أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - حمودي جمال الدين - ستبقى (سيد فساد )معززا مكرما لن يدنو من هيبة سلطانك احد !!















المزيد.....

ستبقى (سيد فساد )معززا مكرما لن يدنو من هيبة سلطانك احد !!


حمودي جمال الدين

الحوار المتمدن-العدد: 6164 - 2019 / 3 / 5 - 15:03
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


ستبقى (سيد فساد )معززا مكرما لن يدنو من هيبة سلطانك احد !!
بعد سقوط النظام السابق وتغير مفهوم الدولة ومنهجها من الاستبداد الى الديمقراطية ‘اتاح المجال الى محاولة التوسع في الاليات الرقابية والمحاسبية اكبر مما كان عليه في زمن النظام السابق ‘وذلك عبر جملة من الوسائل والاليات سواء كانت تابعه للدولة ومؤسساتها كهيئة النزاهة الرئيسية ولجان النزاهة في مجالس المحافظات ودوائر المفتشين العمومين في الوزارات والدوائر التابعة لها في الحافظات و هيئة النزاهة البرلمانية وديوان الرقابة المالية و منظمات المجتمع المدني والهيئات المدنية والإعلامية ه فضلا عن القضاء والمحاكم المختصة ومع التوسع الهائل والتضخم في وسائل المراقبة الى حد الانتفاخ نرى ان الفساد يأخذ اتساعا ومناعة وقوه ويتشعب ويتغلغل في كل مفاصل الدولة والمجتمع ولم تعد كل هذه الهيئات ووسائل المراقبة قادرة الى كبح جماحه والحد من تناميه وسيطرته .
ومن اجل التستر على الفساد وعدم القدرة الكافية على محاربته ومكافحته تحاول الحكومات المتعاقبة ان تخلق عناوين ومصطلحات مختلقه تضيفها للعناوين السابقة المعدة لمكافحة الفساد والتي يراد منها تخدير الشعب وايهامه ان الحكومة الجديدة عازمة على محاربة الفساد والقضاء عليه وهي تعرف مسبقا انها محاولات بائسه وتحمل نبرات الفشل في عروق تأسيسيها فالمتتبع لحكومة العبادي وارتفاع صوتها المجلجل بمكافحة الفساد ومن سنة 2015 عقد العزم على تشكيل مجلس اعلى لمكافحة الفساد وضجت به وسائل الاعلام وعقدت المؤتمرات الصحفية والخطب الرنانة وبمناسبة ودونها يهدد رئيس الوزراء المفسدين بهذا التشكيل الخطر الذي سيقظ مضاجعهم ويلاحق ارصدتهم اينما وجدت ولحسن قدرة العراقيين من تلمس الوعود الكاذبة للسياسيين وانعدام امكانيتهم وقدرتهم على مكافحة الفساد لكونه منهم واليهم فليس باستطاعتهم زحزحته والاقتراب منه قيد أنمله لذا استقبلوا هذه الضجة الإعلامية الصاخبة للمجلس الموقر بكل فتور واستنكار وتندر و في استهجان وسخريه من البيان الذي تلاه امين عام مجلس الوزراء في حينه من إن العبادي
"وجّه المجلس الأعلى لمكافحة الفساد بحسم الملفات التي بحوزته ورفع العقبات والمعوقات التي تحول دون حسم الكثير من القضايا المتلكئة لاسترداد الاموال وتقديم الفاسدين للقضاء" وذهب العبادي دون ان يمس شعرة من ذيل اصغر فاسد عرفه العراقيون ليسلم امانة الفاسدين ومغانمهم التي اثقلت خزينة الدولة وكاهلها بثقلها الر هيب الى السيد رئيس الوزراء الحالي ومع الاسف كانه استرطب التسميه واستهواه العلو والرفعة لها فبادر مشكورا بإعادة تسميتها . وبرئاسته وعضوية خمسة قضاة خشية ان يذهب النصر الذي حققه المجلس لرئيس الوزراء السابق وحده دون ان يتقاسمه معه.
إن "الهدف من إعادة تشكيل المجلس الأعلى لمكافحة الفساد هو تمكينه من اتخاذ الإجراءات الرادعة وتوحيد جهود الجهات الرقابية في سياق عمل جديد قادر على التصدي لأية جهة أو شخص، مهما كان موقعه، وأن نتصرف كدولة في كشف الفساد وحماية المجتمع والمواطنين والمال العام على حد سواء". وأشار إلى أن "المجلس يجب أن يتمتع بالصلاحيات الإدارية والقانونية الكافية للسيطرة على ملف الفساد ومعرفة مواطنه ومكامن الخلل في المتابعة والتنفيذ".
فلا ندري ما هو دور الهيئات الرقابية الكثيرة التي شكلت لهذا الغرض في تقويض الفساد ومكافحته ومنذ تأسيس الدولة الحديثة في 2003 والى الان ورغم تفاقم حدة الفساد وانتشاره لم نسمع انه تم ترويج أي معامله او ملف تحقيقي بخصوص الفساد لأي هيئة قضائية ولم يقدم أي فاسد للمحاكم المختصة الا من بسطاء الناس او الموظفين الادنى في سلم السلطة اما الحيتان الكبيرة المهيمنة على مقدرات الدولة وخزائنها فلم يدنو من ممتلكاتها ونفوذها احد فاين منها تلك الهيئات الرقابية والمحاسبية لذا لا يمكن التعويل على هذا المجلس لكون المحاصصة الحزبية والسياسية ستمتار يدها لتدير عنق هذا المجلس لصالحها كما هي عليها في تأسيس الهيئات الرقابية السابقة ولن يحدث مطلقا أي تغير وسيبقى الفساد كما هو عليه او يستفحل ويتفشى على اوسع نطاق

ان المشكلة الجوهرية والرئيسية التي تفاقمت واستفحلت على الحالة العراقية الراهنة ومنذ سقوط النظام البائد في 2003 الى الان هي مشكلة الفساد الاداري والمالي ‘فكلما مر بها الزمن تضخمت وتشابكت واستعصت على الحل ويعزى في ذلك الى القيادة السياسية واحزابها وحواشيها فهم علة المشكلة وعقدتها وهم السبب الرئيسي في اشعال جذوتها وتأجيج نارها واعاقة الوصول الى أي حل ينجي العراق من براثنها وشراستها ‘فمن مصلحة هذه القيادات ان تظل ظاهرة الفساد الاداري مهيمنه ومسيطره على الوضع المأساوي الذي يعيشه العراق فبقائهم وتسلطهم وانتفاخ ارصدتهم واتساع ممتلكاتهم وثرواتهم التي تعدت الحدود والمقاييس وتشظ على مختلف الدول وبنوكها في العالم ‘فمن اعلى هرم السلطة الى ادنى مسؤول بالدولة يتحدثون بألم وحزن عن مدى تفشي هذه الظاهرة واستشرائها ويشفقون بعطف على الشعب الذي يتحمل اوزارها لكنهم ضالعون وغارقون في اوحالها وما الدعوات او النبرات التي يطلقونها بغية الاصلاح الا ذر الرماد في العيون والتستر على عمق الجريمة التي يرتكبوها بحق شعبهم ووطنهم .
وهم على ادراك ان هذا المستنقع الذي يخوضون فيه هو الذي اوصل العراق الى ما هو عليه من تردي وانهيار‘ ومن تكالب قوى الارهاب العالمي والداخلي والذي يفت بعضد العراق ولحمته ويفتت مجتمعه ويقوض نهوضه الاقتصادي وتنميته ويسرح ويمرح عرضا وطولا على جغرافية لينتقي في الزمان والمكان مسرحا لأفعاله الجرمية من تفجير وقتل وتدمير واحتلال لمدن واراضي وانتهاك لكل المحرمات والمقدرات في كرامة ونفسية الفرد العراقي فالفساد هو الظهير القوي والممول للإرهاب وهو الحاضنة الام له ‘وفضلا عن الارهاب وانعدام الامن والاستقرار في البلد هناك حزمة كبيرة من التداعيات والاضرار والاثار التي يولدها الفساد الاداري ‘منها اضعاف هيبة الدولة وركاكتها وتخبطها وهشاشة وتشتت قراراتها وفقدان توازنها وانعدام الخدمات والمنافع التي تؤديها الى شعبها وما الفوضى الإدارية والسياسية التي عليها الحكومة واحزابها وسياسيها الان بفعل الفساد وانعكاساته على مرافق الدولة واجهزتها الخدمية والأمنية ‘والفساد يعيق استخدام الموارد الاقتصادية والموارد البشرية ويعيق النمو الاقتصادي ويتسبب في انخفاض مستوى المعيشية وتفشي البطالة وضعضعت العلاقات الاجتماعية وزعزعت الثقة بين المواطن وحكومته وبينه وبين القيادات السياسية ‘والفساد يعيق الاستثمار الخارجي والداخلي فمن غير الممكن تشجيع رؤوس الاموال الأجنبية لاستثمارها في داخل العراق طالما يوجد فساد مستشر الى هذا الحد الذي لا يوجد له مثيل في معظم دول العالم فاغلب الشركات تبحث عن الشفافية والامن والمحاسبة والمراقبة وليس في مناخ ملبد بالفساد.
.فلابد ان تكون مقاومته بمستوى حجمه وقوته واول المقومات الصلبة لمكافحة الفساد هو توافر الإرادة السياسية المتكاملة والمعاضدة عند الاحزاب وأقطاب العملية السياسية وكتلها في العراق ويفترض توفر حسن النية والولاء التام والمخلص للوطن والشعب اولا فاذا ما تضافرت الجهود مجتمعة يصاحبها تعزيز الثقة بين اطراف العملية السياسية وبينها وبين شعبها سيتم القضاء على الفساد او الحد من تعاظمه وتناميه .
حمودي جمال الدين



#حمودي_جمال_الدين (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- التنميه السياسيه : ركن اساسي من اركان بناء الدوله الديمقراطي ...
- موسم قطاف المناصب
- المعطيات الايجابيه لانتفاضة البصره
- البصره في زهو ايامها
- معذرة ان ذوى صبري وطفح بي الكيل!!
- نبض الشارع !!
- نعم للفدراليه...لا...للتجزئه والتقسيم
- ابداعات خارقه من صور الفساد الاداري في عراق اليوم !! 2-2
- نماذج كارثيه مبتدعه من صور الفساد الاداري في عراق اليوم 1من ...
- العراق دولة الفساد...في غياب شعبه !!
- الوظيفه العامه ودورها المحوري في تفشي ظاهرة الفساد الاداري ف ...
- مراحل تطور الفساد الاداري والمالي في العراق
- الجذور التأريخيه لظاهرة الفساد الاداري والمالي
- بدعة ظلاميه !
- المعوقات والتحديات التي تواجه عملية التنميه في العراق
- تشريع معتدي وآثم
- ويكثرون من الحديث عن الفساد...ولكنهم مرتع الفساد وحاضنيه !
- لم يبق الا ان تنعتوها...بصفحة الغدر والخيانه!!
- كخيال المآته...تلك هي هيئاتنا الرقابيه !
- اكذوبة سمجه..عنوانها الاصلاح !


المزيد.....




- ما العقبات التي تواجه نقل المساعدات إلى غزة عبر الرصيف الأمر ...
- دار نشر بريطانية تقدم دفوعها في دعوى الأمير هاري
- أصغر أبناء ترمب سينصب والده في المؤتمر الجمهوري
- بلينكن يؤكد مجددا معارضة واشنطن أي تهجير قسري للفلسطينيين من ...
- نتانياهو: آمل أن أتمكن أنا وبايدن من تجاوز خلافاتنا
- بسبب منطاد -التجسس-.. واشنطن تضيف كيانات صينية إلى اللائحة ا ...
- سناتور جمهوري: أسلحة أمريكية بمليارات الدولارات في طريقها إل ...
- Ulefone تعلن عن هاتف مصفّح بقدرات تصوير ممتازة
- الدفاع الجوي الروسي يعترض طائرة مسيرة في ضواحي موسكو
- حركة -النجباء- العراقية ردا على استهداف صرح ثقافي وإعلامي له ...


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - حمودي جمال الدين - ستبقى (سيد فساد )معززا مكرما لن يدنو من هيبة سلطانك احد !!