أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - رائد الحواري - مناقشة ديوان شغف الأيائل لعفاف خلف















المزيد.....

مناقشة ديوان شغف الأيائل لعفاف خلف


رائد الحواري

الحوار المتمدن-العدد: 6128 - 2019 / 1 / 28 - 11:20
المحور: الادب والفن
    


ضمن الجلسة نصف الشهرية التي تعقدها اللجنة الثقافية في دار الفاروق، تم مناقشة ديوان "شغف الأيائل" لعفاف خلف، وقد افتتح الجلسة الروائي محمد عبد الله البيتاوي قائلاً: أن تنوع الأعمال الأدبية عند الأديب يشير إلى قدرته على الإبداع، لهذا هو لا يكتفي بشكل واحد من الأدب، عفاف خلف التي نعرفها تكتب الرواية، ها هي تقدم من الشعر وتكتب ديوان في القصيدة النثرية، وما يميز هذا الديوان اللغة الجميلة التي نجدها في العديد من القصائد، وأستطيع القول أن اللغة لوحدها كافية لجعلنا نقول أننا أمام عمل شعري مميز.
ثم فتح باب النقاش فتحدث الشاعر جميل دويكات قائلاً: عفاف خلف أديبة وكاتبة صاحبة لغة جميلة، فاللغة الشعرية قريبة منها، حيث أننا نجد هذه اللغة في أعمالها الروائية، وهذا ما وجدناه في هذا الديوان، وهي من تحفز القارئ على النهل أكثر من الديوان، ولا أستطيع إلاّ أن أقول أننا أمام عمل أدبي متميز.
أما الأستاذ محمد شحادة فقال: نحن أمام صوت أنثوي قوي الصدح والصدى، فقد وظفت الشاعرة مفرداتها وتراكيبها اللغوية وقواها التعبيرية توظيفًا سليمًا خدم الأفكار التي أرادت إيصالها إلى القارئ، والجميل في هذا الديوان أننا نرى لغة الشاعرة مرتاحة وناعمة رغم حدة العواطف التي تمتلكها، وكانت تعبيراتها دقيقة وسليمة، وما يلفت النظر هو كثرة التناصات مع القرآن الكريم، فنكاد لا نجد قصيدة تخلو من التناص القرآني، وهذا ما خدم جمالية القصائد.
أما الشاعر عمار خليل فقدم ورقة نقدية جاء فيها: "يُعيد لي هذا العنوان قول قباني: بلقيسُ كانت أطولَ النَخْلاتِ في أرض العراقْ كانتْ إذا تمشي ترافقُها طواويسٌ وتتبعُها أيائِلْ.. وهنا لدى الشاعرةِ ما تقولُه وتزيدُ عليه في جمالية الأيائل وعذوبتِها من خلال لغةٍ أنثويةٍ ناعمة، وحالةٍ صوفية مُطْلَقة، والوصولْ للذات المنصهرةِ في خلجاتها ورغباتِها المستورةِ أحيانًا والمنكشفةِ أحيانًا. إن أكثر ما يُلفت الانتباه والحواس معًا في هذا النص، هو التكتل التراكمي للتناصات الدينية، فماذا أرادت الشاعرة من ذلك؟ تقول جوليا كرستيفا رائدة هذا المصطلح "أن كل نصٍ يتشكل من تركيبة فُسيْفِسائية من الاستشهادات، وكل نص هو امتصاص أو تحويل لنصوص أخرى"، إذن لقد أدركت الشاعرة وبكل وعي أن التناصَ وظيفةٌ مهمة في النص الأدبي ولا يُستحضر النص أو ذاك للزينة أو للديكور أو استعراض القدرات الثقافية والأدبية، وإنما لغرض يراه الكاتب ضروريًا وملحًا لتعميق فكرته المطروحة أو بلورة رؤيته في قضية ما، أو يراه منسجمًا مع البناء الفني أو الأسلوبي أو الفكري في نصه. فهل كانت هذه التناصاتُ المحتشدةُ منسجمةٌ في/ مع الفكرة التي تريدها الشاعرة؟ فالحب هنا روح النصوص بلا منازع، الحب هنا يحاول الابتعاد عن الجسد، والغوص في مكامن الروح المنصهرة على عتبات الوردة، فهل توزاي الكاتبة بين قدسية الدين وقدسية الحب؟ بلا شك أن الحب ما يقوم عليه الكون (فالانسجام حب، والتبادل حب، والتعاون حب، والفصول حب، والحياة حب، حتى الموت يكون أحيانًا حب). لكن في رأيي يجب أن نحافظ على ذلك الخيط الرفيق ما بين القدسية الربانية وبين القدسية البشرية، وهذا فقط ما أزعج مسامعي حين قرأت: "هاتني فقد ضلت بي الخطوات هاتني لأراك نبيًا أو إلهًا تجمعني به الصلوات". وفي مقطع آخر: وأشاءُ كما يشاءُ الإله وأقدُ الحرف من دبر..إلخ. ألم تتناقض هذا المقاطع بروحانيات التناصات المأخوذة أصلاً من دين التوحيد وإنفرادية الإله. ولست هنا قاضيًا ولا حاكمًا على مثل هذا النص، ولكني رأيت المقدرة الشعرية والشاعرية للكاتبة التي تمنحها المقدرة على إيجاد نصوصًا رائعة مستغنية عن هذا الولوج في دائرة الفينومينولوجيا الدينية. لقد تخللَ هذهِ المقاطعَ والومضاتَ الشعريةَ الساحرةَ تبادلٌ للأدوار العشقية، فتارةً تتحدثُ بلغةِ العشيقة وتارةً بلغة العاشق، فهو انسجام وحلول في الذات عندما تنصهر في الحب الخالد والمقدس. لم تكن لغة الشاعرة سطحية كما درج في عالم النثر المعاصر، بل كانت سهلة ممتنعة، ناعمة منسدلة على جسد المعنى والدلالة، فكان هناك كم من الكلمات التي سجلتها الشاعرة وأعادتها للحياة مثل (الشفق، فوغ، طواسينا، مدنف، الحبق، رهص، السغب وغيرها الكثير الجميل). ومما أعطى هذا الديوان تميزًا وإبداعًا إضافيًا لما سبق، هي لغةُ الحوار، واستخدامها للكلمة التي يسبقها الواو، كأن هناك حركة دائرية ومشهدًا خياليًا كان قبل هذا النص المكتوب. لقد أعطت الشاعرة عفاف مثالاً رائعًا للنثر الشعري، وكيف يكون النثر جميلاً، على رغم افتقاده للتفعيلة والبحور الشعرية المعروفة، فقط استطاعت المحافظة على الجرس الموسيقي، والصور الفنية، ومتانة اللغة والفكرة معًا، فقد كانت الأيائل تعدو وكان الشغف قبلتها، وكانت هي الصياد ولكن بلا بندقية، بل بحروف اسمها شغف الأيائل".
وتحدث الأستاذ سامي مروح فقال: نجد في هذا الديوان مجاميع من الجماليات تتجاوز توقع أي قارئ، فنحن أمام إبداع متعدد الأوجه ومتنوع، فرغم أن عفاف روائية، إلا أنها تُبدع في الشعر أيضًا، والملفت للنظر أننا نجد صوت الشاعرة الأنثوي هو الأهم والمسيطر، من هنا أقول أن كل مقطع في الديوان بحاجة إلى وقفة تأمل، فنحن أما شاعرة بكل معنى الكلمة.
أما الأستاذ عمر غوراني فقال: أريد الحديث في جانبين، اللغة الشعرية واللغة المعجمية، فهناك لغة شعرية ناعمة وهادئة، وهو ما يشكل بنية العديد من القصائد، اللغة الشعرية عند عفاف متماسكة حتى أنها ترتقي إلى مصاف الشعراء من الصف الأول، ولكن هناك تبيان في مستوى البناء الشعري في بعض القصائد، أحيانًا في القصيدة الواحدة، فنجد هنا رقي جمالي لكنه سرعان من يتراجع إلى الوراء، وهنا أخطاء نحوية (شوهت) جمالية الصور الشعرية، كما أن كثرة التناص مع القرآن الكريم يخدم الصورة الشعرية والفكرة التي تطرحها الشاعرة.
ناديجدا ياسر قالت: هذا الديوان يمثل انعكاس رؤية عفاف عن المرأة، لهذا نجد بعض القصائد جاءت أقرب إلى التطرف، لأنها نابعة من الإحساس بحاجات وهموم المرأة، وأستطيع القول أن لغة عفاف الجميلة هي الأجمل في هذا الديوان.
أما سناء الشخشير فقالت: صوت الأنثى حاضر في الديوان، إحساس جميل وناعم، وما يلفت النظر في الديوان أننا نجد المرأة القوية التي نريدها أن تُسمع صوتنا للآخرين.
(صديقة عفاف) قالت، عفاف تعرف كيف تتحدث عن النساء، فكل من يقرأ لعفاف يعلم أهمية كتابتها، إن كان على مستوى الفكرة التي تطرحها أم على مستوى اللغة الجميلة التي تستخدمها.
وتحدث رائد الحواري قائلاً: الأهم في الديوان أننا نجد مجموعة من التناصات الدينية الإسلامية والمسيحية، مما يجعل الديوان أقرب إلى الكتاب المقدس، والجميل في هذا الديوان أننا نجد كافة حالات الحب، فهناك الحب الرومنسي/العذري، وهناك الحب الصوفي، وهناك الحب الصريح الذي يتحدث عن الجسد، بمعنى أن الشاعرة استطاعت أن تقدم كافة أشكال الحب، وهذا ما يلبي رغبات المتلقي المهتم بالحب.
وفي نهاية الجلسة تحدثت عفاف خلف التي أبدت شكرها لدار الفاروق وعلى اهتمام الحضور بديوانها، موضحة أن الديوان الذي أخذ هذه المساحة من النقاش وبهذه الروح كافي لجعلها تشعر بالفخر، أما فكرة إخراج الديوان ورقيًا، فبدأت عندما نشرت العديد من القصائد على الفيس، ولكن بعد حادثة كسر رجلي اقترح بعض الأصدقاء والصديقات أن أنشره ورقيًا، وبعد أن فكرت بالموضوع رأيت صواب هذه الفكرة، وتم نشره في جمهورية مصر العربية. ولكن أحب أن أوضح أنني لست شاعرة، وأنا بالكاد أقرأ الشعر، على النقيض من الروايات أو المجموعات القصصية أو الكتب الأخرى، ولكن أعتقد أن أي كاتب يمتلك في داخله طاقة أدبية عليه أن يخرجها بالشكل الذي يراه مناسب، إن كان من خلال الرواية أو القصيدة أو القصة أو نص النثر، المهم أن يعرف الشكل الذي يتناسب والمضوع الذي يريد تقديمه.
وقد تقرر أن تكون الجلسة القادمة يوم السبت الموافق 2/2 لمناقشة رواية "الست زبيدة" للروائية الفلسطينية نوال حلاوة.



#رائد_الحواري (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- نافذ الرفاعي في قصيدة -أنشودة مجنونة-
- تعرية السياسيين في مجموعة -فوق بلاد السواد- أزهر جرجيس
- السيرة الروائية في -الست زبيدة- نوال حلاوة
- لغة الأنثى في -شغف الأيائل- عفاف خلف
- عبود الجابري وتقديم الانتحار
- الحركة الشيوعية في فلسطين -عبد الرحمن عوض الله-
- الكلمة والحرف والمعنى عند -السعيد عبد الغني
- -جواد الشمس- مرام النابلسي
- رواية صديقتي اليهودية صبحي فحماوي
- مناقشة مسرحية بيجماليون (لتوفيق الحكيم)
- اليهودي في رواية -مئا شعاريم- أحلام الأحمدي
- -مسلة الأحزان السومرية- علي السباعي
- المثل في رواية -على سكة الحجاز حمال الحسيني
- الملاحقة الأمنية في رواية -الوطن عندما يخون- عادل الأسطة
- الشارع في رواية -ليل الضفة الطويل- عادل الأسطة
- القسوة في ديوان -أجنحة في للريح- خليل قطناني
- تياترو 1949- رواية فواز حداد -حسني الزعيم- و -أنطون سعادة- ع ...
- السواد في قصيدة -قلبي والشتاء- أسامة مصاروة
- قراءات في متنوع السرد-
- مناقشة -ملامح من السرد المعاصر- في دار الفاروق


المزيد.....




- إعلام إسرائيلي: حماس منتصرة بمعركة الرواية وتحرك لمنع أوامر ...
- مسلسل المؤسس عثمان الحلقة 157 مترجمة بجودة عالية فيديو لاروز ...
- الكشف عن المجلد الأول لـ-تاريخ روسيا-
- اللوحة -المفقودة- لغوستاف كليمت تباع بـ 30 مليون يورو
- نجم مسلسل -فريندز- يهاجم احتجاجات مؤيدة لفلسطين في جامعات أم ...
- هل يشكل الحراك الطلابي الداعم لغزة تحولا في الثقافة السياسية ...
- بالإحداثيات.. تردد قناة بطوط الجديد 2024 Batoot Kids على الن ...
- العلاقة الوثيقة بين مهرجان كان السينمائي وعالم الموضة
- -من داخل غزة-.. يشارك في السوق الدولية للفيلم الوثائقي
- فوز -بنات ألفة- بجائزة مهرجان أسوان الدولي لأفلام المرأة


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - رائد الحواري - مناقشة ديوان شغف الأيائل لعفاف خلف