أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - جميل سيبا - الخلوة














المزيد.....

الخلوة


جميل سيبا

الحوار المتمدن-العدد: 6192 - 2019 / 4 / 5 - 23:13
المحور: الادب والفن
    



خلوت بنفسي وبدأت ابحث عن مكامن روحي
وهي تحدثني وتصارحني :-
عندما اختبئ وأتوارى عن أنظار العالم ، فاعلم باني أخاف منهم!
ليست لأنهم أشرارا، بل لأني عاري جداً وكل ما املكه هو همهمة في الهواء مبعثرة .
إنهم يَرَوْن قشرتي كاملة ويحكمون عليّ من خلال ما مضى. أنا لست أنا الماضي ، أنا الآن كائن جديد جدا ، جديد حتى على نفسي ، يوميا أفتش فيه وابحث في زواياه وأتعرف عليه رويدا رويدا . والى الآن لم أكوّن أي شكل عنه ولا أي رأي حوله .
ان خوفي من الخرف وضعف ذاكرتي قد أديا الى نسياني العميق ولا أتذكر أشياء كثيرة ، أحس وكأني أتمشى في مدن الضباب ولو أعلم بوجود عالم من الأحداث خلفهم . لكن لا اعلم هل ان عدم رؤيتهم من حسن حظي او من سوءه ؟
كنت اشك حينما يسألوني عن الماضي من السجن والنشاطات السياسية والأحداث التي شاركت فيها ، كنت اسأل نفسي مترددا وبكثير من الشكوك هل انا شاركت فيها ام سمعت تلك الأحداث من الآخرين ؟
ليس الضباب في مدينتي الضبابية رمادي وفضي اللون ، انه ضباب أكحل بلون عيون النساء العربيات اللواتي مات البريق في أعينهن .كل ما أتمناه وأمله ان ينجلي هذا الظلام وتنقشع هذه الضباب ولكن ليست بشمعة منهمكة ، بل اطمح بشمس تشرق وتتوهج كل عالمي!!
وأتابع البحث فأصادف في بعض زوايا أزقتها ، أنا الماضي ، أشفع عليه مسكين منغرس في ألأوحال ، ضائع يمتد يده ينتظر الرحمة لتساعده احد ، أغمض عيني كي لا أتذكره او يصيبني لعنته - ما أقسى ان تندم على ماضيك !! - واسترسل في البحث ، وفي نهاية غرفها وجدت دفتر تحت الغبار ، فنفضتُها وطار منها كلمات كفراشات رمادية لا لون ولا روح فيهم ، وقلبت في صفحاتها وبدأت اقرأ فيها :-
١-
لست نادما بنديمي
ولا بخيلا لكريمي
ولا شاكيا لسقيمي
٢-
أنكم تتألمون لجراحكم
وتسكرون حين تلعقون خمر دماءكم
وترقصون في مذابحكم
وتُغَنّون بآهاتكم
فوالله
ما أنتم الا وحوش بشرية
٣-
عندما تتبعثر حبات روحي
لا احد يجمعهم
ولا خيط تربطهم
ولا قلب تهديهم

عندما تتعثر خطواتي
لا جسد تسقط
ولا ناقوس ترن

اجلس وحيدا في مأتمي
ولا احد يواسيني
٤-
في شبابي كان همي :- ظلهم يمر فوقي او ظلي فوقهم !!!!
ظلنا ذلك العجيب الرهيب ، تولد امام أعيننا وتموت تحت أقدامنا . لا نبالي به وهو جزء منا ولا نعير له بالا وهو انعكاس لنا .
٥-
عندما كنت اجهل الحقيقة ، كانت الهتافات ينفث براكين من فمي !
وعندما اقتربت من الحقيقة
هدأتُ ، صمتتُ ، أخرستُ ومتُ .
٦-
كيف اترك عالم الحزن وأنهي كآبتي ؟
كيف أنشد ألحانا ترقص عليه أحفادي ؟
كيف اقفز طربا لأمسح أحقادي ؟
كيف السبيل إليك يا ملاكي ؟
كآبتي من انزوائي لنفسي
وهو الخجل من عورة روحي
ابحث لغطاء يحميه
ابحث عن عشق
7-
أحب الرحيل ، أودّ السفر ، لا ارغب البقاء
لكن الهجران تشتاق للريح كي ترضع شراع يختي
وانا مرتعب من عكرة صفوة بحري
وثورات أمواجه ، لا أقوى لنزال الأمواج
أنا نسمة لحن تذيبها الهدير
لا أريد الشكوى ولا البقاء
ما هذا الريبة؟
—————
طويت صفحاته ولم أودّ الكثير

فليدفن الأموات موتاهم والسلام عليهم، ليرقدوا بأمان

والآن أندب على حظي
الوحدة تقتلني
وأتوسل لأحد ان يأخذ بيدي ويوصِلني لمنيتي سالما أمنا



#جميل_سيبا (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ابقي معي!
- الحقيقة والوهم
- هي والكآبة
- الكسوة!
- الدموع التائهة
- أود أن أحج بقلبي
- لماذا اُناجيها ؟
- هذا أنا وأين أنتي؟
- الهروب من الفراغ
- يا ليتني كنت منهم
- هذا ما كنت!
- راهنية الصوفي
- العشق المعاق


المزيد.....




- والدة هند رجب تأمل أن يسهم فيلم يجسد مأساة استشهاد طفلتها بو ...
- دواين جونسون يشعر بأنه -مُصنّف- كنجم سينمائي -ضخم-
- أياد عُمانية تجهد لحماية اللّبان أو -كنز- منطقة ظفار
- إبراهيم العريض.. جوهرة البحرين الفكرية ومترجم -رباعيات الخيا ...
- حصان جنين.. عرضان مسرحيان في فلسطين وبريطانيا تقطعهما رصاصة ...
- من بنغلاديش إلى فلسطين.. جائزة الآغا خان للعمارة تحتفي بمشار ...
- ملتقى الشارقة للراوي يقتفي أثر -الرحالة- في يوبيله الفضي
- بعد عامين من الحرب في السودان.. صعوبة تقفّي مصير قطع أثرية م ...
- أبرز إطلالات النجمات في مهرجان البندقية السينمائي 2025
- أبو حنيحن: الوقفة الجماهيرية في الخليل حملت رسالة الالتزام ب ...


المزيد.....

- الثريا في ليالينا نائمة / د. خالد زغريت
- حوار السيد حافظ مع الذكاء الاصطناعي. الجزء الأول / السيد حافظ
- يوميات رجل غير مهزوم. عما يشبه الشعر / السيد حافظ
- نقوش على الجدار الحزين / مأمون أحمد مصطفى زيدان
- مسرحة التراث في التجارب المسرحية العربية - قراءة في مسرح الس ... / ريمة بن عيسى
- يوميات رجل مهزوم - عما يشبه الشعر - رواية شعرية مكثفة - ج1-ط ... / السيد حافظ
- . السيد حافظيوميات رجل مهزوم عما يشبه الشعر رواية شعرية مك ... / السيد حافظ
- ملامح أدب الحداثة في ديوان - أكون لك سنونوة- / ريتا عودة
- رواية الخروبة في ندوة اليوم السابع / رشيد عبد الرحمن النجاب
- الصمت كفضاء وجودي: دراسة ذرائعية في البنية النفسية والجمالية ... / عبير خالد يحيي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - جميل سيبا - الخلوة