أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - بكر الإدريسي - ردة أبدية














المزيد.....

ردة أبدية


بكر الإدريسي

الحوار المتمدن-العدد: 6178 - 2019 / 3 / 20 - 00:09
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


صرخة "مالك بن نبي" الشهيرة في العالم الاسلامي: ( الأفكار التي تتعرض للخيانة تنتقم لنفسها).
إنها صرخة تعبر عن ذات واقعة تحت عقدة ذنب شديدة تجاه الماضي المجيد.

حسناً أظنك يا بن نبي تتحدث عن أن الإسلام الحقيقي تمت خيانته و لذلك هو ينتقم منا منذ قرون.

كم هي مثيرة هذه العلاقة المازوشية أو السيزيفية لشعوب تحمل على ظهرها الشريعة الإسلامية بوفاء منقطع النظير، و لا تنال مقابل ذلك إلا العذاب والانتقام الأبدي.

ترى أيهما الأكثر إبهاراً؟ هذا التوكيد والإصرار على تطبيق الشريعة رغم المائلات الكارثية
أم هذه الشريعة التي لا تكف عن الانتقام من المتماهين معها، المخمورين بها حد الثمالة؟

لماذا لا تخون الشعوب حقاً فكرة تطبيق الشريعة الاسلامية وتسقطها عن كاهلها، تقذف بهذه الصخرة الجاثمة على صدرها إلى الجحيم؟

قد أجد جواباً لسؤالي على لسان ابن عربي حيث يقول فيما معناه:
إن العذاب في جهنم من قبل المعشوق (أي الله) يشعر به العاشق (أي المخلد في النار) كعذوبة.

هكذا أفهم مشاعر هذه الشعوب التي أدمنت العذاب حتى تحول لعذوبة وحلاوة.
عذوبة أنشدت فيها العرب أجمل الشعر غزلاً وأرقّه عشقاً بجلادها:
عذِّب بما شئت غيرَ البعدِ عنكَ
تجدْ أوفى محبٍّ بما يرضيكَ مبتهِجِ

ومن هنا نفهم لماذا (إن عذابها كان غراما)
نعم مخيال جنوني يمتلكه العربي حين يصبح العذاب في الجحيم غراماً؟
درجة من أسمى درجات الحب.

وإلا فكيف نفسر سلوك قيس ابن الملوح عندما جاءته ليلى لتروي عطشه وهيامه قائلة له: يا قيس أنا ليلى
فنظر إليها وقال:
(إليك عني فإن حبك شغلني عنك)
بكلمة إنه الجنون!

ذاك هو حال مفكر كمالك بن نبي لطالما حث "العالم الاسلامي" على النهضة و عندما جاءت منظومة الحداثة قال لها إليك عني إن ماضينا يحمل منظومة أفكار أصيلة ومطبوعة في جينات شعوبنا لا يمكن أن ننهض إلا باستعادتها والتطابق معها والتطهر من الأفكار الغريبة والمستوردة.
إنه يشبه قيساً، يصرخ من العطش والتخلف النهضة النهضة (أي ليلى ليلى)
ولكن عندما تأتي شروط النهضة الحديثة يصد عنها ويولي مدبراً إلى الجحيم ليرتوي منه.

فهل عندما ننتظر تخلي شعوبنا عن الشريعة الإسلامية نكون أشبه بمَن ينتظر مِن قيس المجنون خيانة ليلى العامرية؟


عندما تصبح العلاقة مع الدين حالة من العشق المستحيل والشعف* تكون النتيجة ما نراه العذاب يصبح عذوبة، الفناء والدمار يصبح شهادة وحياة في جنات نعيم.
ذاك هو مآل الافكار المسمومة التي يموت الانسان في سبيلها وهي تنتقم منه.



*قيل في تعريف الشعف : " هو إحراق الحب للقلب مع لذة يجدها " أي هو الاكتواء بنار الحب



#بكر_الإدريسي (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- العود والحلم البريء
- المسألة اليهودية: هل يبرر الماضي الحاضر
- اضطراب اللاوعي الافتراضي
- هوية محايدة على أرض محايدة
- الإلحاد وجنس المحارم.. أي علاقة؟‎
- الحلول في النص
- غواية السماء
- تأملات متوحشة
- السعودية بين الزمن الإرهابي و قانون جاستا
- أورلاندو تعاقب على طريقة سدوم وعمورة
- نحو عدمية أكثر حداثة
- الطهرانية عاهرة .. وأكثر
- هل توجد شرطة كونية ؟
- الكونية .. الأصل / الملاذ / المخرج


المزيد.....




- تنامي الإسلام الراديكالي في بنغلاديش
- مصر تقضي بسجن إسرائيليين اثنين 5 سنوات للاعتداء على موظفين ب ...
- محافظ السويداء: الاتفاق مع وجهاء الطائفة الدرزية ما يزال قائ ...
- إيهود باراك يقارن بين قتال الجيش الإسرائيلي لحماس وقتاله لجي ...
- مصر.. سجن إسرائيليين بسبب واقعة -أحداث طابا-
- المصارف الإسلامية تحقق نجاحات كبيرة على حساب نظيراتها التقلي ...
- -الأقصر ولكن الأفضل-.. الرئيس الأوكراني يعلق على اجتماعه مع ...
- مصر.. فتاة ترفع الأذان داخل مسجد أثري يشعل  نقاشا دينيا
- خطوات تثبيت تردد قناة طيور الجنة الجديد 2025 TOYOUE EL-JANAH ...
- برازيليون يحولون نبات يستخدم في الاحتفالات الدينية إلى علاج ...


المزيد.....

- السلطة والاستغلال السياسى للدين / سعيد العليمى
- نشأة الديانات الابراهيمية -قراءة عقلانية / د. لبيب سلطان
- شهداء الحرف والكلمة في الإسلام / المستنير الحازمي
- مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي / حميد زناز
- العنف والحرية في الإسلام / محمد الهلالي وحنان قصبي
- هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا / محمد حسين يونس
- المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر ... / سامي الذيب
- مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع ... / فارس إيغو
- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - بكر الإدريسي - ردة أبدية