مداخلة قصيرة في العلمانية

نقولا الزهر

الحوار المتمدن-العدد: 6124 - 2019 / 1 / 24 - 08:50
المحور: اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي
    

مداخلة قصيرة في العلمانية
النظام العالماني أو العَلماني أو الدنيوي لا فرق، ليس معقداً فهو يعني في كل الأدبيات الكلاسيكية للعلمانية المسائل التالية:
1- فهو قبل كل شيء مرتبط ومتزامن مع سيادة النظام الديموقراطي في المجتمع.
2- يفصل بين مؤسسات الدولة والمؤسسات الدينية الموجودة في المجتمع.
3- يفصل بين المؤسسات الدينية ومؤسسات تنظيم التعليم والمدرسة والجامعة فهذه من مهام الدولة.
4- على الدولة أن لاتمنع أو تردع الأديان الموجودة في المجتمع، بل من واجبها احترامها واحترام أماكن عبادتها وحرية معتقدات وأفكار كل المواطنين، وإلا انتفت عنها سمتها الديموقراطية أو العلمانية.
5- حرية اختيار الشريك لكلا الجنسين وحق الشريكين في ارتباطهما الأسري باختيار إقامة الزواج المدني أو الزواج الديني. وهذه المسألة من أهم وسائل تكريس القضية الوطنية الديموقراطية.
6- ولكن العلمانية ليست ديناً ولا عقيدة ومفهوم الفصل بين الدولة والدين في العلمانية أو الدنيوية لا يعني على الإطلاق القطيعة بينهما والقطيعة بابسط معانيها تعني العنف وعدم الاستقرار والفصل في اللغة لا يعني القطع أبدا وإنما يعني تنسيق وتنظيم وترتيب الأمور.
7- ولذلك تختلف العلمانية في تفاصيلها من دولة إلى أخرى بحسب وضع وظروف هذه الدولة أو تلك. فهناك العلمانيات الأميركية والأنكليزية والفرنسية والألمانية والهندية واليابانية والإيطالية والهولندية......ولكن ما يجب أخذه بعين الأعتبار أن هذه الأنظمة العلمانية، رغم اختلافها في تفاصيلها وخصوصياتها فهي متفقة على العام فيها وهو عدم تغول الدين على الدولة والسيطرة عليها، وفي المقابل عدم تغول السلطة السياسية على الأديان واستثمارها لحسابها وتكريس الطائفية السياسية في المجتمع بما يخدم مصالحها.
في كل الأحوال تَحَقُق العلمانية مشروط بسيادة النظام الديموقراطي في المجتمع الذي يكرس حرية المعتقد والتفكير والقول والحوار، ولا تفرض العلمانية فرضاً بالقوة وإنما بالنضال السلمي لتلافي أية فتنة او حرب أهلية. وفي اعتقادي النظام العلماني والنظام الديموقراطي متداخلان متزامنان.
نقولا الزهر
في 24/1/2019

#نقولا_الزهر (هاشتاغ)      

---

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين	حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات