أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - أوراق كتبت في وعن السجن - مروة التجاني - الجوانب الخفية للسجن 3














المزيد.....

الجوانب الخفية للسجن 3


مروة التجاني

الحوار المتمدن-العدد: 6187 - 2019 / 3 / 30 - 05:31
المحور: أوراق كتبت في وعن السجن
    


تحدثنا في حلقات سابقة عن أهمية تناول السجون في الكتابة والحديث العلني عن الانتهاكات التي تتم داخلها خاصة في الدول الديكتاتورية مثل السودان . نحن لانسمع قصص السجناء في دولة مثل السودان لأن السجون مناطق محرمة على الصحافة والدخول إليها بغرض اجراء تحقيق استقصائي يعد مستحيلاً ، اذكر إن من بداية عهدي بالصحافة عام 2011م وحتى العام 2015م لم أجد تقرير واحد يتناول وضع السجون في السودان ولا أي منبر اعلامي يتعرض لقضايا السجناء ، لذلك نحن لا نسمع عن الانتهاكات التي يتعرضون لها يومياً وطرق كفاحهم للبقاء على قيد الحياة في ظل وضع لايوفر حتى الصابون لغسل الجسد ناهيك عن الانتهاكات الكبرى التي تواجههم .

تمارس السلطة تعتيماً على ما يحدث داخل السجون حتى لا نعرف قصص السجناء بل إنها تحذر السجناء وتتوعدهم بالأذى في حال تحدثوا عن الفظاعات التي كانوا شهوداً عليها وتلاحقهم بالمساءلة اذا تحدثوا لذلك تبقى السجون مناطق غامضة يحدث داخلها جميع اشكال العنف دون أن يجد الأفراد منبر للحديث من خلاله . فيصمت السجين إلى الأبد وهو يحمل الألم بداخله .

العنف الجسدي يمارس على نطاق واسع داخل السجون السودانية ويسمح للسجانون بحمل السياط واستخدامها ويكون العقاب على افعال تافهة احياناً وهو أمر يمارس داخل اقسام الشرطة أيضاً دون رقيب . في السجون لا يقتصر الأمر على العنف الجسدي بل اللفظي كذلك وكثيراً ما يسمع السجناء الفاظ نابية وتهكم عليهم طوال الوقت مما يزيد الطين بلة ، تؤثر هذه الكلمات الجارحة على السجناء ويخرجون وهم أكثر سخطاً على المجتمع ويحتقرون أنفسهم فأثر الكلمات القاسية بليغ ولا يقل عن الضرر الجسدي ، لذلك يخرج السجين وهو محطم وغير قادر على الاندماج في العملية الانتاجية . بدلاً من أن تعمل السجون على اصلاح الفرد فإنها تحوله إلى حطام ورماد جراء العنف اللفظي والجسدي الذي تنتهجه في طريقة التعامل مع الأفراد ولاتصلح هذا الضرر . كما أن غياب المنابر الاعلامية يساهم في تفشي هذه الظاهرة لأن السجين لا يجد مكاناً ليحكي قصته وكما أسلفت فأن السجن يتوعده بالمطاردة والملاحقة إذا حدث ذلك .

البنية التحتية للسجن متهالكة وتتجلى في وضع المراحيض وقضية الصرف الصحي وكأن السجين يجب عليه أن يعيش في هذا الوضع ولا يشعر بأنه انسان كامل يحصل على أدنى حقوق الحياة . الغرف التي يسكنها السجناء غير مؤهلة للحياة فهي ساخنة جداً في فصل الصيف وشديدة البرودة في الشتاء ، يجوز لنا أن نسميها محارق لشدة الحرارة فلا وجود لمراوح على الأقل لذا على السجناء أن يحترقوا حيث هم ويواجهوا هذا الظرف الطبيعي القاسي ، أما اقسام الشرطة حيث يكون عليهم الانتظار فهي أشد قسوة حيث أن غرف الحجز عبارة عن بلاط ملئ بالبعوض والذباب فيكون على الفرد أن يتوسد الأرض العارية ، إنها رحلة كفاح طويلة يخوضها السجناء للبقاء على قيد الحياة وتستحق أن تروى لإصلاح حال السجون ووقف الانتهاكات التي تتم داخلها .

من أساليب تطويع جسد السجين وجعله خاضعاً هو الطعام الذي يقدم له . الأكل في السجون سئ وردئ ومكرر بلا ملح أو مذاق مجرد نفايات إن جاز لنا التعبير يمضغها السجين كي لايموت . ولا تكلف السجون نفسها بمراجعة ما يتناوله السجناء بغرض تصحيح الأوضاع كما أن النساء السجينات لا يحصلن على رعاية صحية مناسبة والتي تتمثل في توفير القطن لهن أيام الدورة الشهرية . قصص كثيرة يجب أن تخرج للعلن وتجد من يتبناها ليس من أجل اصلاح السجون فقط بل من أجل الانسانية .



#مروة_التجاني (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الجوانب الخفية للسجن 2
- الجوانب الخفية للسجن 1
- سؤال السجن والحريق
- رسائل من السجن
- Alive Inside_ 2014
- ماذا يحدث في مصحة كوبر ؟ 3
- ماذا يحدث في مصحة كوبر ؟ 2
- ماذا يحدث في مصحة كوبر ؟ 1
- فارغو .. جمالية الجريمة
- أحكي يا كنفاني عن الحرية
- كيان اللانهائية
- وداعاً لينين
- هل مات بريخت ؟
- تسجيل المتخيل عند لاكان
- نورتي ونهاية التاريخ
- في مفهوم العمارة
- هروب رجل
- غرفة العنكبوت / عن المثلية الجنسية وقضايا أخرى
- نجوت لأرسم
- فنان كازو إيشيغورو


المزيد.....




- عائلات الأسرى الإسرائيليين لدى حماس تغلق شارعا رئيسيا في تل ...
- ارتفاع عدد المعتقلين خلال الاحتجاجات في جامعات أمريكية إلى 1 ...
- لابيد يناقش جهود صفقة تبادل الأسرى مع وزير خارجية الإمارات
- في ثاني تهديد من نوعه خلال أيام.. مندوب أوكرانيا لدى الأمم ا ...
- الجيش الإسرائيلي يشن حملة اقتحامات واعتقالات في الضفة الغربي ...
- أوستن وجالانت يناقشان صفقة تبادل الأسرى والرهائن وجهود المسا ...
- الأمم المتحدة: حجم الدمار في غزة أكبر من أوكرانيا
- السعودية تنفذ رابع إعدام من عائلة الرويلي خلال نحو أسبوع
- رياض منصور يطالب الأمم المتحدة بمنح فلسطين العضوية والضغط لإ ...
- نيبينزيا: عضوية فلسطين في الأمم المتحدة ستقابلها مفاوضات فلس ...


المزيد.....

- في الذكرى 103 لاستشهادها روزا لوكسمبورغ حول الثورة الروسية * / رشيد غويلب
- الحياة الثقافية في السجن / ضرغام الدباغ
- سجين الشعبة الخامسة / محمد السعدي
- مذكراتي في السجن - ج 2 / صلاح الدين محسن
- سنابل العمر، بين القرية والمعتقل / محمد علي مقلد
- مصريات في السجون و المعتقلات- المراة المصرية و اليسار / اعداد و تقديم رمسيس لبيب
- الاقدام العارية - الشيوعيون المصريون- 5 سنوات في معسكرات الت ... / طاهر عبدالحكيم
- قراءة في اضراب الطعام بالسجون الاسرائيلية ( 2012) / معركة ال ... / كفاح طافش
- ذكرياتِي في سُجُون العراق السِّياسِيّة / حـسـقـيل قُوجـمَـان
- نقش على جدران الزنازن / إدريس ولد القابلة


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - أوراق كتبت في وعن السجن - مروة التجاني - الجوانب الخفية للسجن 3