أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - مروة التجاني - التأويل عند سوزان سونتاغ














المزيد.....

التأويل عند سوزان سونتاغ


مروة التجاني

الحوار المتمدن-العدد: 6187 - 2019 / 3 / 31 - 22:53
المحور: الادب والفن
    


تعد سوزان سونتاغ من أشهر النقاد في العصر الحديث ولها اهتمامات بجانب النقد الأدبي بالنقد السينمائي الذي يعتبر فناً حديثاً لايقل أهمية عن الشعر والمسرح وكتابة الرواية . عنونت سونتاغ كتابها بضد التأويل في كلمة صريحة منها لموقفها من تأويل الفن فهي تعتبر التأويل للفنون انتقاص من حق الفن بذاته ويعطي لقيمة العمل الفني جانباً موازياً وأحياناً يكشف أكثر مما يضمره النص ، فالتأويل في أحيان كثيرة يكون عملاً متكاملاً إلى جانب العمل الأصلي لأنه يبحث عن الجوانب الخفية ويقرأ ما بين السطور عن قصص لم تحكى ولم تقال وينزع لدراسة المضمون على حساب الشكل الخارجي للعمل الفني ، وتستهل أطروحتها بمقولة للكاتب الكبير أوسكار وايلد الذي عبر عما تريد قوله بـ( وحدهم الأشخاص السطحيون لايحكمون من خلال المظاهر ، إن سر الكون هو في ما ظهر لا في ما لا يظهر ) .

كانت النظرية الإغريقية عند كل من افلاطون وأرسطو تقضي بأن الفن محاكاة للواقع والقيمة الفنية للأعمال تقليد لما هو موجود وهو ما دفع بالكثيرين للنظر إلى الفن بإعتباره فعل مجازي ومجرد وقابل للتأويلات المختلفة وبحاجة إلى من يدافع عنه عن طريق طرح التفسيرات ، كل هذا قاد إلى جعل المضمون جوهرياً والشكل غير مهم وعرضي ، تقول سونتاغ ( الحال إننا ملزمون بإطاحة أي وسيلة للدفاع عن الفن وتبريره صارت بشكل خاص ضيقة الأفق ، أو مكلفة ، أو غير متفاعلة مع حاجات العصر والعيش فيه ) .

هذه حال الفنون التي تركز على المضمون وبالتالي ضرورة الحاجة إلى تأويلها ، يغدو فعل التأويل في أحيان كثيرة وظيفة ترجمة للعمل الفني وتصفه سونتاغ بأنه ( انتقام الفكر من الفن ) حيث إن تأويل الفن يضعفه ويجرده من المظاهر الحسية الجمالية التي غابت في عصر الاستهلاك السريع ، هناك الكثير من الفنون حولنا لكن الذائقة الحسية أصبحت أضعف بسبب التفسير واضفاء قيمة المضمون على العمل الفني مما أدى إلى قلة الاحساس بالشكل العام الذي يطرحه العمل ووصفت سونتاغ عالم اليوم الذي نعيشه بالقول ( لقد جف العالم ، عالمنا ، وأضحى فقيراً بما فيه الكفاية ، فلنضع جانباً كل مستنسخاته إلى أن نختبر ثانية ، بصورة أكثر مباشرة ما هو بين أيدينا ) وتعني إن فعل التأويل يختزل العمل الفني إلى مضمون دون الاهتمام بالجانب الحسي والجمالي فيه ثم يقوم بدراسة المضمون وتفريعه إلى أشكال فنية أخرى .

لكن مع ذلك لايمكن للفن أن يهرب دائماً من قبضة التأويل وإلا سيتحول إلى شكل خارجي مزخرف وغير مفهوم ، لذا فأن النقد الذي تطلبه سونتاغ لا يجب أن يطغى على الفنون ويختزلها ويعيد انتاجها وتعتبر أن وظيفة النقد يجب أن تقتصر على ابراز الفن واظهاره وتبيان مواضع الجمال فيه إنها تتحدث عن إيروتيكا الفن التي من شأنها أن تضاعفه وتكثف جوانبه وتعزز تفاصيله الأمر الذي يثير المواضع الحسية عند الانسان مثل حاستي البصر والسمع فيرتقى الفن دون أن يسقط في فخاخ الهرمنيوطيقا .



#مروة_التجاني (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الجوانب الخفية للسجن 3
- الجوانب الخفية للسجن 2
- الجوانب الخفية للسجن 1
- سؤال السجن والحريق
- رسائل من السجن
- Alive Inside_ 2014
- ماذا يحدث في مصحة كوبر ؟ 3
- ماذا يحدث في مصحة كوبر ؟ 2
- ماذا يحدث في مصحة كوبر ؟ 1
- فارغو .. جمالية الجريمة
- أحكي يا كنفاني عن الحرية
- كيان اللانهائية
- وداعاً لينين
- هل مات بريخت ؟
- تسجيل المتخيل عند لاكان
- نورتي ونهاية التاريخ
- في مفهوم العمارة
- هروب رجل
- غرفة العنكبوت / عن المثلية الجنسية وقضايا أخرى
- نجوت لأرسم


المزيد.....




- الحكم على ثلاثة بالسجن لمساعدتهم في جريمة قتل مغني الراب سي ...
- مقتل المشرفة الموسيقية السابقة في برنامج -American Idol- وزو ...
- أيقونات من رماد الحرب.. فنان أوكراني يحوّل صناديق الذخيرة إل ...
- إطلاق جائزة فلسطين العالمية للشعر في ختام مهرجان ميديين الدو ...
- رئيس الممثلية الألمانية لدى السلطة في مقابلة مع -القدس- قبل ...
- جدل في أوروبا بعد دعوة -فنان بوتين- إلى مهرجان موسيقي في الج ...
- -المدينة ذات الأسوار الغامضة- رحلة موراكامي إلى الحدود الضبا ...
- مسرحية ترامب المذهلة
- مسرحية كوميدية عن العراق تعرض على مسارح شيكاغو
- بغداد تمنح 30 مليون دينار لـ 6 أفلام صنعها الشباب


المزيد.....

- يوميات رجل مهزوم - عما يشبه الشعر - رواية شعرية مكثفة - ج1-ط ... / السيد حافظ
- . السيد حافظيوميات رجل مهزوم عما يشبه الشعر رواية شعرية مك ... / السيد حافظ
- ملامح أدب الحداثة في ديوان - أكون لك سنونوة- / ريتا عودة
- رواية الخروبة في ندوة اليوم السابع / رشيد عبد الرحمن النجاب
- الصمت كفضاء وجودي: دراسة ذرائعية في البنية النفسية والجمالية ... / عبير خالد يحيي
- قراءة تفكيكية لرواية -أرض النفاق- للكاتب بشير الحامدي. / رياض الشرايطي
- خرائط التشظي في رواية الحرب السورية دراسة ذرائعية في رواية ( ... / عبير خالد يحيي
- البنية الديناميكية والتمثّلات الوجودية في ديوان ( الموت أنيق ... / عبير خالد يحيي
- منتصر السعيد المنسي / بشير الحامدي
- دفاتر خضراء / بشير الحامدي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - مروة التجاني - التأويل عند سوزان سونتاغ