أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - رائد الحواري - عبود الجابري ومضات شعرية














المزيد.....

عبود الجابري ومضات شعرية


رائد الحواري

الحوار المتمدن-العدد: 6141 - 2019 / 2 / 10 - 17:06
المحور: الادب والفن
    


عبود الجابري
ومضات شعرية
أحيانا وكثيرا، نحن بحاجة إلى صعقة شعرية لنتحرك أدبيا، العقل/النفس بحاجة إلى منشطات تبث فيها الحياة، وهذا الحاجة إلى الحياة لا يمكن أن تأتينا إلا من خلال صعقات أدبية، تعتمد على التكثيف والاختزال، لكي نثار ونتقدم من جديد إلى عالم القراءة، "عبود الجابري" من الذين يحسنون معالجة خمولنا وموتنا السريري، فهو يقدم لنا جرعات شعرية قادرة على بث الحياة فينا، ورغم أن علاجه موجع ومؤلم إلا أننا بحاجة إليه.
"يبدو أنّ احتفالاً مهيباً
يقامُ في باطن الأرض
فمنْ أرسلناهم ليحفروا البئر
لم يعدْ منهمْ أحد
حتّى أنّ أحداً
لم يفكّر
أن يقذف بالمعول إلى الأعلى
كتلويحةِ وداع
أو دعوة
لمن ينتظرون الغرق"
"الأرض خربة وخالية" لهذا هي بحاجة إلى من يُحضر/يُخرج/يجلب الماء، ومن أرسلوا ليحضروا الماء لم يعد منهم أحد، وهذا ما ابقى الأرض مستمرة في خرابها، لكن المشكلة ليست بأرض الخراب فقط، بل بأولئك الذين ذهبوا ولم يعودوا، بأولئك الذي ساهمنا في فنائهم، وهنا تقع علينا مسؤولية موتهم، قدم لنا "عبود الجابري" خطيئتنا بطريقة عجيبة، من خلال التركيز على الوداع، وهذا الوداع متعلق بنا وبمن أرسلناهم، لأن كلانا ميت، فنحن سنموت كما ماتوا هم، هم ماتوا في باطن الأرض، ونحن سنموت على وجه الأرض، سنموت بالماء الذي انتظرناه منهم، الماء القادم هو طوفان، لا يبقي ولا يذر، ولكن ما علاقة كل هذا بالاحتفال المهيب؟، وهل هو احتفال بالموت/بالفناء الجماعي؟، هل هي طقوس غياب الإله تموز بصورة عصرية؟.
"أغبياء
أولئكَ الّذين يرسلونَ استغاثةً
من قلب الطّوفان
إنّهم يضيعون
فرصةَ أن يموتوا مبتلّين ،
فرحين ،
لأنّ الأحياءَ من بعدهم
سيترنّمون
بشتْمِ سفنِ العالم الهزيلة"
صورة أخرى يقدمها لنا "عبود الجابري" صورتنا نحن الذين على الأرض، الذين نغرق بالطوفان، ظانين أن هناك من سيأتي لمساعدتنا، فالأجدر بنا أن نتقبل موتنا بطريقة (شجاعة)، نتقبله وفينا شيء من الحياة "مبتلين" فهو أفضل على ان نموت ونحن بلا أية مؤشرات على الخير/الحياة، تدل على اننا كنا أحياء.
المفلت للنظر أن الشاعر استخدم الطوفان في الومضتين، وكأن سفر التكوين كان حاضرا عندما كتبهما، وهذا يشير إلى حالة السواد التي يعيشها الشاعر، فعقله الباطن استحضر حالة الخراب من العهد القديم وقدمها بهذا الشكل المدهش، لهذا تجده يعيش حالة الطوفان بكل ما فيها.
"صلاةٌ بحجمِ قلبٍ صغير
ستعرفُ طريقها إلى اللّه حتماً
وتنبضُ بينٍ يديه
مثل رسالةٍ ناقصة
يكتبها عاشقٌ خائف"
الجميل في هذه الومضة أن الشاعر جعل "الصلاة" نقية وصافية، وجعل طريقها إلى الله أيضا سهلة ويسيرة، والأجمل انها صلاة غير كاملة، والنقص الذي فيها يزيدها جمالا، فكيف ستطاع "عبود الجابري" أن يمنح النقص كمالا وجمالا؟، أليس هذا ذروة الدهشة؟، وإذا ما توقفنا عند هدف والغاية من الصلاة يمكننا القول أن الشاعر أبدع في تقديم هذا الهدف وهذه الغاية، فالاختزال والشكل السهل والممتع كلها تتصف بها الصلاة (الكاملة) الصلاة على أصولها، الصلاة عندما تكون على حقيقتها شكلا ومضمونا.
"أيدًها شمعدانٌ حزين
يغرفُ العتمة من روحي
كمن يحاول
أن يحفر بئراً من الضوء"
قنا في موضع غير هذا أن المرأة هي ملاذنا وقت الشدائد والصعاب، "وعبود الجابري" من الذين يؤكدون هذا الأمر فجعل من يديها فقط يخلصانه من عتمة الروح، ورغم حجم الألم الذي هو فيه إلا أن "الشمعدان، روحي، بئرا، الضوء" يخفف من حدة "العتمة" التي يعيشها الشاعر.



#رائد_الحواري (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- -حيفا برقة- المكان والإنسان سميح مسعود
- مناقشة رواية -الست زبيدة- للكاتبة نوال حلاوة
- المرأة واداة التغير في رواية -طيور الرغبة- محمد الحجيري
- المضمون وطريقة التقديم قصيدة -في غفلة منك- سليمان أحمد العوج ...
- التناسق عند نزيه حسون -في صومعتي-
- رواية أورفوار عكا علاء حليحل
- سعيد العفاسي وتناوله للشاعر إبراهيم مالك
- مناقشة ديوان شغف الأيائل لعفاف خلف
- نافذ الرفاعي في قصيدة -أنشودة مجنونة-
- تعرية السياسيين في مجموعة -فوق بلاد السواد- أزهر جرجيس
- السيرة الروائية في -الست زبيدة- نوال حلاوة
- لغة الأنثى في -شغف الأيائل- عفاف خلف
- عبود الجابري وتقديم الانتحار
- الحركة الشيوعية في فلسطين -عبد الرحمن عوض الله-
- الكلمة والحرف والمعنى عند -السعيد عبد الغني
- -جواد الشمس- مرام النابلسي
- رواية صديقتي اليهودية صبحي فحماوي
- مناقشة مسرحية بيجماليون (لتوفيق الحكيم)
- اليهودي في رواية -مئا شعاريم- أحلام الأحمدي
- -مسلة الأحزان السومرية- علي السباعي


المزيد.....




- وفاة الفنان المصري المعروف صلاح السعدني عن عمر ناهز 81 عاما ...
- تعدد الروايات حول ما حدث في أصفهان
- انطلاق الدورة الـ38 لمعرض تونس الدولي للكتاب
- الثقافة الفلسطينية: 32 مؤسسة ثقافية تضررت جزئيا أو كليا في ح ...
- في وداع صلاح السعدني.. فنانون ينعون عمدة الدراما المصرية
- وفاة -عمدة الدراما المصرية- الممثل صلاح السعدني عن عمر ناهز ...
- موسكو.. افتتاح معرض عن العملية العسكرية الخاصة في أوكرانيا
- فنان مصري يكشف سبب وفاة صلاح السعدني ولحظاته الأخيرة
- بنتُ السراب
- مصر.. دفن صلاح السعدني بجانب فنان مشهور عاهده بالبقاء في جوا ...


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - رائد الحواري - عبود الجابري ومضات شعرية