أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - نقولا الزهر - عندما لا يسود الفصل بين الفكر والسلطة (وحين يصبح النص لازمة سلطوية)














المزيد.....

عندما لا يسود الفصل بين الفكر والسلطة (وحين يصبح النص لازمة سلطوية)


نقولا الزهر

الحوار المتمدن-العدد: 4425 - 2014 / 4 / 15 - 02:59
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


حين يستحال النص الفكري إلى أمر سلطوي، وبغض النظر إذا كان هذا النص عقلانياً أو غير عقلاني، واقعياً أو غير واقعي، موضوعياً أو غير موضوعي؛ يتحول إلى إيديولوجيا مفروضة على الناس، فاقدةً لتأثيرها ومفعولها الاجتماعي. وفي مثل هذه الظروف، وتحت تأثير فعل تقديس هذه الإيديولوجية السلطوية تزدهر مفاهيم الهرطقة والزندقة والتكفير والتحريف، ويجري تقسيم المجتمع إلى جماعتين: من كان مع هذه الإيديولوجيا هو من "شعب الله المختار" ومن وقف ضدها هو من" شعب الدرجة الثانية". وفي ظل هذه الإيديولوجيا المقدسة ينفش مثقفو السلطة ريشهم وتنتفخ أوداجهم مسبحين بحمدها ويتوارى إلى الزوايا والكهوف المثقفون الآخرون خوفاً من القمع والبطش. وهذا بدوره يؤدي إلى ازدهار الحركات السرية التي غالباً ما تسلك طريق العنف.
والتاريخ غني بما نحن بصدده. ولنأخذ على سبيل المثال الخليفة العباسي(المأمون).ولقد عرف تاريخياً بأنه خليفة منفتح على العلم والمعرفة والعريب والترجمة.ولقد تبنى فكر المعتزلة العقلاني وآمن بعقيدة (خلق القرآن) ولقد جعلها فكراً رسمياً لعهده،وتوسع في إجراءاته السلطوية ليرغم الفقهاء والأئمة المسلمين على قبولها. وبالفعل فقد أمر المأمون بجمع الكثير من فقهاء عصره ومنهم:
" أبو حسان الزيادي وبشر بن الوليد الكندي وعلي بن مقاتل والفضل بن غانم والذيان بن الهيثم والحسين بن حماد وعبيد الله بن عمر واحمد ابن حنبل وغيرهم وراح يسألهم واحداً واحداً عن رأيه في القرآن وكلف مأموره إسحق بن ابراهيم بسؤالهم.
"فقال لبشر بن الوليد: ما تقول في القرآن؟ فقال البشر: القرآن كلام الله. قال مأمور المأمون المكلف اسحق ابراهيم له: لم أسالك عن هذا..أمخلوق هو؟ فقال البشر الله خالق كل شيء..فقال اسحق هل القرآن شيء؟! قال هو شيء..قال اسحق أمخلوق هو؟! قال بشر: ليس بخالق..قال اسحق لم أسالك عن هذا هل هو مخلوق؟! قال بشر: هو كلام الله وإن أمرنا أمير المؤمنين بشيء سمعنا وأطعنا!!!"
ذكرني هذا الحوار بما يرويه فاديسلاف هافل عن بائعي الخضار والبقاليات في براغ الذين كانت السلطة تلزمهم بأن يضعوا شعار ماركس وإنجلز، الذي روَّسوا به البيان الشيوعي (ياعمال العالم اتحدوا)، في مخازنهم وبقالياتهم. قال له أحد بائعي الخضار:"خسارتي بوضع هذا الشعار في محلي أقل بما لا يقاس من امتناعي عن وضعه".



#نقولا_الزهر (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- عندما تتسع الهوة بين السياسي والفكري/ وعندما لا يتغير النظري ...
- شباط في الذاكرة الشعبية السورية
- بقايا صور من الحياة اليومية 5/الأقارب 2
- بقايا صور من الحياة اليومية(4)
- ما بين الفكر والإيديولوجيا
- مؤشرات لصالح العقلانية في العالم العربي(1)
- هل هذه الثورات... ضد أنظمة ونخب وإيديولوجيا -حركة التحرر الع ...
- هل نشهد إرهاصات بروتستنتية في الإسلام السياسي العربي الراهن؟
- ثورات الربيع العربي واليسار التاريخي المأزوم
- حكاية مستنقع ينعم بالاستقرار
- مداخلة في مفهوم الدولة المدنية
- من روح مقالة سلطة من لا سلطة لهم لفاتسلاف هافل
- مديح الكراهية
- بارادوكس مأساوي لدى اليسار التاريخي
- دور الطبقة الوسطى وانعكاسات ثورات التغيير على الجماعات السيا ...
- الحرية والدولة المدنية عنوان ثورتي تونس ومصر
- هل من فرق بين المجتمع المدني والمجتمع الأهلي؟
- دور المجتمع المدني ومعطيات جديدة في الحدث التونسي
- في نقد علمانية الدكتورة وفاء سلطان
- كي لا تموت اللغة تحتاج دائماً إلى من يفتح نوافذها


المزيد.....




- وقف إطلاق النار الذي أعلنه بوتين بمناسبة -يوم النصر- يدخل حي ...
- رغم التصعيد في غزة.. وزراء 6 دول أوروبية يؤكدون دعمهم الثابت ...
- قناة 12 العبرية تتحدث عن 9 أيام مصيرية لوقف النار في غزة بصف ...
- -التحقيق مع الرئيس-.. مسلسل أمريكي جديد يحاول تقديم صورة واق ...
- الهند وباكستان.. تصعيد يهدد بحرب شاملة
- ميرتس: لا حديث عن إرسال قوات ألمانية إلى أوكرانيا
- قوات الأمن يطردون ناشطين مؤيدين لفلسطين من مركز الملكة إليزا ...
- باكستان تعلن ارتفاع حصيلة قتلاها جراء الضربات الهندية إلى 31 ...
- قاض أمريكي يمنع إدارة ترامب من ترحيل مهاجرين إلى ليبيا دون م ...
- المقاتلات الروسية ترافق طائرة شي جين بينغ إلى موسكو


المزيد.....

- الحرب الأهليةحرب على الدولة / محمد علي مقلد
- خشب الجميز :مؤامرة الإمبريالية لتدمير سورية / احمد صالح سلوم
- دونالد ترامب - النص الكامل / جيلاني الهمامي
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 3/4 / عبد الرحمان النوضة
- فهم حضارة العالم المعاصر / د. لبيب سلطان
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 1/3 / عبد الرحمان النوضة
- سلطة غير شرعية مواجهة تحديات عصرنا- / نعوم تشومسكي
- العولمة المتوحشة / فلاح أمين الرهيمي
- أمريكا وأوروبا: ملامح علاقات جديدة في عالم متحوّل (النص الكا ... / جيلاني الهمامي
- قراءة جديدة للتاريخ المبكر للاسلام / شريف عبد الرزاق


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - نقولا الزهر - عندما لا يسود الفصل بين الفكر والسلطة (وحين يصبح النص لازمة سلطوية)