أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - حنان محمد السعيد - عصر ما بعد التعديلات الدستورية














المزيد.....

عصر ما بعد التعديلات الدستورية


حنان محمد السعيد
كاتبة ومترجمة وأخصائية مختبرات وراثية

(Hanan Hikal)


الحوار المتمدن-العدد: 6194 - 2019 / 4 / 7 - 17:21
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


كثيرا ما كنت اتسائل لماذا لا تعمل الأنظمة الفاسدة والسياسيين الفاسدين على ايجاد وسيلة للخروج من بلدانهم بعد تحقيق مكاسب ضخمة والاثراء على حساب مواطنيهم ومستقبل بلدانهم.
فمئات المليارات التي يقومون بتهريبها الى الخارج لن يكون لها نفعا اذا ما وضع هؤلاء انفسهم تحت رحمة وعي الشعوب التي يحرصون على تغييبها وابقاءها في عتمة الجهل وتحت طائلة الخوف من القوة المفرطة والتنكيل اللانهائي الذي يطال كل رأس ترفع منددة بافعال هذه الأنظمة وهؤلاء السياسيين.
ففي يوم ما .. في ساعة ما .. ستستفيق الشعوب بعد ان يبدأ الفساد في تعطيل سير حياتهم اليومية وجعلها مستحيلة، وبعد ان يوقنون ان تكلفة السكوت افدح كثيرا من الموت ومن التعذيب ومن تنكيل هذه الأنظمة التي لا تعدم وسائل التنكيل.
وعندما تستفيق الشعوب لن يقف في وجهها الأسلحة القمعية التي تحرص هذه الأنظمة على تكديسها لترهيب الشعوب بها ولا جحافل القوات النظامية التي تعمل على حماية امن النظام وسلامة رموزه مهملة كل شئ اخر.
والأمثلة كثيرة منها ما هو قديم ومنها ما هو آني كالحالة الجزائرية والحالة السودانية وكلاهما قد تعلما جيدا من دروس ثورات الربيع العربي السابقة ووعيا سبل الأنظمة الفاسدة في التحايل على الشعوب واحتواء ثوراتهم والالتفاف على رغباتهم.
ولكن في اعتقادي الشخصي ان مثل هذه الأنظمة لا تختلف كثيرا عن فاوست الذي باع روحه للشيطان مقابل الثراء المطلق، فهم قد ارتبطوا مع القوى الخارجية باتفاقات لا يملكون رفاهية الانسحاب منها فعليهم أن ينفذوا ما عليهم من التزامات مقابل الحماية التي تكفلها لهم هذه القوى العظمى.
ولذلك يكون السياسي الفاسد رهين قوتين قوة الشعب الثائر على فساده وقوة الدول العظمى التي وضعته على رأس الدولة للاستفادة منه وتحقيق مشروعاتها في المنطقة، وهو ايضا سيكون ضحية لاحدى القوتين اما عاجلا أو اجلا.
ولذلك ايضا فإن التعديلات الدستورية – وان مرت – لن تكون النهاية ولن تكون وسيلة النظام للبقاء واحكام قبضته الى الأبد على رقاب الشعب فما حدث في السنوات الماضية سيكون له عواقب وخيمة لا يمكن معها لهذا النظام الاستمرار على ما هو عليه.
فهو من جهة ملزما امام القوى العظمى باستكمال ما بدأه من خلال استكمال صفقة القرن وبيع باقي ممتلكات الشعب من شركات ومصانع واراضي وخامات والغاء الدعم وتحرير سعر الوقود مع استمرار الخدمات من تعليم ورعاية صحية وغيرها في الانهيار اضافة الى نقص الفرص وغلاء الاسعار والضرائب الباهظة وفوائد الديون التي سيضطر لتسديدها والتي لا يعلم احد لماذا استدانها ولا فيما انفقها، ما سيجعل من حياة الغالبية العظمى من ابناء هذا الشعب مستحيلة.
وعلى الجانب الاخر هو مضطر لمواجهة عواقب كل ذلك داخليا حيث انه لم يترك لاغلب ابناء الشعب الفرصة لتحقيق حد ادنى من الحياة اللائقة بهم وهو يهدر القانون وقيم العدل في كل لحظة ما يضع الشعب امام خيار وحيد وهو الدفاع عن بقاءه ووجوده وتحمل اي عواقب قد تحدث نتيجة لكسر حاجز الخوف.
ان تعديل الدستور سيكون فاتحة لتغيير كبير، وعصر ما بعد التعديل سيكون له تداعيات لا يمكن لأحد أن يتنبأ بها وان كان الجميع سيدفع ثمنها.



#حنان_محمد_السعيد (هاشتاغ)       Hanan_Hikal#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- بين براثن العسكر
- الاخواني والمجنون
- ندوات تثقيفية
- مخربون
- اتركوا خلفكم كل أمل في النجاة
- ثمن المبادئ
- ليس دفاعا عن القتلة
- نحو المزيد من الفشل
- تنمر أنظمة
- الاحتفاء بالتنمية حرقا وشنقا وتحت عجلات المترو
- وطنك متباع .. سرك متذاع
- قاعدة لا يعمل بها
- للبيع: دستور لم يستخدم من قبل
- القبيحة ست جيرانها
- مجموع كل المساويء
- التربية على الطريقة المصرية
- احلام الثورة
- لماذا يستميت الرئيس على الحكم؟
- الديكتاتور المرعوب
- صروح الفقراء


المزيد.....




- الحوثيون يعلنون بدء المرحلة الرابعة من التصعيد: استهداف جميع ...
- روسيا: فتح قضية جنائية بعد حرق كتاب -العهد الجديد-
- كلوب يقول إن مشكلته مع محمد صلاح قد -تم حلها بشكل كامل-
- تركيا تعلن -الوقف التام- للتبادل التجاري مع إسرائيل.. من الف ...
- -ما الأسوأ: أكاذيب إسرائيل بشأن غزة أم تكرار هذه الأكاذيب من ...
- شاهد: يلتهم كل ما يعترض طريقه.. كاميرا ترصد تشكّل إعصار هائل ...
- شاهد: الاحتجاج الطلابي يمتدّ إلى المكسيك والجامعات تنتفض لوق ...
- ألمانيا تستدعي القائم بأعمال سفير روسيا بسبب هجوم إلكتروني
- بعد التهديدات الإسرائيلية بالانتقام.. الجنائية الدولية تصدر ...
- زاخاروفا ردا على كاميرون: أول اعتراف رسمي بالحرب ضد روسيا


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - حنان محمد السعيد - عصر ما بعد التعديلات الدستورية