نقولا الزهر
الحوار المتمدن-العدد: 3339 - 2011 / 4 / 17 - 06:01
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
مديح الكراهية
في الخمسينات لما كنا طلاب في المدرسة الثانوية، كنا نتظاهر كثيراً ليس فقط ضد الاستعمار والصهيونية، وإنما كنا نتظاهر من أجل اي مشكلة سياسية أومطلبية على المستوى الوطني واحياناً على المستوى المحلي، ومرة اضربنا ثلاثة أيام في جودت الهاشمي في دمشق احتجاجاً على مديرية التربية لأنها نقلت مدير الثانوية هاشم الفصيح إلى مدرسة أخرى، وهذه الحادثة كانت في ظل حكم العقيد أديب الشيشكلي، كنا نسميه الديكتاتور، لكن لا أعرف إذا كانت هذه التسمية تصح عليه الآن إذا قارناه بمتسلطي هذه الأيام.لم تضرب علينا آنذاك القنابل المسيلة للدموع ولم نعتقل ولم يحقق معنا،وفي اليوم الثالث أصدر مدير التربية في دمشق تثبيت هاشم الفصيح مديراً لجودت الهاشمي.وحينما كنا نتظاهر من أجل قضايا مختلفة،ونخرج من المدرسة لنلتحم بمظاهرة الجامعة السورية عند المتحف.كانت تحدث في كثير من الأحيان مشادات واختلافات على الشعارات بين البعثيين والشيوعيين والإخوان المسلمين والقوميين السوريين.ولكن بعد أن ننتهي من المظاهرة نعود نحن الطلاب المختلفين في اليوم الثاني لنتكلم مع بعضنا واختلافنا لم يكن يمنعنا من تبادل الزيارات في بيوتنا .هكذا كانت الحياة السياسية فلم تكن هنالك ثقافة للكراهية.ولذلك فإنني اليوم مندهش ومستغرب جداً حينما أرى سورياً مدججا يرقص بنعليه الغليظين بحقد ونشوة وتلذذ على ظهر متظاهر سوري مكبل ووجهه إلى الأرض. ذكرني هذا المشهد المروع بالروائي السوري خالد خليفة وعنوان روايته(مديح الكراهية).كم هو عنوان رائع وعميق وله علاقة بموضوعية ماتغير على المشهد السوري خلال نصف قرن من الاستبداد
#نقولا_الزهر (هاشتاغ)
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟