أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - زكرياء لهلالي - أزمة قيم














المزيد.....

أزمة قيم


زكرياء لهلالي

الحوار المتمدن-العدد: 6172 - 2019 / 3 / 14 - 17:25
المحور: المجتمع المدني
    


لا أعتقد أننا في مجتمع يسعى للبحث عن تثمين وتطوير القيم والمبادئ التي يحيا عليها كل مجتمع ... لا أعتقد أن أفراد المجتمع الواحد لا يبالون بما ينخر مجتمعاتنا من انسلاخ وتدمير ووأد للقيم المتعددة والمتنوعة ...


إن المعضلة الحقيقية التي تواجه مجتمعنا المغربي والعربي تكمن في الهروب المعلن عنه صراحة من قيمنا المشتركة ؛ لا حديث اليوم يعلو ويصدح صوته في المشترك بين أفراد المجتمع سوى اللاتقدير للأنا مع الآخر ؛ علاقات أصبحت شبه ميتة جافة جحيمية على حد تعبير جان بول سارتر ...
نظرة واحدة في المشترك بين الناس تنبأك عن الواقع الصفري في مختلف نقاط الاشتراك ...

أينما وليت وجهك تجد الكل إلا من رحم الله يعيت في الأرض فسادا ، لا احترام للأماكن العامة و المشتركة ولا تقدير لعمل الاخرين ولا مراعاة لخصوصيات الأفراد والجماعات...
بالتالي لا يمكن النفي ولا الإثبات على أن هناك من يسعى لتكسير عماد القيم الذي يشد الناس بعضهم بعضا وذلك لغاية معينة قوامها الحط من فتات ما تبقى من مبادئ عامة وأساسيات أخلاقية ...
أن يحيا الإنسان حياته بدون سؤال الجدوى نحصد مجتمعا معوجا وما تحدثنا عنه سالفا ونقع في ظواهر شاذة ومختلفة ويصبح إذاك الإنسان عدوا لأخيه الإنسان -هذا مع التحفظ الكامل لكلمة الإنسان - ، كما تخلق العداوة البينية بين البشر التي تؤدي لا محالة لخلق حلبة صراع مفتوحة لا تنتهي إلا بالقتل الرمزي للآخر والسندانية الملعوبة في السر والعلن ، من هنا تنعدم روح تقدير المشترك وإحياء وتجسيد القيم ...
السؤال الجوهري في هذه القضية يتلخص في كون الكثيرين لهم وعي وإدراك مسبق بأهمية الآخر ووجوده بل أهمية القيم المشتركة وضرورة التشبث بها وعيش الحياة من خلالها ، لكن التغافل وخبث النفس البشرية يجعلها تنأى بعيدا عن ما هو فاضل ...

يتساءل العديد من المثقفين العرب اليوم عن أسباب التخلف التي يرتع فيها الوطن العربي وتوالي الأزمات والنكبات التي أرهقت كاهله وجعلت منه بؤرة للصراعات والخلافات التي لا تنتهي ؛ والتي ببساطة تعزى إلى الإنسان والفرد والجماعة اللذان يعيشان في هذا الوطن ؛ تغافلنا عن بناء إنسانية الإنسان وتعليمه بالطريقة العلمية المحكمة عن كيف يكون الإنسان إنسانا .

الأزمة وسوء التفكير المعقلن في بناء الإنسان ليس لحظية بل مخرجاتها بعدية يقول الدكتور محمد عابد الجابري في هذا الصدد متحدثا عن بعض الأسباب الحقيقية لما نعانيه اليوم ؟؟
"نحن هنا في الوطن العربي مازلنا متخلفين عن ركب الفكر العلمي، تقنية وتفكيرا، وما زالت الدراسات الفلسفية عندنا منشغلة بالآراء الميتافزيقية أكثر من اهتمامها بقضايا العلم والمعرفة والتكنولوجيا، الشيء الذي انعكست آثاره على جامعاتنا ومناخها الثقافي العام. هذا في وقت نحن فيه أحوج ما نكون إلى تحديث العقل العربي وتجديد الذهنية العربية. وغني عن البيان القول بأن وسيلتنا إلى ذلك يجب أن تكون مزدوجة متكاملة: الدفع بمدارسنا وجامعاتنا إلى مسايرة تطور الفكر العلمي وملاحقة خطاه والمساهمة في إغنائه وإثرائه من جهة، والعمل على نشر المعرفة العلمية على أوسع نطاق من جهة ثانية. إن توجيه اهتمام الطلبة و المثقفين إلى الفلسفات العلمية التي تعمل جاهدة على ملاحقة الفكر العلمي في تطوره وتقدمه تحلل مناهجه وتدرس نتائجه محاولة استخلاص ما يمكن استخلاصه منه من رؤى فلسفية جديدة وآفاق فكرية رحبة، ضرورة أكيدة، إذا ما نحن أردنا الارتفاع بطلابنا ومثقفينا إلى المستوى الذي يمكنهم من أن يعيشوا عصرهم، عصر العلم و التكنولوجيا، بكل ما يطرحه من مشاكل نظرية وعملية ويساهموا في تشييد حضارة عربية في مستوى حضارة العصر علما وعملا.
لعل ما يخفيه هذا النص المكتنز بالرؤى والأفكار هو الضرورة التي أصبحنا اليوم في مسيس الحاجة لها ألا وهي تحقيق النقلة الابستيمية في مختلف المجالات بدءا من تطوير المناهج ومواكبة التطورات وتشجيع مختلف المتدخلين في هذه العملية البالغة الأهمية وتحسيس العامة من الناس والخاصة بأهمية هذا التغيير الذي وجب اليوم أكثر من أي وقت مضى من نهجه واتباعه ولا سبيل لنا من التخلص من ربطة العنق الخانقة التي شدت ذهنية الإنسان العربي ومنعته من الإقلاع نحو الأفضل محتفظا كما أسلفنا الذكر بقيمه الفاضلة وجعلها كرافعة أساس لتحقيق ما نصبو إليه وتجاوز نقطة الوقوف التي عمرت طويلا ...
#رأي



#زكرياء_لهلالي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- اللجوء إلى المقهى و (للمقهى)
- قراءة في معادلة تربوية : الهدف التعلمي = قدرة + محتوى + معاي ...
- الأساتذة المتدربون بالمغرب بين حلم الإقلاع بالمنظومة التعليم ...
- الخطاب الإشهاري بين الإقناع والتطويع -مقاربة تداولية-
- فوضى الكول سانتر - قصة قصيرة جدا-
- لحظة النتائج
- قصة قصيرة جدا . ممنوع للنساء فقط - لا تقرأها مرتين -
- سندانية الورقة
- فوضى الحب
- جلذ الذات
- خمس أغاني للألم - قصة قصيرة -
- الرقص مع المطر
- قصة قصيرة - الى أين يا روحي -
- قصة قصيرة - أنا و شيطانتي -
- قصة قصيرة - جلد الذات -
- الاشهار الميكروفيلم العابر
- المقتطف الثالث من رواية ( على هاجس الحياة )
- -جبران خليل جبران - شاعر الخيال والعاطفة
- على هاجس الحياة ( المقتطف الثاني من الرواية )
- على هاجس الحياة


المزيد.....




- قبيل لقائهم نتنياهو.. أهالي الجنود الإسرائيليين الأسرى: تعرض ...
- هيومن رايتس ووتش تتهم تركيا بالترحيل غير القانوني إلى شمال س ...
- بسبب المجاعة.. وفاة طفل بمستشفى كمال عدوان يرفع حصيلة ضحايا ...
- الأمم المتحدة تحذر: الوقت ينفد ولا بديل عن إغاثة غزة برا
- ارتفاع الحصيلة إلى 30.. وفاة طفل بمستشفى كمال عدوان بسبب الم ...
- الخارجية الأمريكية تتهم مقرّرة الأمم المتحدة المعنية بفلسطين ...
- تقرير أممي: نحو 60% من وفيات المهاجرين كانت غرقا
- قبيل لقائهم نتنياهو.. أهالي الجنود الأسرى: تعرضنا للتخويف من ...
- واشنطن ناشدت كندا خلف الكواليس لمواصلة دعم الأونروا
- الهلال الأحمر: إسرائيل تفرج عن 7 معتقلين من طواقمنا


المزيد.....

- أية رسالة للتنشيط السوسيوثقافي في تكوين شخصية المرء -الأطفال ... / موافق محمد
- بيداغوجيا البُرْهانِ فِي فَضاءِ الثَوْرَةِ الرَقْمِيَّةِ / علي أسعد وطفة
- مأزق الحريات الأكاديمية في الجامعات العربية: مقاربة نقدية / علي أسعد وطفة
- العدوانية الإنسانية في سيكولوجيا فرويد / علي أسعد وطفة
- الاتصالات الخاصة بالراديو البحري باللغتين العربية والانكليزي ... / محمد عبد الكريم يوسف
- التونسيات واستفتاء 25 جويلية :2022 إلى المقاطعة لا مصلحة للن ... / حمه الهمامي
- تحليل الاستغلال بين العمل الشاق والتطفل الضار / زهير الخويلدي
- منظمات المجتمع المدني في سوريا بعد العام 2011 .. سياسة اللاس ... / رامي نصرالله
- من أجل السلام الدائم، عمونيال كانط / زهير الخويلدي
- فراعنة فى الدنمارك / محيى الدين غريب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - زكرياء لهلالي - أزمة قيم