سقسقات مُوحشة

احمد ابو ماجن
شاعر وكاتب
(Ahmed Abo Magen)

الحوار المتمدن-العدد: 6140 - 2019 / 2 / 9 - 20:20
المحور: الادب والفن
    

إلهي
أنهم يرمون بي
في بحر فراغهم
كما لو أنني
آخر حصى على وجه الأرض
________________

إلهي
إنهم يهدون لي
الكثير من الساعات
أولئك الذين صلبوني طويلا
على جذع ضياع الوقت
___________________

إلهي
انا لست أحدا منهم
بل أنا جميعهم
أولئك الذين آمنوا بأنهم
مجرد أفكار عابرة
في رأس الشارع
____________________

يا إلهي
كيف اقنعها بعظيم حبي
حبي الذي يضاهي السماوات
وهي تعرف بأن فمي صغير
صغير جدا مثل ثقب إبرة
_____________________

حافل بك.. قلبي
حافل قلبك.. بهم
تبا لهكذا حياة
تتخذ من المرآب أسوة حسنة
____________________

مالك تحشرين قلبي
بين السوء والعدم
وأنت تدركين جيدا
أن من تقص شعرها
كمن تقص أهداب الرب
_____________________

كيف لا أحبك
وعيناك روما
وأنظاري أناس مهاجرين
وكل الطرق تؤدي إليك!
______________________

لأنني أخشى
أن المسك فتجفين
اكتفيت بشم الورد
من على وجه منشفتك
_____________________

ما الذي تكسبينه
من برودة الحديث
وما الفائدة من تعري العاطفة
وهي تتزين بأثواب الجمود
وماذا يعني أنك أنثى
وأنت لا تجيدين دور البنزين
في حين أنا قدحة
يعذبني العنفوان بمفردي
وبين اشتعال وانطفاء
يتخثر في رأسي حلم
وتنعكس على وجهي ظهيرة الصحراء
_________________________

لست متكبرا يافتاة
فما اتركه من نظره على المرآة
لاتختلف كثيرا عن تلك النظرة
التي اطبعها على وجهك
فلا تسألي
لماذا كلما نظرت إليك
اعقد حاجبي..
______________________

أنا
آخر مصلوب على وجه الانتظار
وأيسر مطعون بغنجر الوقت
وأتعس من صلَّى في ميدانه
جيشُ التمهل
حتَّى أكلت ملامحه المناديل
وهي تمسح ناقمةً
تلك الفوضى التي يتركها تمرد الخجل
كلما حاولت أن أفرغ بين يديك
حبي...
حبي الذين أثقل كاهل قلبي
من دون أن تسنده عصا المصارحة!
__________________________

أنا نبيٌ مُرسلٌ
من ربِّ السَّاعاتِ المُتوقفة
فَلا تَظنوا بي سوءاً
إن لَمْ أحركْ سَاكناً
____________________

آلهة الموسيقى
تمخضت طويلا
قبل أن تتخذ من خطاك
رسولا مطاعا
لنشر إيقاعها على آذان المنصتين
_______________________

كن نيزكا
واسقط على ظلمتي متى شئت
فأرضي وريثة السمراوات
وتعرف جيدا ملوحة التضحية
_______________________

كلما تقولين: صباح الخير
أعجز عن جمع شتات تلعثمي
لأرد عليك زمام التحية
كمن حكم عليه بإلقاء كلمة
في حضرة الله
____________________

بعد كل هذا الصمت
وبعد أن ضاع فمي
بين اقدام السامعين
سأخترع طريقة جديدة للكلام
كأن أبكي وأبكي وأبكي
في ليلة كثيفة الظلام
حتَّى يربت على كتفي قبر
______________________

في بيتنا باب واحد
وشباك واحد
ورغيف واحد
وألف حلم معلق على حبل الغسيل
_______________________

كنتُ شَديدَ التهجدِ
كثيرَ الإيمانِ والتعبدِ
مُسبحاً بِحَمدِ عَينيكِ
لائذاً بِصُندوقِ السّرِّ
مُحتمياً برائحةِ التُّراب
حينما قلتُ لكِ :
ليتكِ مَوتٌ
كي تَدركيني
أينمَا أكون...
___________________

كن قنوعا
من دون أن يقنعك أحدهم
الأمر لايتطلب عناء
فقط ضع يدكَ على قلبكَ
وتذكَّر من تُحب
____________________

في مشهد ليلي مكرر
تحاول سلحفاة العقل جاهدة
في أن تحقق فوزها الأول في مارثون الشوق
وبينما هي تفكر مليا في كيفية الانطلاق
يكون أرنب القلب قد فاز...

#احمد_ابو_ماجن (هاشتاغ)       Ahmed_Abo_Magen#          

---

ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل