أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - حمودي جمال الدين - موسم قطاف المناصب














المزيد.....

موسم قطاف المناصب


حمودي جمال الدين

الحوار المتمدن-العدد: 6027 - 2018 / 10 / 18 - 13:05
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


يحتدم الصراع المحموم بين الفرقاء السياسيين واحزابهم بعد نهاية كل عملية انتخابيه للتنافس على ملئ المناصب والمراكز الإدارية في السلطة وفقا لنهج المحاصصة البغيض الذي جبلت عليه عمليتنا السياسية منذُ نشأتها بعد 2003 والى الان ,والتي اضحت ديدنا واسلوبا يتعذر تجاوزه والقفز على حدوده المصانة , بالرغم من كل الادعاءات والتصاريح والمصطلحات الجوفاء التي يغرد بها القادة السياسيون والمسؤولون الكبار واحزابهم ,حيث يتم انتقاء الشخوص لمليء الفراغات الإدارية من قبل رؤساء الاحزاب والتيارات السياسية دون دراسة وتدقيق وتمحيص عن شخصية ووطنية ومؤهلات وسمعة الشخص وخبرته واختصاصه وانحداره العائلي والمجتمعي فكل الذي يعنيهم مقدار انتمائه وسلوكه الحزبي والتنظيمي,
فضلا عما يصاحب هذه العملية من بيع وشراء من خلال مزاد بازار المناصب وحسب قيمة الدفع وطريقة التعامل . فكلما ارتفعت الدرجة والمركز الوظيفي ,كلما ازدادت وكبرت سعة المحصول, وتشعبت وارداته ,لهذا يبدأ التكالب والتصارع على المناصب, وتنعقد أسواق البازار, للمضاربة والمزايدة ولمن يدفع أكثر, لترسوا عليه المنافسة,. وهذه ليست حكايات وفرضيات مختلقه, وكل أبناء الشعب العراقي اليوم, وحتى من أعضاء برلمانه ولجانه المختصة ومن بعض الشرفاء من المسئولين, يتندرون بها ويتحدثون وبملء أفواههم ,عن هذه الظواهر المسيئة والمخجلة , للواقع المزرى والمؤلم الذي وصلت اليه العملية السياسية في العراق, حيث اغلب مناصبها تعرض في سوق النخاسة السياسة وبالأخص الوزارات ودوائرها الحساسة , وحتى القيادات الأمنية والعسكرية من قائد فرقه او تشكيل نزولا الى آمر حضيره او فصيل لم تسلم هي الاخرى من هذه الظاهرة الدنيئة والمخزية التي شوهت هذه الحقبة الزمنية من تاريخ العراق السياسي والحضاري .
فلا غرابه ان تعشعش وتنتفخ بين مفاصل الدولة وثناياها طفيليات مهترئة هزيلة فاقده لأي مؤهل قيادي او نخبوي او علمي او خلفية وطنية ونضاليه يتيح لها التبوء والتمركز في المناصب والمراكز القيادية التي حازت عليها في ألدولة العراقية فالميزات والاعتبارت السياسية والانتماء الحزبي لا يمكن ان يؤهلهم بمليء المناصب والوظائف العليا بجدارة واقتدار , لهذا ظلت عروشهم وكراسيهم التي استلبوها بغير وجه حق خاويه فاقده للحكمة والحنكة القيادية والإدارية , لان كل هم وتركيز هؤلاء الشخوص منصبا على مقدار ما يرد اليهم من امتيازات ورواتب خياليه مجزيه و ما يستحوذون عليه من مغانم وعقارات ورشى واستغلال الوظائف للكسب والربح غير المشروع من خلال فرض هيمنتهم وسطوتهم على الاسواق التجارية والمرافق الخدمية وتلاعبهم بأموال الدولة ومنافعها بغية ملئ الجيوب والأرصدة .
.وفي غمرة الهوس بالمال وبهرجة السلطة, تناست هذه الطفيليات شعبا خائرا جائعا يتهافت على لقمة عيشه ليسد بها رمقه, ووطنا محترقا منكوبا تناثرت اشلائه على امتداد سنين القهر والظلم والهوان, فلم تعر لهما اهتماما أو تقدم لهما خدمة ونفعا عاما بدون مقابل او بلا مكافئة مجزيه.
فلم يعرف تاريخ العراق الاجتماعي تفاوتا طبقيا ملحوظا وسريعا, بين فئاته كما عليه اليوم, حيث أتاحت العملية السياسة العرجاء ,لنشوء طبقه برجوازية طفيليه, تكرشت بسرعة فائقة, دون أي كد أو تعب وعناء ,واستطاعت التسلل واللعب بين أحضان الكتل السياسية وأحزابها الفاعلة, التي هي الأخرى مسكت زمام القيادة والحكم ,من خلال اعتلائها صهوة المجد, من على رؤوس الحراب والدبابات الغازية, فدان لها العراق جاهزا ومجهزا ,وبكل ما فيه من سلطة وجاه وثروة, متوارين خلف شعارات زائفة ,أكل الدهر عليها وشرب ,حين مرغوها بوحل استكانتهم وتزلفهم وتمسحهم بأذيال الاحتلال وتماهيهم مع نهجه و تطلعاته.
وعندما اختفت ألقابه والمحاسبة ,والتدقيق وغض الطرف والتجاهل ,عن الموبقات والمآخذ السيئة والمقرفة ,
تفشت ثقافة الفساد,واتسعت رقعتها وانتشرت كالوباء لتعم كل مؤسسات الدوله وعروقها ,فمن ادنى المستويات في أسلطه الى اعلى هرمها الاداري , عيونهم وكل حواسهم شاخصة ,تتبع خطى وحركات رؤسائهم المباشرين في السلم الوظيفي في كيفية تعاملهم وتلاعبهم بالمال العام وتمرير الصفقات والعقود والوظائف الوهمية والنهب والسرقة المبرمجة وتهريب العملة وغسيل الاموال الى ان اضحى العراق دولة وشعبا يرزح تحت نير وظلم هذه الشراذم وفسادها والكل على علم وثقة انه لولا صعود هذه النماذج المتقيحة دفة الحكم والسلطة لما وصل العراق إلى ما هو عليه ألان من تفتت وهدر مالي وفساد إداري وسرقة وتبذير للمال العام وانعدام لأبسط الخدمات وتخلف في جميع مناحي الحياة والمصيبة العظمى انهم يكذبون ويضحكون على ذقون العراقيين عندما يطرحوا بميزانياتهم الانفجارية والتي تفوق الخيال بحجمها وفي كيفية التخطيط والبرمجة بمفاصل الصرف في البناء والاعماروتقديم ارقى الخدمات ,من ماء وكهرباء وصحة ومنافع اجتماعيه, ولكن لم يحصد منها العراقي غير أرقام حسابيه مركونة على جداول الواردات والمصروفات السنوية ,لكن حصيلتها ولكل السنوات الخمسة عشر المنصرمة من عمر النظام الجديد , تهتدي وتندل طريقها في الذهاب إلى جيوب هؤلاء ومافياتهم واحزابهم , والى الاقارب و الاذناب والحواشي والتابعين, والى الانتهازيين والوصوليين.
اما العراقي صاحب الأرض والثروة والمال, والمعني بكل شيء, فله القشيب الرخيص الاجرد.



#حمودي_جمال_الدين (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- المعطيات الايجابيه لانتفاضة البصره
- البصره في زهو ايامها
- معذرة ان ذوى صبري وطفح بي الكيل!!
- نبض الشارع !!
- نعم للفدراليه...لا...للتجزئه والتقسيم
- ابداعات خارقه من صور الفساد الاداري في عراق اليوم !! 2-2
- نماذج كارثيه مبتدعه من صور الفساد الاداري في عراق اليوم 1من ...
- العراق دولة الفساد...في غياب شعبه !!
- الوظيفه العامه ودورها المحوري في تفشي ظاهرة الفساد الاداري ف ...
- مراحل تطور الفساد الاداري والمالي في العراق
- الجذور التأريخيه لظاهرة الفساد الاداري والمالي
- بدعة ظلاميه !
- المعوقات والتحديات التي تواجه عملية التنميه في العراق
- تشريع معتدي وآثم
- ويكثرون من الحديث عن الفساد...ولكنهم مرتع الفساد وحاضنيه !
- لم يبق الا ان تنعتوها...بصفحة الغدر والخيانه!!
- كخيال المآته...تلك هي هيئاتنا الرقابيه !
- اكذوبة سمجه..عنوانها الاصلاح !
- الى المتصنعين البكاء على هيبة الدوله !
- مساهمه علاجيه متواضعه لمرض العراق المستعصي !


المزيد.....




- فيديو صادم التقط في شوارع نيويورك.. شاهد تعرض نساء للكم والص ...
- حرب غزة: أكثر من 34 ألف قتيل فلسطيني و77 ألف جريح ومسؤول في ...
- سموتريتش يرد على المقترح المصري: استسلام كامل لإسرائيل
- مُحاكمة -مليئة بالتساؤلات-، وخيارات متاحة بشأن حصانة ترامب ف ...
- والدا رهينة إسرائيلي-أمريكي يناشدان للتوصل لصفقة إطلاق سراح ...
- بكين تستدعي السفيرة الألمانية لديها بسبب اتهامات للصين بالتج ...
- صور: -غريندايزر- يلتقي بعشاقه في باريس
- خوفا من -السلوك الإدماني-.. تيك توك تعلق ميزة المكافآت في تط ...
- لبيد: إسرائيل ليس لديها ما يكفي من الجنود وعلى نتنياهو الاست ...
- اختبار صعب للإعلام.. محاكمات ستنطلق ضد إسرائيل في كل مكان با ...


المزيد.....

- في يوم العمَّال العالمي! / ادم عربي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - حمودي جمال الدين - موسم قطاف المناصب