الحكومة ؟! / دراسة ف ...
- تظاهرات واحتجاجات محافظات الوسط والجنوب في العراق بين (مثقفي ...
- حكومة العبادي في أواخر ايامها ... تصدر ضوابط جاهلة وباطلة وظ ...
- الحلقة 4 : حينما تكون الموازنة اساس خراب العراق واستغفال شعب ...


المزيد.....




- احتجاجات أمام سجن محلي في تكساس للإفراج عن طلبة تظاهروا دعما ...
- بالصور..اعتقال عشرات الطلاب في تكساس بسبب مشاركتهم في مظاهرا ...
- تأييدًا لغزة.. طلاب وأساتذة يتظاهرون في جامعة سيدني
- شبح المجاعة لا يغيب.. غزيون يشتكون شح السلع وغلاءها
- الحكم على مغنٍ إيراني بالإعدام على خلفية احتجاجات مهسا
- الإعدام لـ11 شخصا في العراق أدينوا -بجرائم إرهابية-
- تخوف إسرائيلي من صدور أوامر اعتقال بحق نتنياهو وغالانت ورئيس ...
-  البيت الأبيض: بايدن يدعم حرية التعبير في الجامعات الأميركية ...
- احتجاجات أمام مقر إقامة نتنياهو.. وبن غفير يهرب من سخط المطا ...
- الخارجية الروسية: واشنطن ترفض منح تأشيرات دخول لمقر الأمم ال ...


المزيد.....

- أية رسالة للتنشيط السوسيوثقافي في تكوين شخصية المرء -الأطفال ... / موافق محمد
- بيداغوجيا البُرْهانِ فِي فَضاءِ الثَوْرَةِ الرَقْمِيَّةِ / علي أسعد وطفة
- مأزق الحريات الأكاديمية في الجامعات العربية: مقاربة نقدية / علي أسعد وطفة
- العدوانية الإنسانية في سيكولوجيا فرويد / علي أسعد وطفة
- الاتصالات الخاصة بالراديو البحري باللغتين العربية والانكليزي ... / محمد عبد الكريم يوسف
- التونسيات واستفتاء 25 جويلية :2022 إلى المقاطعة لا مصلحة للن ... / حمه الهمامي
- تحليل الاستغلال بين العمل الشاق والتطفل الضار / زهير الخويلدي
- منظمات المجتمع المدني في سوريا بعد العام 2011 .. سياسة اللاس ... / رامي نصرالله
- من أجل السلام الدائم، عمونيال كانط / زهير الخويلدي
- فراعنة فى الدنمارك / محيى الدين غريب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - عبد الستار الكعبي - الصفنة والميانة في الثقافة الشعبية العراقية / اصلاح وتقويم شخصية الفرد العراقي