أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - حبيب النايف - المفارقة والسخرية في قصص ( قيامة وطن ) /للقاص غفار عفراوي















المزيد.....

المفارقة والسخرية في قصص ( قيامة وطن ) /للقاص غفار عفراوي


حبيب النايف

الحوار المتمدن-العدد: 6174 - 2019 / 3 / 16 - 23:11
المحور: الادب والفن
    


المفارقة والسخرية في قصص (قيامة وطن)
للقاص غفار عفراوي
اختلفت تعريفات القصة القصيرة جداً من ناقد لآخر , لكن اغلبية النقاد يوكون بانها جنس أدبي حديث، يمتاز بقصر الحجم والايحاء المكثف، والنزعة القصصية الموجزة، والقصد الرمزي المباشرة وغير المباشرة عبر مجموعة من العمليات التفاعلية، كالإدهاش، والإبهار، والإرباك، والمفاجأة،، والتركيز على القيمة الجمالية لهذه القصة .
ان القاص المبدع هو الذي يجعل من اليومي والمألوف حالة غير مألوفة عبر تناوله الحدث الذي يحيط به ويشرك القارئ معه كي يعيش حالة التخيل والتأمل لما يدور حولة ليظل في حالة بحث مستمر عن الاجابة للأسئلة المضمرة التي تحاصره .وكأن الكاتب دعاه للمشاركة في بناء النص لذا يدهشه بالمفاجئات الكثيرة، والفراغ الصامت، والالغاز ، والنكتة الساخرة.
عبر هذه النقاط نحاول الدخول الى عالم القاص غفار عفراوي لنرى ؛
هل تمكن من مسك الخيوط التي تجعله يعيش عوالمه الخاصة ؟ التي ساح بها والتقط منها ما يراه مناسبا لعرضه على القاري بطريقة موجزة ومكثفة
هل تمكن من استفزازه بتلك القصص القصيرة وشده نحوها ؟ بما تحتوي من مفاجئات عند اصدار مجموعته ( قيامة وطن ) عن مؤسسة ثامر العصامي بطبعتها الثانية .
لقد حاول الكاتب ان يجرنا معه الى مساحات في الحياة يعتقد ان لها قيمة تخيلية في هذا العالم الذي يسحق بوحشتيه وقسوته الانسان بلا هوادة كأننا نعيش في غابة مملوءة بالقيم الزائفة، والانتصارات الموهومة وسرقة أحلام الصغار .
قد تكون المفارقة والسخرية من الصفات البارزة في إنجاح القصة القصيرة جداً، لأن بإمكانهما رفع مستوى إحساس المتلقي بما تحمله القصة ، من ادهاش وايحاء كي يصل إلى ما يريد ان يقوله القاص .
في قصص ((ام يعقوب , اسماك الزينة , ) استخدم الكاتب المفارقة والسخرية والتكثيف والترميز والنهاية المباغتة، هذه القصص تتحدث عن حالات موجودة في المجتمع تعرض لها الكثير من ابناء البلد في فترات متفرقة قبل 2003 او ما بعدها .
في قصة ام يعقوب(ص 29) يقول :
((انتشروا في ساعة متأخرة من ليلة تموزية وسط ازقة الحي القديم ..هجموا على دار "ام يعقوب " نصبوا سلالمهم الطويلة , تسلقوا ,قفزوا كاللصوص , ارعبوا النساء اللواتي هربن من حر الهاجرة ,صاح رفيقهم بوجهها :
- اين يعقوب ؟
ردت وقد فرغت توا من صلاة الليل ولما تجف دموعها بعد :
- ماذا تريدون ؟
الم تأخذوا زوجي واولادي الاربعة ؟
صاح بها وكأن الرحمة اقتلعت من قلبه :
اخرسي يا عجوز .انتم غوغاء
وسنقتادكم جميعا حتى يظهر يعقوب ؛
المفارقة المضحكة "المبكية " ان المرأة كانت اما لأربعة فتية اسماءهم على التتالي " محمد ,علي , عباس ,حسين " وهي تكنى بأم يعقوب في شبابها قبل ان تتزوج )) .
اراد القاص في هذه القصة السخرية من رجال الامت الذين ينفذون ما تطلبه منهم السلطة من اوامر بدون معرفتها حيث يستخدمون كل وسائل الترهيب وتخويف المواطنين ,بالرغم من ان من يبحثون عنه شخصية غير حقيقية ليس لها وجود في الواقع لان الام المجوعة بإعدام زوجها واولادها الاربعة من قبل النظام ,كانت تكنى ((بأم يعقوب )قبل زواجها واستمرت معها هذه التسمية بعد الزواج
وفي قصة اسماك زينة (ص 36) يقول :
((حدق رئيس الوفد البرلماني الى حوض اسماك موضوع على طاولة كبيرة في الفندق الفخم المحجوز لهم , وقد كان برفقته وفد رسمي رفيع المستوى ,للاتفاق على عقد صفقة اسلحة للجيش الوطني . صرخ بعامل الفندق بصوت جذب اتباه الجالسين من عدة وفود من دول خارجية ناسيا انه ليس في القرية التي كانت سببا في فوزه بعضوية مجلس النواب : اشوي لنا الاسماك الصفراء ,الزرقاء طعاما لعشاء الوفد ))
نلاحظ ان القاص هنا استخدم عنصر المفارقة والسخرية التي اعطت للقصة نكهة خاصة وحملتها مدلول لم يكن في بال المتلقي لان هذا النائب الذي لم يصل المدينة في يوم ما لأنه يعيش في منطقة نائية ,اصبح فيما بعد هو الذي يتحكم ((مع اشباهه الذين اكثرهم لا يجيدوا القراءة والكتابة )) يرسم سياسة الدولة ويحدد نوع الاسلحة التي يستعملها الجيش الوطني .
وفي قصص (حاج ,تحجر , مسؤول كبير ) اعتمد القاص على السخرية في نقل ما يريد ايصاله للمتلقي, لذا اختار بعض الحالات التي انتشرت بشكل غير مسبوق , يتندر منها لأنها مشوبة بالغش والافتراء والضحك على عقول المواطنين .
يقول في ( قصة حاج ) (ص 37) .
(علق الحاج كريم لافتة مكتوبة عليها "هذا من فضل ربي" اعلى باب دكانه الكبير بعد ان اكمل صفقة الشاي الفاسد مع سمسار الوزارة )).
هنا اراد الكاتب ان يوصل لنا بان اكثر الناس الذين تضخمت ثرواتهم بشكل سريع جاءت بطرق ملتوية ومشبوهة ومن خلال صفقات فساد تعقد في الخفاء .
* في قصته تحجر( ص41 ) يقول :
((بعد معارك عنيفة بين القوات الامنية والتنظيم الارهابي ,الاحتفال بتحرير المدينة المغتصبة باقل الخسائر .في نفس المدينة اشتباكات بمختلف الاسلحة ووقوع قتلى وجرحى وقطع لأغلب الشوارع بسبب نزاع قبيلتين حول عائديه جاموسة )).
نرى القاص عمل على نقد العيوب في المجتمع و كشفها بطريقة لاذعة باعتبارها داء لابد من علاجه لان استفحاله يؤدي الى عواقب وخيمة يكون ضحيتها الابرياء وانتشار الفوضى وضعف سلطة القانون
ويقول في قصة (مسؤول كبير ) (ص 41) :
( دخل احد المسؤولين الكبار الى مقر عمله الجديد مرتبكا مزهوا بنفسه وهو يرمق الجميع بنظرة ازدراء تاركا باب غرفته مفتوحا قبل ان تغلقه السكرتيرة الجديدة ,
_ كنت قد رايته ايام الانتخابات ,يتغزل حتى بالقطط والكلاب ))
هنا تكمن المفارقة الساخرة بان المسؤول في ايام الانتخابات يكون ودودا متذللا للجميع لغرض كسب اصواتهم كي يفوز بعضوية مجلس النواب لكن عندما يتبوأ المنصب الحكومي بعد الفوز يدير ظهره لهم وكانه لا يعرف احد منهم , لنشوته بالمنصب والجاه الذي وصل اليه بجهود ناخبيه المغفلين الذين اغرتهم البطانية والمدفئة الكهربائية وكارت الموبايل خلال توزيعها ايام الانتخابات .
لا تخلو المجموعة من السخرية والمفارقة في قصص اخرى مثل ( حجاج ,كفاءات, مرسوم جمهوري ,تغيير اسم ,وغيرها ) التي رفعت الغطاء عن السلبيات في المجتمع وازاحة اللثام عن الكثير من المسكوت عنه والذي اخذت حدته تزداد بعد عام 2003 بتبريرات مختلفة وحجج غير مقنعة .
كما ان بعض القصص امتازت بالتقريرية والمباشرة وخلوها من عنصر التشويق والادهاش والمفاجئة .



#حبيب_النايف (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الروائي علي لفتة سعيد ...ايقونة يليق بها الاحتفاء
- بحث
- قديس الكلمات/ الى شاعر
- رمش الليل
- المرآة
- أمسح
- افتراضات غير مقنعة
- بين الواقع والمتخيل تناثرت اوراق المجهول (قراءة لرواية الروا ...
- نصوص قصيرة جدا
- تداعيات جسد متهالك
- البيت
- اشجار مكتظة بالهديل
- ضوء تنتظره العيون
- جمر الغياب
- الوقت
- جذور الحكاية الشعبية
- الباب
- وهج الشعر
- ضياع في الزحام
- الاقنعة


المزيد.....




- موعد امتحانات البكالوريا 2024 الجزائر القسمين العلمي والأدبي ...
- التمثيل الضوئي للنبات يلهم باحثين لتصنيع بطارية ورقية
- 1.8 مليار دولار، قيمة صادرات الخدمات الفنية والهندسية الايرا ...
- ثبتها أطفالك هطير من الفرحه… تردد قناة سبونج بوب الجديد 2024 ...
- -صافح شبحا-.. فيديو تصرف غريب من بايدن على المسرح يشعل تفاعل ...
- أمية جحا تكتب: يوميات فنانة تشكيلية من غزة نزحت قسرا إلى عنب ...
- خلال أول مهرجان جنسي.. نجوم الأفلام الإباحية اليابانية يثيرو ...
- في عيون النهر
- مواجهة ايران-اسرائيل، مسرحية ام خطر حقيقي على جماهير المنطقة ...
- ”الأفلام الوثائقية في بيتك“ استقبل تردد قناة ناشيونال جيوغرا ...


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - حبيب النايف - المفارقة والسخرية في قصص ( قيامة وطن ) /للقاص غفار عفراوي