نقولا الزهر
الحوار المتمدن-العدد: 4728 - 2015 / 2 / 22 - 02:39
المحور:
دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات
جاء البخاريون إلى دمشق بطرق مختلفة وعلى فترات زمنية مختلفة أيضاَ. منهم من جاء للتجارة عبر طريق الحرير فبقي فيها ومنهم من تثاقلت أقدامهم في دمشق الجميلة المحاطة بالجنان فمكث فيها واستقر. ولكن القسم الأكبر من التركستانيين ذوي الأصول التركستانية الذين قدموا إلى دمشق واستقروا فيها هاجروا إليها بعد الاحتلال الروسي لتركستان الغربية والاحتلال الصيني لتركستان الشرقية, وقد قدموا في مرحلة ثانية بعد قيام الاتحاد السوفييتي.
ولقد تكنى الكثير من هؤلاء المهاجرين بالمدينة الأوزبكية المقدسة بخارى مسقط رأس البخاري واضع كتاب الحديث المشهور ومسقط رأس أبو علي ابن سينا الطبيب والفيلسوف. ولكن هناك عائلات بمدنها مثل السمرقندي والطشقندي والخيوي والفرغاني وغير ذلك. والأكثر شهرة من هذه العائلات عائلة البخاري وعائلة المرادي.
وعائلة المرادي تنتمي إلى مراد بن علي ابن دواوود ابن كمال الدين بن صالح بن محمد البخاري النقشبندي المتوفي في عام 1132 هجرية. ولقد تولى المراديون الإفتاء الحتفي في دمشق لفنرة طويلة.
ولقد بنى مراد مؤسس العائلة جامع المرادي والمدرسة المرادية في باب البريد في محلة العصرونية ومن ثم أسس في عام 1108 هجرية التكية المرادية وجامع النقشبندي خارج دمشق القديمة في حارة الورد في سوق ساروجة. وفي هذه التكية كان مقر الجمعية الخيرية البخارية التي تراسها موسى خوجة آخر مسؤولي مالية إمارة بخارى .
وأما العائلة الثانية التي طفت على سطح المجتمع الدمشقي هي (عائلة البخاري). وبرز من هذه العائلة الشيخ والعالم الإسلامي سليم البخاري وولداه جلال الدين أحد شهداء السادس من أيار 1916 وأعدم في بيروت. أما اخوه نصوحي البخاري المولود في عام 1982 فبدأمسيرته صابطاً في الجيش العثماني ومن المناصب التي تسلمها قائد منطقة حلب العسكرية ومن ثم قائد المجلس الحربي الثاني واشترك في الحرب العالمية الأولى وأسر في سيبيريا وهرب من الأسر ومن ثم تعاون مع الملك فيصل الأول وصار سفيراً له في مصر وتولى الوزارة مرات عديدة وكلفه الرئيس هاشم الأتاسي بتشكيل الحكومة في عام 1939 وانتخب نائباً في البرلمان
السوري عام 1943. ولا أنسى بهذه المناسبة الباحث الموسوعي الدمشقي برهان البخاري (1941-2010) وكذلك أستاذي للغة الفرنسية في الصف السابع الإعدادي في جودت الهاشمي في عام 1954 عاصم البخاري وطربوشه الأحمر وكلمة(ياغبي) لكل طالب من الصف حينما يرتكب أغلاطاً فاحشة في اللفظ.
ولقد اشتغل مهاجرو آسيا الوسطى ببيع الأكياس الورقية ولهم سوق خاص بهم تقريباً في سوق الوراقين في البزورية.
كان للبخاريين حي خاص في الميدان ولكنه لم يعد خاصاً بهم منذ فترة طويلة.
نقولا الزهر
في 21/2/2015
#نقولا_الزهر (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟