أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - علي عرمش شوكت - الترابط الجدلي بين المحاصصة والتوافق














المزيد.....

الترابط الجدلي بين المحاصصة والتوافق


علي عرمش شوكت

الحوار المتمدن-العدد: 6152 - 2019 / 2 / 21 - 16:44
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    



التوافق في النهج العراقي بات يشكل غلافاً مموهاً للمحاصصة واسلوباً التفافياً على الديمقراطية وتبريراً قسرياً لمصادرة حق المواطنة. كما انه يؤشر الى حالة من عدم القبول بالانفكاك عن مواقع السلطة والنفوذ لدى كافة الاطراف المتنفذة التي تلجأ الى هذا الاسلوب. وبخاصة عندما تُحاصر من قبل قوى التغيير والاصلاح، وتصاعد حراكها الجماهيري في الشارع، الامر الذي يؤدي لا محال الى الفشل في ادارة الحكم، وربما لا يمتد عمر ذلك التوافق طويلاً، بسبب احتدام تصارع المصالح الخاصة، التي ليست لها صلة بحاجات الناس.
شهدنا في الاونة الاخيرة حصول التوافق في تشكيل الحكومة. ولكن سرعان ما اختل هذا التوافق عندما اخذ رئيس الوزراء المتوافق عليه يميل الى طرف دون الاخر، وقد تجلى ذلك في الاصرار على التمسك بترشيح وزير لايوجد توافق عليه، كما ان الرئيس قد قبل بموازنة متباينة مع برنامجه الحكومي الذي عليه هو الاخر بعض الاشكالات، مما يطرح تساؤلاً عن امكانية مواجهة التحديات، تحت ظلال هشاشة التوافق الحالي، الذي يشي بالتعثر، اذا لم يجر التمسك بالاصلاح، ابتداءً بمحاسبة الفاسدين وتسكينهم السجون، وارساء اركان مؤسسات الدولة وتحقيق العدالة الاجتماعية.
ومن" ثمار" التوافق ترسيخ المرابطة في حاضرة المحاصصة وشاهدنا على ذلك هي معالجة ترشيح وزير الداخلية الذي ليس عليه توافق، وانهي ذلك الاستعصاء الذي دام عدة اشهر بجرة قلم، حيث انجب " التوافق" محاصصة من طراز جديد عن طريق تكوين وزارة في وزن واهمية وزارة الداخلية، لا بل واعطي للوزير ذاته، منصباً اضافياً " نائباً لرئيس الوزراء لشؤون الامن !! ". واذا عنى ذلك امراً ما، فيعني ان المحاصصة غدت محاصصة ونصف، وذلك ما يؤكد دون اي لبس. بان التوافق سلاح ذو حدين، فمن ناحية يلغي القواعد الديمقراطية ومن صوب اخر يبريئ عرابي المحاصصة ويلبسهم رداء التوافق.
وما يتوجب ذكره هنا تلك التعينات اللافتة للانتباه في مختلف الوزارات
دون اي مسوغ قانوني ,وتبدو متسرعة واستباقية واذ ما تبلور تساؤل حولها ياتي الجواب، :هذا استحقاق انتخابي. بمعنى انها حصة وتتم بالتوافق. اما العقدة الاكبر فهي تكمن في تقاسم الحصص في تسع وعشرين هيئة مستقلة، وكذلك الدرجات الوظيفية الخاصة، كما التكليف بالمناصب العليا وكالة. ولا تخفى حقيقة ذلك فانها حصص متوافق عليها، وبهذا فان التوافق استخدم لانعاش المحاصصة بصور مستورة.
وليس معلوماً كيف سيكون ذلك الجهد من قبل قوى الاصلاح والذي تجلى فعله في الشارع وفي عملية الانتخابات ايضاً حيث كسبت قوى الاصلاح اصواتاً اكثر من سواها؟؟ بفعل تصديها للاطماع النهمة في سبيل ابقاء المحاصصة التي بمعناه الجلي محاربة الاصلاح والتغيير تحت ظلال التوافق السلبي، اذا جاز هذا التعبير. ان حقيقة التوافق كأسلوب للتسوية بين اطراف مختلفة على امر مشترك من حيث المبدأ، الا انه ينطوي على قسطاطين احدهما سلبي عندما يصبح ضحية التفاف احد الاطراف عليه، كما انه يكون ايجابياً في حالة طغيان المصداقية وحسنها على انوايا كافة اطرافه، فماذا نتلمس من التوافق الحاصل في العملية السياسية في العراق؟؟ سؤال نتركه للناس تجيب



#علي_عرمش_شوكت (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- حكومة عبد المهدي..- شاهد ما شافشي حاجة-
- ايقاع سياسة واشنطن وصداها في العراق
- العملية السياسية ... اصلاح ناهض ومحاصصة منفلتة
- ترقب ساخن بغياب الكتلة الاكبر الحاسمة
- الكتلة الاكبر على وشك العوم .. ولكن !!
- مخاض الكتلة الاكبر يحاصره شبح المحاصصة
- وفق نظرية الاحتمالات.. ستشكل الكتلة الاصغر الحكومة العراقية
- الديمقراطية في العراق.. غدت طريد بلا ملاذ.
- الحراك الجماهيري .. اطروحة الثوار نحو التغيير
- تشكيل الحكومة العراقية بين خط الشروع وخط الصد
- الدعاية الانتخابية.. غايتها ثمنها حصيلتها
- الانتخابات العراقية ونظرية الاحتمالات المفاجيئة
- مبدأ التداول السلمي للسلطة.. من اين يبدأ ؟
- تصريحات ايرانية مأزومة ونوايا ملغومة
- ائتلافات انتخابية .. ولكن
- اقامة الدولة المدنية .. تنضج على نار هادئة.
- السلم في كردستان
- البرلمان العراقي جعل الديمقراطية تمشي بلا قدمّّ!!
- لمن ستقرع الاجراس عند راهنات النصر؟؟
- داعش .. من اين والى اين..؟


المزيد.....




- البيت الأبيض يبحث عن إجابة لسؤال.. هل روبيو سيصبح هنري كيسنج ...
- روسيا.. تطوير طلاء للأسنان يحمي من التسوس
- القاعدة الأساسية للأكل الصحي
- اكتشاف نوع جديد من الثدييات من عصر الديناصورات في منغوليا
- 17 شهيدا بمجزرة في خان يونس والاحتلال يواصل خنق غزة بتجويع م ...
- إبادة الإعلام بغزة حصيلة دامية تفضح الاحتلال في اليوم العالم ...
- سجال حاد بين أمريكا وألمانيا بعد اتهام برلين بـ-الاستبداد-
- كيف أصبحت الهوية الكشميرية -لعنة- على أصحابها؟
- أكسيوس: اتفاق قريب بشأن إدخال مساعدات إنسانية إلى قطاع غزة
- إسرائيل تشن7 غارات على محيط دمشق وترسل مقاتلاتها فوق أجواء ح ...


المزيد.....

- الحرب الأهليةحرب على الدولة / محمد علي مقلد
- خشب الجميز :مؤامرة الإمبريالية لتدمير سورية / احمد صالح سلوم
- دونالد ترامب - النص الكامل / جيلاني الهمامي
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 3/4 / عبد الرحمان النوضة
- فهم حضارة العالم المعاصر / د. لبيب سلطان
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 1/3 / عبد الرحمان النوضة
- سلطة غير شرعية مواجهة تحديات عصرنا- / نعوم تشومسكي
- العولمة المتوحشة / فلاح أمين الرهيمي
- أمريكا وأوروبا: ملامح علاقات جديدة في عالم متحوّل (النص الكا ... / جيلاني الهمامي
- قراءة جديدة للتاريخ المبكر للاسلام / شريف عبد الرزاق


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - علي عرمش شوكت - الترابط الجدلي بين المحاصصة والتوافق