أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - قراءات في عالم الكتب و المطبوعات - رائد الحواري - نمر مرقس -أقوى من النسيان- الذاكرة الفلسطينية















المزيد.....

نمر مرقس -أقوى من النسيان- الذاكرة الفلسطينية


رائد الحواري

الحوار المتمدن-العدد: 6150 - 2019 / 2 / 19 - 13:27
المحور: قراءات في عالم الكتب و المطبوعات
    


نمر مرقس
"أقوى من النسيان"
الذاكرة الفلسطينية
بالأمس القريب كان هناك حوار مع الصديق الشاعر "محمد داود" الفلسطيني حول مأساة مخيم اليرموك، وأخذنا الحديث إلى ما إلى تعرض له الفلسطيني منذ العهد الثماني مرورا بالاحتلال الانجليزي وما تبعه ما قيام دولة الاحتلال وتقسيم فلسطين إلى ثلاثة أقسام، بحيث لم يعد هناك شيء اسمه فلسطين، وتحدثنا عن المجازر التي اقترفتها الحركة الصهيونية قبل قيام الدول وأثناء قيام الدول، وتحدثنا عن حصة النظام الرسمي من دمنا، وما تعرضنا له من قهر وبطش بحجج ومبررات كلها أسهمت في إبقاء الفلسطيني بلا وطن وبلا هوية، وتحدثنا عن مشكلة الشتات الفلسطيني الذي يجعل كل تجمع يتحدث عن جرائم والآخرين متجاهلا دور الدولة التي هو فيها والدور الذي قامت به، وهذا ناتج عن الملاحقة الأمنية التي ما زلنا نتعرض له في العديد من الدول.
نحن بحاجة دائمة لتنشيط الذاكرة، وهنا تأتي أهمية المذكرات والسير الذاتية، بصرف النظر على الشكل الذي تقدم به، تكن أهمية "أقوى من النسيان" في أنها جاءت من الداخل الفلسطيني، من الذي عاشوا فترة الاحتلال الانجليزي ودوره في تهيئة فلسطين وتسهيل سيطرتهم وقيام دولتهم فيها، ودور النظام الرسمي العربي فما آلت إليه فلسطين، أيضا تحدثنا عن معاناة الفلسطيني منذ قيام دولة الاحتلال وحتى الانتهاء من كتابة المذكرات، والأهم من كل هذا تأكد "نمر مرقس" على العلاقة الطبيعة بين فلسطين ومحيطها العربي، ومشاعر الحب والتي يكنها الفلسطيني لعبد الناصر ودوره في مواجهة الاستعمار الغربي وانتشرا فكرة الوحدة العربية.
الهدف من المذكرات
الكتاب كبير جدا ويتجوز خمسمئة صفحة، لهذا سأكتفي بشاهد أو بشاهدين حول القضايا التي تناولها "نمر مرقس" في "أقوى من النسيان" يهدف الكاتب من الكتاب هذا الأمر: "...وكلي أمل أن تستفيد أنت وأولادك من تجارب مررنا عليها ومرت علينا، فعلى أسس الماي قام الحاضر، وعلى أسس الماضي والحاضر سيقوم المستقبل، فلماذا ينبغي أن تعانوا ما عانينا، وأنتم لزمن غير زمننا؟" ص13، فالمذكرات ليست لتمضية الوقت، بل هي خزانة معرفة لنعرف كيف نتقدم إلى الأمام في حاضرنا وفي المستقبل، فالهدف منها هو العمل للمستقبل، مستقبل فلسطين ومستقبل الفلسطيني، بعيدا عن الإخفاقات والتجاوزات التي وقعنا فيها.
الانجليز
للإنجليز الدور الأهم في ما آلت إليه فلسطين وشعبها، " ...هناك جمع عسكر الإنجليز الرجال، في حواكير البلد، ثم استاقوهم حفاة في دروب يقوم الصبر الشائك على حوافيها، وأمروهم بقطع ألواح وقروع الصبر بأدوات أحضروها من البيوت وأجبروهم على السير حفاة على ما كانوا يقطعون.
ومن رفض انهالوا عليه بأكعاب بواردهم" ص87، فالإنجليز هم أول من مارس العقاب الجماعي في فلسطين، وما تفعله دولة الاحتلال الآن ما هو استمرار لتلك السياسية.
النظام الرسمي العربي
أيضا ساهم النظام الرسمي العربي في كارثة فلسطين وقيام دولة الاحتلال: "قبل سقوط عكا ببضعة أسابيع كان رئيس بلدتها ورئيس مجلس بلدنا المحلي وثلاثة آخرون من وجهاء المنطقة قد ذهبوا وفدا إلى الملك عبد الله بن الشريف حسين في شرق الأردن ليعرضوا أمامه الأوضاع الخطرة التي وصلتها المدينة وقرى قضاها وليطلبوا منه النجدة لصد خطر اليهود، رغم ما سمعه الوفد من كلام الأمير الحماسي المطمئن، عاد رئيس مجلسنا المحلي ليوشوش القريبين منه، إن القضية مبيوعة" ص157، لم يكن هذا الاستنتاج إلا تأكيدا لحقائق وشواهد وجدها الوفد من الأمير عبد الله، وهذا ما حصل فعلا بعد قيام دولة الاحتلال: "... برطعة الأردنية هذه ما هي إلا نصف برطعة الأصلية، إحدى حارتيها، أما النصف الثاني، الحارة الثانية فهي "برطعة الإسرائيلية، ... وجد الملك عبد الله الهاشمي نيابة عن الإنجليز وديفد بن غورين نيابة عن إسرائيل وامريكا أن يقسما القرية وأهلها "قسمة الحق" في تقاسم الأراضي المخصصة لدولة الشعب العربي الفلسطيني! يحيى العدل! وقد أقاموا هذا العدل بعد مرور سنة على قيام دولة إسرائيل وبموجب "فسمة الحق" هذه سلم الملك عبد الله منطقة المثلث بما فيها نصف برطعة هذه لإسرائيل في أيار سنة 1949" ص254، المشاهد عديدة عن دور النظام ارسمي العربي في ضياع فلسطين لكن نكتفي بهذا الشاهد، ومن يريد معرفة المزيد عليه التقدم من "ذاكرة النسيان".

دولة الاحتلال
اجبر الفلسطيني على ترك وطنه مكرها، من مشاهد الهجرة: "في تلك الليلية، ورغم تعب المشي ما يزيد عن ثلاث عشرة ساعة لم يجئني النوم مبكرا، تقلبت كثيرا وأنا أفكر بذلك الكهل، وبما يعاني شعبنا كله" ص168، درب الآلام يخوضه الفلسطيني كما خاضه المسيح عليه السلام، فقد كتب على الفلسطيني منذ المسيح على السير بدرب الألآم والصلب.
وعامل الاحتلال من بقى في وطنه بهذا اشكل: "... الحاكم العسكري يفرض إثبات الوجود، أو الاعتقال، أو الاعتقال المنزلي، أو لنفي من البلد إلى خارجها، على أي فرد شاء ودونما حاجة لتبرير.
لا قانون ولا محاكم، فإرادة الحاكم العسكري هي القانون والمحاكم" ص183، رغم قسوة هذا الأوضاع إلا أن الفلسطيني بقى ثابتا في أرضه.

عبد الناصر
أهم شخصية قيادة عربية استطاعت أن تجمع العرب نحو هدف واحد، متجاوزين حالة الفرقة والتقسيم التي أوجدها الاستعمار الغربي، فبعد أن اعلان وفاته: " ..وفي صباح اليوم التالي سارت جماهير القرية في مسيرة ضخمة كان خلالها يرفع الآذان من الجامع وتقرع أجراس الكنائس دقة الحزن.. ويحق لجيلي أن يتعز بأنه عايش في زمن واحد أو لبعض الزمن جمال عبد الناصر.... كانت مواد عدد تشرين الأول من مجلة الغد... ونشر صورة جمال عبد الناصر على كامل الغلاف الأول ... بدأت الاتصالات تثرى منه: ابعثوا لنا مزيد من النسخ، ما وصلنا لم يغط نصف البلد فقررنا طباعة ضعف ما كنا نطبعه عادة" ص471 -473، اعتقد ان هذا المشهد يشير إلى مكانة عبد الناصر ودوره في مقاومة الاحتلال والاستعمار الغربي.

الشيوعي الفلسطيني
الشيوعيون الفلسطينيون واجهوا الاحتلال الانجليزي ودولة الاحتلال الإسرائيلي، ولهم دور حيوي في تثبيت الفلسطينيين في وطنهم ومواجهة الاحتلال، فقد تعرضوا للملاحقة ليس من الاحتلال فحسب بل من الأهل أيضا: "أن تكون شيوعيا في تلك الأيام، فإنك على أقل تقدير لن تعيش حياة هانئة مطمئنة، فليست السلطة ضدك فحسب، وليس أنها سترميك من وظيفتك وحسب، وأن أجهزتها ستتفنن بإيذائك وتنغيص حياتك، وقد تواجه الاعتقال والتعذيب، بل من المؤكد أن تواجههما، وقد يكون التعذيب حتى الموت.
وليس السلطة وحدها واجهزتها فقد ستكون ضدك، بل وأرباب مجتمعك ورجال الدين فيه، وكذلك الحثالات الذين تستعملهم السلطة كرباج وعصا ضدك، ستؤلب...أن يقف أقرب أقربائك ضدك، خشية عليك أو خوفا من إيذاء الحاكم الظالم لهم" ص233.
الكتاب من منشورات دار راية للنشر، حيفا، فلسطين، الطبعة الأولى 2013.



#رائد_الحواري (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- التماثل اللغة والمضمون في قصة -توغّل ، فذاك حُلُمي- علي السب ...
- لوحات شعرية من التراث النابلسي وليد محمد الكيلاني
- محمد داود -مخيم اليرموك أيام الحصار-
- محمد داود في -يا أمنيات-
- عبود الجابري ومضات شعرية
- -حيفا برقة- المكان والإنسان سميح مسعود
- مناقشة رواية -الست زبيدة- للكاتبة نوال حلاوة
- المرأة واداة التغير في رواية -طيور الرغبة- محمد الحجيري
- المضمون وطريقة التقديم قصيدة -في غفلة منك- سليمان أحمد العوج ...
- التناسق عند نزيه حسون -في صومعتي-
- رواية أورفوار عكا علاء حليحل
- سعيد العفاسي وتناوله للشاعر إبراهيم مالك
- مناقشة ديوان شغف الأيائل لعفاف خلف
- نافذ الرفاعي في قصيدة -أنشودة مجنونة-
- تعرية السياسيين في مجموعة -فوق بلاد السواد- أزهر جرجيس
- السيرة الروائية في -الست زبيدة- نوال حلاوة
- لغة الأنثى في -شغف الأيائل- عفاف خلف
- عبود الجابري وتقديم الانتحار
- الحركة الشيوعية في فلسطين -عبد الرحمن عوض الله-
- الكلمة والحرف والمعنى عند -السعيد عبد الغني


المزيد.....




- مزاعم روسية بالسيطرة على قرية بشرق أوكرانيا.. وزيلينسكي: ننت ...
- شغف الراحل الشيخ زايد بالصقارة يستمر في تعاون جديد بين الإما ...
- حمير وحشية هاربة تتجول على طريق سريع بين السيارات.. شاهد رد ...
- وزير الخارجية السعودي: حل الدولتين هو الطريق الوحيد المعقول ...
- صحفيون وصناع محتوى عرب يزورون روسيا
- شي جين بينغ يزور أوروبا في مايو-أيار ويلتقي ماكرون في باريس ...
- بدء أول محاكمة لجماعة يمينية متطرفة تسعى لإطاحة الدولة الألم ...
- مصنعو سيارات: الاتحاد الأوروبي بحاجة لمزيد من محطات شحن
- انتخابات البرلمان الأوروبي: ماذا أنجز المشرعون منذ 2019؟
- باكستان.. فيضانات وسيول عارمة تودي بحياة عشرات الأشخاص


المزيد.....

- الكونية والعدالة وسياسة الهوية / زهير الخويلدي
- فصل من كتاب حرية التعبير... / عبدالرزاق دحنون
- الولايات المتحدة كدولة نامية: قراءة في كتاب -عصور الرأسمالية ... / محمود الصباغ
- تقديم وتلخيص كتاب: العالم المعرفي المتوقد / غازي الصوراني
- قراءات في كتب حديثة مثيرة للجدل / كاظم حبيب
- قراءة في كتاب أزمة المناخ لنعوم چومسكي وروبرت پَولِن / محمد الأزرقي
- آليات توجيه الرأي العام / زهير الخويلدي
- قراءة في كتاب إعادة التكوين لجورج چرچ بالإشتراك مع إدوار ريج ... / محمد الأزرقي
- فريديريك لوردون مع ثوماس بيكيتي وكتابه -رأس المال والآيديولو ... / طلال الربيعي
- دستور العراق / محمد سلمان حسن


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - قراءات في عالم الكتب و المطبوعات - رائد الحواري - نمر مرقس -أقوى من النسيان- الذاكرة الفلسطينية