أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - صادق محمد عبدالكريم الدبش - الرفيق حميد بخش القائد والمناضل الزاهد .














المزيد.....

الرفيق حميد بخش القائد والمناضل الزاهد .


صادق محمد عبدالكريم الدبش

الحوار المتمدن-العدد: 6125 - 2019 / 1 / 25 - 09:51
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


الرفيق حميد بخش أبا زكي
القائد والمناضل الزاهد .
كان أبا زكي صديقا ورفيقا ، متواضعا وقائدا كبيرا في خلقه وأخلاقه وسموه ورفعته ونقاوته .
كان دمث الخلق وحسن السيرة وهادئ الطباع ، ولا يثار ... مرن في تعامله مع رفاقه ، وله القدرة المميزة على الاقناع بما يعتقد ويرى ، ويصغي للمتحدث وللرأي الأخر .
يتمتع بانضباط ومبدئية عالية ، ومدافعا أمينا عن الحزب وعن رفاقه ، لم ألحظ عليه يوما الجزع أو التشكي من ظروفه الحياتية القاسية .
كان مثقفا متبصرا بالطريق الذي اختاره عبر تأريخه النضالي المشرف ، يتمتع بثقافة واسعة ، ويمتلك أدق التفاصيل عن نشاط الحزب السياسي ومعارك الحزب الطبقية والفكرية ، ناهيك عن ثقافته في السياسة والفلسفة والمعارف والعلوم الماركسية ، وكما ذكرنا كان متواضعا وزاهدا متعففا حد التصوف ،
حميد بخش قائدا شيوعي مرموق ، ويتمتع بقدرته المميزة في إيصاله للمتلقي نهج وسياسة الحزب بيسر وتبسيط وبروح الدعابة بربطه للأمور بطبيعة حياة الناس ومستواهم الفكري والطبقي والاجتماعي .
تعرفت على هذا المناضل ، أول مرة في تموز من عام 1970 في قاعدة هندرين لفصائل الأنصار في برسرين ، حينها كنت في إحدى القواعد في فصيل حافيز ، عند جسر حافيز الذي يصل بالطريق المؤدي الى كلاله .. من جانب ومن الجانب الأخر على يمين الشارع طريق يأدي الى قرية ( دركلة .. القرية التي عقد فيها المؤتمر الوطني الثاني للحزب الشيوعي العراقي الذي عقد عام 1970 م .
حين أتذكر الرفيق أبا زكي !.. هذا المقدام النبيل والمناضل الزاهد الصابر القوي في تحمله وقدرته على مقارعة نوائب الزمن وصعوباته ، والتي يتخطاها برجولة واقتدار !..
في نفس الوقت كنت أرى البؤس والحرمان والعوز يرتسم على محيا طلعته السمراء ، الذي كان يعكس صورة ما يعيشه الشيوعيين ، في فترات نضال العمل السري القاسية المريرة .
الجميع يعلم بأن أغلب مراحل حياة الحزب بعقوده الثمانية ، كان يعيشها حد الكفاف والحرمان ، وما يتعرض له الشيوعيين العراقيين من ظلم وجور وسجون ومعتقلات ونفي وقتل وإرهاب وقمع .
اذكر مرة قال لي ومن خلال استعراضه السريع للكثير من معاناة الشيوعيين وضنك الحياة وعسرها !!..
تعتقد يا رفيقي !.. أنا لليوم ( لم أشبع غليلي من شرب الشاي ؟.. لأني في أغلب الأيام لا أملك ما يسد رمقي من الطعام !.. لابقي على القليل من النقود لأشتري به الشاي .
هل تعلمون يا أحبائي الأكارم ، بأن هذا القائد والإنسان الذي كان أكبر الرفاق سنا في الفصيل ، ويكبرهم بما يزيد على العشرين عام !.. ..
كان هو نفسه طباخ الفصيل والمسؤول الحزبي ، وكان حريص أشد الحرص على تموين الفصيل من الحبوب وخلافه ، ويحدد الكمية بالرغم من تذمر البعض منا لسوء الطعام وقلته ، ولكن كان يقنع الجميع بأن الحزب ليس لديه القدرة على زيادة مالية الفصيل لتحسين نوعية الطعام .
كانوا يعطون للرفيق الواحد ( ديناران فقط ! ) كل شهر وأحيانا كل شهرين وربما اكثر ، وكنا حينه شباب في مقتبل العمر ولن نبلغ من الرشد والثقافة والوعي ، كما نحن عليه اليوم ، وقد نكون أحيانا نزقين وانفعاليين نتيجة لقساوة الحياة وشقائها وإرهاب النظام وظلمه .
كنا ننال من الرفيق أبا زكي كل رعاية وترويض على تحمل هذه الظروف الصعبة ، ولتخطي واقعنا المزر وبروح التلمذة الشيوعية ، وبروح رفاقية عالية من خلال سعيه الحثيث على خلق رفاق يتمتعون بالقيم والمثل الخلاقة للشيوعية ، لقد كان مرشدا ومعلما ومثال للشيوعي الواعي والأمين لحزبه ولمبادئه .
كان بسيط في مأكله ومنامه وملبسه ، ما رأيته يوما قد ارتدى ملبس جديد ، كنت دائما أراه يلبس الشروال الخاص بالأنصار ، وقميصه البسيط ونظارته التي لا تفارقه .
والشيء بالشيء يذكر ، فقد كان في نفس الفصيل القائد الانصاري الشجاع الشهيد الراحل ( علي كلاشنكوف ) الذي كان حينها معاون أمر الفصيل يقول للرفيق [ ابو زكي غدا يصادف عيد ماذا ستقدم لنا ؟ ) ..
فيقول سنعقد بعد ظهر يوم العيد ، ونحكي للرفاق كيف كنا نقضي أيام العيد عندما كنا صغار! ..
فيرد عليه الرفيق علي !.. يا رفيق أنت مسؤول عن الطبخ والارزاق !.. خبرنا عن برنامج الولائم ؟..
فيرد عليه مبتسما مع حركة لنظارته ، نعم رفيق الأسبوع القادم سوف نذبح ( بزن ) يعني صخل أو ماعز !.. كل واحد من الرفاق يصرخ بوجه الرفيق أبو زكي وخاصة الرفيق أبو عامر من مدينة الخضر ( لك يا عمي شنو انت تريد تموتني من الجوع ؟..
بعد ما نجرع ( البرنج والنان ) يقصد الرز والخبز .
أبو عامر كان رفيق كبير في السن هروبه بسبب ذهابه الى مركز شرطة الخضر ليخبرهم بأن المغدور الشهيد محمد أحمد الخضري وسيارته موجود على جسر مدينة الخضر ، فقالوا ومن أين تعرف الشهيد ، ولهذا السبب التحق بفصائل الأنصار .
هذه لمحة قصيرة عن زاوية من زوايا هذا المناضل والإنسان والقائد الشيوعي الراحل حميد بخش .
الذكر الطيب والخلود الأبدي لرفيقنا المقدام أبو زكي .
صادق محمد عبد الكريم الدبش
25/1/2019 م



#صادق_محمد_عبدالكريم_الدبش (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- نعي الرفيق طارق حبيب محمد
- محاكات مع الذات !...
- هل يفكر الساسة في واشنطن القيام بعمل عسكري ضد أيران ؟
- زمن الطاعون
- رئيس مجلس الوزراء قادر على أحداث التغيير ؟ ..
- تساؤلات مشروعة ؟..
- تهنئة بعيد رأس السنة وأعياد الميلاد المجيد .
- إدانة لجريمة قتل سائحتين من أوربا في المغرب .
- وعد الحر دين !...
- وعد الحر دَيْنٌ ؟...
- ماذا ؟... ونحن على عتبة حلول عامم جديد !..
- سعدي يوسف .. أخر الكبار !..
- لا أدري لماذا ؟؟ !!!....
- اللعب في النار .. ليس كمن يخوض بيديه في الماء !..
- الحق مقتول .. والباطل منتصر في عراق اليوم !..
- أخر الليل ... نعانق الربيع !..
- ماذا يجري خلف الكواليس ؟..
- ما اعرفه عن نفسي !..
- محاولات اضعاف الوحدة الكفاحية للشعب الفلسطيني وأشقائه من الش ...
- خبر عاجل .. حكومة الفضاء الوطني في موت سريري !..


المزيد.....




- فيديو لرجل محاصر داخل سيارة مشتعلة.. شاهد كيف أنقذته قطعة صغ ...
- تصريحات بايدن المثيرة للجدل حول -أكلة لحوم البشر- تواجه انتق ...
- السعودية.. مقطع فيديو لشخص -يسيء للذات الإلهية- يثير غضبا وا ...
- الصين تحث الولايات المتحدة على وقف -التواطؤ العسكري- مع تايو ...
- بارجة حربية تابعة للتحالف الأمريكي تسقط صاروخا أطلقه الحوثيو ...
- شاهد.. طلاب جامعة كولومبيا يستقبلون رئيس مجلس النواب الأمريك ...
- دونيتسك.. فريق RT يرافق مروحيات قتالية
- مواجهات بين قوات التحالف الأميركي والحوثيين في البحر الأحمر ...
- قصف جوي استهدف شاحنة للمحروقات قرب بعلبك في شرق لبنان
- مسؤول بارز في -حماس-: مستعدون لإلقاء السلاح بحال إنشاء دولة ...


المزيد.....

- في يوم العمَّال العالمي! / ادم عربي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - صادق محمد عبدالكريم الدبش - الرفيق حميد بخش القائد والمناضل الزاهد .