|
أمة شامية كبرى
كمال تاجا
الحوار المتمدن-العدد: 6154 - 2019 / 2 / 23 - 17:02
المحور:
الادب والفن
أمة شامية كبرى
شعب يقدم قطاف براعم فرعه الطويل إذا ما دعاه الحمى فداء للوطن - شعب يفجر نزيف شرايينه المعقودة كعروة وثقى دون مقابل لإغاثة الملهوف - وعند اللزوم يجعل من نفسه عبوة ناسفة من العشق ليبذل روحه رخيصة في معارك الوغى وللدفاع عن النفس الزكية - ويضخ عوائد مستحقه من تسديد قروض للواجب العام دون حساب - ويملأ كفوف راحة نزيفه ومن دم أحمر قان على مذابح التضحية - شعب يضحي بكبش روحه لنصرة أهله وبلا ثمن - أمة شامية لم تنهى شعب عن مسقط رأسه قط - وتضمه بسعة حضن عميق مهادها إذا تولى عن اللحاق بخافق فؤاد الود الأهلي - وتنعش نفس كل من نشأ على ثراها حتى لا يستأنف عن عشقها البتة قط - شعب يقتفي أثر حياة رقيقة الجانب ويحب أن يعاشر بنت بيت خفيفة الظل - شعب يتداعى بين أحضان وهاد تدحم المدى و تقشع الأفق ليرى أبعد من طاقة إبصاره - وهو الذي سرح فوق مراعي المدى البعيد ليقضم أعشاب عظيم الفائدة وليصبها في محصلة الكل - شعب أجتمع أصله مع فصله في ضم أواصر قربى تكفي لتنشأة كل الأجيال القادمة على العهد - شعب تربع على أرائك التعاضد لنصرة كل فئات النسيج الحر - واجتمع لديه من التآزر غلة تكفي لنقش موزاييك لم شمل أهل وفي لصق مواثيق لحمة - وبرع في نسج تراث خالد لأوابد الخل الوفي - شعب توزع كحبات المطر على مراتع ثراه العظيم - واستقر فوق مسقط رأس أمة فاض ضرعها بحليب رضاعة تكفي لسد رمق كل الشعب - وسكنت معه سكنات كما في دفء دن طوال دهر طوحته سكرة ومن غمر لذيذ الوقع - أمة وسع صدرها لكل عناق قادم - واشتد أزرها لبزوغ فجر جديد - فاستعجلت قدوم كل عهد قريب مع توالد جيل ليس له مثيل لشعب أصيل - وكل فرد يهب حشاشة قلبه لدعوات حبه الشديد لبلده - ويقدم خلاصة نفعه لمربط فأس الرأس وفي إعادة بناء بيوت سويت بالأرض - شعب يبذل الغالي والرخيص ومن منى قلب نفيس النبض وبرخص التراب - وهو الذي تستجيب تقلب جوانبه فوق مسقط رأسه لأستراحة أيكة وأصيل - وزرع الوهاد وفوق مرابض ثرى هذا البلد العظيم - وطن يستجيب حضنه للم الشتات ويرحب بتلويح أذرع لكل ترنح بعيد يسند ميل جانبه على وسائد منتهى الرحابة - وكل مواطن شامي أصيل منذ وجد على ظهر الخليقة ممتشق القامة كجذع نخلة يقدم للنسيم تلويح بسعف زغاريد حفيف تلطم شطآن عليل الهواء الطلق - لتنعم الطبيعة في بلاد الشام بالسكينة ويتنزه الضوع في رطوبة غضة على ضفاف هدير دمدمة السواقي مع كل عصفة ريح ينثر رزاز الفيء على العالمين جميعاَ - وتطوف بالانحاء تهف نسائم نزقة توزع الندى وتنثر الطل حتى تنتظم البلادا - ولتعبر رقة أحاسيسنا فوق مروج سندس أخضر - وتقضم دواعي سلامتنا فسائل ومن أجود الحشائش الغضة والتي كانت تهزها أصابع (دقيقة ~~~ ~~~ تلويح) بنزق هبوب قصير الخفق - والعشب يرقص طرباً على حلبة دوحة راحة النفس - وكل شيء كامد يولي هارباً من جهجهة ضوء لا يزال يفقص بيوض العتمة عن ألق فجر مبتسم - ونتقاسم كسرة خبز وطن حاف كلقمة عافية لتنفس صعداء مدوية - ونطلب من الندى كل شفاء لاكتفاء - لإنسان قرين لا يلين في حمل السديم بين أصقاع كل المجرات - والكل يحشد في شق صدره حنين يرضع من ثدي أمومة فاضت بحليب كل القطعان الأهلية التي ترعى بالفلاة - والشعب يملأ خزان ديمومة أناة الأمومة بوقود ذواتنا ليحشد الذرى لدوافعنا الحيوية - شعب يرفع طوبة تلو أخرى في بناء هيكل البنيان المرصوص
كمال تاجا
#كمال_تاجا (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
بانتظار الحكم بالإعدام
-
كجناحيّ سديم
-
نبيذ السواقي
-
محطة فضاء
-
كالعض على أصابع عتق
-
حياة تجرجر بالسلاسل
-
حانة منزوية
-
طوبة باب
-
بهجة الفكر
-
إطلاق رصاص على محيا
-
بالطبع لنا عودة
-
اله الحرب
-
قبان نعال مقلوب
-
إن هي إلا وقفة مترنمة
-
أيها المنصرف من الوقت
-
وقت مستقطع
-
إنشوطة تجهم
-
نفاذ صبر
-
نحيب وردة
-
خالي وفاض
المزيد.....
-
القضاء العراقي يوقف عرض مسلسل -عالم الست وهيبة- المثير للجدل
...
-
“اعتمد رسميا”… جدول امتحانات الثانوية الأزهرية 2024/1445 للش
...
-
كونشيرتو الكَمان لمَندِلسون الذي ألهَم الرَحابِنة
-
التهافت على الضلال
-
-أشقر وشعره كيرلي وحلو-..مشهد من مسلسل مصري يثير الغضب بمواق
...
-
الإيطالي جوسيبي كونتي يدعو إلى وقف إطلاق النار في كل مكان في
...
-
جوامع العراق ومساجده التاريخية.. صروح علمية ومراكز إشعاع حضا
...
-
مصر.. الفنان أحمد حلمي يكشف معلومات عن الراحل علاء ولي الدين
...
-
-أشقر وشعره كيرلي وحلو-..مشهد من مسلسل مصري يثير الغضب بمواق
...
-
شجرة غير مورقة في لندن يبعث فيها الفنان بانكسي -الحياة- من خ
...
المزيد.....
-
لا ميّةُ العراق
/ نزار ماضي
-
تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي
/ لمى محمد
-
علي السوري -الحب بالأزرق-
/ لمى محمد
-
صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ
...
/ عبد الحسين شعبان
-
غابة ـ قصص قصيرة جدا
/ حسين جداونه
-
اسبوع الآلام "عشر روايات قصار
/ محمود شاهين
-
أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي
/ بدري حسون فريد
-
أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات
...
/ عبدالرؤوف بطيخ
-
مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية
/ علي ماجد شبو
-
الهجرة إلى الجحيم. رواية
/ محمود شاهين
المزيد.....
|