أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - حمودي جمال الدين - البصره في زهو ايامها














المزيد.....

البصره في زهو ايامها


حمودي جمال الدين

الحوار المتمدن-العدد: 5988 - 2018 / 9 / 8 - 13:19
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


حاضنة الحضارة ومهد اللغة والشعر والنحو , وارض السواد وباسقات النخيل ,أم الأنهار وخرير الجداول ,ثغر العراق وخاصرته الجنوبية وشريانه الاقتصادي ,بطيبة اهلها ووداعتهم ونقاء سريرتهم وحسن معشرهم ودماثة اخلاقهم .
مرت عليها عاتيات الزمن بهمجيتها وشراستها وما خلفته من خواء ونكد وجحيم ,
فكانت نافذة الحروب وساحة لأوارها ومطحنة لحطامها.
فما انحنت لعواصفها الملتهبة والمثقلة بدخان قيحها المسموم ,فلم تغير من طباعها وسحنة وجهها وصفاء معدنها .
ضلت صامدة مكابرة بصبر وجلادة وتحدي تنتظر الاتي من الايام لعل ثغرها الذابل يفتر عن ابتسامة مخضوضره مورقة تحيل يبيس شوكها بريق امل وتفاؤل وحبور .
وما درت ان سنين حملها العسير تتمخض عن وليد اسود كالح يكشر عن أنياب موغلة بالغل والضغينة والحقد .. شره الطباع دنيء النفس متبرقع بالخسة والرذيلة والفساد .. فاغرا فاه لالتهام كل ما من حوله متطاولا حتى على لقمة الثاكل والعاجز واليتيم.
وها هي حصيلة الوعود والانتظار التي رفدتنا بها هذه الشلل والتكتلات البائسة التي اعتلت موج شطآن بصرتنا , تتجلى بكل صورها عن مدينة من الرمم والهياكل والاشباح الخاوية ..تتقاطع فيها شوارع وازقة وساحات ازليه مقفرة موحشة متشحة بظلام دامس كأن لمسات الترميم والصيانة فارقتها منذ عشرات السنين لتضحى مأوى للكلاب والقطط السائبة ..ولينام اهلها على ركام من الاوساخ والمزابل ..حيث استحالت انهارها وجداولها الرقراق الى برك ومستنقعات أسنة نتنة,, ومكانا سهلا لمكب الأنقاض والنفايات ,,وليهنئ اهلها وساكنيها بروائح مشبعة بجيف السنين وعذاباتها فتزكم ليلها البهيم عفونة وضجرا وخوار.
البصرة الام الرؤوم التي ترضع من جوفها عموم ابناء عراقنا خيرا وعطاء وحياة ,,, تعيش الفقر والتهميش والاهمال بعد ان تنكر لجزالة فضلها وكرمها الكل حتى من ابنائها الاقربون الذين تربو بحضنها وصعدوا على اكتافها متنعمين بالثروة والسلطة والجاه اداروا ظهورهم لها جحودا عند اول سلم للصعود..
الا يحق لها ان تسترد ولو جزئ يسيرا من الوفاء والعرفان لهذا السخاء والكرم المعطاء الذي كانت ولا زالت تغدقه من صميم جوفها واحقيتها بامتلاك ثروتها التي تطفو على سطحها دون ان ينازعها او ينافسها عليه احد ,,؟؟,
,الا يعني هذا ازدراء واستصغارا وتقليلا من شئنها واهميتها من قبل قادة البلاد وسياسيه الجدد ؟؟؟ اومن القابعين على زمام امرها ظلما واللذين لاحول لهم ولا قوة الا ما ملكت إيمانهم وما تطال اليه اياديهم فهم اقوياء له ومتصدون؟؟؟ .
وبعد هذا اليأس والقنوط والخيبة والمرارة من كل التصرفات والوعود الكاذبة والمغلفة بالخداع والغش الذي مارسته الحكومات المحلية التي تعاقبت على ادارة المدينة منذ السقوط الى يومنا هذا والتي لا تعرف الا مصالحها الشخصية والفئوية اما الشعب البصري الساكت عن الضيم والقهر والغافي على يبيس الشوك والظمأ فسحقا له هذه المعاناة فلا امل ولا خير يرتجى مهما طال به الزمن والانتظار من هذه الشلل والاحزاب المترهلة والخاملة .
.ولكن من بين هذا الصراع والترقب والالم ,,يولد الامل والتفاؤل حين تتفتق من فيح اغصان بصرتنا براعم ندية بريئة خالية من كل دنس وقيح ورياء شباب تعلو جباههم النظرة شعارات طافحة بالحب والولاء والاخلاص لمدينتهم دون ان تزوقها البهرجة والضجيج والداعات الفارغة والمزيفة التي تبطن بداخلها اغراض ومنافع ومردودات شخصية وذاتيه .
هؤلاء الفتيه همهم مدينتهم المنكوبة التي عاشت سنين المحن والحيف والظلم تحت رحمة الحكام والمتسلطين والني اذاقوها خسفا وهواننا .
اليوم ينتصرون لمدينتهم وهم يجوبون الشوارع والساحات بأهازيجهم ونغمات حناجرهم لتمتزج مع عرق اجسادهم في نهاريات البصرة الحارقة ولياليها المشبعة بالرطوبة والحرارة فتمنحهم ثورة وتدفقا و اندفاعا وحماس من اجل المطالبة بحقوق مدينتهم المسلوبة ومكافحة الفساد ومحاسبة المفسدين وناهبي المال العام ومن اجل التغير وتصحيح مسار العملية السياسية التي حرفها وادار بوصلتها دهاقنة الزور والدجل والكذب لصالح احزابهم وذويهم و لمنافعهم الشخصية .
هذه هي شعارات انتفاضتهم التي اعتصموا تحت يافطته .
-والتغير لا يتأتى بالركون والانبطاح للأمر الواقع وانما بالحركة والفعل والمثابرة والمجاهرة ورفع المطالب دون خوف او وجل واستحياء .
فالعراق عموما لا يمكنه الخروج من هذا المأزق والواقع الفاسد الذي هو عليه والذي يستفحل ويتشظى وبهذه السرعة الفائقة الا بالحراك الثوري المتمترس بروح الوطنية والعقيدة والمبادئ والانقضاض على بؤر الفساد بعد ان فشلت كل المحاولات والمظاهرات السلمية والاساليب السياسية والحوارية اليائسة من اجل ردع المسؤولين والسياسيين واحزابهم وثنيهم ومحاولة استمالتهم لطريق الصواب الذي يصب لصالح ابناء شعبهم الا انهم وبكل اصرار وتمادي ركبوا موجة الفساد واداروا عنق الدولة والسلطة ليتماشى مع رغباتهم ومصالحهم وتناسوا في لجة غيهم واستهتارهم بالقيم ابناء شعبهم وبناء وتعمير وطنهم .
فلأيمكن لهذا العراق ان ينهض من كبوته وهو مسير من قبل هذه الرموز والاحزاب الهزيلة والتي تفتقر الى ابسط مقومات الخبرة والمهنية في ادارة الدولة وشؤنها غير براعتها وتفننها في السرقة وملئ الأرصدة والجيوب .
العراق بحاجه الى كوادر وأناس وطنين مؤهلين كفؤين والى اياد نظيفة نزيهة مخلصه لشعبها ووطنها .
فمرحى لهذه النخب الفتيه من شباب البصرة فالعزم معقودا عليكم فانتم امل لصرتكم وتطلعاتها. ورحمة من الله وغفرانا لكل الشهداء اللذين سقطوا على مذبح الحرية والانعتاق واعادة الحقوق المسلوبة وغسلوا بدمائهم الطاهرة الزكية ادران الظلمة والفاسدين .



#حمودي_جمال_الدين (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- معذرة ان ذوى صبري وطفح بي الكيل!!
- نبض الشارع !!
- نعم للفدراليه...لا...للتجزئه والتقسيم
- ابداعات خارقه من صور الفساد الاداري في عراق اليوم !! 2-2
- نماذج كارثيه مبتدعه من صور الفساد الاداري في عراق اليوم 1من ...
- العراق دولة الفساد...في غياب شعبه !!
- الوظيفه العامه ودورها المحوري في تفشي ظاهرة الفساد الاداري ف ...
- مراحل تطور الفساد الاداري والمالي في العراق
- الجذور التأريخيه لظاهرة الفساد الاداري والمالي
- بدعة ظلاميه !
- المعوقات والتحديات التي تواجه عملية التنميه في العراق
- تشريع معتدي وآثم
- ويكثرون من الحديث عن الفساد...ولكنهم مرتع الفساد وحاضنيه !
- لم يبق الا ان تنعتوها...بصفحة الغدر والخيانه!!
- كخيال المآته...تلك هي هيئاتنا الرقابيه !
- اكذوبة سمجه..عنوانها الاصلاح !
- الى المتصنعين البكاء على هيبة الدوله !
- مساهمه علاجيه متواضعه لمرض العراق المستعصي !
- مسرحيتكم شوهاء...كفاكم خداعا
- وثيقة المهزله والضحك على الذقون


المزيد.....




- مطاردة بسرعات عالية ورضيع بالسيارة.. شاهد مصير المشتبه به وك ...
- السفير الروسي لدى واشنطن: الولايات المتحدة اختارت الحرب ووضع ...
- الشرطة الأسترالية تعتقل 7 مراهقين متطرفين على صلة بطعن أسقف ...
- انتقادات لرئيس الوزراء الهندي ناريندرا مودي بسبب تصريحات -مع ...
- انهيار سقف مدرسة جزائرية يخلف 6 ضحايا وتساؤلات حول الأسباب
- محملا بـ 60 كغ من الشاورما.. الرئيس الألماني يزور تركيا
- هل أججت نعمت شفيق رئيسة جامعة كولومبيا مظاهرات الجامعات في أ ...
- مصدر في حماس: السنوار ليس معزولًا في الأنفاق ويمارس عمله كقا ...
- الكشف عن تطوير سلاح جديد.. تعاون ألماني بريطاني في مجالي الأ ...
- ماذا وراء الاحتجاجات الطلابية ضد حرب غزة في جامعات أمريكية؟ ...


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - حمودي جمال الدين - البصره في زهو ايامها